الأحد، 25 ديسمبر 2011

الزوايا في بني يزناس المغربية

الزوايا في بني يزناس المغربية

الزوايا في بني يزناس المغربية




إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره ، و نتوب إليه ، و نعود بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إلاه إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .
أما بعــد : 

كعادة معظم الباحثين المبتدئين واجهتني حيرة كبيرة لاختيار موضوع البحث ،لكن هاته الحيرة زالت بمجرد أن التقيت أستاذي الفاضل مصطفى أخليف حينما اقترح علي أن أقوم بترجمة لأحد علماء المنطقة التي أقطن فيها ، ولم أتردد كثيرا في قبول الموضوع لأن حيرتي كانت سجينة منطقة بني يزناسن ، و كنت أتمنى دائما أن أكتب في موضوع يهتم بمنطقتي و التي لها تاريخ عريق ، وذلك أن المغرب الشرقي عموما و منطقة بني يزناسن خصوصا لم يحظيا بما حظيت به مختلف مناطق المغرب من قبل الدارسين المهتمين باستثناء بعض الدراسات القليلة التي ضلت مقتصرة على بعض جوانب المنطقة ، و جل تاريخها ظل حبيس ذاكرة أبنائها يموت بموتهم ، فلم يجد من ينقب عنه و يحييه ، و على الخصوص علماء وأولياء المنطقة الذين صالوا و جالوا المغرب كله بل و حتى المشرق .
و لهذا فبمجرد أن اقترح علي الأستاذ مصطفى أخليف الموضوع المشار إليه سابقا اقترحت عليه أن أقوم بترجمة للولي الصالح محمد أبركان و لطالما تمنيت أن أكتب عن هذا العالم مع العلم أني عرفت أنه عالما محدثا و حافظا من خلال و ثيقة حصلت عليها من أحد الأصدقاء حصل عليها بدوره من بلدية أبركان و برجوعي كذلك إلى كتاب " بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني " لمؤلفه قدور الورطاسي واستجابة لدعوته النبيلة : 
" ومن الواجب على السادة الراشديين أن يبحثوا جمع جميع المعلومات عن هذا العالم الحافظ و الولي الصالح و يعطوه ما يستحقه من العناية ، و ذلك بترجمته ترجمة وافية ... و هذا الواجب مطلوق أيضا بكل يزناسن على العموم بالطبقة المثقفة على الخصوص . "
وبقبول الأستاذ الموضوع نهائيا ، بدأت بجمع المعلومات الوافية عنه و اتصلت بكل من له علاقة به ، لكن المفاجأة التي لم أكن أنتظرها، ان لا أجد من يعرف عنه سوى ما أعرفه شخصيا و هو ما ذكره قدور الورطاسي ، باستثناء شخصين، أعطاني إشارات قليلة جدا و المفاجئة كانت أعظم لما رجعت إلى المراجع المترجمة لهذا الولي فلم أجد في أغلبها سوى السطر أو الثلاث أسطر ، و أصبت بخيبة أمل كدت على إثرها أن أغير الموضوع ، لكن تشجيعات الأستاذ لي و إطلاعي على كتاب نيل الابتهاج لأحمد بابا السوداني و البستان لابن مريم بعثا في الأمل من جديد و خصوصا أن الكتاب الأخير قد أحاط بجل حياة الولي الصالح الحسن بن مخلوف والد محمد أبركان لهذا سيتخذ بحثي مسارا آخر و بعنوان آخر( ترجمة للمحدث الحافظ محمد أبركان و أبيه الولي الصالح الحسن بن مخلوف ) .و صدق الله العظيم حيث قال في محكم تنزيله
و ما تشاءون إلا أن يشاء الله . إن الله كان عليما حكيما(سورة الإنسان).
و أشير هنا أن ابن مريم يخلط بين ما هو تاريخي و ما هو واقعي و أسطوري و قد اعتمدت عليه و نقلت كل ما يتعلق بحياة الولي الصالح الحسن بن مخلوف و ذلك لقلة المراجع التي ترجمت له . 
و بعد جمع مادة البحث سأقوم بتقسيمه إلى مقدمة و تمهيد ، فصلين و خاتمة .
و سأحاول أن أتطرق في التمهيد لجغرافية بني يزناسن و مدى انتشار التصوف في منطقتهم . 
أما الفصل الأول فسأتناول فيه ترجمة للمحدث الحافظ محمد أبركان ، و الفصل الثاني سأتناول فيه ترجمة للولي الصالح الحسن بن مخلوف و اختم البحث بخاتمة مجملة .
و في الختام أتقدم بجزيل الشكر إلى أستاذي الفاضل " المشرق على هذا الموضوع " ذ : مصطفى أخليف الذي نور لي الطريق و ساعدني بتوجيهاته و تشجيعاته النيرة و منحنى و قته الغالي فجزاه الله عني خير الجزاء .
و الله ولي التوفيق . 

