الاثنين، 21 مايو 2012

وسيلة النجاة في الصلاة على سيد الكائنات صلى الله تعالى عليه وسلم

رسالة وسيلة النجاة في الصلاة على سيد الكائنات صلى الله تعالى عليه وسلم

رسالة وسيلة النجاة في الصلاة على سيد الكائنات صلى الله تعالى عليه وسلم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي فضَّل نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم على بني آدم بل وعلى جميع العالم ، فاعتنى بشأنه ورفعة مكانته وعلو مكانه في كل نشآت وجوده ، فصلى عليه صلاة خاصة ، وبعثه رحمة عامة إلى خلقه بكرمه وجوده ، وأنطق لسان المقبولين من الملائكة والمؤمنين بالصلاة والسلام عليه لينالوا من صلاة الله وملائكته ونبيه من صلاة ورحمات وبركات تقربهم قربات إليه ، فسبحانه من إلهٍ نفتخر بعبادته وعبوديته ، ونحمده على أن جعلنا من أمةِ هذا النبيِّ ، وتقبلنا بفضله وقبوليته ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة منجية راقية إليه ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الدال عليه ، وأعلى المقربين لديه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأهل الصلاة عليه من حزبه .
أما بعد : 
فإن غريق بحر العصيان ، وأسير النفس والشيطان ، والمتورط في الكرب والبلاء ، والمتألم بالآلام والأدواء ، وإن شرَّع الله لنجاته أعمالاً تدفعُ عنه الأهوال حالاً ومآلاً ولكن لا مثل الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فإنها بعشر صلوات من الله ، وواحدها ينجي من مهالك العالم ، فكيف بعشرها والإكثار منها ؟ ولو لم يكن من فضلها إلا التأسي بالله رب الأنام لكفى في شرفها ، وقد انضم معه مشاركة الملائكة مع المؤمنين في الصلاة على سيد المرسلين ، ثم تبليغ الملائكة صلاة المصلين إلى النبي وربه العلي ، وجزائهم صلاة الله ورسوله وملائكته أضعافاً مضاعفة ، وثبات محبة النبي الحبيب في قلوب المصلين ، وثبات غرامه في أكباد المحبين ، والمرء مع من أحب ، فهذا فضل لا أكمل منه ولا أحب ، وهو وسيلة النجاة في الصلاة على سيد الكائنات عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات نسأل الله أن يعطف علينا قلب حبيبه الكريم ويجعلنا على الصراط المستقيم .
قال الله تعالى في القرآن العظيم (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فأمرنا بالصلاة عليه والتسليم ، مؤكداً في التسليم بالمصدر وفي التصلية بما صدر وهو أعظم وأكبر ، فإن التسليم بمعنى الانقياد ومن أفعالنا الواجبة علينا ، وبمعنى التحية هو أعظم شعار الإسلام فينا ، وصفتها السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، وأما الصلاة عليه فقد خبَّر الله بعموم عالم القدم والحدوث من الملك والملكوت من الله الرحمة ومن الخلق الدعاء له .
وفي الثقات والطبراني بسند رجاله ثقات عن مالك بن حويرث . قال صعد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المنبر ، فلما رقي عتبة ، قال : « آمين » ثم رقي عتبة أخرى ، فقال : « آمين » ثم رقي عتبة ثالثة ، فقال : « آمين » ثم ، قال : « أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من أدرك رمضان فلم يُغفر لهُ ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، فقال : ومَنْ ذُكِرت عنده فلم يصل عليك ، فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين » ، رواه البزار عن عمار بن ياسر ولفظه ( أن جبريل أتاني فقال : رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفر له ، قل : آمين ، فقلت : آمين ، ورَغِم أنفُ رجلٍ أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة أو فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ، ورغم أنف رجل ذُكِرت عنده فلم يصلِّ عليكَ فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ) .
ورواه الطبراني عن ابن عباس ولفظه قال : ( جاءني جبريل فقال إنه مَنْ ذُكِرتُ عنده فلم يصلِّ عليك دخل النار فأبعدهُ الله وأسحقهُ ، فقلت آمين ، قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرَّهما دخل النار فأبعده الله وأسحقه ، فقلت آمين ، ومن أدرك رمضان فلم يغفر له دخل النار فأبعده الله وأسحقه فقلت آمين ) .
ورواه البزار والطبراني عن عبد الله بن حارث بن جزء الزبيدي بنحوه قال فيه : ( مَنْ ذُكِرتَ عنده فلم يصلِّ عليكَ فأبعده الله ثم أبعده ، فقلت آمين ) .
