الاثنين، 2 نوفمبر 2009

الشـيخ أحمـد الطـيب البشير

نشـــأته:

ولد الشيخ أحمد الطيب بن البشير فـي العام الـهجـري خمس وخمسين بعد المائة والألف (1155هـ) فـي الجانب الغربي من شاطيء النيـل الغـربي وذلك ببلـدة أم مرح التي نشأ فيها وحفـظ القـرآن وتعـلم العـلم قبـل أن ينتقـل إلى الجزيرة اسلانج وأم طلحة وغيرهما طلبا للاستزادة.

ولما تجاوز عمر سيدي الشيخ أحمد الطيب السادسة عشرة بسنة أو سنتين اتجه إلى الحج حيث قضى منسكه بمكة ثم ذهب وزار قبر الرسول : ومسجده بالمدينة ثانيا.. وقد قوبل هنا وهناك بالتقدير والإجلال والاحترام خاصة ممن كانوا يعلمون مكانته ومكانة أسرته بالسودان... وكان على رأس من رحبوا به الشيخ محمد عبد الكريم السمان بالمدينة المنورة والشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد السلام الشيخ الزمزمي بمكة المكرمة، وهذا الأخير كان أحد علماء مكة وأبرز مشايخ التصوف بها فـي الطريقتين الخلوتية والنقشبندية حيث تلقى الأولى على يد الشيخ مصطفى البكري وتلقى الثانية على يد أستاذه الشيخ عبد الرحمن العيدروس وقد طالت إقامة الشيخ أحمد الطيب بمكة للدرجة التي توثقت خلالـها علاقاته فيها مع جمع كبير من علماء البلاد ومشايخها وعلى رأسهم الشيخ الزمزمي المذكور حتى إنه ليروي البعض أن الشيخ أحمد الطيب قد سلك الطريق الصوفـي على الشيخ الزمزمي على أنه من المؤكد استنادا على بعض المراجع أنه قد تعرف منه على المذهب الشافعي الذي كان يتقنه وعلى بعض العلوم الأخـرى التي كان يدرسها وربما يكون قد أطلعه على مؤلفه فـي الصلاة على رسول الله : المعروف باسم (سر الأسرار فـي ذكر الصلاة على النبي المختار).





(1) الشيخ الروفسير حسن الفاتح قريب الله القوم، العدد الخامس عشر ـ ديسمبر 1987



التقاؤه بالشيخ السمان



وأيا كان الأمر فـي الشيخ أحمد الطيب ـ بعد وصوله للمدينة المنورة ـ فقد التقى بدرة عقد جيد الزمان الشيخ محمد عبد الكريم السمان شيخ الطريقة السمانية وقد أنزله معه بداره المعروفة بالزاوية السمانية وكان كثيرا ما يتصاحبان فـي طريقهما للروضة الشريفة ولزيارة سيد البشر وكانا بعد عودتهما للزاوية يواصلان عبادتهما فتوثقت بذلك عـرى المحبة بينهما وأدرك كل منهما مقدار اهتمام الآخر بالعبادة ومن ثم تتلمذ الشيخ أحمد الطيب على الشيخ محمد عبدالكريم السمان وسلك على يديه الطريقة السمانية وتلقى منه العهد وانتظم لفترة سبع سنوات معه يطلب العلم منه ويتلقى الإرشاد والتوجيه فـي الطريق الصوفـي على يديه... وكان يصحبه كل عام لأداء الحج خلال تلك السنوات التي كان يقيم فيها معه..

دوره فـي الدعوة إلى الله

ولما أنس الشيخ محمد عبدالكريم النجابة فـي تلميذه الشيخ أحمد الطيب وجهه لإرشاد المسلمين بالسودان ومصر وغيرها وأعطاه إذنا عاما مكتوبا فى الطريقة السمانية التي هى جماع خمس طرق هى: القادرية والخلوتية والنقشبندية وطريقة الأنفاس وطريقة الموافقة.

وتنفيذا لتوجيهات السمان رجع الشيخ أحمد الطيب للسودان يعلم الأمة فـي مسجد جده الشيخ محمد سرور بأم مرح ويرشدها لدينها ويسلك من رغب الطريق السماني فأم داره الكثيرون ونهل من معينه الجم الغفير من الناس وصار فـي مدة وجيزة علما يؤمه الناس من داخل القطر وخارجه فكنت ترى فـي حلقته العلمية وفـي حضرات الأذكار التي يقيمها مساء كل يوم وصباحه ويكثر منها ليلتي الإثنين والجمعة بالإضافة إلى يوم الجمعة كله، كنت ترى فيها كثيرا من الأفارقة من البلاد المجاورة بل إن بعض الحجازيين كانوا يؤمونها وقد كتب بعضهم فـي ذلك رسالة أسماها النفحات السمانية أثنى فيها كاتبها على نهج الشيخ أحمد الطيب فـي الطريق وعلى ما قام به فـي سبيل الدعوة إلى الله وإرشاد المسلمين والتبشير بالدين بين المسيحيين والوثنيين.

ســفره لمصــر

وبعد سنوات قضاها الشيخ أحمد الطيب فـي التدريس والإرشاد بمسجد جده الشيخ محمد سرور تلميذ الشيخ حسن بن حسونة سافر إلى مصر بدعوة من أحبابه ومريديه بها وقد استغرقت رحلته إليها مدة شهرين تقريبا حيث سار بالبر وكان كثيرا ما يلبي دعوات أحبابه فـي القرى والمدن التي فـي طريقه إلى مصر وكان من بين من استجاب لدعوتهم ونزل بدارهم بعض الأيام الشيخ حمد بن المجذوب وقد دارت بين الرجلين مساجلات علمية ـ وعلى الأخص فـي ميدان التصوف ـ كانت تـنم من ناحية على مقدار ما بلغه الرجلان فـي طريق التصوف من مراتب عليا، كما تنم عن سعة العلم والاطلاع والتحصيل الذي حظي به الشيخان علما بأن الشيخ أحمد الطيب كان آنذاك شابا فـي حين كان الشيخ حمد المجذوب قد تجاوز المائة من عمره العامر بالخير والبركات. وفـي مصر كانت (دراو) أول بلد حط بها الشيخ أحمد الطيب رحله فأقام بها أياما سلك فيها الطريق لعدد كبير من أهلها كان من أبرزهم الشيخ إسماعيل بن تقاديم وقد كتب هذا الأخير كتابا اطلع عليه الشيخ عبد المحمود وكان يدور حول مناقب الشيخ أحمد الطيب وما تلقاه عنه من إرشاد وتوجيه..

