الخميس، 17 مايو 2012

الشيخ فرح ود تكتوك

 هو الشيخ فرح بن محمد بن عيسى بن قدور بن عبدل بن عبد الله بن محمد الأبطح – وهو الذي تنسب إليه قبيلة البطاحين .

أما اللقب "تكتوك" ففيه عدة روايات .. الأولى تقول أنه لقبٌ لأبيه لحق به .. أما الروايتان الأخريتان فتلصقان اللقب به شخصيًا .. فتقول إحداها، "أن أحد أشياخه دعا عليه – لفعلٍٍٍٍٍٍٍ ما صدر منه وهو صبي – فسقط مغشيًا عليه، وصار صدره "يتكتك" – أي يصدر صوتًا. أما الرواية الأخرى فتقول أن سبب اللقب جاء من أن صدره كان يسمع "تكتيكًا" – من كثرة قراءة القرآن.

أما تاريخ ميلاد الشيخ فرح فهو أيضًا محل خلاف فبينما يذهب نعوم شقير – في جغرافية وتاريخ السودان – إلى أن ذلك كان في حوالي عام 1100هـ.. يذهب الأستاذ الطيب محمد الطيب إلى ترجيح القول بأنه مولود في منتصف القرن الحادي عشر الهجري وأنه لم يعاصر بداية تأسيس "دولة سنار" أو "السلطنة الزرقاء" أو "دولة الفونج" بل كانت حياته بعد ما يقارب القرن من قيامها، أي في الثلث الثاني من عمرها .. في عهد الملك بادي أبو دقن.

والشيخ فرح ود تكتوك فقيه درس على يد عدد من أشهر فقهاء زمانه، منهم الشيخ "أرباب العقائد"، و"الخطيب عمار بن عبد الحفيظ"، و"الخطيب عبد اللطيف بن الخطيب عمار" .. وتنقل في بداية حياته في طلب العلم من مكان إلى آخر حتى استقر به المقام في قرية "الحجيرات" قريبًا من سنار.. واجتمع حوله تلاميذ ومريدون شكل بهم مدرسة اجتماعية قوامها العمل والكدح، على خلاف ما كانت عليه عادة المتصوفة والمشايخ في زمانة من التبطل والانقطاع.


البيئة الاجتماعية التي عاش فيها الشيخ فرح:

تميزت الفترة التي عاش فيها الشيخ فرح، بضعف التدين وظهور الإنحرافات والبدع لدى العامة والخاصة .. بل امتد الأمر إلى أن طال السلاطين والحكام، وطال حتى الفقهاء – الذين يطلق عليهم لقب فقراء – ويمكن أن نقول عنها أنها فترة تسيُّد الفكر الصوفي الباطني بما يحوى من بدع وخرافات وضلالة.

ودخول الإسلام – نفسه – تداخلت فيه عوامل أثَّرت في مجموعها في طبيعة التدين لدى الناس في السودان .. ففي البدء كانت القبائل البدوية – من جهينة وغيرها – التي تدفقت إلى البلاد بأعداد هائلة – في القرن الثالث عشر الميلادي – هي التي اسقطت الدويلات النوبية المسيحية التي كانت قائمة .. هذه القبائل لم تكن على علم كبير بالدين، بل عرفت عنها الهمجية والفوضى – سجل ذلك ابن خلدون في تاريخه - .. جاء بعد ذلك العلماء والفقهاء الذين توافدوا من شمال إفريقيا وغربها، قبل وبعد قيام دولة الفونج التي اهتمت بتكريم العلماء وأعلت من شأنهم.. لكن الانتقال من التقاليد النوبية وبقايا الوثنيات القديمة – التي كانت منتشرة – إلى تعاليم الإسلام، كان بطيئًا وشابه كثير من الخلط.. خاصة مع غرابة اللسان العربي على الفونج أهل الدولة في سنار.. اضف إلى ذلك قلة التعليم بين العامة.

