الأربعاء، 9 مايو 2012

الاستاذ العارف بالله الشيخ احمد الجعلي القادري ( الشايب) ( طيب الله ثراه )

هو الشيخ احمد الجعلي وينتمي الي قبيلة الجعليين فرع السريحاب ولد ببربر القديمة التي تسمي بالمخيرف عام 1818م .
دراستة وعلمه :
عندما بلغ الشيخ الجعلى سن التعليم هاجر لمنطقة الشايقية ليتلقى العلوم الشرعية بها ، ودرس القران حفظا وتجويدا فى بلدة (نورى)على يد الشيخ محمد الصادق الكارورى ,وكان شيخه يجله ويكرمه ايما اكرام ، بل ويقدمه اماما على الصلوات الخمس، لما راى منه من مزايا تنم عن حسن اخلاقه وتمام ورعه وعلمه .
 
الشيخ الجعلى والقران الكريم :
اكمل الشيخ احمد الجعلي حفظ القران الكريم على يد الشيخ
( الصادق الكارورى ) ثم استاذنة فى الذهاب الى مسجد
 (محمد عبد الحميد العريقابى) بنورى ايضا ، ودرس عليه العلم على مذهب الامام (مالك) وختم دراسته فى الفقه على مختصر خليل  ، اثر ذلك استاذن محمد عبد الحميد وعاد الى كدباس .
اخلاقــــــه
بدا الشيخ احمد الجعلى التدريس ايام المنعه وقسوة الحكام ، فلم تفارق
البسمه شفتيه حتى فى وجه المسيئين اليه ، فقد كان كثير الاحسان
يتوشح الفضاله ومكتسيا بنور الجلاله وثالثتها الفحاله ، حافظ رحمة الله على وقارة حتى فى احلك الظروف والمواقف ، كان شديد الصفح والعفو عند المقدره ، كظاما للغيظ ، اعطاه الله عنايه خاصة يرد بها كيد الكائدين
وكان (رضى الله عنه) يواجه كل الصعاب والاذى من اجل الوصول الى غايته وهى مرضاة الله ، من غير ان يطمع فى منصب او جاه , ومن اشهر اقواله فى ذلك:
 لتتحقق الخدمه ,وليكن مكاننا فى المؤخرة عند احذية المسجد
وكان الشيخ الجعلى رقيق القلب ,عطوفا على الناس عامة على طلابه خاصة ،مليحا ، يحب المزاح بغرض الترويح ، كما حكى عنه معاصروه فيتناول النكات احيانا مع اهله وطلابه ، فهو الولى الظاهر الولاية والبركات وكان مجاب الدعاء فهو السيد فى منظره ، النظيف فى ملبسه  النقى جوهره,المخبوء فى مخبره ، كما كان كثير الهتمام بطلاب العلم ومن ابرز اهتمامه بهم قوله :
(ظفر اصغر طالب اغلى عندى من الدنيا)
وكان يحزنه كثيرا الا يشترك واحد من طلابه فى الدرس لسبب من الاسباب فيقول  :
( وآاسفاه .. ان خسارتنا اليوم كبيرة  )
وكان  يعلم الناس قراءة القرآن دون تفريق بين صغير او كبير وعامل او موظف مهتما بالقاء الدروس والمواعظ على الطلاب من غير نظر الى قلة الجماعة او كثرتها .
صفاته الخلاقية
كان (  رضي الله عنه )  طويل القامه ، ادم البشرة ، واسع الصدر ، ضخم الكراديس اسود الشعر ، وضىء الوجه ، ينضح النور من جبينه ، يرتدى قميصا وسوبا .
بشارات الطريقة القادرية
بينما كان الشيخ احمد الجعلي يدرس بخلاوي الشايقية بنورى العلم الشريف في عام خمسة وثلاثين وثمانمائة والف ( 1835م) ، قابله السيد الحسن الميرغني  بالمسجد ، مبشراً اياه بان هنالك رجلا سوف ياتيك بالطريق في مكانك ( كدباس ) وحينما رجع الشيخ احمد الجعلي الي وطنه ( كدباس) اخذ يشمر للعبادة ويدخل الغار لمدة سبع سنوات زاده في ذلك بضع قرظات وبلحات وماء ، وبعد ذلك جاءه الشيخ عبد الرحمن الخرساني بامر الطريقة .
ان الشيخ الخرساني حينما اعطي الشيخ احمد الجعلي الطريق ضربه بيده وقال له : ( انظر الي السماء ماذا تري ؟)
  فاجاب الشيخ احمد الجعلي  : ( باني لا اري شيئاً )
