الثلاثاء، 3 مايو 2011

قصائد ومديح ابونا الشيخ المكاشفى

وثقـــت بأن الله ربــى وخالقــــى  

ولى رازق من قبل أن أرفع الأيدى

إليـه التجائـى فى النوائــب كلهـــا فيدفعهــا عنـى ويمنحنـى سعـدى


كـم نعمـة أسبغهـا باطنـا وظاهـرا أسـدى لـى جما من البــروالرشـد

ولى فيـه حسـن ظن دائمـا متناميا حيـاة وموتا إلى أن ألج إلى اللحد

ضرعت إليـه وهـو يقبل دعوتـى وينجنــى ممـــا أخـــاف ويمـــــدد

أأتــرك بابـا ليـس ينهــى دخيلـــه وأطلــــب بابـــا ديـدنـــــه الــــرد

ملاذى غياثى يـوم انـزل حفرتـى فيلهمنـى حســن الجـواب ويسعــد

رؤوف رحيــم راحــــم متفضـــل علينـا تجــود يا جــواد مـن البعــد

يمـن علينــا بالكرامــة والرضـــا ويحفظنا من غاشم ومفسد ومعتدى

أمــا والله لا لى مقصــــد ســـوى عفــوك الضافــى إلـى يـا صمـــد

له غيـب الغيـب جميــع مفاتحــــه فيعلمهـا والمـرء آتيـه وما يبــدى

يرانى إلى الأوزارأسعـى ناهضـا بالحلـــم والستـــــرإلـى فيحفــــــد

أناديــه فى جـوف الدياجـرراجيـا لمحــو ذنـــوب كالجبــال الركـــد

لعمـــرى أنـى ليــــس بموقنـــــى أن أثق بمخلـوق لا يعيد ولا يبـدى

لـه المجــد والعــزالأعــز يعزنــا حتى يخضع الكل والألف والفـرد

هــوالأول ليــس لأوليتـــه ابتــداء والآخــــر لا لآخريتـــــه حــــــــد

آمالى فى مـــولاى حتمــا جميلــة بهـا أرتقـى درج المعالى بلا عــد

نهانـى نهائـى عـن سـؤال مذلـــة إلى من لا يضــرولا نفـع يوجــد

ألا له الخلق والأمــرجـل جلالــه تبـارك مـن لـه المجـــد والحمــــد

إلى الله أرجـــو أن يقبــل توسلـى وأحظى كلا الدارين بالقرب والمجــد

أهدنى إلى النجدين أرجـو سلامـة بهــا أقتحــم عقبـات يـوم المـورد

بــه ندخــل الجنــات ثــم نعيمهــا ورؤيـة مـولانــا الكريــم فنحمـــد

اصحبنــا خيـــرالـنبييـن مـحمــدا جوارا مزاراعيشـةأهيـف وأرغـد

يحرك لنا الأشجـاروالطيــرنغمـة نجــد لـذة أحلى من الشهـد والقنـد

رتعنـا فى دارلا همــوم وفـاقـــــة ولا تعبــا بـل لا لغوبــا ولا كــــد

بحـق رمـوز فىغيــوب مصونــة لنا طلسـم الأسـرارينفـك بلا ســـد

آثـــاررســـول الله نقتفــى سبلـــه بمـا جــاء مـن عنــدالله نهتـــــدى

لـــم لا أطمـــع والطمــع زائـــــد جديــربـأن الله يمنحنـى قصـــدى

على مامتى بوم الخراب معشعشـا وطـارغـراب كـان سكنــاه سامــد

بــراءة أمـن مــن زفيــــرجهنـــم فيارب أعطنى من فضلك لى مــد

