
في الحضرة الكيلانية مسابح وبخور ..
يعتبر مسجد ومقام الشيخ (عبد القادر الكيلاني) من اكبر المعالم الدينية المهمة في بغداد بعد التوسعات التي اجريت عليه فاحتل بذلك المساحة المحصورة بين الشارع المفضي الى الكفاح وشارع الشيخ عمر من الجهة الثانية وتقصده اعداد كثيرة من الزوار من معظم مناطق مدينة بغداد والمحافظات اضافة الى المسلمين من الهند والباكستان وتركيا وغيرها من الدول العربية لمكانته الروحية والعلمية.
(قطب بغداد) احد اشهر اسمائه لمكانته المؤثرة عند مريديه وطلاب العلم الذين يتلقون العلوم الاسلامية في المدرسة الملحقة بالحضرة الشريفة.
بمحاذاة سياج الحضرة القادرية في مدخل شارع الكفاح تتلاصق بسطيات اقيمت على شكل دكاكين صغيرة وفيرة بالمواد التي تعرضها وهي متنوعة ومطلوبة من قبل الزائرين.
(المدى) حاورت اصحاب هذه (البسطيات) المسقفة التي يسمونها دكاكين فكان لقاءنا مع السيد عدنان الشيخلي صاحب اقدم دكان في هذا السوق فقال:
- لقد افتتح هذا الدكان منذ الستينيات وكنت من أوائل المبادرين في ذلك . وكان يشتمل على الاشياء البسيطة كالحناء والبخور بأنواعه والمسابح والهدايا الاخرى التي يريدها زوار الشيخ الكيلاني.
* واين دكانك الآن؟
- لقد توسع الرزق فانتقلت الى شارع 14 رمضان وافتتحت سوقاً فيه .
* كيف تأسس هذا السوق مع ان المنطقة المحيطة بالحضرة الكيلانية تجارية بحتة؟
- لسهولة شراء الحاجات وتوفرها باسعار رخيصة وايمان الزوار بانها مباركة وبسبب اعدادهم الكبيرة جداً وفي معظم ايام السنة فان الرزق فيها وفير اما الان فان ركوداً واضحاً على البيع بسبب الوضع الامني المعروفة تفاصيله.
* في أي الايام يكون عملكم مربح؟
- في يوم الخميس والجمعة لانها ايام الزيارة وصلاة فريضة وكذلك في موسم الحج عندما يأتي الحجاج من دول اسلامية وعربية كثيرة لزيارة مرقد (الشيخ) ويعودون لزيارته في طريق العودة لديارهم وهم يأتون بأعداد كبيرة فتنشط السوق كثيراً.
* وماذا يتسوقون من هذه السوق؟
- يقبلون على شراء المسابح و(المكاحل) بالنسبة للنساء والكتب الدينية الخاصة ويهدون نسخاً من القرآن الكريم والعطور والدفوف ويباركونها في مقام (الشيخ) وتعتبر هذه هدايا قيمة ولها منزلة دينية كبيرة في بلدانهم.
* ما اهم مواسم النشاط الديني في مرقد الشيخ الكيلاني؟
- في ايام الجمع ويوم المولد النبوي الشريف ويوم مولد الشيخ عبد القادر وفي 27 رجب وفي الاعياد والمناسبات الاخرى.
* هل لديك معلومات عن كيفية توزيع الطعام على الفقراء هنا ؟
- نعم وهذا تقليد متبع منذ سنوات طويلة فتقدم الحضرة الكيلانية كل يوم (الشوربة) صباحاً والرز والمرق للعوائل الفقيرة والمشردين دونما انقطاع وفي كل الظروف.
وحدثنا السيد هاشم غلام وهو بائع سبح قائلاً:
- انا ابيع المسابح والكتب الدينية والبخور والعطور منذ اكثر من عشرين عاماً وانا ابن هذه المنطقة ولدت وترعرعت فيها.
* ولو سألتك عن الانتخابات هل تؤيد إجراءها في موعدها المحدد؟
- بكل قوة وارفع صوتي مطالباً بذلك.
* ولماذا كل هذا الحماس هل لك مرشح فيــها ؟
- لا ولكن لتنتهي هذه الحالات الخارجة عن القانون وتشكل حكومة يسندها القانون وتكتسب الشرعية لتساعد في حل مشاكلنا.
وانا اتجول في هذه السوق واطالع معروضاتها المتنوعة وقع نظري على امرأة تتوسط دكاناً وتتكلم بصوت مرتفع وقوي فتوجهت اليها والقيت عليها السلام فردت عليّ وقالت :
- زوجي مريض واحببت ان أساعده في العمل فلا فرق بين ان يعمل الرجل او المرأة طالما ان الهدف هو تأمين الرزق للعائلة. وانا اعمل منذ عام 1991 بلا انقطاع.
* وكيف هي احوال السوق هذه الايام؟
- ماشية والحمد الله والرزق من الله وانا الوحيدة التي تبيع اضافة الى كل هذه الحاجيات السكائر والدفوف التي يستعملها (المداحون) في حلقات الذكر التي تنشط في الحضرة الكيلانية والنساء يشترين مني الحناء والكحل والعطور والبخور والحرمل وكل ما تحتاج اليه فالحمد الله الرزق جيد.
المصدر: جريدة المدى