الاثنين، 21 مايو 2012

السلام قلب القرآن

السلام قلب القرآن

السلام قلب القرآن

بقلم مشتاق هيلان 
وردت لفظة السلام في القرآن الكريم ثلاث وثلاثون مرة ، منها قوله تعالى :  سلام قولا من رب رحيم  . وكذلك في السنة المطهرة قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :  إن السلام اسم من أسماء الله فأفشوه بينكم  . وورد في الحديث أيضاً :  بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة فذلك قوله ( سلام قولا من رب رحيم ) فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شئ من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم فيبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم  . ويقول فخر الدين الرازي في تفسيره : لما بين الله عزوجل كمال حال أهل الجنة قال : سلام عليهم ، وهذا كما في قوله تعالى :  سلام على نُوحٍ  ،  سلام على المرسلين  ، فيكون الله تعالى أحسن إلى عباده المؤمنين كما أحسن إلى عباده المرسلين .

أما معناه : فأولاً : بمعنى الله جل جلاله
يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام : السلام جل جلاله : إسم من أسماء الله تعالى ، أودعه خلقه ليستعملوا معناه في المعاملات والأمانات والإلصاقات ، وتصديق مصاحبتهم ومجالستهم فيما بينهم وصحة معاشرتهم . 
ويقول القشيري : السلام جل جلاله : قيل : معناه ذو السلام ... معناه يقوده إلى تنزيهه عن الآفات ، وتقديسه عن صفات المخلوقات ، فيكون بمعنى القدوس . 
وقيل : معنى السلام : أنه سلم المؤمنون من عذابه ، كما أن معنى المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
وقيل : معناه أنه ذو السلام على أوليائه فإنه عز وجل قال :  الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى  ، فعلى القول الأول هو من صفات فعله ، ودار السلام : هو دار الله ، لأن السلام اسم من أسمائه .
ويقول الشيخ الغزالي : السلام : هو الذي تسلم ذاته عن العيب ، وصفاته عن النقص ، وأفعاله عن الشر ، حتى إذا كان كذلك لم يكن في الوجود سلامة إلا وكانت معزية إليه صادرة منه .
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي : السلام جل جلاله : بسلامته من كل ما نسب إليه مما كره من عباده أن ينسبوه إليه .

ثانياً : بمعنى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم 
وبعدما عرفنا معنى اسم السلام بكل ما يعنيه من معنى عند أهل التحقيق ، ولم يبق لنا إلا أن نتعرف عليه من هو في سورة يس ؟ وعلى أساس أن قلب القرآن سورة يس وقلب سورة يس آية  سلام قولا من رب رحيم نقول : كما هو معلوم في علم الأرقام أن ياسين لو كتبت كتابة فعددها بالأرقام هو : الياء 10+ والألف 1+ والسين 60+ والياء 10+ والنون 50 = 131 وإن كلمة سلام عددها بالأرقام هو : السين 60+ واللام 30+ والألف 1+ والميم 40 = 131 مما يعني أن كلمة (ياسين) تطابق كلمة (سلام) وهذا يعني أنه عندما يقول له (ياسين) أي إشارة إلى السين من كلمة (سلام) والتي هي قلب سورة يس ، وكأنه يقول له صلى الله تعالى عليه وسلم : ( يا سلام ، والقرآن الحكيم ، إنك لمن المرسلين ، على صراط مستقيم ، تنزيل العزيز الرحيم ) وفي قلب السورة يقول :  سلام قولا من رب رحيم  ومعناها أن قلب القرآن سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وقلب سيدنا محمد السلام ، فالآية خمس كلمات مثلما أن بداية السورة والتي تتحدث عن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم هي خمس آيات ، وإن الرقم 131 ( ياسين – سلام ) = 1+3+1 = 5 والرقم خمسة العربي رمز وإشارة إلى الإحاطة بالشيء شكلا وكتابة ، فكأنه يعني أن السلام والذي هو بمثابة القلب للجسم يحيط به من كل جوانبه إحاطة وشمولا ، وكما ورد في شعب الإيمان للبيهقي : أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال :  لكل شيء قلب ، وإن قلب القرآن يس من قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات  وهذا من أكبر الأدلة على أن السلام هو صفة الشاملة لدين الإسلام ، ورب الإسلام ، ونبي الإسلام ، وكتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : السلام : فإنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان متحققاً متجلياً به . والدليل على ذلك ارتفاع المسخ والخسف بعد بعثته ، فإنه كان سبب سلامة العالم من ذلك ، وقد قال تعالى :  وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وإنتَ فِيهِمْ  ، فهو سلامة محضة ، وهو السلام المطلق .

