الاثنين، 21 مايو 2012

رؤية الملائكة

رؤية الملائكة

بقلم مشتاق هيلان
بين المنفي والمثبت لرؤية الملائكة من قبل الصالحين ، نود أن نبدي رأينا ونقول : إن من معجزات رسولنا الأعظم سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ومن رفيع قدره وعظيم جاهه عند الله تعالى ، ومن بركته رؤية بعض أصحابه للملائكة الكرام ، بل حتى رؤية ملك الوحي سيدنا جبريل عليه السلام ، وكذلك تنزل الملائكة على أولياء أمته بشارة لهم وتثبيتاً على منهجهم وهذا من الكرامة للأمة المحمدية المرحومة .
فممن رأى جبريل من نساء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ما روى الشيخان من طريق أبي عثمان النهدي قال : أنبئتُ أنّ جبريل أتى النبيّ وعنده أمّ سلَمة ، فجعل يحدّث النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثم قام ، فقال النبيّ لأمّ سلَمة : من هذا ؟ قالت : دِحيةُ . قال : فقالت أمّ سلَمة : ما حسبته إلا إيّاه حتى سمعتُ خطبة النبيّ يخبر بخبره . قلتُ : ممن سمعته ؟ قال : من أسامة بن زيد .
وروى الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : رأيت جبريل واقفاً في حجرتي هذه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيه ، فقلت : يا رسول الله ، من هذا ؟ قال : ( بمن تشبهينه ؟ ) قالت : بدحية ، فقال : ( لقد رأيت جبريل ) قالت : فما لبثت إلا اليسير حتى قال : ( يا عائشة ، هذا جبريل يقرئك السلام ) قلت : وعليه السلام جزاه الله من دخيل خيرا .
وكذلك ممن رأى جبريل جماعة من الصحابة ما رواه الشيخان أيضاً ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بارزاً للناس ، فأتاه رجل ، فقال : ما الإيمان ؟ قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وبكتابه ورسله ، وتؤمن بالبعث )، قال : ما الإسلام ؟ قال : ( أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤدي الزكاة ، وتصوم رمضان )، قال : ما الإحسان ؟ قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ) ، قال : متى الساعة ؟ قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ، وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت المرأة ربتها ، وإذا تطاول رعاء الإبل إليهم (في البيان) في خمس لا يعلمهن إلا الله ) ، ثم أدبر فقال : ردوه فلم يروا شيئاً ، فقال : ( هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم ) .
وروى أحمد والطبراني والبيهقي بسند صحيح عن من رأى جبريل من أفراد الصحابة ، أن حارثة بن النعمان قال : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل ، فسلمت عليه ومررت ، فلما رجعنا وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( هل رأيت الذي كان معي ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( فإنه جبريل قد رد عليك السلام ) . وروى أبو موسى المديني في المعرفة عن تميم بن سلمة ، قال : بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ انصرف من عنده رجل ، فنظرت إليه مولياً معتماً بعمامة قد أرسلها من ورائه ، قلت : يا رسول الله ، من هذا ؟ قال : (جبريل) .
وروى الإمام أحمد والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه ، فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا ، فقال : أي بني ، ألم تر أن ابن عمك كالمعرض عني ؟ قلت : نعم ، يا أبت ! إنه كان عنده رجل يناجيه ، فرجع ، فقال : يا رسول الله ، قلت لعبد الله كذا وكذا ، فقال : إنه كان عندك رجل يناجيك ، هل كان عندك أحد ؟ قال : ( وهل رأيته ، يا عبد الله ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( ذاك جبريل هو الذي كان يشغلني عنك ) .
وروى البيهقي عنه قال : عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار فلما دنا من منزله سمعته يتكلم في الداخل ، فلما دخل لم ير أحداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت تكلم ؟ ) قال : يا رسول الله ، دخل علي داخل ما رأيت رجلا قط بعدك أكرم مجلساً ولا أحسن حديثاً منه ، قال : ( ذاك جبريل وإن منكم لرجالا لو أن أحدهم يقسم على الله لأبره ) .
وروى الطبراني والبيهقي عن محمد بن مسلمة ، قال : مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واضع خده على خد رجل فلم أسلم ثم رجعت ، فقال : ( ما منعك أن تسلم ؟ ) قلت : يا رسول الله ، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئاً ما فعلته بأحد من الناس فكرهت أن أقطع عليك حديثك ، فمن كان يا رسول الله ؟ قال : (جبريل) .
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب الذكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال أبي بن كعب رضي الله عنه : لأدخلن المسجد ولأحمدن الله بمحامد لم يحمده بها أحد ، فلما صلى وجلس ليحمد الله ، ويثني عليه إذا هو بصوت عال من خلفه يقول : اللهم لك الحمد كله ولك الأمر كله ، وبيدك الخير كله ، واليك يرجع الأمر كله علانيته وسره ، لك الحمد أنك على كل شئ قدير ، اغفر ما مضى من ذنوبي ، واعصمني فيما بقي من عمري ، وارزقني أعمالا زاكية ، ترضى بها عني ، وتب علي ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص عليه ، فقال : ( ذاك جبريل عليه السلام ) .
وروى البيهقي وابن عساكر عن حذيفة بن اليمان ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج فتبعته ، فإذا عارض قد عرض له ، فقال لي : ( يا حذيفة ، هل رأيت العارض الذي عرض لي ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( ذاك ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبلها ، استأذن ربه فسلم علي ، وبشرني بالحسن والحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) .