ورواه البخاري في الأدب المفرد والدار قطني في الإفراد عن جابر بنحوه وعنوانه ( شَقيَ عبدٌ ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليك ) .
وفي رواية التيمي عن أبي هريرة ذكر نحوه وقال ( شقي امرؤ أو تعس امرؤ ذكرت عنده فلم يصل عليك ) هذا ما في حديث التأمين .
وورد عند الترمذي وحسنه الحاكم وصححه وأحمد عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يُصَلِّ عَليَّ ) .
وروى ابن السني عن جابر قال ، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( مَنْ ذُكِرت عنده فلم يُصَلِّ عَليَّ فقد شقي ) ، ولفظ الطبراني ( شَقيَ عبدٌ ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عَليَّ ).
وروى الديلمي في مسند الفردوس عن عبد الله بن جراد عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : ( مَنْ ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عَليَّ دخل النار ) . 
وروى البيهقي بإسناد حسن عن أبي هريرة : ( مَنْ ذُكِرت عنده فنسي الصلاة علي خطئ به طريق الجنة ) .
ورواه ابن حاتم بإسناد جيد حسن عن جابر ورواه الطبراني عن الحسن بن علي ( مَنْ ذُكِرتُ عنده فخطئ الصلاةَ عليَّ خطئ طريق الجنة ) .
وروى أحمد والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه عن الحسين بن علي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : ( البخيل مَنْ ذُكِرت عنده فلم يُصَلِّ عَليَّ ).
ورواه النسائي والترمذي عن علي وقال حسن صحيح ورواه الحاكم عن أبي هريرة بلفظ ( البخيلُ كلّ البخيلِ مَنْ ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عَليَّ ) .
ورواه ابن أبي عاصم عن أبي ذر عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال ( ألا أخبركم بأبخل الناس ؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال مَنْ ذُكِرت عنده فلم يُصَلِّ عَليَّ فذلك أبخل الناس ) .
ورواه ابن أبي عاصم عن الحسن بن علي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : ( بحسب امرئٍ من البخل أن أُذكرَ عنده فلا يصلي عليَّ ) .
ورواه الديلمي عن جابر فقال : ( بحسب المؤمن من البخل إذا ذُكرت عنده أن لا يصلي عليَّ ) .
وروى عبد الرزاق بسند رواته ثقات عن قتادة مرسلاً قال ، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( مِنْ الجفاء أن أُذكر عند رجل فلا يصلي علي ) .
وروى المروزي عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( من لم يُصَلِّ عَليَّ فلا دين له ) .
فهذه الأحاديث الناطقة بالوعيد لمن ترك الصلاة عندما يُذْكَر صلى الله تعالى عليه وسلم من دعاء جبريل بالإبعاد ، وتأمينه عليه ، مع كونه رحمة للعباد ، وإخباره بحصول الشقاء ونسيان طريق الجنة ودخول النار ، ووصف الجفاء وإنه أبخل ، وأَلأَم لا دين له ، تفيد منع الغفلة عن الصلاة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم عند ذِكرِه وسماعه كلما ذُكر ، فالاستمرار عليها عند تكرار الذكر أحرى وأجدر ، ( مولاي صلي وسلم دائماً أبداً على حبيبك خير الخلق كلهم ) .
وإذ ثبت أن الصلاة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم نافعة في كل الأحوال ، دافعة لكل الأهوال ، مقرِّبة المصلى عند الله ورسوله ، قاضية لكل سُؤلِهِ ، فقد شهد لذلك أيضاً شاهد الحال ، بل أمكن بالصلاة عليه ما كان من المحال ، فمن ذلك أن خراسانياً خرج للحج ، فاعتل والده بالكوفة ومات ، فتحولت صورته صورة حمار ، فبات الخراساني مهموماً مغموماً ، فرأى في منامه رجلاً دخل فكشف عن وجهه فنظر إليه ثم غطاه وقال أبشر فقد زالت المحنة عن أبيك بعناية الله ، فإذا وجه الميت كالقمر الطالع ، نوره لامع ، فقلت : مَنْ أنت يا مبارك القدم ؟ قال : أنا المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم إن أَباك كان يأكل الربا ، ومن يأكل الربا تتحول صورته صورة حمار إما في الدنيا أو في الأخرى ، ولكن أباك كان يصلي عليَّ كل ليلة عند مضجعه مائة مرة ، ويبلغني الملك صلاته عند عرض أعماله ، فلما مات أبوك أخبرني الملك بحاله ، فسألت الله فشفعني فيه، فلما رأى الخراساني كالبدر يلمع وجه أبيه ، جهزه ودفنه وجلس عند قبره ساعة ، فأخذته سِنَة ، فقال هاتف : هذه العناية التي رأيت بها النجاة سببها الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فآلى الخراساني أن لا يترك الصلاة والسلام عليه في حال أبداً ، فكان يصلي حيث كان من الحرم والبيت وعرفة ومنى ولا يشتغل بتطوع ولا بدعاء في المناسك والمشاعر العظام سوى الصلاة والسلام .