تمهــيد : 

إن الأصل اليزناسني للوليين الصالحين محمد أبركان و أبيه الحسن بن مخلوف و تصوفهما هما اللذان دفعاني لوضع هذا التمهيد ، وذلك بوضع تعريف مبسط لبني يزناسن و مدى انتشار التصوف في منطقتهم ، كما أن اليزناسيين أصبحوا يعرفون بالبركانيين منذ فجر النهضة الوطنية التحريرية في المغرب نسبة إلى الوالي الصالح محمد أبركان .
1 ـالقبائل الكبرى لبني يزناسن و تموقع الزوايا و الشرفاء فيها :
يعتبر بنو يزناسن من القبائل البربرية البترية[1]* و ينتمون إلى زناتة كما يذكر ابن حوقل (1) "و من قبائل البربر الخارجة من صلب زناتة بنو يزناسن" لكن قدور الورطاسي (2) يذكر أن لكل من القبيلتين نسب خاص " فلبني يزناسن نسبهم الخاص ، و لزناتة نسبهم الخاص ، و أن كانتا القبيلتين تجتمعان في أصل واحد " أما مواطنهم الأصلي فيذكر ابن خلدون (3) "بني يزناسن أهل الجبل المطل على وجدة " ويعرف الحسن الوزان (4) هذا الجبل " يقع هذا الجبل على بعد نحو خمسين ميلا غربي تلمسان ، و يتاخم من جهة قفر كرط و قفر أنكاد من جهة أخرى ، ممتدا على طول خمس و عشرين ميلا و على عرض نحو خمة عشرة ميلا و هو شديد الوعورة و الارتفاع ، صعب المسالك ، تكسوه غابات كثيرة ، و يضم هذا الجبل مداشر عديدة يسكنها قوم ذو بأس شديد" . و تنقسم منطقة بني يزناسن إلى أربعة قبائل كبرى و هي : قبيلة بني وريمش ، وقبيلة بني عتيق ، قبيلة بني منقوش ، قبيلة بني خالد .
1* ـ البترية نسبة إلى شعب البتر وقد لقبو بهذا اللقب لأنهم كانوا يلبسون البرنس الصوفي ناقصا أي بدون غطاء الرأس عكس البرانس هذا ما ذكره ابن منصور نقلا عن مرسي في كتابه " قبائل المغرب " ، ج 1 ، ص : 262 الرباط 1968 ، لكن النسابة العرب يرجعون سبب التسمية إلى أجدادهم فالبترهم الذين ينسبون إلى مداغيس و يلقب بالإبتر ابن خلدون كتاب العبر ج 6 ، ص : 229 .
1 ـ قبيلة بني وريمش :
تقع قبيلة بني وريمش في الناحية المجاورة لقبائل كبدانة والريف ، و معظم سكانها من العيون ، و تنتشر هذه القبيلة على الجزء الغربي من جبل تافوغالت شرقا وحوض ملوية غربا ، و تضم فروعا من الزاوية الحمداوية في عين الهراوة و بني نوكة (5) و لا يوجد في بني وريمش إلا سوق واحد المسمى "بتانزارت" ، و أعظم بطونهم بنو عبد السيد . و أولاد علي الشاب و رسلان و تاكمة ، و بنو محيو المجاوورن لقصبة عيون سيدي ملوك و في هذا القسم تقع أراضي أكليم (6) . 
أما شرفاء القبيلة فهم : أولاد سيدي علي و سعيد باونت و أولاد سيدي سعيد العرعار ، و أولاد سيدي موسى المدعون بأولاد معبورة ، و أولاد فسير ، و أولاد عطية وأهل ورين و بنو وال و التميميون و الشراقة ، وهؤلاء الشرفاء الإدريسيون يقيمون مواسم دورية[1] * ترحما على جدودهم الأعلون (7) .
2 ـ قبيلة بني عتيق :
يمتد مجالها الطبيعي بين بني منقوش شرقا و بني وريمش غرباو تشرف من جهة الجنوب على سهل أنكاد و من الشمال على تريفة و مدينة بركان الحالية و هي تقع في هذه القبيلة (8) . و في بني عتيق يقع جبل فوغال أو" ألمو " الذي ينبع الماء منه في كل جهة من بين الصخور كما توجد بها بحيرة واو اللوت التي تسقي البساتين المجاورة لها (9) ومن أهم الأسر العتيقة بهذه القبيلة ال الهبيل أسرة البكاي لهبيل رئيسي أول حكومة مغربية في عهد الاستقلال ، وتضم هذه القبيلة ضريح مولاي احمد العياشي مؤسس زاوية زكزل كما تضم الشرفاء الحافيين و السرغوسنيين و الورطاسيين و أل تيزي أزمور و الصبانيين ، و لكل هؤلاء 
[1]* ـ وقد حضرت في إحدى هذه المواسم بقرية أونوت في غشت 1999 .
