الطريقة الطيفورية
الطيفورية وهي الطريقة التي أسسها أبو يزيد البسطامي في القرن الثالث للهجرة ، وتسمى أيضاً بالبسطامية ، وتتلخص هذه الطريقة في الغلبة والسكر بحب الله سبحانه وتعالى ، وغلبة الحق عز وجل - كما يقول الهجويري – وحب السكر ليس من جنس كسب الإنسان ، وكل ما كان خارجاً عن متناول اختيار الإنسان تعتبر الدعوة إليه باطلة والتقليد فيه محال .
فلسفة الطريقة :
ويقول أبو يزيد البسطامي وأتباعه : ( إن الصحو يتحقق بتمكين صفة الإنسانية ، واعتدالها هو الحجاب الأعظم عن الحق تعالى ، ويتحقق السكر بزوال الآفة ونقص الصفات البشرية ، وذهاب تدبير الإنسان واختياره ، واضمحلال تصرفه في نفسه ببقاء طاقة متمكنة في ذاته خلافاً لجنسه ، وذلك أبلغ وأتم وأكمل ) .
ويتخلص مذهب البسطامي في التصوف في السكر ، وهو يخالف مذهب الجنيد البغدادي ، الذي يعتنق وأتباعه مذهب الصحو مخالفة تامة ، وبناء على رواية الهجويري فإن الجنيد يقول : ( إن السكر هو محل للآفة لأنه مشوش للأحوال ، مزيل للصحة ، مضيع لزمام النفس ، ولأن قاعدة المعاني كلها هي الطلب فإنه يكون إما بحسب فنائه ، وإما بحسب بقائه ، وإما بحسب محوه ، وإما بحسب إثباته ، وإذا لم يكن صحيح الحال لم تحل له فائدة التحقيق ، وفي هذا الصدد يقول صلى الله تعالى عليه وسلم : اللهم أرنا الأشياء كما هي وهذه الجملة لا تتحقق إلا في حالة الصحو ، وأهل السكر ليست لهم أي معرفة بهذا المعنى ) .
وكان أتباع أبي يزيد البسطامي يتجنبون مخالطة الناس وصحبتهم على الأغلب ، ويفضلون الخلوة والعزلة ، وكانت الشطحات كثيرة بينهم ، لأن الصوفي إذ يعتبر نفسه مظهراً كاملاً لأسماء وصفات الحق يرى كل دعوة في مثل هذه الظاهرة صحيحة في عالم الهيام والفناء والاتصال بالحق .
المصدر: الطرق الصوفية ظروف النشأة وطبيعة الدور لممدوح الزوبي – ص 102 - 103 .