الأحد، 25 ديسمبر 2011

مرقد عبدالقادر الجيلاني شيخ الصوفية

مرقد عبدالقادر الجيلاني شيخ الصوفية

مرقد عبدالقادر الجيلاني شيخ الصوفية



يشهد مرقد الولي الصالح الشيخ عبد القادر الجيلانيرضي الله عنهالذي يقع وسط مدينة بغداد وبالتحديد في منطقة باب الشيخ التي اخذت اسمها من اسم الشيخ الجيلاني في ليالي شهر رمضان المبارك توافد آلاف الزائرين الذين يقيمون فيه صلاة التراويح، وتمتلئ الحضرة القادرية وتقطع الشوارع المؤدية اليها في ليلة القدر المباركة بسبب كثرة المصلين.
وقبل دخول قوات الاحتلال الامريكي للعراق بسنوات كانت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية التابعة للنظام السابق قد قامت بحملة توسيع واعمار كبرى لمرقد الشيخ الجيلاني، ولكن هذه الحملة توقفت بعد دخول قوات الاحتلال وترك الاعمار من دون ان يكتمل.
احمد الجيلاني مدير أوقاف الحضرة القادرية وأحد احفاد عبد القادر الجيلاني يقول: ان عبد القادر الجيلاني يلقب بالسيد السند والقطب الاوحد، شيخ الاسلام، زعيم العلماء وسلطان الاولياء، قطب بغداد والباز الاشهب، وهو أبو صالح محيي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني أباً والحسيني اماً والحنبلي مذهباً. وأما نسبه من جهة ابيه هو عبد القادر بن موسى بن عبدالله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن حسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالبأجمعين.
ولد الجيلاني سنة (470 ه 1077م) في بنيق قصبة من بلاد جيلان وهي بلاد متفرقة وراء طبرستان.
وأما علمه فقد اجتهد الشيخ في طلب العلم وزار الكثير من البلاد الاسلامية لهذا الغرض وتوسع علمه واكمل دراسته على أيدي اساتذة المذهب الحنبلي واصبح من علمائهم الواجب طاعته وقرأ الادب وابدع في النهل منه كما انه سمع الحديث على ايدي كبار علماء عصره. ودخل بغداد سنة 488 ه وعمره ثماني عشرة سنة ودرس الادب واصول الدين والحديث حتى اشتهر بعلمه واخلاقه. اما صفته كان نحيفاً ربع القامة عريض الصدر ذا لحية طويلة اسمر مقرون الحاجبين ذا صوت جهوري. وذكر علماء عصره عن الشيخ بأنه فقيه الحنابلة والشافعية في بغداد وشيخهم. وله آراء في الفقه والحكم بشريعة الاسلام، حتى أصبح مديراً لمدرسة الحنابلة في بغداد وله مؤلفات عديدة تدرس في كليات وعلوم الشريعة، منها الغنية لطالبي طريق الحق والمواهب الرحمانية والفتوحات الربانية، إضافة الى كتبه في تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد وصل الشيخ عبد القادر الى مرحلة عالية في اتباع مبادئ وتعليم الفقه والتصوف الى ان اصبح شيخ المتصوفين في بغداد وله جماعات كبيرة من المريدين وحلقات درس في جوامع بغداد وخاصة المدرسة الحنبلية التي تحولت فيما بعد الى جامع ومرقد الشيخ عبد القادر الجيلاني في الوقت الحاضر.
الطريقة القادرية:
قال احمد الجيلاني إن الشيخ أسس الطريقة القادرية في التصوف حيث اشتهرت في كل بقاع العالم وتدرس في جوامع عدة من العالم وقد اعتمدت هذه الطريقة على عشر توصيات لمريدي التصوف في العالم، وهذه الوصاية هي من حكم الدين الاسلامي واجتهاد الشيخ. وتعد الطريقة القادرية اوسع الطرق الصوفية انتشاراً في دول العالم الاسلامي حتى تفرعت عنها فروع كثيرة تحت تسميات مختلفة لكن الاصل والجوهر واحد. وبعد وفاة الشيخ عن عمر يناهز الواحد وتسعين عاما دفن في مدرسته في بغداد. وقام مريدوه ببناء القبر الذي كان يقع في المدرسة داخل أحد بساتين بغداد، الى ان جاء السلطان سليمان القانوني وأمر ببناء المصلى وعليها قبة يندهش الناظر من عظمتها وارتفاعها وبديع صنعها، وقد بناها المهندس سنان باشا. ثم بعد ذلك جرت اعمال التطوير على ايدي السلاطنة والمريدين من اتباع الشيخ الى ان وصلت الى ما هو عليه في هذا الوقت.