الشرفاء مواسم خاصة في كل سنة (10) و في هذه القبيلة تقع مغارتا الجمل والحمامة المشهورتان عالميا .
3 ـ قبيلة بني منقوش :
تمتد هذه القبيلة جنوبا من أراضي " لبصارة " الواقعة على حدود قبيلة " لمهاية " الشمالية وتنتهي شمالا إلى حدود أراضي غرب سهل تريفة و قبيلة لعثامنة أي تمتد بين بني خالد شرقا و بني عتيق غربا ... و في سهل بني منقوش تقع قصبة عين الركادة التي أعاد بناءها السلطان إسماعيل و تقع أيضا في هذه القبيلة عين فزوان المعدنية ( المعروفة وطنيا ) و عين الصفا الجميلة (11) .
ومن أهم الأسر المنقوشية أولاد سيدي رمضان ، و أولاد بوغنم ، أهل وجوت ، لكرارجة ، أما الشرفاء الادريسيون فهم أولاد سيدي علي البكاي (صاحب الزاوية البكاوية ) و أولاد بنيعقوب وأل وكوت ولحسنيون و الرمضانيون (أصحاب الزاوية الرمضانية ) و الوليون و أولاد الطاهر من عين الصفا (12).
4 ـ قبيلة بني خالد :
ينتشر بنو خالد في الجزء الشرقي من جبال بني يزناسن ، يحدهم شرقا الأراضي الجزائرية و غربا قبيلة بني منقوش و تشرف هذه القبيلة على سهل أنكاد جنوبا و سهل تريفة شمالا ، و أهم الأسر في بني خالد : بنو مريحا و بنو خلوف و أولاد الزعيم و أولاد بن عزة ، أما شرفاؤهم فهم : أولاد سيدي عبد الله بن عزة و أولاد سيدي المختار بوتشيش القادري و أولاد بن العالم (13) و تضم هذه القبيلة أهم الزوايا على الصعيد الوطني و هي الزاوية البوتشيشية و الهبرية .
II ـ ظاهرة التصوف بمنطقة بني يزناسن :
إن المهتمين بتاريخ المنطقة يعلمون أنها عرفت عبر التاريخ انتشارا واسعا لظاهرة التصوف ، ويرجع الفضل في ذلك لهجرة العديد من الأولياء و العلماء إلى المنطقة حاملين لفكر التصوف و الذين علموا على إنشاء زاويا خاصة بهم و بطرقهم الصوفية ، وهذا ما يفسر الانتشار الهام للزوايا و أضرحة الأولياء بالمنطقة إذ يفوق عدد الأولياء بها الثلاثين وليا و عدد الزوايا اثنين و عشرين زاوية أغلبها ليس لها مقر وبلا أهمية (14).
1 ـ الزوايا التي ليس لها مقر بلا أهمية :
يقول Voinot في كتابه " وجدة العمالة " " نجد في العمالة عددا كبيرا من الزوايا أغلبهم ليس لهم مقر و بلا أهمية " (15 ) و سنقتصر نحن على ذكر الزوايا التي توجد بمنطقة بني يزناسن و هي في الجدول الآتي :
القبيلة التي تنتهي إليها - اسم الزاوية 
بنو خالد ـ زاوية محمد بن الحاج العزاوي 
بنو خالد ـ زاوية أولاد سيدي سليمان 
بنو منقوش ـ زاوية أولاد سيدي علي 
بنو منقوش ـ زاوية أولاد بنعيني 
بنو منقوش ـ زاوية أولاد ملحة
بنو عتيق ـ زاوية مالو
بنو عتيق ـ زاوية الوالي
بنو عتيق ـ زاوية تاقربوست
بنو عتيق ـ زاوية سيدي عبد المومن 
بنو وريمش ـ زاوية أولاد مولاي أحمد
بنو وريمش ـ زاوية أولاد داود
بنو وريمش ـ زاوية بن عطية
بنو وريمش ـ زاوية سيدي علي بن سعيد
بنو وريمش ـ زاوية مولاي اليزيد
بنو وريمش ـ زاوية أهل الورين
بنو وريمش ـ زاوية أهل أونوت 
2 ـ الزوايا التي لها مقر وبلا أهمية :
لم تعد هاته الزاويا معروفة حاليا بالرغم من أن لها مقرا معروفا ، و هذا راجع إلى أصحابها الذين هاجروا إلى المدينة و استقروا بها و أصبحوا يتوارثون النسب فقط[1]* ، ومن بين هاته الزوايا نذكر :
أ : الزاوية البكاوية :[2]*
تقع هذه الزاوية ببني وكلان جبل بني يزناسن قبيلة بني منقوش ، و مؤسسها هو علي البكاي بن محمد بن محمد ( فتحا ) و ينتهي نسبه إلى سيدنا علي بن أبي طالبعليه السلامو لقب بالبكاي لأنه كان كثير البكاء لفراق شيخه سيدي بوزيان (16) .