وقد توجه من (دراو) إلى (أسوان) حيث أقام بها أياما خلّف فيها بعض أتباعه وأرشد بها خلقا كثيرا ومنها توجه إلى (قنا) حيث أقبل عليه الناس أفواجا فأرشـد الكثيرين منهم وسلك الراغبين منهم الطريق وخلّف عددا من الأتباع كان من أبرزهم السيد عبد الله خليفة الشيخ عبد الرحيم القناوي... وقد زار خلال فترة إقامته هناك قبر الشيخ عبد الرحيم القناوي.

ثم انتقل إلى بلدة (هوار) فأقام بها للإرشاد صرحا وللطريق معلما وسلك فيها الطريق لعدد لا يحصون كان من بينهم شيب وشباب ونساء على رأسهم سليم العريان..

وقد بلغ من علم الأخير أن أحبه الناس بعد سفر الشيخ من (هوار) واعتقدوا فيه ورأوا فيه امتدادا لفيض الشيخ وأصبح قبره حتى وفاته معلما ببلدة (هوار) على شاطئ النيل يزوره المسترشدون وأصحاب الحاجة. ومن بلدة (هوار) ذهب الشيخ إلى (سوهاج) فاستقبله أهلها بالبشر والترحاب وأقام بها أياما أظهر الله على يديه فيها من الكرامات ما جعل الناس يتقاطرون على سلوك الطريق عليه وقد بلغ عدة من سلكوا الطريق عليه فـي يوم واحد ثلاثة آلاف رجل كانوا قد وصلوا معه الجمعة ..

وفـي (سوهاج) عني الشيخ كذلك بتربية وإرشاد الشيخ شيخون الوزي وقدمه على كثير من أتباعه وأشاد به وأعلن للجميع عناية الشيخ السمان به أيضا هذا وكان الشيخ محمد عبد الكريم السمان قد أوصاه به وأمره بارشاده وتسليكه الطريق وانتقل الشيخ من (سوهاج) إلى (أسيوط) فكان مجيؤه لـها عيدا ومناسبة قومية حيث احتفى به فيها كل أعيان البلد وعلمائها ومشايخ الطرق بها.

وكانت تقام له الحفلات والدعوات وتنتظم مساء كل يوم الحضرات ويحضر الجميع حلقات الدرس والارشاد التي كان يقيمها الشيخ يوميا لأحبابه ومريديه وزواره ومضيفيه..

وقد سلك الشيخ الطريق السماني الطيبي لعدد من المحبين كان من أبرزهم الشيخ أحمد الأسيوطي الذي اختاره له خليفة ببلده قبل أن يغادرها هذا وكان الشيخ قبل أن يغادر أسيوط قد سبقته شهرته إلى بلاد كثيرة بمصر أهمها القاهرة فأمها بدعـوة له من أهلها حيث قابله جمع كبير من خاصة البلد وعامتها يتقدمهم مندوب الملك وعلماء والأزهر ومشايخ الطرق والأعيان...... وقد أبدى كثير منهم رغبته فـي أن ينزل الشيخ ومرافقوه ضيفا عليهم غير أن الشيخ آثر ألا يصبغ زيارته بالصبغة السياسية من ناحية ولا يؤثر فردا على آخر من ناحية أخرى ومن ثم اختار أن ينزل فـي جامع الأشـراف ومن ذلك المقـر واصل الشيخ رسالته فـي الدعوة إلى الله يرشد الأحباب ويعظ الوافدين ويدرس الطلاب ويؤم الناس فـي صلواتهم ويحضر معهم الأوراد والأذكار ويوفق بين المتنافرين ويعقد الزواج للراغبين يواسي المرضى ويبر اليتامى والمساكين وينتصر للمظلومين ويرفع من شأن المنكسرين كل ذلك فـي خلق رفيع ســــــام أكسبه تقدير الجميع وحبهم واحترامهم وإكبارهم وكان كثيرا ما يعقد جلسات خاصة مع العلماء يوجههم فـي الالتزام بالدعوة إلى الله بالآية القرآنية التي نصها {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلـهم بالتي هي أحسن} وكان يمر أحيانا على العلماء فـي حلقاتهم بالأزهر ليسمع بنفسه صدق التزامهم بتوجيهاته.. ويروى أن إعجابه بالتزام الشيخ الأمير بمنهجه فـي الدعوة إلى الله جعله يطيل الجلوس فـي حلقته ففرح بذلك الشيخ الأمير وطرب ولازم الشيخ وتتلمذ على يديه وأوصى تلاميذه بملازمة دروسه ووعظه والانتظام فـي سلك الطريقة السمانية تحت قيادة الشيخ وإرشاده بل إنه يروى أن أحد تلاميذ الشيخ الأمير وهو قاضي القضاة الشيخ أحمد أفندي السلاوي كان قد بلغ به الإعجاب والإكبار بالشيخ حدا جعله يصاهره ويسمي أحد أبنائه باسمه هذا وقد زار الشيخ خلال وجوده بمصر قبر السادة الأشراف ومشاهير الأولياء وشهد كثيرا من المواسم والاحتفالات بميلاد الأولياء واشترك بنفسه معهم فـي الأذكار والأوراد وقاد بنفسه حلقات الذكر السماني الطيبي وزار كل مشايخ الطرق وتعرف عليهم وعرفهم بإخوانهم فـي البلاد التي زارها وحبب إليهم نشر طرقهم بالسودان وأهداهم بعض مؤلفاته ومن بينها ثلاثة أحزاب كان قد ألفها بمصر هي:

1. حزب الجلال

2. حزب الجمال

3. حزب الكمال

ذلك بالإضافة إلى كتاب "سر الأسرار" الذي سبق أن ألفه بالحجاز.. وربما كتاب "الحكم" الذي نحسب أنه استفاد فـي تأليفه من المراجع الكثيرة التي كان قد حصل عليها بمصر... وعلى كل فقد تعرف علماء مصر ومثقفوها على أصالة الشيخ فـي تفكيره وعلى عمق فهمه للإسلام وعلى عالمية الدعوة التي كان يحمل شعارها وعلى الوحدة بين أبناء الطريق التي كان يتبناها، ومن أجلها ركز على نشر الطريقة القادرية بالسودان بدلا من باقي الطرق الخمس التي أخذها عن أستاذه السمان حيث كانت تلك الطريقة من أشهر الطرق بين أبناء السودان آنذاك بالإضافة إلى أنها أشهر الطرق كذلك فـي معظم البلدان الإفريقية...

