الأحد، 25 ديسمبر 2011

السيد عثمان المرندي

السيد عثمان المرندي

السيد عثمان المرندي

حضرة السيد عثمان المرندي المعروف بـ لعل شهباز قلندر (1143-1274) هو صاحب الطريقة القلندرية في شمال شرق فارس وبلاد السند والهند وأفغانستان والتي تتبع السلسلة القادرية الكيلانية. هو سيد علوي وشيخ متصوف وفقيه وشاعر بالفارسية ونحوي في علوم الصرف والبلاغة وفيلسوف ومفكر اسلامي. ولد في مدينة مرند القريبة من مدينة تبريز بإيران في سنة 1143 للميلاد. اسمه الحقيقي هو السيد محمد عثمان بن السيد أحمد حسن كبيرالدين بن السيد ابراهيم الجوابي بن السيد شمس الدين بن السيد نور بن السيد محمود بن السيد أحمد بن السيد هادي بن السيد مهدي بن السيد غالب بن السيد منصور بن السيد اسماعيل بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام زوج الزهراء البتول بنت النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والإمام جعفر الصادق كذلك هو ابن السيدة أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم. أما والدته فقد كانت الأميرة ابنة سلطان شاه حاكم مدينة مرند. لقب بـ "السخي"، و"شهباز" أي ملك الأحرار، و"لعل" أي الياقوت الأحمر وقيل ذلك نسبة إلى لون عباءته الحمراء، و"مست قلندر" أي السائح الهائم في عشق المعبود، و"سيف اللسان"، و"شمس‌الدين"، و"مخدوم"، و"مهدي"، و"سيد شاه حسين". عاصر السيد عثمان القلندر الحقبة الغزنوية والغورية التي حكمت بلاد فارس وآسيا الصغرى، وكان يتحدث الفارسية والعربية والتركية والسندية والسنسكريتية أي الهندية القديمة.

حفظ السيد عثمان القرآن الكريم كاملا في سن السابعة وبعدما أنهى دراسته غادر مدينته إلى بغداد حيث التقى بالشيخ ابراهيم الكربلائي القادري حيث صار له مريداً، وكان الشيخ ابراهيم من أتباع حضرة الشيخ جمال المجرد. ويروى أنه خلال رحلته من تبرير إلى بغداد، التقى بحضرة القطب شاه شمس الدين التبريزي ومريده الكبير مولانا جلال الدين محمد البلخي الرومي صاحب الطريقة المولوية المعروفة في تركيا ونهل من علومهما وأخبارهما وأخذ من تراثهما ووعظهما ثم ودعهما ماضياً في طريقه إلى بغداد. بعد ذلك صار السيد عثمان خليفة للشيخ ابراهيم الكربلائي وورث منه فص خاتم معظم كان الشيخ ابراهيم ورثه من آبائه من الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه، ولا يزال هذا الفص معلقاً إلى اليوم بضريح السيد عثمان قلندر. وبناء على تعليمات شيخه ومرشده، فقد غادر السيد عثمان بغداد متوجها إلى اقليم السند ماراً باقليم خراسان حيث اختلى لأربعين ليلة في ضريح السلطان علي بن موسى الشهير بالرضا من آل محمد المدفون بأرض طوس وأنعم الله عليه بسيل من المكاشفات ونظر إلى عالم الملكوت وتكرم بلقاء أولياء الله عياناً وحقيقة ونال من بركاتهم الكثير. ثم بعد ذلك عبر إلى اقليم سجستان وبلوشستان ووصل بعدها إلى اقليم السند والبنجاب وكانت عاصمتها ملتان حيث التقى فيها بالشيخ القطب بهاء الدين زكريا الملتاني السهروردي، والشيخ بابا فريد كنج شكر الجشتي، والشيخ خواجة جلال الدين مخدوم البخاري النقشبندي وكونوا معاً ما يسمى عند المتصوفين من أهل السند والهند بحلقة الأحباء الأربعة، وصاروا يجوبون أرض السند والهند طلباً للعلم وللرياضات الروحانية والخلوات الربانية وملاقاة أولياء الله والتفكر في عالم الملكوت.

كان السيد عثمان متأثراً بطريقة الشاه شرف الدين المعروف بأبوعلي قلندر ساكن بانيبات بالهند في السير والسلوك إلى الله تعالى، فأخذ على عاتقه أن يكون القلندر (السائح) الثاني، فعاش مختلطاً بين الفقراء والمساكين ولم ير مع غني قط ولم يقف على باب حكام زمانه. روي من كراماته أنه دعا الله عزوجل عندما قبض على صاحبه الشيخ فريد الجشتي بفرية خباز عليه أنه اجترأ على زوجته، فاستجيب لدعائه وتحول إلى صقر وأنقذ صاحبه وهو على منصة الشنق وحمله بعيداً. ومما يروى عنه أنه لما سأل فقراء المتصوفة في مدينة سيهوان أن يقبلوه معهم، كان جوابهم أن أرسلوا له إناء مملوءاً باللبن حتى آخر اشارة منهم أنه لا يوجد متسع لأحد، فرد عليهم الإناء المملوء نفسه ووجعل فوقها وردة طافية فأعجبوا بجوابه، وتذكر كتب التصوف والعرفان الفارسية والسندية غير هذا كثيراً من القصص والروايات حول كرامات الشيخ. كانت روحانية السيد عثمان قلندر الصافية النقية مع أحبائه الثلاثة مصدر جذب لغير المسلمين حتى أن أغلب قبائل السند والبنجاب ما دخلت الإسلام إلا على أيديهم. وضريح القلندر اليوم في مدينة سيهوان الشريف الواقعة بالقرب من مدينة كراتشي بباكستان أمسى مزاراً ليس فقط للمسلمين على مختلف طوائفهم بل وحتى للسيخ والمجوس والهندوس الذين يعتقدون أنه أحد قديسيهم قد عاد إلى الحياة في جسد هذا العابد المسلم وذلك لما رأوه من تسامح الشيخ في حياته مع جميع عباد الله ولما رأوا له من كرامات من بعد وفاته التي كانت في الثامن عشر من شعبان، وكان يبلغ من العمر 97 عاماً قضاها في الإنقطاع لعبادة الله والتأمل والتفكر وخدمة الفقراء والمساكين، وتاركاً إرثاً من المدائح النبوية ولآل بيت النبي، ومؤلفات في الفكر واللغة والعرفان .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)