الشيخ أحمد المكاشفي :
ولد سيدنا الشيخ أحمد المكاشفي من أبوين كريمين ، فأبوه السيد الشريف محمد الهارب ينتهي نسبه إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت سيد البرية سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ، أما أمه فهي السيدة الزاهدة النقية مريم بنت الشيخ دفع الله ( جلوك ) بن محمد ينتهي نسبها إلى الصحابي الجليل حواري رسول الله صل الله عليه وسلم سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه
وكان مولده بقرية جلوكة ريفي القرشي في العام 1143هـ وكان والده الشريف محمد الهارب مشغول بالسياحة فأوصى عليه الشيخ أحمد ود الطريفي بن الشيخ أبوعاقلة الكشيف العركي ، فتربي سيدي الشيخ أحمد المكاشفي في كنفه ، فحفظ ما لابد منه من العلوم وكان أمياً ، وقد ترك له والده أمانته الظاهرية والباطنية عند الشيخ أحمد ود الطريفي وأوصته أن يعطيها أياه بعد بلوغ الرشد ، وقد كان من جملة الأمانة ( نسبه رضي الله عنه ) فكان نشر النسب من أمانة الشريف محمد الهارب بتاريخ 1221هـ.......
فهو أحمد المكاشفي ابن السيد محمد الهارب ابن السيد علي المادح ابن
السيد زياد ابن السيد حسَّان الإدريسي التلمساني ابن السيد آدم ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد محمد ابن السيد أحمد الدسوقي ابن السيد موسى الطاهر ابن السيد عبد العزيز النادر ابن السيد عبد الرزاق الخليفة ابن السيد عيسى الصوَّام ابن السيد آدم ابن السيد عبد الحفيظ الطيار ابن السيد هارون الصادق ابن السيد سعد الخفي ابن السيد عامر الخطَّاف ابن السيد أحمد ابن السيد داود ابن السيد حسن الدوري ابن السيد موسى الطامح ابن السيد الحسين ابن السيد أكمل ابن السيد أحمد ابن السيد محمد النور ابن السيد عبد الرزاق ابن السيد الفضل ابن السيد عبد القادر ابن السيد عبد العزيز ابن السيد عطا الكريم ابن السيد محمد الجواد
ابن السيد علي الرضا ابن السيد موسى الكاظم ابن السيد جعفر الصادق ابن السيد علي الأصغر زين العابدين ابن السيد الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه ـ وزوجته السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( رضي الله عن الجميع ونفعنا بهم )
سياحته رضي الله عنه :::
ساح سيدي الشيخ أحمد المكاشفي عابدا لله تعالى في البر والبحر مدة 21عام وكان أغلبها في منطقة العزبات العروس وهي جزائر في النيل الأبيض شرق مدينة كوستي وبعد أن أكمل مدة سياحته أراد الرجوع للشيخ أحمد ود الطريفي ليأخذ الأمانة وقد أبان له سيدي أحمد ود الطريفى وهو في البرزخ ( عالم الأرواح ) أن أمانته عند سيدي الشيخ عبد الباقي النيل
وفي مدة سياحته هذه قال شاعره :
سبع سنين في اللجة غير كـــلام
سبع سنين جالس على منبر الأحكام
سبع سنين مشاهد الواحـد العـلام
يالجـــداك في مـدينة الشـام
وبعد إخباره بذلك اتصل بسيدي الشيخ عبد الباقي النيل وأخذ عليه الطريق القادري ولازمه ملازمة الشبلي للجنيد ، وكانت مدة خدمته للشيخ النيل سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام ، وقد قام باعباء خدمته خير قيام وفي هذه الفترة عرف من سبقه لخدمة النيل من التلاميذ مثل الشيخ عوض الجيد محمد الخالدي والشيخ طه بن صالح االبطحاني الابيض والشيخ على أبسبيب الشنبلي العامري,,
وقد أخبر النيل تلاميذه بأن مرشدهم قد حضر وأن كمال إرشادهم سيكون على يد الشيخ أحمد المكاشفي وفي أثناء وجودهم في مسيد سيدي النيل حصلت له الجذبة الرحمانية غائباً في الله تعالى مدة ستين يوماً لا حركة له فيها يُرى كالميت وهو في أرقى الحياة .