وقد لمس فيه كذلك أبناء الطرق الأخرى تواضعه وحلمه ومكارم أخلاقه واهتمامه بالأذكار والأوراد والصلوات الجماعية وترسيخ مفاهيم الأسوة الحسنة بالرسول : وتجسيدها أمامهم من خلال القراءة المتكررة لمولد النبي : فـي ليالي الاثنين والخميس.. هذا وبعد أن أنجز الشيخ مهمته بالقاهرة اتجه إلى (طنطا) حيث زار فـي الطريق كثيرا من المدن والقرى...

وفـي (طنطا) زار الشيخ أحمد البدوي والتقى بخلفائه وتعرف عليهم وأهداهم بعض مؤلفاته فـي الطريق وحبب إليهم زيارة السودان ونشر الطريق الأحمدي به.. وقد أثمرت جهوده أخيرا دخول الطريقة الأحمدية بالسودان كما أثمرت كذلك دخول طرق أخرى كان قد شجعها من قبل وعمل على تقوية الصلات بها ودعمها روحيا وأدبيا وذلك أثناء زيارته لمدن وقرى مصر كما أشرنا إلى ذلك سابقا...

ومن (طنطا) واصل الشيخ مسيرته فـي الدعوة إلى الله إلى (الإسكندرية) حيث استقبل من مشايخ الطرق والعلماء أروع استقبال وقد رحب به الخاصة والعامة واتخذوا مقر إقامته نزلا لـهم ومركزا لإبراز نشاطهم فـي تربية المريدين وإعدادهم للجهاد الأكبر... وقد تسنى للشيخ خلال إقامته بالإسكندرية أن يتعرف على عدد كبير من خاصة أهلها وعامتهم وكان مجلسه معهم عامرا بالإرشاد والتوجيه والتربية ويسلّك بعضهم الطريق ويدرس آخرين ويأمر هؤلاء وأولئك بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويوثق أواصر الأخوة بين الطوائف والطرق وقد زار خلال فترة إقامته فـي الإسكندرية قبور الأولياء وأقام الأذكار مع أتباعه بالقرب من أضرحتهم وترحم عليهم وتعرف على أحبابهم ومريديهم ووثق صلته بالأحياء منهم وحثهم جميعا على التعرف على الله فـي الرخاء ليتعرف عليهم فـي الشدة...

ســفره للحجــاز

هذا وبعد حوالي عشرة أشهر قضاها الشيخ بمصر داعيا إلى الله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر توجه مع بعض أحبابه إلى الحجاز حيث زار قبر الرسول " بالروضة وزار شيخه السمان ونزل معه بالزاوية وأقام الأذكار والأوراد وتدارس معه شئون الطريق وأطلعه على مؤلفاته واستفاد من توجيهاته ومما ألفه من كتب خلال غيبته بالسودان وقد أتاحت للشيخ أحمد الطيب إقامته بالمدينة المنورة فرصة التعرف على سير الطريق وانتشاره فـي البلاد المختلفة ـ وقد ساعده على ذلك مقابلته لبعض إخوانه فـي الطريق من إندونيسيا شرقا وحتى بلاد موريتانيا غربا وقد قام هو من جانبه باطلاع شيخه واطلاع مريديه على ما قام به هو شخصيا من رحلات نشر بها الطريق وحدد بها فكر الأمة الإسلامية وأزال بها ما ران على قلوب البعض من شبهات وعين لـهم أسماء من خلفهم وقدمهم وشيخهم فـي الطريق الى السودان ومصر والحبشة والصومال وغيرها...

على أنه وبعد فترة قضاها الشيخ بالمدينة المنورة توجه للحج للمرة الثامنة وقد صحبه فـي ذلك جمع كبير من إخوانه فـي الطريق وأتباعه بعد أن زودهم الشيخ السمان بنصائحه وأذن لـهم بالسفر ودعا لـهم بالتوفيق والقبول...

وفـي مكة قام الشيخ بالطواف والسعي ثم أكمل هو ومن معه حجهم حيث وقفوا بعرفات ورموا الجمرات وأفاضوا وتحللوا وقضوا عددا كبيرا من الأيام لا شغل لـهم سوى العبادة والتهجد والذكر والتسبيح والصلاة وقيام الليل والمداومة على الأوراد على أنهم قبل أن يغادروا مكة المكرمة قاموا بتلبية دعوات معارفهم السابقين واللاحقين وتعرفوا على إخوانهم فـي الطريق بمكة وزاروا علماءها وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد السلام الريس الزمزمي شيخ الطريقة النقشبندية والخلوتية.



عودته للسودان ونشاطه



هذا وبعد أن أدى الشيخ أحمد الطيب مناسك الحج توجه إلى جدة حيث أبحر منها إلى السودان عن طريق ميناء سواكن على أنه ما إن شارف (الدامر) حتى أرسل للشيخ حمد بن المجذوب يخبره بقدومه فسر الأخير لذلك سرورا عظيما وأبدى من التقدير والفرح ما جعل مقدم الشيخ لـهم عيدا احتفى به كل سكان البلد وتوثقت بهذه الزيارة وسابقتها صلة الشيخين ببعضهم وسرت المحبة بين أفراد الأسرتين حتى إنه ليروى أن أبناء الشيخ حمد المجذوب وخلفاءه كانوا بعد وفاة الشيخ حمد لا يبرمون أمرا هاما من أمور الطريق إلا بعد استشارة الشيخ أحمد الطيب.. وكان الأخير يسارع ويلبي طلبهم ويكتب لـهم رأيه فيما يستشيرونه فيه.