وللأسف فقد توقف الاعمار في هذا الصرح الكبير بعد احتلال بغداد على ايدي الامريكان، حيث توقف التعمير بشكل كلي بعد ان بدأ قبل عشر سنوات باعمار متميز شمل انشاء المدرسة القادرية وتطوير الصحن الخارجي للروضة القادرية.
وأشار الى أن الوقف القادري هو الذي يصرف الرواتب على موظفي الروضة القادرية وتوفير الطعام يومياً لمئات الزائرين، وفي المناسبات يتجاوز اعداد الزائرين الآلاف من جميع انحاء العراق والعالم الاسلامي، ولدينا خصوصية في ليالي شهر رمضان الكريم حيث يكون موسم الزيارة هذه الايام هو الاكثر من جميع ايام السنة ويكون الافطار على حساب الروضة يومياً. وهناك يقوم المداحون باحياء ليالي شهر رمضان الكريم، اضافة الى دروس الوعظ والارشاد في هذه الليالي التي يقيمها اساتذة المدرسة القادرية حتى الصباح في ذكر الله ورسوله والاولياء الصالحين.
المرقـــد:
الشيخ فضل الله فاضل خادم مرقد الجيلاني، يقول: القفص الذي يحيط بمرقد الشيخ كان من الخشب (الصاج) وخالياً من الزينة يغطى بستار من الحرير المطرز بخيوط من الفضة والذهب، ولكونه من الخشب فانه يتعرض للتآكل بمرور الزمن وكثرة لمسه من الزائرين، وقد رفع هذا القفص سنة 1404ه، لكي يحل محلة قفص صغير مربع مطلي بالذهب وبكرات صنعت من الالمنيوم وقد قدم هذا القفص من قبل احد افراد عائلة كزنزان الكردية واهديت معظم اجزاء القفص الى مرقد جنيد البغدادي، وبقي هذا القفص فوق الضريح لثلاث سنوات وقد رفع في سنة 1987م وجعل بدله قفص من الفضة صنع في باكستان. وأما القفص المذهب الذي رفع فقد ارسل الى مدينة عقر ليضع على مرقد الشيخ عبدالعزيز ابن الشيخ عبد القادر.
وأضاف: يقوم بزيارة المرقد ملايين الزائرين سنوياً من شتى بقاع العالم للزيارة والتبرك بمرقد الشيخ عبد القادر. وقد رأيت عشرات الحالات التي تثبت بركة الشيخ بإذن الله في شفاء الكثير من الحالات المرضية منها الحالات النفسية المضطربة وحالات العوق المؤقتة.
المكتبة:
نوري محمد صبري امين المكتبة القادرية العامة، يقول: مكتبة المدرسة القادرية العامة خزانة من خزائن كتب العهد العباسي في بغداد يرتقي تاريخها الى اوائل القرن السادس الهجري واوائل القرن الثاني عشر الميلادي، حيث انشئت للمرة الاولى مدرسة علمية على المذهب الحنبلي وقد وضع نواتها ابو سعيد المخرمي ثم زاد عليها اهل العلم من بعده وهذه المكتبة اقدم مكتبة للحنابلة في بغداد واعظمها شأنا واكثرها اوقافاً واطولها عمراً، والمكتبة تضم وقفيات لخزانات كتب عدد من المدارس في جوامع بغداد التي اهديت الى مكتبة شيخ عبد القادر. وتحتوي المكتبة على نفائس الكتب والمخطوطات التي تعود لاشهر المؤلفين في العصر العباسي من العرب والمسلمين. ويوجد لدينا عدد لا بأس به من الكتب التي انتشلت من نهر دجلة ابان الغزو المغولي لبغداد وما زالت آثار المياه على الكتب واضحة، إضافة الى عدد من المصاحف الشريفة بخط اليد ومن الحجم الكبير، مخطوطة بماء الذهب اهديت الى المكتبة القادرية من قبل مريدي ومحبي واتباع الشيخ عبد القادر الجيلاني.