أغثنـى غياثـى عنـد كـل كريهـــة أسعــف مـكاشفــى عفـو وزده ود

دائمـا على خيــرالكـرام مصليــا مـع كامـــل التسليـــم بـلا حــــــد







(3)
يا من إليـه الـورى مـدت أياديهــا     ترجــو رحماتــه بـــر وعاصيهـا

يا من إليـه الـورى مـدت أياديهــا ترجــو رحماتــه بـــر وعاصيهـا

لجــوا إليـك يبتغـون منـك هامعـة تـروى البسيطة قاصيهـا ودانيهــا

أمـا البهائـم ضجــت تشكـو ظمــأ تبكـــى بأدمعهــــا لله بـاريهـــــــا

ذات المناكـب أمست وهى عاريـة من النبات ولـم يـرشـئ لنــا فيهــا

أنت الكريـم بـــذى الآلاء قاطبـــة ومن يحيـط بجميـل الشكـريكافيهـا

كـم وكـم غمضنـا لآلائـك سيـدى عصينــاك فى ظلـم الليــل خافيهـا

تـرى المعايـب منا وهـى ظاهـرة بإضاف ستـرك تمحوها وتزويهـا

ما كنه القلــب تعرفـه بـلا ريـــب كذلـك جهـرا وهمســا ثـم ناجيهــا

الصدرضاق وعـزالصبريا سيدى قد سئمت كل النفوس مما كان غاشيها

إليك يا تواب بذل والخشـوع أتـوا ممـا جنــوه أنابـوا أنـت منجيـــهـا

ياراحم الرحماءلارب سـواك ولا رازقهم كلأتهم بحسين اللطف حاميها

كــلا وكــلا أن تــــرد دعـوتهــــم والجـود دأبك يا باريهـا ومنشيـهـا

بحـــق خيـــر خلــق الله أجمعهــم والآل والأصحـاب وكـل من يواليها

ما حن رعد وما غنى الهزارعلـى ملــد الأرائــك بإطـراب تناغيهـــا

أيامن يرى ما بالفـؤاد من الهمـس يعلم مسيرالنمل فى ظلمات الغبس

دهانىأمرالفقـررب فاصرفه عنى ويسـرأمورى يا ميســ ربلا حبس

علمـت أن الفضـــل فيـك كمالـــه وجـودك يا مـولاى دائمـا منبجس

وقفــــت ببــاب لا يـــرد طفيلــــه لأرجع مسرورا بلا شـك ولالبس

نهائىيامولاىأملأه علمـا وحكمـة وزهــدا والوراعــة أكــن كيـــس

يممــت عليـــاك أرجــو مآربـــــا ولاغيرك تيقضى ما تضمره النفس

أملــــت فيـــــك آمالـــى حقيقــــة وانت رجائـى يوم ادخـل الرمـس

سهـرت هنيهـات الليالـى راغبـــا أفــــوزبهــا كــى أجنــى للغــرس

ترانــى بحبـل الرجــاء متمسكـــا خوفــى قليــــل وعملـــى هـلـــس

جهلـت ولاعــزر لجاهــل يقــاس بقيـاس الحـق والحـق كـالشمـــس

بـراءة عفــو يا مولاىإنىأريدهـا عتق من النيران وفى الدجنات مؤتنس

لـك الحمــــــد المؤبــــــد دائمــــا حمدا يوافى نعمك لايقاس ولايقس

كفائـى كافـى فى كـل ما رمـت طامعـا كفـى بـك يا رازق الجـن والأنـس

معــد لفقـرى يـوم تذهـب حيلتــى حيال رجائىلا تشـام بشـوم شبـث

بحـق خاتــم الرســل طــه محمــد والآل والصحـب الكرام النجوم ومقتبس



(4)