وتقام في الزاوية حاليا مختلف الأنشطة الدينية من ذكر و صلاة و غيرها و الغالب فيها هي الحضرة التي تقام كل خميس كما يقام موسم سنوي في ضريح جد البكاويين في بني وكلان (17) . 
ب ـ الزاوية الرمضانية:
تقع الزاوية الرمضانية بالسفوح الشمالية لجبال بني منقوش جنوب جراوة بحوالي ست كيلومترات قرب مدينة أبركان ، وسميت بهذا الإسم نسبة إلى الشيخ رمضان الذي يعتبر مؤسسها الحقيقي و هو الذي أعطى الانطلاقة الأولى للطريقة الوزانية الطيبية بالمنطقة وما زال الناس يقصدون هاته الزاوية للتبرك (18) و السياحة . 
[1]* ـ أي أصبحوا يتوارثون نسب الشرف خلافا للقديم حيث كان يتسابقون لخدمة الزاوية وأهلها. 
[1]* ـ ولهذا سميت الزاوية بالبكاوية . 
ج ـ الزاوية الحمداوية أو زاوية زكزل :
تقع زاوية زكزل في جبل بني يزناسن قرب قرية تافوغالت بمقربة مكان سياحي يسمى مغارة الجمل و مؤسس هاته الزاوية ، مولاي احمد بن محمد بن مولاي العياشي ، أما الطريقة الصوفية للزاوية فهي الطريقة التجانية و الخلوتية وذلك ما ذكره أحمد الغزالي (19) بالنظر إلى سند الطريقة نلاحظ أن رجالاتها غير مذكورين في نسب الدرقاوية بل أنهم ينتمون خاصة إلى الخلوتية و التجانية " و للزاوية فروع كثيرة ذكرها V O I N T في كتابه وجدة العمالة .
3 ـ الزوايا التي لها مقر وذات أهمية :
تعتبر الزاويتان البوتشيشية و الهبرية من أهم الزوايا التي توجد بالمنطقة و مقرهما معروف لدى العامة و الخاصة ، بل أن الزاوية البوتشيشية تعدت المستوى المحلي ليصبح لها صيط كبير على المستوى الوطني و لها مريدون حتى في بعض الدول الأوربية و أمريكا (21) .
1 ـ الزاوية البوتشيشية :
يوجد مقر الزاوية البوتشيشية حاليا بقرب مداغ ، و يرجع إنشاؤها إلى الشيخ المختار البوتشيشيي القادري[1]* وذلك في عهد المولى عبد الرحمن القرن 13 هـ (22 ) ، وقد ساهم بعض أقطاب هاته الزاوية في محاربة الاستعمار الفرنسي إبان احتلاله الجزائر 1830 م حسب ما ذكره أحمد الغزالي (23) "تعززت مكانة الزاوية بجهاد المستعمر الفرنسي الذي احتل القطر الجزائري سنة 1830 م ، فكان أحد أقطاب الزاوية خير معين للأمير عبد القادر الجزائري …" و استمر جهادها ضد الاستعمار على يد الشيخ المختار الثالث غداة احتلاله لوجدة عام 1907م.
[1] * ـ لقب الشيخ المختار القادري ببوتشيش لأنه كان يقدم "التشيشة" كطعام لمريديه ولهذا سميت بالزاوية البوتشيشية .
(24) ، وقد عانت هاته الزاوية كثيرا من " بو حمارة "إذ أنه قدم على احراق الزاوية المعروفة بالدار البالية (25) ، أما سندها الصوفي فيتصل بالمولى عبد القادر الجلانيقدس الله سره.
وعرفت الزاوية البوتشيشية انتشارا واسعا على عهد الشيخ العباسي القادري لأنه كان متسامحا و كريما مع الكل و زاد انتشارها على عهد إبنه الشيخ حمزة (26) ، و للزاوية مريدون في مختلف مناطق المغرب بل حتى في أوربا(كما سبق الذكر)[1]* .
2 ـ الزاوية الدرقاوية أو الهبرية : 
تأتي في الأهمية بعد الزاوية البوتشيشية فهي اقل انتشارا و أتباعا من هاته الأخيرة ، و مؤسسي هاته الزاوية هو الحاج محمد الهبري العزاوي و يوجد مقرها بالمحل المعروف " بالضريرة " التابعة لأحفير و هي توجد على الحدود الجزائرية المغربية و قريبة من مصطاف السعيدية ، وإنشاؤها يرجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي ببضع سنوات وتتميز هاته الزاوية عن الزوايا الأخرى بكونها تستعمل الطبل أثناء رقصاتهم " الحضرة " مع أناشيد وجدانية في قالب الشعر العربي (27 ) .
[1] * ـ وذلك حسب ما ذكر لي أحد الموردين بالزاوية.