يلحق بذلك عامل ثالث هو توافد التيار الصوفي الباطني الغالي، ممثلاً في دعاة من أمثال "تاج الدين البهاري" وأتباعه من بعده وكالشيخ المسمى بـ"الهميم".. وقد نشب الصراع في بادئ الأمر بين الفقهاء والعلماء من جهة وبين المتصوفة من جهة أخرى، بسبب تعدي الأخيرين على حرمات الدين واجترائهم على المنكرات والبدع باسم الولاية والكرامات.. ولكن إنتشار الأمية والجهل لدى الناس واختلاط الخرافة بمعتقداتهم إلى جانب مخالطة المتصوفة لهم أكثر ـ من العلماء ـ أدى إلى ترجيح جانب الصوفية الباطنية والخرافة على العلم والفقه.

كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى نشوء قاعدة عريضة لا تعرف من الدين إلا اسمه، وانتشرت البدع والضلالات والخرافات، وصار العامة والسلاطين والمشايخ أنفسهم يقعون في المحظورات الشرعية من زواج بالنساء من دون عدة، وتعدد في الزوجات فوق الأربع، وجمع بين الأختين – كما فعل الشيخ الهميم – .. ومال بعض الفقهاء إلى جانب السلاطين الذين أغدقوا عليهم الأموال، وأقطعوهم الأراضي حتى صاروا طبقة أرستقراطية تملك الخدم والحشم والرقيق والأموال والأراضي الزراعية، فابتعدوا بسلوكهم عن الدين .. وصاروا يجمعون الأتباع والمريدين حولهم ويروجون لكرامات وخوارق المتصوفة. وتقربوا إلى السلاطين بإصدار الفتاوى التي تبيح لهم المحرمات..

كان هذا حال الغالب عدا فئة قليلة من الفقهاء إتصفت بالوقوف في وجه الباطل والثبات مع الحق؛ منهم الشيخ فرح ود تكتوك .. والشيخ حمد ود أم مريوم والشيخ أرباب العقائد.. والقاضي دشين المعروف بقاضي العدالة..

جهود الشيخ فرح في محاربة البدع والانحرافات:

تميز الشيخ فرح بمدرسة فقهية واجتماعية مناهضة للإنحرافات التي كانت واقعة في عصره بكافة أشكالها.. أول ذلك تأكيد هذه المدرسة على قيمة العمل والكسب ومناهضة التبطل والذي كان يمارسه من يسمون بـ"الفقراء".. فكان يحرص على أن يعمل ويعمل تلاميذه وأتباعه..

يا إيـد البدري = قومـي بـدري
اتوضي بـدري = صـلى بـدري
أزرعي بـدري = حـشـي بـدري
أحصدي بدري = شوفي كان تنقدري


كما عبر عن رفضه للأرستقراطية التي يمارسها الفقهاء، والمشايخ وعصره وحرصهم على كنز الأموال وجمع الحشم والخدم وحيازة الأراضي الزراعية، وذلك عندما قام بتوزيع الأراضي التي منحها له السلطان على أتباعه وتلاميذه مقابل زراعتها وفلاحتها.

واجه الشيخ فرح الانحرافات العقائدية التي كانت سائدة في زمانه فدخل في مناظرات عديدة منها مناظرته مع الشيخ "عبد القادر ود هجو" والشيخ "محمد ود عبد الحي" .. كما واجه الفرق الضالة التي حرفت الدين باسم الفقه مثل جماعة "الزبالعة" وزعيمهم "كرين ود عبد الله" ونظم فيهم قوله:

يا أبـَّان طـريقةً مضـللة = يا أبان عملاً ما هو لي الله
وقت العنقريب فوقكم انبله = ما بينفعكم كرين ود عبدالله

وتعني: يا أصحاب الطريقة المضللة، يا أصحاب الأعمال التي ليس هي لله، عندما يحين أجلكم لن ينفعكم كرين بن عبد الله"

أما الانحرافات السلوكية فقد وقف بوجهها بشدة وسخرية لاذعة أحيانًا.. ويذكر هنا أن أحد ملوك جبال تقلي – بجنوب كردفان "جبال النوبة" – ويدعى الملك "تيرا" قد أرسل إلية يطلب منه أن يبيح له الزواج بابنته!.. فرد عليه الشيخ فرح بارجوزة وصفه فيها بالبلاهة وشبهه بالبغال والحمير...