أيا من يرى ما بالفؤاد من الهمس



ويعلم مسير النمل فى ظلمات الغبس




دهانـى أمـر الفقر رب فاصرفه عنـى ويسر أمورى يا ميسـر بلا حبـس

علمـت أن الفضـــل فيــك كمالـه وجــودك يا مـولاى دائما منبجس

وقفــت بــاب لا يــــرد طفيلــــــه لأرجع مسرورا بلا شك ولا لبـس

نهانى يا مولاى أملأه علما وحكم وزهــــدا والــوراع أكــن كيـــس

يممـــت عليـــاك أرجـــو مآربـــا ولاغيـرك يقضى ما تضمره النفس

أملــــت فيــــك آمالــــى حقيقــــة وأنت رجائـى يوم أدخل الرمــس

سهــرت هنيهـات الليالــى راغبـا أفـوز بهـا كـى أجنـــى للغـــرس

ترانــى بحبــل الرجــاء متمسكــا خوفـى قليـــل وعملــــى هلـــــس

جهلـت ولا عــزر لجاهـل يقــاس بقيــاس الحــق والحـق كالشمــس

بـراء عفـو يا مـولاى إنى أريدهـا عتق من النيران وفى الجنات مؤتنس

لك الحمــــــد المؤبــــــد دائمـــــا حمدا يوافى نعمـك لا يقاس ولا يقـس

كفانى كافـى فى كل ما رمـت طامعــا كفــى بـك يا رازق الجن والأنس

معـد لفقـرى يــوم تـذهب حيلتــى حبال رجائى لا تشام بشوم شبـث

بحـق خاتـم الرســل طــه محمـــد والآل والصحــب الكرام النجوم ومقتبس







(5)

يا من يغيث الورى من بعـد ما قنطوا


أرحم عبيداأكـف الفقـرقـد بسطـوا

واستترلوا جودك المعهود فاسقهمو ريــــا لا يـشيبـــــــه سخـــــــــط

فإن البهائم أضحى التـراب مرتعـها والطيــــرمـن الحصـــاء يلتقــــط

والأرض من حلل الأزهارعارية كأنهــا مـا تحـلــت بالنبــات قـــط

ملحـــــدا يدعــــوا ربــا ســــواك حيران فى شرك الإشـراك يختبط

ومـا لنـــا ملجــــأ غيــرالكريـــــم ذاك السابــــــــــق الفــــــــــــرط

ناجـوك والليـل قــد جـلا ظلامــه كمــا يجلــو سـواداللامـة الشمــط

حكما من الإلـه عــدلا فـى بريتـه وفـرض التسليــم علينــا مشتــرط

وما ذنوب الورى فى جنب رحمتـه وهــل يقــــاس بالأبحـــــرالنقـــط

صلى عليـك الله صلاة لا نفاذ لهـا يا مـن اسمـــك بالذكــــرمرتبــــط









(6)

رب كريــــم لا كريـــم غيـــــره يعطـى النـوال بلا سـؤال يا فقيــر

خلقنــا ثـم رزقنـا جــوف مشيمــة وحفظنــا وهــو الحكيـــم قديـــــر

ســـواه يطعــــم وقـــط لا يطعـــم جــــل الإلـــــه علــى التدبيـــــــر

لـك شئــــون لا تعـــــد لضابــــط يا أكـرم الكرمــاء نـــروم تيسيــر

شملـت مراحمــك أصياد الخــلاء لـم تنـــس كـــلا فأنـــــت خبيــــر

يا من إليك المشتكىلاغيرك يرحـم ويسعــــــف للعبـــــــاد بصيــــــر

جلنــــــا ولجنـــــا والقلـــــــــوب بعد اللحاف منامنا التراب حصيـر

بالسكـــــــة نمــــــــرق للبليلـــــة ونلحظ البيـوت صغيرهـا وكبيـــر

الطفــل يرضـــع فى ثـــدى أمـــه فيمـــص غــــــــذاءها ويسيــــــر

ووالدته قد لصقـت ظهرها لبطنها جوعـــا وعطشــا والدمـع غزيــر

أمنـن علينـا الغيــث عــام انشـــغ ومــن علينــــا الغيـــــث غـزيــــر

ابن الـمكاشفــى يرتجـى لقبـولهـا شكــواه يـا مـن بالإجابـــة جـديــر

صلـى الله عليــك يا خيــرالـورى ما صـب مزن بالآصـال والبكــور



(7)