اما بناء المكتبة فقد تم تصميمه وفق الطريقة الهندسية الاسلامية من حيث النقشات والقبب الاسلامية التي رفعت من دون وجود “حديد التسليح”. وتحتوي المكتبة على قاعات للمطالعة تم تشييدها واعمارها. ففي عام 1385 ه ثم بناء قاعة خاصة للمطالعين من الباحثين وطلبة الدراسات العليا. واما القاعات القديمة فقد خصصت لمطالعة النساء حيث تفتخر المكتبة بهذه القاعة التي تعتبر فريدة من نوعها في المكتبات العامة والوطنية، حيث ان قاعة النساء تضم كل المتخصصات وطالبات الدراسات العليا ليستفدن من خدمات المكتبة. أما القاعة الرئيسية فقد شيدت على طراز اسلامي عربي بديع فجعلت على شكل طابقين وزينت نوافذها بشبابيك من خشب “الصاج” المزخرف ترقى الى زهاء قرنين من الزمن، حيث جلبت هذه الشبابيك من بعض دور العائلات الجيلانية القديمة التي لم تبخل على المكتبة بشيء، وخاصة الكتب النفيسة والمخطوطات التي كان يحتفظ بها افراد العائلات الجيلانية. وقد افتتحت المكتبة في 11 مايو/أيار 1967 وما زالت اعمال التوسع جارية في المكتبة القادرية والتي تحتوي على وثائق ومخطوطات قديمة يبلغ عددها (1949) مخطوطة لغاية 17 يونيو/حزيران ،2004 في حين وصل عدد المطبوعات العربية والاجنبية التي تشمل لغات عدة عدا العربية الى (59956) مطبوعاً، وقد بلغ عدد المخطوطات المصورة الى (1766) لغاية 5 ابريل/نيسان ،2004 وان المكتبة تفتخر بزيادة عدد كتبها خلال هذه المدة لكن من المشاكل التي تواجها المكتبة هو توقف التوسع والصيانة لمباني المكتبة، حيث باشرت وزارة الاوقاف في عهد النظام السابق بحملة واسعة لبناء وتوسيع الحضرة القادرية ولكن بسبب الحرب وسقوط النظام توقف الاعمار نهائياً حتى ان الوقف السني لم يباشر بتكملة اعمار الحضرة.
الشيخ فؤاد حسن الخادم في الحضرة الكيلانية ومسؤول المطبخ، يقول: ان مطبخ الوقف القادري هو معروف في جميع انحاء العراق حيث دأب على تقديم خدماته يومياً لزوار مرقد الشيخ عبد القادر ويحرص كثير من الزائرين على الحصول على الطعام لغرض التبرك. ويقدم أصحاب النذور نذورهم الى المطبخ القادري الذي انتقل الى بناية جديدة قرب مقر الوقف القادري.
واضاف: اما في شهر رمضان المبارك فان الامور تختلف حيث نقوم باعداد افطار يومياً لزائري مرقد الشيخ واقامة المآدب الكبرى في الايام الخوالد من ليالي هذا الشهر الفضيل.
يقول الشيخ حسن الجيلاني: المدرسة القادرية من اقدم المدارس في بغداد فهي تهتم بعلوم اصول الدين والسنة النبوية والتاريخ الاسلامي، ولدينا كتب منهجية كاملة لاعداد رجال العلم، وهناك طاقم تعليمي كفء يضم خيرة اساتذة اصول الدين والنحو. وتسهم المدرسة في رفد البلد برجال الدين القادرين على تحمل اعباء الرسالة الجهادية. ولدينا اقسام لطلبة المسلمين من انحاء العالم، حيث نقدم لهم السكن والطعام، اضافة لتلقي العلم على ايدي اساتذة أكفاء. وتقع المدرسة في الطابق الثاني قرب برج الساعة الذي يشبه برج ساعة القشلة في بغداد وتم نصبها سنة 1286 ه وهذا البرج اكبر والساعة فيه هي اكبر من ساعة وبرج القشلة. وبعد مرحلة الاعمار الكبيرة والتوسع في بناء الحضرة القادرية اصبح للمدرسة بناية ضخمة ومهيأة لاستقبال الطلبة وفيها قسم داخلي لمنام الطلبة، لكن ما زالت البناية في حاجة الى تكملة الاعمار الذي توقف بعد الاحتلال الامريكي للعراق. لكن المدرسة ما زالت بنشاطها تستقبل اعداداً كبيرة من طلبة المسلمين.

المصدر: دار الخليج للصحافة والنشر
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=118376

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)