وفـي (الدامر) قضى الشيخ أحمد الطيب أياما غادرها بعدها إلى بلده وموطن أسرته بأم مرح وكان لا يمر فـي طريقه بمدينة أو قرية أو تجمع من الناس إلا هللوا وكبروا لرؤيته واحتفوا به وأكرموه والتمسوا منه المدد والبركة..

وفـي أم مرح حط الشيخ رحله وألقى عصا السير واستقر لإرشاد المريدين وتربيتهم وتعليمهم وقد تكاثر عليه الناس وامتلأت بوفودهم الدور وأماكن الضيافة..

وكان المسجد المذكور منارة للعلم والإرشاد فـي عهد الشيخ أحمد الطيب ذلك أنه كان يتولى بنفسه تدريس مختلف العلوم به مثل التوحيد والفقه والتفسير وعلوم القرآن الكريم والحديث النبوي وعلومه والتصوف والنحو والصرف والبلاغة إلخ... وكان يرعى مع ذلك خلوة للقرآن الكريم تضم مئات الطلاب يقوم بتعليمهم بها ثلاثة قراء يتقاسمون الطلاب كما تقوم اثنتان من النساء الحافظات للقرآن بتدريس البنات وكان الشيخ يتولى بنفسه النفقة على كل الطلاب بالمسيد والفقراء والزوار.. وقد توسعت القرية فـي عهده وازداد عدد سكانها للدرجة التي أنشئت بها بعض المصانع ومنها مصنع الصابون الذي ما تزال آثاره باقية حتى الآن ويقع على مسافة ألفي متر تقريبا فـي الجنوب الغربي من المسجد هذا بالرغم من أن الشيخ أحمد الطيب كان شيخا لخمس طرق تضمها كلمة السمانية وهي الخلوتية والقادرية والنقشبندية وطريقة الأنفاس وطريقة الموافقة، إلا أنه كان غالبا ما يسلك الراغبين الطريقة القادرية رغبة منه فـي تأكيد دعمه لـهذه الطريقة التي سبق أن نشرها من قبله بالسودان الشيخ تاج الدين البهاري..

هذا بالإضافة إلى حرصه على تعميق مفهوم وحدة الـهدف الذي يرمي إليه عامة المتصوفة وهو إعداد الفرد إعدادا إسلاميا ينبني على الكتاب والسنة ويقوم على الأسوة الحسنة بالرسول " مقتديا فـي ذلك بالسلف الصالح الذين تخلقوا بأخلاق القرآن فكانوا بذلك للرسول " صحابة فـي عصره وإخوة له بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى...



مؤلفاته ودوره فـي الفكر



كان الشيخ أحمد الطيب بالاضافة إلى ما ذكرنا يقوم بتأليف الكتب والصلوات والدعوات التي بلغ ما عرف منها حتى الآن 32 وكلها تنم عن فهم واع للاسلام يفصح عن ثقافته وعلمه وقوة حججه وبراهينه.. ومن بين تلك الكتب ما يلي:

1ـ كتاب الحكم المسمى بالجوهر الفريد فـي علم الوحدة والتوحيد وقد اشتمل هذا الكتاب:

أولا: على ستين حكمة بدأها بقوله:

أول المقامات فـي طرق أهل الله التوبة لله والتزام طاعة الله والخوف من الله والصبر على مراد الله والزهد فيما سوى الله. (شرح الحكم صفحة 46 الطبعة الأولى).

وكانت خاتمة قوله:

إذا أراد أن يخفي عنك نفسه حجبك عن أهل حضرته وعرفك بأهل غفلته وهذا من علامات مقته (شرح الحكم صفحة 246 الطبعة الأولى) وأطول حكمة تضمنها الكتاب هي الحكمة الثانية والثلاثون وبها خمس وخمسون كلمة ونصها ما يأتي:

آيتان تطهران قلب المؤمن المعتبر من الشرك الأغمس آية الإمساك وآية المس وهما: {ما يفتح الله من رحمة فلا ممسك لـها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}، {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم} (شرح الحكم صفحة 161 الطبعة الأولى)، وأقصر حكمة تضمنها الكتاب هي الحكمة السادسة عشرة وبها تسع كلمات ونصها ما يأتي: المعروف بالله من الله أن تشهد الله كأنك تراه (شرح الحكم صفحة 113 الطبعة الأولى).

ثانيا: اشتمل كتاب الحكم على ثماني مناجيات بدأها بقوله: إلـهي كيف تخفى وأنت المعين لنا فـي الباطن والظاهر أم كيف تغيب وأنت قريب منا إلينا ناظر (شرح الحكم صفحة 240 الطبعة الأولى).

وكانت خاتمة مناجاته هي قوله: إلـهي علمنا علما من لدنك ولا تشهدنا ذلك إلا بك عنك (شرح الحكم صفحة 240 الطبعة الأولى).

طبعات الكتاب وأوصافها..

طبع كتاب الحكم ضمن شرحه فـي طبعتين أولاهما:

1. بمطابع المصري ـ القاهرة سنة 1955م..

2. والاخرى بدار الطباعة المجموعة المحمدية بالقاهرة 1389هـ / 1969م.

وفـي عام 1987م قام حفيد الحفيد الخليفة المربي الأستاذ الشيخ عبد القادر بن والدنا الشيخ إدريس قام بنقل بعض حكم الشيخ أحمد الطيب ومناجاته وطبعها فـي صفحة واحدة جعل عنوانها حكم الشيخ أحمد الطيب البشير (راجل أم مرح) ناشر الطريقة السمانية بمصر والسودان على أن هذه الطبعة التي نشرها لم يشر فيها إلى سنة الطبع ومكانها.. هذا وقد قام نفس مؤلف الحكم والمناجاة بعمل شرح لـها أسماه "النفس الرحماني فـي الطور الإنساني" وتميز هذا الكتاب شرحا ومتنا مع غيره من كتبه بميزات جمة منها أنه أول كتاب علمي تم العثور عليه فـي تاريخ السودان حتى الآن.. ولو تجاوزنا هذه الميزات وغيرها لوجدنا شرح الشيخ ينم عن اطلاع واسع وشمل المؤلفات المطبوعة والمخطوطة داخل السودان كما أوضح فيه كاتبه بجلاء عقيدة الصوفية القائمة على الكتاب والسنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية..