وقد رأى سفيان الثوري رجلاً في الحج يصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له : هذا موضع الثناء على الله ، فقال ألا أخبرك بقصتي ؟ فإني كنت في بلدي ولي أخ قد حضرته الوفاة فإذا وجهه قد أسودَّ وتخيلت أن البيت قد أظلم فأحزنني هذا الغم ، فبينا أنا في همِّي إذ دخل رجل وجهه كالسراج يضيء ، وكشف عن وجه أخي ومسحه بيده فصار وجهه كالقمر ، وقال أنا ملك موكل بمن يصلي على سيد البشر صلى الله تعالى عليه وسلم ، وكان أخوك ممن يكثر الصلاة عليه ، فتداركه الله بلطفه وكساه نوراً في وجهه ، وهكذا أفعل بمن يصلي عليه صلى الله تعالى عليه وسلم .
ورأى سفيان الثوري في الحج شاباً لا يرفع قدماً ولا يضع أخرى 
إلا ويصلي على المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم ، فقلت له أبعلم تقول هذا ؟ قال نعم ، قلت : فما وجه هذه الصلاة ؟ قال : كنت حاجاً ومعي والدتي ، سألتني دخول بيت الله ، فَفَعَلتْ فَوَقَعَتْ وتورم بطنها واسود وجهها ، فجلست حزيناً عندها أقول : يا رب تفعل بمن دخل بيتك هكذا ! فإذا بغمامة من قبل تهامة ارتفعت وإذا رجل عليه ثياب بيض ، فدخل البيت وأَمَرَّ يده على بطنها ووجهها فابيض الوجه وتعافى المريض ، وقال أنا نبيك محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ، قلت : فأوصني يا رسول الله ، قال : لا ترفع قدماً ولا تضع إلا وأنت تصلي على محمد وعلى آل محمد ، فعن هذا ما تراه .
ولما مات أبو العباس أحمد بن منصور وكان من الأكابر رآه رجل من أهل شيراز في منامه أنه واقف في محراب جامع شيراز وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكلل بالجواهر فقال ما فعل الله بك قال غفر لي ورحمني وأدخلني الجنة وتوجني بكثرة الصلاة على رسول صلى الله تعالى عليه وسلم .
وسأل أبو الحسن البغدادي الدارمي في منامه أبا عبد الله بن حامد عن عمل يدخل به الجنة ، فقال : صلِّ ألف ركعة تقرأ في كل ركعة (قُلْ هو الله أحد ) ألف مرة ، قال : لا أطيق ذلك بمرة ، قال : فصلِّ على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ألف مرة كل ليلة .
ورأى البعض في منامه السيد الكبير أبا حفص الكاغدي فقال : ما فعل الله بك ؟ قال : رحمني وغفر لي ، وفي الجنة أدخلني وقفني بين يديه وأمر الملائكة فحسبوا ذنوبي وحسبوا صلاتي على المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم ، فوجدوها أكثر ، فقال المولى : حسبكم لا تحاسبوه وفي جنتي أدخلوه .
ورأى بعض الصالحين صورة قبيحة في النوم فقال لها من أنت ؟ قالت : 
أنا عملك القبيح المشؤم ، قال لها : فبم النجاة ؟ قالت : بكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .
وقال الشبلي : مات رجل من جيراني فرأيته في منامي فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : ارتج علي عند السؤال فقلت في نفسي : من أين أتت علي هذه الأهوال ؟ ألم أمت على الإسلام والإيمان ؟ فنوديت هذه عقوبة إهمالك اللسان ، فلما هم بي الملكان ، حال بيني وبينهما رجل جميل الصورة طيب الرائحة فذكرني حجتي فأجبتهما بما هو أحب ، وقال : أنا خلقت من كثرة الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأمرت أن أنصرك في كل كرب .
وروي في بعض الأخبار أن عبداً مسرفاً على نفسه من بني إسرائيل فتح التوراة يوماً فوجد فيها اسم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فصلى عليه ، فلما مات ورموا به لأنه هالك أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن أغسله وصلِّ عليه فإني قد غفرت له بذلك .