وفي هذه قال سيدي الشيخ عبد الباقي المكاشفي في جده :
أسرى بروحه إلى الجنان وشاف ما فيها من نعم غزير
وصار يقلبه الجالسون ظنوه ميت وهو بهم خبير
يطير في الكون طولاً وعرضاً وتنطوي له الأرض مثل السرير
أوعى يا أخي الاعتراض أهل الله جاههم زاد
وبعد هذه الجذبة كمل إرشاده وحمل أمانة سيدي الشيخ النيل وتبعه االخدام والمريدون وحتى تلاميذ الشيخ النيّل ,,
تأسيسه لمسجده والتقائه بحكام السلطنة الزرقاء ::
وبعد وفاة سيدي الشيخ النيًل ( رضي الله عنه ) آل الأمر لسيدي أحمد المكاشفي فأسس مسجده بمنطقة الصنقور وحفر البئر وبهذه المنطقة قبر السيدة مريم والدته ( رضي الله عنها ) .
وفي مسجده هذا أرشد الخدام والفقراء ونشر الطريقة وأيَد الفقراء وأجازهم وافدهم إلى مناطق لنشر دين وتعاليم الدين ولإحياء الطريقة على الكتب والسنة ولإرشاد عباد الله ، فأسس تلاميذه المساجد ورفعوا رايات الطريقة عالية وأصلحوا المريدين فاهتدى على أيديهم الضالين وقطاع الطرق ثم بعد ذلك دخل سيدي أحمد المكاشفي سلطنة سنار في عهد الملك بادي ابو شلوخ في العام (1192هـ) – كما ذكر ذلك سيدي الشيخ عبد المحمود – وقد حصلت له في سنار كرامات كثيرة كان أبرزها قصة الخاتم الضائع ولم يقدر أحد على إرجاعه فرجع الكرامة المشهورة فاطلق عليه الملك بادي لقب المكاشفي وكان قبلها يلقب بالأمي فزوجه الملك بادي من أبنتيه وكذلك سجل لسيدي الشيخ أحمد المكاشفي أطيان في منطقة الصنقور ما يقارب 561 جدعة...
التقائه بسيدي الشيخ أحمد الطيب ود البشير::
وفي أثناء إقامته بسلطنة سنار اجتمع بالشيخ أحمد الطيب ود البشير السماني بمنزل الوزير محمد ناصر أبولكيلك فسأله السؤال لاذي سبق أن سأل النيَل عنه : هل أفضل العبادة بالسر أم بسر السر ؟ ولم يجابوه سيدي النيَل وقال لسيدي الشيخ أحمد المكاشفي أذا أجتمعت بالشيخ أحمد الطيب البشير فبين له مراده واسأله ، وقد أراد الله يجتمعا في العام 1192هـ ، وكان قبله قد سأل الشيخ يوسف بن الشيخ محمد عبد الله الطريفي والشيخ عيسى الأنصاري السناري شارح أم البراهين فكانت إجابتهما أن أفضل لاعبادة بالسر .\فلما سئل سيدي الشيخ أحمد المكاشفي قال : ( أفضل العبادة بسر السر ) وهذا من درجات الطي وكل درجة بها أربع وعشرون درجة ، فقولك هذت من أي درجة ؟ فقال سيدي الشيخ أحمد الطيب البشير : كل الرجال على علم ولكن الأمي له باع في علم الحقيقة,,
سند طريقته رضي الله عنه ::