لقد شرح الشيخ أحمد الطيب مفهوم التوحيد عند أهل السنة وذكر أشهر أدلتهم على وجود الله كما ذكر كذلك ما يجب فـي حق الرسل وما يستحيل وما يجوز..

وأعقب ذلك بذكر معرفة الله الإلـهامية بقسميها الكسبي والوهبي مبينا أن أساس أدلة التوحيد عند المتكلمين هو الاستدلال بالمخلوقات على الخالق ومما جاء عنه فـي هذا المجال قوله..

1. العارف بالله من يشهد الحق فـي كل شيء يراه، والعارف بنفسه لله من استدل عليه بما سواه (شرح الحكم) صفحة 209 ـ الطبعة الأولى.

2. الفكرة فكرتان ، فكرة تستدل بها على خالق الأكوان وفكرة تشهد له مقام الإحسان (شرح الحكم) صفحة 211 ـ الطبعة الأولى.

3. إلـهي متى بعدت إرادتك عنا حتى نشاء معك ومتى غابت قدرة ذاتك عنا حتى نستدل بصنعها عليك (شرح الحكم) صفحة 246 ـ الطبعة الأولى.

4. متى غاب حتى يستدل عليه ومتى بعد حتى تكون الآثار موصلة إليه (شرح الحكم) صفحة 31 ـ الطبعة الأولى.

طبعات الكتاب وأوصافها

هذا وقد طبع الكتاب حتى الآن طبعتين أولاهما بمطابع المصري بالقاهرة عام 1955م وذلك فـي 266 صفحة عدد سطور كل صفحة 24 سطرا وعدد كلمات كل سطر 13 كلمة..

أما الطبعة الثانية فكانت بدار الطباعة المحمدية بالقاهرة فـي عام 1389هـ ـ 1969م وذلك فـي 267 صفحة عدد سطور كل صفحة 24 سطرا وعدد كلمات كل سطر 12 كلمة.

وقد قدم للطبعة الأخيرة الأستاذ الشيخ محمد علي يوسف بمقدمة اشتملت على ست صفحات أبان فيها فضل الكتاب وأهميته.

3/ المؤلف الثالث للشيخ أحمد الطيب عنوانه: "رسالة فـي خلوة كل ذكر من الأذكار الخمسة" التي هي أساس الطريق السماني القادري وهي (الاستغفار) و(لا إله إلا الله) و(يا هو) يقول الشيخ عبد المحمود عن الرسالة المذكورة وقد ذكرنا فيها العجب العجاب من الكلام الذي يدهش المسامع ويحير الألباب والرسالة لم تطبع بعد بل لم أعثر على مخطوطة لـها، على أن الأساس المذكور أشار إليه سيدي الشيخ عبد المحمود فـي أزاهير الرياض صفحة 91 ـ 92 من الطبعة الثالثة.

4/ المؤلف الرابع للشيخ أحمد الطيب هو كتاب عن البسملة ذكر فيها بعض خواصها ومعانيها وأسرارها ودعواتها وخلواتها وآدابها وهو كما يقول الشيخ عبد المحمود فـي نحو خمس وعشرين كراسا. على أني لم اعثر بعد على نسخة منه وأحسب أنها عند بعض أحفاده أو تلاميذه.

5/ رسالة فـي علم الكيمياء: وقد أشار إليها الشيخ عبد المحمود فـي كتابه أزاهير الرياض صفحة 218 الطبعة الثالثة على أنى لم أعثر عليها.

6/ كتاب البروج الاثني عشر المجموع فـي قول بعضهم:

حمــل الثــور جــوزة الســرطان ورعـى الليث سـنبل الميـزانورمى عقرب بقــوس لجــدي نـزح الدلـو بـركـة الحيـتان

وقد ألفها الشيخ أحمد الطيب وأشار إليها حفيده الشيخ عبد المحمود ولم نعثر عليها.

7/ راتب السـعادة

مؤلف هذا الراتب هو الشيخ أحمد الطيب ويبدو أن هذا الراتب مختصر من أصل لم نحصل عليه بعد وقد أكد ذلك الشيخ عبد المحمود فـي شرحه لـهذا الراتب الصغير المختصر من راتب السعادة الكبير (راجع صفحة 3 من الطبعة الأولى لشهد الإفادة على مختصر راتب السعادة).

وعلى كل فيبدو أن هذا الراتب المختصر أو الصغير قد ورد بصيغتين إحداهما الطبعة المتعارف عليها والمطبوعة فـي كل طبعات الكتاب والأخرى صيغة وردت فـي ثنايا شرح شهد الإفادة بها بعض إضافات أشرت إليها وحددتها فـي كتابي المسمى (مصادر وأسانيد جامع الأوراد فـي مطلع أوراد ما بين العشاءين فـي جامع الأوراد المذكور)..

على أنا لو تجاوزنا ما تقدم لوجدنا أن النص الأساسي ليس فيه خلاف يذكر وهو يمتاز بالأسلوب الأدبي الرفيع.

ويمضي الكاتب فـي أسلوبه البلاغي الرفيع فيذكر صيغا مختلفة تدل كلها على مقدار توحيده للمولى ويتبعها بدعاء، فصلاة على النبي " مطلع كل منها (ألف صلاة وألف سلام عليك يا سيدي.. الخ).



طبعات الكتاب وأوصافها



طبع راتب السعادة طبعة أولى فـي عام 1328هـ ـ 1959م بمطابع دار الكتاب العربي وذلك فـي عشرين صفحة عدد سطور كل منها 18 سطرا وعدد كلمات كل سطر 12 كلمة وقد اشتملت الطبعة المذكورة على ما يلي:

أ/ منظومة التوسل للشيخ السمان.

