الشيخ ابو بكر بن هـوار البطائحي
أبو بكر بن هـوار البطائحي .
لقبه
البطائحي ، الهوار : نسبة إلى طائفة من الاكراد .
مسكنه
أصله من واسط العراق .
معاصريه
محمد الشنبكي تلميذه ، وعزاز بن مستودع البطائحي ، وأحمد بن أبي الحسن الرافعي .
أخباره
كان عظيم القدر كبير الشأن وإليه ينتمي أعيان مشايخ العراق وهو أول من أسس المشيخة بالعراق بعد انقراض مشايخ الرسالة وهو القائل من زار قبري أربعين أربعاء أوتي في آخرها براءة من النار . وقال اخذت من ربي عز وجل عهداً أن النار لا تحرق جسداً دخل حرمي هـذا . ويقال انه ما دخل حرمه يعني تربته سمك ولا لحم إلا ولم ينضج بالنار لا طبخاً ولا شياً , وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر مثل الشيخ محمد الشنبكي وغيره وانتمى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق , وقال بإرادته جم غفير من ذوي الأحوال الفاخرة وتلمذ له خلق لا يحصون من أرباب المقامات الرفيعة وانعقد عليه الاجماع من المشايخ والعلماء بالتجبيل والتعظيم والرجوع إلى قوله والمصير إلى حكمه وقصد بالزيارات من النذورات من كل قطر ، وروى بالأمالي من كل جهة ، واهرع إليه السلوك من كل فج عميق وكان جميل الصفات شريف الاخلاق كامل الأدب كثير التواضع شديد الاقتفاء لأحكام الشرع مكرماً لأهل السنة والدين وله كلام عال في علوم المعارف .
كراماته
كان رضي الله عنه في أول حاله يقطع الطريق بالبطائح ومعه رفقاء وهو مقدمهم فسمع
ليلة امرأة تقول لزوجها انزل هـهنا لئلا يأخذنا ابن هـوار وأصحابه ,فاتعظ وبكى وقال الناس يخافونني وأنا لا أخاف الله تعالى وتاب في وقته وتاب معه أصحابه وانقطع مكانه متوجهاً إلى الله تعالى على قدم الصدق والاخلاص في إرادته ولم يكن يومئذ بالعراق شيخ مشهور فرأى في منامه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ألبسني خرقة فقال يا ابن هـوار أنا نبيك وهذا شيخك وأشار إلى الصديق رضي الله عنه ثم قال ألبس سميك ابن هـوار فألبسه الصديق رضي الله عنه ثوباً وطاقية ومر بيده على رأسه ومسح على ناصيته وقال : بارك الله فيك وقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يا أبا بكر : تحيى سنن أهل الطريق من أمتي بالعراق بعد موتها ويقوم منا أرباب الحقائق من أحباب الله بعد درسها وفيك تكون المشيخة بالعراق إلى يوم القيامة وقد هـبت نسمات الله تعالى بظهورك ثم استيقظ فوجد الثوب والطاقية عليه , وكان نودي في العراق أن ابن هـوار وصل إلى الله تعالى عز وجل.
قال الشيخ أبو محمد الشنبكي المتقدم ذكره رضي الله عنه كنت أتيته وهو في البطيحة وحده والأسد محدقة به يتمرغ بعضها على قدميه .
وقال الشيخ عزاز بن مستودع البطائحي : الشيخ أبو بكر بن هـوار أول المشايخ بالعراق بعد مضي السلف وكانت الأنوار تخترق البطائح من كثرة ما يطرقها رجال الغيب وكان مجاب الدعوة ظاهر التصريف . وقال الشيخ أحمد بن أبي الحسن علي الرافعي أتت امرأة إلى الشيخ أبي بكر بن هـوار وقالت له : أن ابني غرق في الشط وليس لي سواه وأنا أقسم بالله عز وجل قدرك على رده على فان لم تفعل شكوتك إلى الله والى رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم أقول يا رب أتيته ملهوفة وكان قادراً على رد لهفي فلم يفعل فأطرق ثم قال أريني أين غرق أبنك فأتت به إلى الشط فإذا ابنها قد طفى على وجه الماء ميتاً فسبح الشيخ في الماء حتى وصل إليه وحمله على عاتقه واخرجه واعطاه إلى أمه وقال خذيه فقد وجدته حياً فانصرفت وهو يمشي معها ويده في يدها كأن لم يكن به شيء قط ، وزلزلت واسط مرة فنزلت إلى البهموت بعد أن اخترق الأرضين السبع وقال له : اسكن يا عبد الله فقال : أمرت أن اطيعك وحدك فسكن .
حياته
كان حياً في القرن السادس الهجري .
المصادر : -
محمد بن يحيى التادفي – قلائد الجواهر – ص 78 – 79 .
يوسف النبهاني– جامع كرامات الأولياء – ج 1 ص 255 – 256 .
عبد الوهاب الشعراني – الطبقات الكبرى – ج 1 ص 132 .