ثالثاً : بالمعنى العام
يقول الشريف الجرجاني : السلام : هو تجرد النفس عن المحنة في الدارين . 
أما اسم السلام جل جلاله من حيث التعلق والتحقق والتخلق ، فيقول الشيخ الأكبر ابن عربي : السلام جل جلاله من حيث التعلق : افتقارك إلى هذا الإسم بسلامة ذاتك من وقوع يلحقك بالعيب ، ومن حيث التحقق : السلام البراءة من كل ما يستحيل عليه ، ومن حيث التخلق : الفرق بين هذا الإسم والقدوس : أن التنـزيه في حق العبد إنما وقع بعد حصول ما ينبغي أن يتقدس عنه ، والسلام قد يكون بهذه المثابة وقد يكون ابتداء يسلمه في قيام العيب به . فالثاني الذي هو السلام من استمراره هو الذي ينبغي أن يكون تخلقاً ، والذي يكون ابتداء خلقاً عناية إلهية . 
ويقول الشيخ فخر الدين الرازي : حظ العبد من اسمه تعالى ( السلام ) فهو أن العبد له سلامة في الدنيا وسلامة في الدين ، أما سلامته في الدنيا ، فهو أن يتخلص عن المؤذيات ، ويحصل له ما كان في حيز الضرورات والحاجات .

وأما السلامة في الدين فهي على ثلاثة مراتب : 
أولها : السلامة في مقام الشريعة ، وهو أن يسلم دينه عن البدع والشبهات ، وأعماله عن متابعة الهوى والشبهات .
وثانيها : السلامة في مقام الطريقة ، وهو أن يكون عقله أمير شهوته وغضبه ، ولا يكون أسيراً لهما ، لأن العقل أمير ، والشهوة والغضب كل واحد منهما عبده .
وثالثها : السلامة في مقام الحقيقة ، وهو أن لا يكون في قلبه التفات إلى غير الله . 
ويقول الشيخ أبو بكر الواسطي : السلام على ضربين : من جهة الرضوان ودار السلام سلمهم من شواهدهم ، والسلام للأكابر سلمهم بشاهده عن أن يتعلقوا بشواهدهم . 
ويقول الشيخ ابن عطاء الأدمي : السلام في الجنة من وجوه : منهم من يسلم عليه خزنة الجنة يقولون :  سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ  وهؤلاء أدناهم ، ومنهم من يكون سلامه من الملائكة بقوله :  والْمَلائِكَةُ يَدْخُلونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ . سَلامٌ عَلَيْكُمْ  وهؤلاء الأواسط ، ومنهم من يكون سلامه من الحق بقوله :  سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحيمٍ  وهؤلاء أرفعهم درجة .
ومن مكاشفات الصوفية عن صورة السلام يقول الشيخ ابن قضيب البان : كشف لي الحق عن صورة السلام ، فإذا هو نور قد أحاط جهات المصلي ، واتصل منه إلى كل ذي روح شعاعٌ يتلون على لون صاحبه . 
وأما جنة السلام فيقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : جنة السلام هي الطبقة الأولى من الجنان : وتسمى جنة المجازاة ، خلق الله باب هذه الجنة من الأعمال الصالحة . تجلى الله فيها على أهلها باسمه الحسيب ، فصارت جزاء محضاً . وقوله :  لا يدخل أحد الجنة بعمله  إنما أراد جنة المواهب ، وأما جنة المجازاة فهي بالأعمال الصالحة . قال الله تعالى في ... هذه الجنة :  وأن لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلّا ما سَعى. وإن سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى . ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى  وتسمى هذه : بالجنة اليسرى ، قال الله تعالى :  فَأَمّا مَنْ أَعْطى واتَّقى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى  
ويقول القشيري في معنى آية : ( سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) أي يسمعونَ كلامَه وسلامَه بلا واسطة ، وأكَّد ذلك بقوله : « قولاً » . وبقوله :  مِّن رَّبٍّ  ليعلم أنه ليس سلاماً على لسان سفير .  مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ والرحمةُ في تلك الحالة أن يرزقهم الرؤية في حال ما يُسَلِّم عليهم لِتَكْمُلُ لهم النعمة . ويقال الرحمة في ذلك الوقت أن يُنَقٍّيَهم في حال سماع السلام وحال اللقاء لئلا يصحبهم دهش ، ولا تلحقهم حيرة . ويقال إنما قال :  مِّن رَّبٍّ رَّحيمٍ  ليكون للعصاة من المؤمنين فيه نَفَسٌ ، ولرجائهم مساغ ؛ فإن الذي يحتاج إلى الرحمة العاصي . ويقال : قال ذلك ليعلم العبدُ أنه لم يصل إليه بفعله واستحقاقه ، وإنما وصل إليه برحمة ربه .

___________________________
المصادر : 
الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات 
الإمام الغزالي – المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى 
الشيخ عبد الكريم الجيلي – الإنسان الكامل 
الشيخ محيي الدين بن عربي – الفتوحات المكية
موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان – للسيد الشيخ محمد الكسنزان

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)