ب/ صلاة النقطة للشيخ أحمد الطيب.

ج/ الصلاة النورية للشيخ أحمد الطيب.

د/ المنظومة الرائية للشيخ عبد المحمود ومطلعها "يا رسول الله يا خير البشر".

هـ/ صلاة الجوهرة للشيخ عبد المحمود.

و/ صلاة العظمة للشيخ أحمد الطيب.

ز/ المنظومة السينية للشيخ مصطفى البكري ومطلعها (إلهي بسر السر).

ح/ مقتطفات من شرح التوسل للشيخ محمد الجفري.

8/ راتب السعادة والتوسل وبعض صلوات، نشر أحمد المصطفى أحمد الطبعة الثانية سنة 1390هـ ـ 1970م مطبعة الفجالة الجديدة بالقاهرة وقد طبع فـي صفحات عددها 63 صفحة مع الفهرست وعدد سطور كل صفحة عشرة سطور وعدد كلمات كل سطر خمس كلمات وهذه الطبعة تشتمل على:

أ/ راتب السعادة من صفحة 2 إلى صفحة 8

ب/ منظومة التوسل من صفحة 8 إلى صفحة 20 وقد اشتمل هذا التوسل على إضافات على أصله بلغت 13 بيتا نسب أحد عشر بيتا منها للشيخ عبد المحمود واثنان منها لنجله وخليفته والدي الشيخ الجيلي.

ج/ صلاة النقطة للشيخ محمد عبد الكريم السمان من صفحة 21 إلى صفحة 24.

د/ الصلاة النورية للشيخ أحمد الطيب من صفحة 24 إلى صفحة 25.

هـ/ المنظومة الرائية للأستاذ الشيخ عبد المحمود نور الدائم من صفحة 25 إلى صفحة 31، صلاة الجوهرة للشيخ عبد المحمود صفحة30 إلى صفحة 31.

ح/ المنظومة السينية للشيخ مصطفى البكري من صفحة 34 إلى صفحة 36.

ط/ صلاة دون عنوان مطلعها (اللهم صلّ على سيدنا محمد فـي الأولين..

الخ) من صفحة 37 إلى صفحة 38.

ي/ قراءة الفاتحة لحضرة المصطفى ومشايخ الطريق من صفحة 38 إلى صفحة 39.

ك/ مقتطفات من شرح التوسل للشيخ محمد الجفري من صفحة 40 إلى صفحة43.

ل/ حزب الأمان للشيخ أحمد الطيب من صفحة44 إلى صفحة 57 مع صفحتين وثلاثة أسطر سبقتا الحزب فـي التعريف به.

م/ دعاء مبارك للشيخ قريب الله من صفحة 58 إلى صفحة 62.

9/ مختصر راتب السعادة

وقد طبع ضمن شرح له ألفه الشيخ عبد المحمود وأسماه "شهد الإفادة على مختصر راتب السعادة" وذلك بمطابع شركة المصري عام 1389هـ ـ 1969م والشرح المذكور يقع فـي 112 صفحة بما فيها التقريظات، هذا ويلاحظ أن ما احتواه مختصر راتب السعادة المذكور إن استثنينا بعض الاختلافات اللفظية وبعض الإضافات القليلة التي أشرت إليها وحددتها فـي تعليقاتي على جامع الأوراد (القريبية) إن استثنينا ما ذكرت نجد أن مختصر راتب السعادة يطابق ما هو معروف ومشهور براتب السعادة مما يعني أن هناك راتبا آخر للشيخ أحمد الطيب، أكبر من هذا الراتب المختصر والمشهور خطأ باسم "راتب السعادة" بدلا من الاسم الحقيقي له وهو "مختصر راتب السعادة" وأكبر برهان على ذلك هو ما ورد فـي مقدمة "شهد الإفادة" حيث جاء فيه ما نصه: هذا بيان شريف وشرح منيف وضعته مع قلة بضاعتي وعدم فطنتي على الراتب الصغير المختصر من راتب السعادة الكبير المتلو فـي العشايا والإبكار بين أهل الطريقة الطيبية السمانية فـي القرى والأمصار المعزو لمولانا الشيخ أحمد الطيب بن البشير وسميته "شهد الإفادة لمختصر راتب السعادة".. الخ.

10/ حــزب الأمـــان

مؤلف هذا الحزب الشيخ أحمد الطيب وهو أكثر أحزابه وصلواته وأدعيته وكتبه شهرة على الإطلاق وقد ضمن أكثر من ثلاثين آية قرآنية جمع أوائل بعضها تحت كلمة (فَقَح مَخْمَتْ) وحذف أواخر بعض الآيات مثل كلمة (يرجعون) من الآية القرآنية (صم بكم عمي فهم لا) ذلك استنادا إلى معرفة القارئ لـها خاصة وأن المقام مقام إجلال وهيبة إذ المرجو منه الأمان هو الله ومخاطبته تحدث فـي قلب العابد الوجل والخوف والاضطراب والفزع والحياء تأسيا بما ورد فـي الباب الثالث من الجزء الأول من إحياء علوم الدين عند الحديث عن المعاني الباطنة التي تنم بها حياة المصلي حيث جاء ما نصه:

روي أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى موسى عليه السلام: (يا موسى إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك). هذا مع أنه قد ورد فـي ألفية ابن مالك قوله:

وحــذف ما يعلــم جــائز كـما تقول زيد بعد من عندكما

علما بأن أمثلة الحذف فـي القرآن كثيرة ومنها قوله تعالى فـي آخر سورة الملك: {فمن يأتيكم بماء معين}.

ومن الشواهد فـي الحديث النبوي الشريف قوله عليه السّلام (كفى بالسيف شا) يعني شاهدا وذلك بالإضافة إلى الترخيم وهو كما هو معلوم نوع من أنواع الحذف وقد وردت به قراءة حذفت (الكاف) من (مالك) فصارت الآية هكذا {فنادوا يا مال ليقض علينا ربك}.

