تعظيم لبس الخرقة
« قال سيدنا أحمد السيد الكبير الرفاعي قدس الله سره لفقير رأى عليه جبة صوف : يا ولدي ، انظر بزي من تزييت ، وبخلعة من تلبست ، لبست لباس الأنبياء والمرسلين ، وتزييت بزي الأولياء والصالحين ، فاحفظ حق زيهم بالتخلق بأخلاقهم والعمل بأعمالهم وإلا فاخلعه عنك ... وإن للقوم ، خوافي حكم قلبية في إلباس الخرقة ، يطوونها حالة الإلباس للمريد ...كما طوى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الأمن والإيمان في بردته الشريفة التي ألبسها كعب الصحابي ، صاحب بانت سعاد ، وهناك وراثة محمدية ، أخذها أهل القلوب عن الرسول المحبوب صلى الله تعالى عليه وسلم »(1) .
ويقول الشيخ محمد مهدي الرواس الرفاعي :
« الخرقة فهي عند القوم ذات حكمين شريفين : الأول حسي ، والثاني معنوي .
فالحسي : هو عبارة عن التزيي بزي الشيخ الذي ينتمي إليه المريد ، تحققاً بمحبته ، وتشبهاً به لاعتقاده أنه من الصالحين ...
وأما المعنوي ... حقيقته : التزيي بزي المرشد في الأفعال والأحوال ، وقد وصفوا هذا الأمر بوصف الكسوة ، وعظموا شأنه وجعلوه كالمحسوس ، وأتبعوه بالمحسوس أيضاً ، ليتعين عند من سلك طريق القوم أن يتزى صاحبهم بزيهم ، فمتى تزيا بزيهم ترتب عليه العمل بأعمالهم ، والتخلق بأخلاقهم ، والوقوف معهم في أحوالهم »(2) .
__________________________
الهوامش :
1- السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي – قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي واتباعه الأكابر - ص 312 .
2- الشيخ محمد مهدي الرواس – رفرف العناية – ص 152 – 155 .