وروى الشيخان عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة إذ جالت الفرس ، فسكت فسكنت ، فرفع رأسه إلى السماء ، فإذا هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال : ( تلك الملائكة دنت لصوتك ، ولو قرأت لأصبح الناس ينظرون إليها لا تتوارى منهم ) .
ويقول الشيخ محيي الدين بن عربي في (الفتوحات المكية) عن تنزل الملائكة على أولياء الله تعالى : ( وأما من قال من أصحابنا وذهب إليه كالإمام أبي حامد الغزالي وغيره بأن الفرق بين الولي والنبي نزول الملك ، فإن الولي ملهم والنبي ينزل عليه الملك مع كونه في أمور يكون ملهماً فإنه جامع بين الولاية والنبوة ، فهذا غلط عندنا من القائلين به ، ودليل على عدم ذوق القائلين به ، وإنما الفرقان إنما هو فيما ينزل به الملك ، لا في نزول الملك ، فالذي ينزل به الملك على الرسول والنبي خلاف الذي ينزل به الملك على الولي التابع ، فإن الملك قد ينزل على الولي التابع بالإتباع بإفهام ما جاء به النبي مما لم يتحقق هذا الولي بالعلم به وإن كان متأخراً عنه بالزمان ، أعني متأخراً عن زمان وجوده ، فقد ينزل عليه بتعريف صحة ما جاء به النبي وسقمه مما قد وضع عليه ، أو توهم أنه صحيح عنه ، أو ترك لضعف الراوي وهو صحيح في نفس الأمر .
وقد ينزل عليه الملك بالبشرى من الله بأنه من أهل السعادة والفوز والأمان كل ذلك في الحياة الدنيا ، فإن الله عز وجل يقول : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) وقال في أهل الاستقامة القائلين بربوبية الله : أن الملائكة تنزل عليهم ، قال الله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ) ومن أولياء الله من يكون له من الله ذوق الإنزال في التنزيل ، فما طرأ ما طرأ على القائلين بخلاف هذا إلا من اعتقادهم في نفوسهم أنهم قد عموا بسلوكهم جميع الطرق والمقامات ، وأنه ما بقي مقام إلا ولهم فيه ذوق ، وما رأوا أنهم نزل عليهم ملك ، فاعتقدوا أن ذلك مما يختص به النبي ، فذوقهم صحيح وحكمهم باطل ، وهم قائلون أنه من أتى منهم بزيادة قبلت منه لأنه عدل صاحب ذوق ما عندهم تجريح ولا طعن ولا يتعدون ذوقهم ، فمن هنالك وقع الغلط ولو وصل إليهم ممن نقدمهم أو كان معهم في زمانهم من أهل الله القول بنزول الملك على الولي قبلوه وما ردوه ، وقد رأينا في الوقائع ممن تقدم جماعة غير القائلين بأمر ما فلما سمعوه منا قبلوه ولم ينكروه لارتفاع التهمة عنهم في أشكالهم وأمثالهم ) .
أما ما ذكره أكثر المفسرين في تفسير آية ( قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ، قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) حيث فسروها بأن السامري قد رأى جبريل على فرس ، فأخذ حفنة من تراب حافر فرس جبريل ، فإن مشايخ الطريقة القادرية الكسنزانية لا يقولون بهذا التفسير أبداً ولكن أقرب تفسير لهذه الآية هو ما ذكره الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره ، حيث ذكر قولا لأبي مسلم الأصفهاني يقول فيه : ( ليس في القرآن تصريح بهذا الذي ذكره المفسرون ، فههنا وجه آخر وهو أن يكون المراد بالرسول موسى عليه السلام ، وبأثره سنته ورسمه الذي أمر به ، فقد يقول الرجل : فلان يقفو أثر فلان ويقبض أثره إذا كان يمتثل رسمه ، والتقدير أن موسى عليه السلام لما أقبل على السامري باللوم والمسألة عن الأمر الذي دعاه إلى إضلال القوم في باب العجل ، فقال : بصرت بما لم يبصروا به ، أي عرفت أن الذي أنتم عليه ليس بحق ، وقد كنت قبضت قبضة من أثرك أيها الرسول أي شيئاً من سنتك ودينك ، فقذفته أي طرحته ) . وأما نحن ، فنعتبر هذه الآية من أكبر الأدلة على التبرك بآثار الأنبياء والصالحين ، حيث إنه فطن إلى ما لم يفطن إليه غيره من تأثير أثر رسول الله موسى عليه السلام في الأشباح ، ونقول : فكيف لا تحيا الأرواح بتقبيل أثر وطء العارفين بالله ، أو بتقبيل أقدامهم ، بل كل من خضع لهم وقبَّل أقدامهم حييت روحه ، وشعشعت أنواره ، وتحقق عرفانه ، لأن الخضوع لأولياء الله إنما هو خضوع لله ؛ لأنهم يدلون على الله ، ويبعدون عن كل ما سواه . ألا ترى إلى السامري ؛ حين خضع لغير الله بمجرد هواه كيف طُرد وأُبعد ، حتى صار مثلاً في الناس ؟

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)