ورأى بعضهم ماجناً في المنام فقال : غفر لي لأني رفعت صوتي عند إملاء الشيخ الحديث وصلاته على نبينا فسمع الصوت أهل المجلس فصلوا عليه ، فغفر لنا في ذلك اليوم كلنا .
وجاءت امرأة إلى الحسن البصري تسأله رؤية ابنتها الميتة في منامها فأرشدها بركعات والصلاة على المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم ، فرأتها في العذاب والبوار عليها لباس القطران يداها مغلولة ورجلاها مسلسلة بسلاسل من النار فلما انتبهت أخبرته بحالها فأرشدها إلى الصدقة فإنها تطفئ غضب الرب عسى الله ينجيها بها من عذابها ، ولما نام الحسن تلك الليلة رآها في الجنة في سرور حسناء جميلة على سرير منصوب لها على رأسها تاج من نور قالت أنا ابنة تلك المرأة التي أمرتها بالصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فقال لها قد وصفتك لنا أمك بغير هذا الحال قالت هو كما قالت وكنا سبعين ألف نفس في العذاب والنكال فعبر أحد الصالحين على قبورنا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة وجعل ثوابها لنا فقبلها الله منه وأعتقنا من النار ببركة ذلك الصالح وبلغ نصيبي ما شاهدته من الأنوار .
وروي أن رجلاً اتهم بسرقة جمل وثبت الشهود عليه عند النبي فأمر صلى الله تعالى عليه وسلم بقطع يده ، فصاح الجمل ببراءته ، فقيل له بم نجوت ؟ قال : بصلاتي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : نجوت من عذاب الدنيا والآخرة ، وفي رواية : لتردن على الصراط ووجهك أضوء من القمر ليلة البدر .
وقال عبد الرحيم بن عبد الرحمن : أصابني وجع في يدي من وقعة وقعتها في الحمام فورمت يدي ، فبتُّ متوجعاً في ليلتي فرأيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في المنام يقول : أوحشتني صلاتك يا ولدي فأصبحت وقد زال الوجع والورم ببركة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم .
وقال محمد بن سعيد بن مطرف : كنت أصلي على النبي صلى الله وسلم بعدد معلوم عند المنام وكنت ساكناً في غرفة فكملت ليلة العدد وغلبني النوم والسنة فإذا بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم قد دخل علي من باب الغرفة ، فأصابها به نوره ثم نهض نحوي وقال هات هذا الفم الذي تكثر به الصلاة علي أقبله فاستحييت ، فقبل في خدي ، فانتبهْتُ وانتبهَتْ زوجتي فإذا بالبيت يفوح من رائحة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبقيت تلك الرائحة في خدي نحو ثمانية أيام تشمها زوجتي .
ودخل الشبلي يوماً على أبي بكر بن مجاهد فعانقه وقبل بين عينيه وقال : فعلت كما رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فعل به في منامي فسألته ، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : إنه يقرأ بعد صلاته (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ويتبعها بالصلاة علي ويقول ثلاث مرات : صلى الله عليك يا محمد .
وكان في بلخ تاجر كثير المال عنده ثلاث شعرات من شعرات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فمات عن ابنين فاقتسما المال نصفين وأخذ كل منهما شعرة من تلك الشعرات الشريفة وبقيت واحدة غير مقسمة ، فقال أكبرهما : نجعلها نصفين ، فقال الأصغر : لا والله بل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أجل من أن يُقَطَّع بشعره من النبيين ، فقال الكبير للصغير : تأخذ هذه الشعرات الثلاثة بقسطك من الميراث ؟ فرضى الصغير وأخذها في الحال ، وأخذ الكبير جميع المال فكان الصغير جعلها في جيبه يخرجها منه فيشاهدها ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أيام فنى مال الكبير وكثر مال الصغير ، فعاش الصغير أياماً وتوفي ، فرآه بعض الصالحين مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قل للناس : من كانت له إلى الله حاجة فليأت قبر هذا ويسأل الله قضاء حاجته ، فكان الناس يقصدون قبره ، حتى بلغ إلى أن كل من عبر على قبره راكباً ينزل ويمشي راجلاً ببركة صلاته عليه صلى الله تعالى عليه وسلم وتعظيم شعرته . وصلِّ اللهم على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

المصدر :- مخطوطة وسيلة النجاة والسعادة بذكر فضل الصلاة على سيد السادة صلى الله تعالى عليه وسلم

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)