قول للملك تيرا
زوجنالك بنتك الكبيرة
بي سنة البغال والحميرا

واسلوب السجع واحد من الأساليب التي استخدمها الشيخ فرح ببراعة وطوع فيها العامية ـ التي كانت سائدة بسبب ارتفاع نسبة الأمية وضعف اللغة العربية في مجتمع سنار – لقربها من أفهام الناس.. فهو يهاجم انكباب الفقهاء والمعلمين "الفقرا" على مباهج الدنيا ومغانمها:

دُب الفقـــــير إمـــــــا اتقى = وأقـبــــــل عــــلــى دار البـــــقا
دُب الفقير إن طلق الدرب = وشال "عصاتو" ودخل الحرب

وتعني: ما أقبح الفقيه الذي لم يتق الله، ولم يقبل على دار البقاء، ما أقبح الفقيه الذي ترك درب المصطفي، وحمل عصاه وخاض الحروب للدنيا.

ويهاجم المنكرات السلوكية مثل شرب الخمور وغيرها من خلال وصفه لأنواع الرجال :


الرجال فيهم بحور = وفيهم رخم فيهم صقور
وفيهم ردى ولد تكور = ضيع عمره في شرب الخمور

كما استخدم اسلوب التمثيل "الدراما" لتوصيل المعاني، ولعل من أشهر القصص المأثورة عنه : أن ابنته عادت إليه مغاضبة لزوجها وعازمة عليه أن يطلقها منه.. فعمد الشيخ إلى إبريق وضوئه فكسره، وجلس يبكي فجاءت ابنته ووجدته وهو يبكي على إبريقه المكسور .. فاستخفت ببكائه على إبريق.. عندئذ قال لها إن الإبريق كان رفيقًا رأى عورتي وسترني أزمان فكيف لا أقدره وأبكيه... في إشارة منه إلى زوجها.. فارعوت البنت وثابت إلى رشدها.

ورغم إكثار الشيخ فرح من استعمال العامية السودانية إلا أنه فصيح اللسان نظم الشعر بالفصحى الرصينة موجهًا خطابه إلى من يفهم معناها مثل الفقهاء والمعلمين .. وفي هذا السياق تأتي قصيدته النونية التي يشجب فيها اندفاع الفقهاء إلى خطب ود السلاطين والأمراء، والتي قال فيها:


يا واقفًا عند أبواب السلاطين = إرفق بنفسك من همٍ وتحزين
تأتي بنفسك في ذلٍ ومسكنة = وكسر نفس وتخفيض وتهوين
من يطلب الخلق في إنجاز مصلحة = أو دفع ضر فهذا في المجانين
وكم يحاكي لمسجون يدوم له = وكم من السجن في أيدي المساجين
إن كنت تطلب عزاً لافناء له = فلا تقف عند أبواب الســـــــــــــلاطيـــن
إلا الزم العلم والتقوي ومانتجت = من الثمار تفز بالخرَّد العيـــــــــــــــــــــــن
خلِّ الملوك بدنياهم وما جمعوا = وقم بدينك من فرض ومســــــــــــنون
استغن بالله عن دنيا الملوك كما = أستغنى الملوك بدنياهم عن الدين


وفاة الشيخ فرح ود تكتوك:

يرجح الأستاذ الطيب محمد الطيب أن وفاة الشيخ فرح كانت يوم الأحد العشرين من ربيع الثاني سنة 1147هـ .. وكان قد أصيب بالحُمى التي لازمته خمسة أيام .. توفي عن مائة وبضع سنين، وتم دفنه ظهر يوم الاثنين "بمشرع" – مرسى – الحجيرات. ويقع الآن قرب خزان سنار.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)