إلـى سامــع النــــداء مـع البكـــاء بكــف الإفتقـــــاركــــذا الرجـــاء

ســـواد الخلــق يـشكــون جوعــا جميعـهـــم مـــن أزمـــة الغــــلاء

فيـا غياثهــــم فـــــــرج لكربنــــا وشـــــــــــــــدة الـعنـــــــــــــــاء

يؤمــــون بابــــك خـاضعيـــــن وآيـبيـــــن مــــــن الـخنـــــــــــاء

رحيمـــا لا تؤاخــــــذ بالمآثــــــم وتعفـــــــو مــن غيـــــر جـــــزاء

فكـــم عودتنــــا الإحســـان قدمــا قبــــــل الضـــم تبــدأ بالثنــــــاء

ذهولنــا ذهـــول ضــب فـى فـلاة مـن غيبــة الجحـــرعــن الحجـاء

فاسقنــا مـن المعصـــرات مــــاء يثجــو لنخرج به حبا طبـق الكلاء

بــك الظــن جميــل فــى الحيـــاة والمـــوت وفــى جـــوف الثـــراء

تؤتــى الملـك لضعفــاء عبيــــدك وتنـزع مـن تشــاء مـن الأقويــاء

وتولــــج أبيــــض فـى ليــــــل مـــــن ليـــــــل المســـــــــــــاء

وتخـــرج مــن الحــى ميتــــــــا ومن الميــت حيـــا بغيـــر خفـــاء

مـن يرجــىغيـــرك يـــا إلهــــى يا من يرانا نقترف عظـم الخطـاء

فكـم ستــرت مــن عجــز وبجـــر بإضافــة ستـــرك ســـرالغطـــاء

تـــــرزق مـــن تشـــــــاء عــــــد لـــك الـمجـــــد مـــع البقــــــــاء

وأرخ عــــــــــــام 1335 هـــ عام الرخـاء ثـم السـرور والسنـاء

وصــــــل الله ربـــى ثــم سلــــم علـى طـــــه محمــــــود الثنــــاء

ثــم الآل والأصحــــاب جمعـــا كذا ابن مكاشفــى يحظـى بالنجاء



وهذه إستغاثة كتبها الشيخ عبد الباقى المكاشفى 1949م :



(8)

إلـى فالــق الـخلائـــق والأنـــــام إليــــك نشكـــو فقــد فقــد المنـام

مــن العـــرى والجــــوع كــــلا بكينــــا إليـــك بالدمـــع السجــــام

وإن نساءنـــا خمصــن بطونــــن وغلــق الثـــدى ضيـــع للغــلام

شيوخنــــــا وكهولنـــا عـكـــــــوا سندناهـم وقـدعجــزواعـن القيــام

شبابنـاالفقـريلوح علـى وجوههــم أشبـــــــــه بنـــــاس خمــــــــام

فقراءنـــا بالــــــزرع يـهمـــــــو إلى السخـى والبخيــل من العــوام

بعضهـــم يعطــى نصـــف كيلـــة وبعضهـــم يعطــى كيلــــة تمـــام

مداحنــــا شــــــزرا يــرمقـــــــو إلـى المليــم والقــرش بالهيــــام

وفينــــا ســــــراق ضحــــــوك يخطف الدرهم أسرع من برق الظلام

ومــا الحاكــــم ظلمنــــا ولكـــــن ظلمنــــا مـن الرؤســـا الطغـــــام

أما يعلمون أن دعوة المظلوم ترفع إلــى الله فــــــــوق الـغمــــــــام

فهـــــذا مـا جـنتـــــه أيـادينــــــــا حظينـــــــــــــا الإنتقــــــــــــــام

بنــا مـا حــل يـا مـــولاى فـــرج مغيــــث للصريـــخ أبـــد الــدوام

وانت تعفــوعن كثيــرغيــر ذلـك فأنـت ذو الحلــم والتكــرم الـدوام

بحـــــق محمــــد خيــــرالبرايــــا وآلــــــه وأصحـــــاب كـــــــرام

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)