وعلى كل فللكتاب شرح مطبوع ألفه الشيخ عبد المحمود نور الدائم وأسماه "منحة الرحمن فـي شرح حزب الأمان".

والحزب المذكور طبع أكثر من ثماني عشرة مرة خلا معظمها من تحديد مكان وسنة الطبع واسم المطبعة علما بأنه طبع مستقلا تارة وطبع مع غيره تارة أخرى وعلى سبيل المثال:

أ/ هناك طبعة فـي 16 صفحة عدد سطور كل صفحة عشرة سطور وعدد كلمات كل سطر 6 كلمات وقد صارت بصفحتين وثلاثة أسطر فـي فوائد الحزب نقلت من شرح للحزب كان قد كتبه الشيخ عبد المحمود وختمت هذه الطبعة بدعاء الشيخ عبد الله بن عمر اشتمل على ثمانية سطور وقد طبع الكتاب بمطبعة الفجالة الجديدة بالقاهرة.

ب/ وهناك طبعة فـي 16 صفحة عدد سطور كل صفحة 14 سطرا وعدد كلمات كل سطر 7 كلمات وقد خلت هذه الطبعة من أي إضافات فـي مقدمتها غير أنها ختمت بصيغة صلاة بدون عنوان للشيخ أحمد الطيب قيل وأنها تقرأ 313 مرة لرؤية النبي : وصيغة الأخيرة تبدأ من صفحة 9 إلى نهاية الرسالة صفحة 16.

ج/ وهناك طبعة فـي 16 صفحة عدد سطور كل صفحة 13 سطرا وعدد كلمات كل سطر ثماني كلمات وقد صدرت هذه الطبعة بصفحتين وأربعة أسطر فـي فوائد الحزب نقلت من شرح للحزب كان قد كتبه الشيخ عبد المحمود. وختمت هذه الطبعة بدعاء للشيخ أحمد الطيب بدأ من صفحة 11 تليه آيات "القافات" الخمسين وقد بدأت من صفحة 12 ثم الآيات السبع المنجيات وقد بدأت من صفحة 15 إلى آخر الرسالة وقد طبعت هذه الرسالة بشركة الإعلانات الشرقية عام 1976م ورقم إيداعها بدار الكتاب بمصر 2528.

د/ وهناك طبعة فـي ثماني صفحات عـدد سـطور كل صفحة 16 سطرا وعدد كلمات كل سطر 9 كلمات وقد صدرت بفوائد للحزب فـي صفحتين نقلتا من شرح للحزب كان قد كتبـه الشـيخ عبد المحمود ولم تختتم هذه الطبعة سوى بكلمة (تم الحزب المبارك) ولا يعرف تاريخ طباعة هذا الحزب ولا مكان الطباعة.

هـ/ وهناك فـي صفحتين عدد سـطور كل صفحة 17 سطرا وعدد كلمات كل سطر 12 كلمة وقـد طبعت فـي سنة 1374هـ ـ 1955 طبعة أولى بمطبعة الحرية بأم درمان. وقـد أعقبـها فـي نفس الطبعة مقدمة بقلم الشيخ محمد علي يوسف لتوسل كان قد كتبه الشيخ عبد المحمود نور الدائم أسماه الجيش المنصور فـي 162 بيتا شعريا وقد صدر توسله بدعاء.

وختمت الطبعة بأبيات شعرية عددها "50" خمسون بيتا أسماها مؤلفها الشيخ عبد المحمود بالأسئلة الاستفهامية وعدد صفحات هذه الطبعة بكل ما تضمنته مما ذكر آنفا 24 صفحة.

و/ وهناك طبعة فـي 15 صفحة يبدو أنها من أوائل الطبعات عدد سطور صفحاتها 11 سطرا وعدد كلمات كل سطر سبع كلمات وقد خلت هذه الطبعة من أي إضافات فـي مقدمتها غير أنها ختمت بدعاء فـي حوالي صفحتين من إنشاء الشيخ محمد السنهوري (من صفحة 12 إلى صفحة 13).

وفـي الصفحتين الأخيرتين كتبت أبيات شعرية لعلها من إنشاء الشيخ عوض الكريم حمزة ونص الأبيات هي:

يــا ربــنـــا (بالطيــب) الســــــمان (وبالقـــريب) ســـاكن الجــــــنان(والفاتـح) الـبـاب إلى الغفــــران اغـفـــــــر ذنــوبـي يــا إلـه النــاسواجـــــز (بليــلة) كـل خــير عـــنا وافتـــح لــه بكـل مــا تمـــنىوصــــــلّ ربـــي كـــل مــا تغــــــنى طيــر عــلى رحــمة رب النـاسوآلـــــه وصــــــحبه الأمـجـــــــــــاد وكـــل مـــن ينفــــــع للعـبـــــادمـن حاضـــــر مــــــوفـــق أو بـــــــاد شــــــعاره خــــدمتـــــــه للنــــــاس

علما بأن طبعة هذا الحزب كانت (بمطبعة الشرق ـ عبد العزيز فايد) بالقاهرة وتاريخها 20 جمادى الأول سنة 1367هـ.

ز/ وهناك طبعة لحزب الأمان أيضا فـي أربع صفحات نشرت عام 1374هـ ـ 1955 يليها الجيش المنصور للشيخ عبد المحمود تتصدرها مقدمة فـي أربع صفحات كتبها الشيخ محمد علي يوسف ثم دعاء كتب ليقرأ قبل قراءة (الجيش المنصور) وقد ذيل الكتاب من صفحة 20 إلى صفحة 24 بالأسئلة الاستفهامية التي نظمها الشيخ عبد المحمود وأجاب عليها مؤخرا فـي كتابه (النصرة العلمية لأهل الطريقة الصوفية) هذا والطبعة المذكورة كانت بمطبعة الحرية بأم درمان.














































ابو نا الشيخ فرح ود تكتوك

فرح تكتوك بن محمد بن عيسى ـ بن قدور بن عبدل ـ بن عبد الله بن محمد الأبطح (وهو الذي تنسب له البطاحين) بن سميرة بن سرار بن كردم بن أبي الديس بن عبد الله المشهور بـ(حرقان) بن مسروق بن أحمد اليماني بن (إبراهيم جعل) بن إدريس بن قيس بن يمن (الخزرجي من أمه) بن عدلان بن قصاص بن كرب بن هاطل بن ياطل بن ذو الكلاع الحميري (من أمه) بن سعد الأنصاري بن السيد الفضل بن السيد عبد الله بن راسخ بن عباس بن عبد المطلب.