فقد أخذ سيدي الشيخ أحمد المكاشفي عن الشيخ عبد الباقي النيَل عن الشيخ عبد الله حامد المشهور بود العجوز عن الشيخ محمد المسلمي عن الشيخ دفع الله المصوبن العركي عن الشيخ حبيب الله العجمي عن الشيخ تاج الدين البهاري عن الشيخ حبيب الله العجمي عن الشيخ أجمل عن الشيخ أكمل عن الشيخ أكبر عن الشيخ أصغر عن الشيخ جلال الدين عن الشيخ كمال الدين عن الشيخ علاء الدين عن الشيخ عن الشيخ محمد عن الشيخ أحمد عن الشيخ عبد الرزاق عن أبيه الشيخ عبد القادر الجيلاني عن الشيخ أبي سعيد المبارك بن على المخزومي عن الشيخ أبي الحسن الهكاري عن الشيخ يوسف الطرطوس عن الشيخ عبد الواحد بن عبد العزيز أبا الفضل اليمني التميمي عن الشيخ أبي بكر الشبلي عن شيخه سيد الطائفة الإمام الجنيد عن خاله الشيخ السري السقطي عن الشيخ معروف بن فيروز الكرخي عن شيخه سيدي على الرضا عن أبيه سيدي موسى الكاظم عن أبيه سيدي جعفر الصادق عن أبيه سيدي محمد الباقر عن أبيه سيدي على زين العابدين عن أبيه سيدي الحسين عن أبيه سيدي الإمام على بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم,,
لشيخ احمد المكاشفى ,خمسه ابناء,,, هم الحافظ ,عبدالباقى ,الحاج عمر,المبشر ,الصديق , ,وقد ذكرهم ابونا الشيخ عبدالباقى المكاشفى فى السلسله الزهبيه ,,,,
من كرامات الشيخ أحمد المكاشفي:
من أشهر كراماته تعبُده داخل البحر وكذلك قوله ان البحر في منطقة جزائر العذبات والعروس عمقه أربعين راجل وقد مكث سيدي أحمد المكاشفي في البحر تسع سنوات وهذا من باب خرق العادات ، وقد حكة الإمام النبهاني في تابه ( جامع كرامات الأولياء ) إن من الأولياء من كان يتعبد داخل البحر .
ومن كراماته انه كان يخبر الناس بما يأكلون ويدخرون وهذا من باب اشتهاره بالكشف ، وقد كان لسيدي الشيخ أحمد المكاشفي (جبة) من الدمور تسمى ( جناح أم جكَو ) وكان الناس يستسقون به أيام القحط فيسقون ، ومنها أنه (رضي الله عنه) يحيط بالعلوم الظاهرة والباطنة مع أنه كان أمياً وقد انشد تلميذه سيدي الشيخ طه البطحاني مظهر علو كعبه .
سموك المكاشفي كشفاً من الله السيد
علم الغيب تعرفه وفي الرسالة تفيد
الباب المغلق شاهدته بالتأكيد
يا شيخ الطريقة مبارك عليك العيد
ومن كراماته ( رضي الله عنه ) حيوان البحر ( القرنتية ) وهي كرامة مشهورة بين الناس وقد كان في وقت سياحته يركب عليها ويزور سيدي إبراهيم ود بلال بشمال النيل الأبيض بالقرب من القطينة ويرجع به إلى مكان سياحته .
ويتضح من هذا القدر اليسير جداً من كرامات الشيخ أحمد المكاشفي أنه ( رضي الله عنه ) كان له تسخير وتصريف عجيب في هذا الكون ، ومن كراماته عندما أتاه الشيخ عبد العال الأحمر بن الشيخ عبد الباقي النيَل ( رضي الله عنهما ) فكشف له الشيخ أحمد المكاشفي عن كنز من كنوز الأرض ذهباً وقال له خذ ما تريد فأبى الشيخ عبد العال وقال لم آتيك لهذا ، فضمه إلى صدره فنظر الشيخ عبد العال الأحمر في اللوح المحفوظ إكراماً له ثم أخذ الطريقة على الشيخ أحمد المكاشفي,,,