فتعجب الشيخ الخرساني من ذلك ، وقيل ان الشيخ احمد الجعلي كان يرى نورا يملا مابين السماء والارض ولكنه اراد كتمان السر، والذي هو سر الطريق وعدم اظهار البركة وافشائها حتي لاتكون مدعاة للرياء والعجب . وحينئذ خاطبه الشيخ الخراساني  :
بانك تمام ياجعلي سوف ياتيك خلق كثيرون في الزمان القابل لكن ليس في عهدك ، انما في عهد ابن ابنك ، اسمه مثل اسمك ولونه كلونك يخرق العادات وتكثر في عهده البركات ويتسع الطرق ، وبالفعل صدقت فراسة واشارة الشيخ الخراساني وقد تم في عهد الشيخ احمد الجعلي المثني ابن الشيخ الجعلي عمارة كدباس واتساع الطريقة القادرية الجعلية .
مناقبــــــه
كان الشيخ أحمد الجعلى قدوة ومثالا للعلماء العاملين والدعاة والواعظين  فقد حاول الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل حركاته وسكناته ، كما كان ارتباطه بالرسول وتمثكه بسنته الغراء بأقوى ما يكون الارتباط والتمسك فقد كانت اخلاقه اشبه بالأخلاق المحمدية .
وقد تلاحظ عنه منذ صغره لا يميل الى اللهو مع أقرانه وكان جادا" في تعامله ، خفيف الصوت ،كثير الصمت ، صادقاً ،وقد أهلته اخلاقه بأن تكون له الحظوة عند الشيخ والامامة على الطلاب عند الصلوات ، وكان ملازما لتلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما كان رضي الله عنه شديد الورع والتقوى ، زاهدا ، ذاكرا ، وعابدا، صادق اللهجة ، كثير التواضع ، واسع الصدر ، رحب الكف ، ملجا الفقراء والمساكين والعوزة والمتاجين حييباً . اشتهر بقضاء حوائج الناس ، ووفقه الله لسياسة العالمين بالحسنى وقيادتهم .
وكان حريصا على اقامة الصلوات الخمس في جماعة كما كان يطبقها ويراعيها في النوافل ويجتهد كل ليلة وكان يواجه المشكلات التى تواجهه في حياته ببساطة .
تلاميـــــذه
لقد ربى الشيخ أحمد الجعلي تلاميذا كثرا منهم ، الشيخ الشريف (محمد أحمد البيتى )مشهور بالشريف الجعلى ، ومنهم الشيخ أحمد ود مصطفى الرباطابى ، والشيخ مصطفى التويرابي ،والشيخ عبدالله الأزرق وودعليب من منطقة الزيداب ، ومنم المادح الجعيلي من منطقة الجعليين ، وعبدالله ود حاج نورمن الغبش ، ومحمد الوقيع رجل القرآن من بلدة
( الراو )وعدد لا يحصى من الناس لهم الفضل في نشر الطريق وأبناؤهم حتى الآن متمسكون بحمد الله .
شهادة الاكابــــر
كان للشيخ أحمد الجعلى قدم راسخة في الولاية ،وشهد لك بذلك كل من السيد الحسن الميرغني ، والشيخ العبيد ودبدر ،والشيخ ابراهيم الكباشى
 والشيخ أحمد التجانى ، والسيد حمد النيل وأحمد الريح ومحمد يونس ، وكلهم (رضوان الله عليهم).
  كرامات الشيخ الجعلي
من ابرز اكرام الله تعالى له قيامة بامر الدين واهتمامه بامر المسلمين ونصايحه الغالية للولاة والرعية.
كما روي مسنودا عن حمد بن احمد بن علي عن البخاري عن الجعلي محمد الامين ان الخليفة عبد الله التعايشي كان يصلي بالناس ذات يوم صلاة الصبح ، وكانت المؤمرات تحاك ضده ، فنادي في المصلين :
 اذا كان بي عيباً انصحوني فسكت الجميع الا الشيخ الجعلي ذكر له ان بك عيب لانك اوليت القاضي احمد امر الافتاء ويحكم بخلاف ماهو وارد في الشرع .. وبعد ذلك ذهب للقاضي احمد واعلمه بما قال عنه ناصحاً اياه .
وفي اليوم التالي قرر الخليفة سجنه (باوضة الحجر ) وهنا ظهر اكرام الله تعالي له ، بان ضاق الخليفة ذرعاً في اهله . وهم يتفيؤ الظلال الوارفة والعيش الرغيد بدلاً عن الشيخ الجعلي الذي يتوسد التراب وهو في الظلام .. فما كان من الخليفة الا ان ارسل له احداً من اعيانه بفرس ملجم ومسرج لاخراجه ومن معه في الحال.

