الأحد، 25 ديسمبر 2011

الشيخ أحمد العلوي وأثر أدبه وفكره في الدعوة والإرشاد

الشيخ أحمد العلوي وأثر أدبه وفكره في الدعوة والإرشاد

الشيخ أحمد العلوي وأثر أدبه وفكره في الدعوة والإرشاد

بقلم: جعفر عبدالله الوردي
الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي، ذلك الرجل العجيب، الذي أبهر العالم العربي والغربي بإصلاحه وتفتحه وثقافاته، إن أردته فيلسوفا فهو في الفلسفة لا يشق له غبار، وإن أردته عالما دينيا فهو من كبار المشايخ والعلماء بالفقه والأصول والعربية وغيرها من علوم الشريعة الغراء، ألحق بذلك أنه من كبار الأولياء والعارفين وشيخ الطريقة الشاذلية في وقته.
الشيخ العلوي كان كعبة الغرب في وقته، انفتنوا به كثيرا، وأولعوا بأفكاره الإصلاحية، وبآرائه الإيمانية، مما جعل الغربيين ينقادون إلى اتباعه واعتناق الإسلام على يديه.
استخدم الشيخ أحمد العلوي كل ما لديه من علم وحكمة في الدعوة إلى الإسلام، وتحسين صورته في أعين الغربيين، فقد كان فيلسوفا ماهرا، مما سهل له الدخول إلى أفكار الغربيين المفتونين بالفلاسفة ونظرياتهم، وأحرز الشيخ العلوي عليهم النصر بفضل قوة حجته ورسوخ إيمانه الذي يلهمه الكثير من الإبداع.
وبرع الشيخ في ناحية الأدب، فكان إماما في العربية وفنونها، كان شاعرا وروائيا وكاتبا، ويزين هذه المواهب قوة إيمانه وشفافية روحه التي تلهمه الكثير.
استخدم الشيخ العلوي شعره في الدعوة والإرشاد، وفي النصح والدلالة إلى الطرق المستقيمة، فكان له الوقع الكبير والأثر القوي على النفوس والقلوب.
وكذلك كان ينشر المقالات والكتابات الأدبية والفكرية مما جعل لهذا الدور الكبير في التعلق بالشيخ وأفكاره وخصوصا من الغربيين فكانوا ينظرون إليه كما يقرؤون في توراتهم، يقول شوان عيسى نور الدين أحمد: (نستطيع أن نقارن واحد من هؤلاء الأولياء بالصالحين في القرون الوسطى أو بنبي من بني إسرائيل. كيف لنا أن ننسى ذلك الظهور المؤثر الآتي من الماضي, هذا الشيخ المسِّن الرقيق و المتمكِّن كأنه خرج من التوراة أو القرآن؟...كانت تنبعث منه بضعة من رائحة الماضي الطاهرة, زمان سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ).
تأثر بكتابات الشيخ العلوي جمع من المفكرين والعلماء والفلاسفة الغربيين؛ إذ كان الشيخ يبهرهم بكلامه، ويلفت أنظارهم بنظرياته وافتراضاته، ويسلب عقولهم بأدبه وكتاباته، وأتبع الشيخ ذلك كله بكتابة المسرحيات التي تدعو إلى الإيمان.
وبذلك كله حاز الشيخ العلوي رحمه الله تعالى مكانة كبيرة جدا عند العرب والغرب، وأدى دوره الأدبي إلى إثراء ساحات كبيرة عند الناس فانقادوا إلى ما يقول واتبعوا نصائحه التي سبكها بأبيات من الشعر تارة، وبكلام أدبي تارة أخرى، وبالمسرحيات والمؤلفات.
يقول إيريك يونس جوفروا في مقاله "الإشعاع الروحي للشيخ أحمد العلوي على الغرب": (والحاصل, أن السبب الرئيسي لتأثير الشيخ العلوي على الغرب تمثل في خاصيته العيسوية, كل الغربيين ذوي الثقافة المسيحية الذين اقتربوا الشيخ العلوي أصيبوا بذهول لشبه وجهه بصفة خاصة، وهيئته بصفة عامة بالمسيح عيسى عليه السلام، كما يتصوره عادة العقل الغربي، كما جاء ذلك مثلاً في مذكرات طبيبه الخاص مارسيل كاريه. أمَّا عبد الكريم جوسو فقد كتب أنَّ للشيخ وجه جميل يشبه وجه المسيح الحنون و المتأثر بالآلام)).اهـ.
والشيخ العلوي كان يدرك كل هذا الانبهار به وبأفكاره النيرة، فيقول: (أنا روح مجردة من كل شيء, فالروح تحتاج إلى لسان, إلى أذنين, إلى عينين, إلى يدين. إنني أبحث على جسد . لو أعثر على جماعة تترجم عنِّي بعالم الغرب، لاحتار العالم في عدم وجود أي شيء يفرق الإسلام عن الغرب).
وأنا أعلم أن هذه الكلمات لا تفي أدب الشيخ وفكره، لكنها تلقي نظرة سريعة على ما قدمه من فكر وأثر كبير كان زادا للرقي بالأفكار الإسلامية الصحيحة.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)