ويؤكد كل هذا الشيخ الفحل الفكي الطاهر الكاتب المؤرخ (رحمه الله) وهو من القلائل الذين كتبوا عن تاريخ العرب وأنسابهم فـي السودان وله مخطوط سنة 1976م وقد اعتنى الشيخ الفحل بصفة خاصة بتاريخ البطاحين الذين  بهم أواصر قوية.



تكتــــــوك



أما كلمة تكتوك فأغلب الظن انها لقب أطلق على والد الشيخ ثم لحق بالابن فرح. والشيخ فرح يذكر ذلك فـي شعره وأقواله الأخرى (أنا فرح ود تكتوك) وجاء فـي الشعر قوله:



أنعـــم لتكتوك أبيــــه وأمـــه

وإخوانه والأهل من سائر النفر



عملا خاص فسقورواية أخرى تقول: إن أحد المشايخ دعا فرح حينما كان طالبا عنده وذلك إثر إنجازه ط مغشيا عليه وصـــار صـــدره يتكتك فلقب بتكتــوك وقول ثالث إن الجالس معه يسمع "تكتيك" صدره لأنه ظل يقرأ القرآن دوما.


ميلادة ووفاته
ومن أندر الملوك الذين عرفوا بهذه الصفة. وكان عابدا حبه موفور لأهل العلم يرسل لـهم الـهدايا خارج سلطنته لعلماء مصر مع رسوله (أحمد ود علوان) وكان الملك بادي أبو دقن مشه
ذكر ود ضيف الله فـي ترجمته للشيخ أرباب العقائد (أرباب بن علي الخشن) من تلاميذه الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن (أبو الجاز) وحمد ود أم مريوم وفرح ود تكتوك ومن المعروف أن شيخهم أرباب العقائد توفـي سنة 1100هـ معنى هذا أن الشيخ ربما كان مولودا فـي منتصف القرن الحادي عشر وهذا تعضيد لما ذكره لي أحفاده أن الشيخ بلغ مائة سنة وبضع سنوات أما تاريخ زميليه فـي الدراسة فحمد ود أم مريوم ميلاده 1055 ووفاته 1142 هجرية كذلك توفـي الشيخ خوجلي سنة 1155هـ.

وجدت عند السيد فرح القاسم بـ(كساب الجعليين) وهو من أحفاد الشيخ فرح مخطوطا كتبه محمد بن محمد تلميذ الشيخ، ومحمد هذا مدفون مع الشيخ فـي مكان واحد وجدت فـي مخطوطه ما نصه:

أن الشيخ فرح توفـي بسبب الحمى التي قامت عليه خمسة أيام، توفـي بالأحد أول الظهر فـي اليوم العشرين من شهر الله ربيع الثاني سنة سبع وأربعين بعد المائة والألف 1147هـ وذلك بعدما صلى الظهر وتشهد وقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات وتم دفنه فـي ظهر الاثنين بمشروع الحجيرات وهو مكانه الحالي. وله من العمر مائة وبضع سنوات.

ويفترض أن ظهور الشيخ فرح على عهد ولاية السلطان بادي أبو دقن من ملوك الفونج العظام.

اشتهر بادي أبو دقن بالشجاعة والكرم وكان عفيفا وراً عند علماء مصر فـي زمانه معظما عندهم حتى إن العالم الأزهري الشريف عمر المغربي قد مدحه بقصيدة ذكر فيها عظمة سنار ومنها:



به أصبحت سنار فـي الأنس

والصفا

وتاهت على البلدان حتى على

مصر





ومن الأخبار المحكية عن سلوك هذا السلطان العظيم أنه غزا جبال (تقلي) ووجد فيها ملكا ليس أقل منه عظمة ولا نبلا.. وكان ملك تقلي يعرف السلطان بادى من خلال الأخبار التي تحكى عنه.

ولكن الوشاة ومروجو الفتن دفعوا بالرجلين دفعا لخوض الحرب. فلما وصلت جيوش بادى لتقلي رجعت دون أن تخربها أو تنال منها شيئا لأن ملك تقلي عاملهم معاملة الكرام تقديرا لسمعة سلطانهم (بادى) فأرسل لهم الطعام عند وصولـهم كرما وفضلا. فرجعوا دون حرب.

ما أنبل فرساننا فإطعام الضيف فوق كل واجب حتى لو كان الضيف من الأعداء يخوضون المعارك فـي وضح النهار يتقاتلون ـ وفـي الليل يرسل الطعام إلى عدو..

هذا الإطار يوضح لنا موقف الشيخ فرح بعد فترة عندما استنجد به رجل مطرود متبوع فنصحه الشيخ بأن يختبئ تحت كومة من التبن وعندما وصل الذين كانوا فـي أثره سألوا الشيخ إن كان قد رآه فأشار شيخنا فرح إلى كومة التبن فسخروا منه واستمروا فـي المطاردة. وخرج الرجل من تحت التبن يرتعش من هول التجربة التي أدخله فيها الشيخ. وكان قوله المعروف:

"أكّان الصح ما نجاك الكضب ما بنجيك"

هذا وقد اهتم الملك بادي بالمعمار فبنى الأسوار حول مدينة سنار وكانت له تسعة أبواب ثمانية منها لدخول كبار رجال الدولة من الأمراء والقادة والتاسع كان يدخل منه عبد الله ود عجيب العبدلابي شيخ مشيخة قري(1).

ومن عــدل هذا الملك أنه جعــل أمام كل باب دكـة اسمها (مين نـاداك) أو (منو ناداك)... كان المظلومـون من الناس يذهبون ويجلسون عليها دون إذن من أحد فيعرفون ويرسل الملك من ينوب عنه فـي طلبهم للنظر فـي مظالمهم ورد الحقوق إليهم.





































































بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)