وفاتــــــه

مكث الشيخ احمد الجعلي بامدرمان (ودنوباوي) فيما يقارب خمس عشر سنة موازرة للمهدية ، مع القيام بوظيفة الدعوة من اذكار واقامة الصلوات وارشاد المسلمين وبعد افول المهدية ، واخر خلافة عبد الله التعايشي ، اضحي الشيخ احمد الجعلي يتوق الي العودة الي جزوره كدباس ، الا ان المرض لم يمهله قليلاً ، فتفيد الروايات الشفهية ان سبب وفاة الشيخ احمد الجعلي كانت بسبب ( حمي طبيعية ) صار بعدها نحيلاً هزيلا حتي لايوارى جسمه الثوب الواحد ، وصار سبعة ايام لاياكل الطعام سوي حسيات من اللبن والماء رفيقه في ذلك ذكر الله والصلاة علي النبي ولازمه في مرضه من ابنائه محمد الامين ، وحاج حمد ومن تلاميذه عبدالله الازرق ، وقد كان الشيخ الجعلي مبشراً بدفنه في المدينة المنورة من رؤية منامية ، راي فيها الرسول صلي الله عليه وسلم يخبره بانه سوف يموت بالحجاز ، بشرط ان تدفن معه اماناته من الاسرار الربانية والتاييد علي اقامة الدين وتؤصد ابوابه ومكانه بكدباس .
والذي يعضد هذا الكلام ما اورده عبد الله الازرق من رواية حمد بن احمد بن علي حينما راي عبد الله الازرق الشيخ الجعلي محتضراً بام درمان قال له:
( يابه .. يابه دا شنو الموت البتسوى فيه ، فرد عليه قائلاً )
 لقد جاءني الحسن والحسين وفاطمة الزهراء بوصية من رسول الله صلي الله عليه وسلم فخيروني في مسالة الدفن فاخترت كدباس بشرط ان توقد نار القران بكدباس الي يوم القيامة.
وبعد ان امضى الشيخ احمد الجعلي سبعة ايام بام درمان ارسل وفداً بقيادة ابنه حاج حمد ليؤسس المسجد امامه ، وكان عريشه من اللبن والدوم والنخيل الا انه جدد في عهد الخليفة الرابع الشيخ احمد الجعلي المثنى حفيده .
توفي الشيخ احمد الجعلي ( رحمه الله )
 في 15 شعبان 1318هـ الموافق 1898م ، بعد ان مكث بكدباس خمسة عشر يوماً كان يشكو المرض فكانت اخر صلاة اداها الصبح بعد ان اوصي احفاده وتلاميذه والامة الاسلامية بالقيام بامر الدين والتمسك بحبله المتين .
دفن الشيخ احمد الجعلي جنوب المسجد بكدباس وشيعه جمع غفير وصلي عليه خليفة الغبش .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)