*هوامش التمهيد : 

(1) ـ ابن حوقل ، صورة الأرض ، طبعة بيروت 1979 ، ص : 103 .
(2) ـ قدور الورطاسي ، بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني ، مطبوعات دار المغرب ، الرباط ، 1976 ، ص : 18 .
(3) ـ ابن خلدون ، العبر ، طبعة بيروت ، دار الكتاب اللبناني ، 1957 ، ج6 ، ص :229 .
(4) ـ الحسن الوزان ، وصف إفريقيا ، ط2 ،1983 ،ج2 ، ص : 43 .
(5) ـ قدور الورطاسي ، م.س، ص : 21 ـ احمد الغزالي ، زوايا بني يزناسن القادرية البوتشيشية نمودجا ،مطبعة البلابل بفاس ، 1998 .ص : 22 .
(6) ـ قدور ، م .س ، ص : 23 ـ احمد الغزالي ، م.س، ص : 22 . 
(7) ـ نفسه ـ نفسه .
(8) ـ قدور ، م.س، ص: 24 ـ احمد الغزالي ، م.س ،ص : 81 .
(9) ـ قدور ، م. س ، ص : 25 .
(10) ـ نفسه ، ص : ص : 27 ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص ، 21 .
(11) ـ قدور ، م.س ، ص : 30 ـ 31 .
(12) ـ قدور ، م.س ، ص : 34 ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 21 .
(13) ـ قدور ، م.س ، ص : 35 ـ 38 . ـ احمد الغزالي ، م.س، ص: 20 ـ 21 .
(14) ـvoinot , Oujda et Al Amalat , p : 218, Oran 1912 . 
(15) ـ نفسه .
(16) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 123 .
(17) ـ كما يحكيه أهل المنطقة .
(18) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 143 ـ 144 . 
(19) ـ نفسه ، ص : 153 .
(20) ـ Voinot, Oujda et Alamlat , p : 218 
(21) ـ حسب ما ذكر لي أحد الموريدين بالزاوية وهو من خدامها .
(22) ـ قدور ، م.س ، ص : 61 .
(23) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 58 . 
(24) ـ نفسه ، ص : 51 . 
(25) ـ نفسه ، ص : 60 .
(26) ـ نفسه ، ص : 61 .
(27) ـ قدور ، م.س ، ص : 59 .
(28) ـ نفسه ، ص : 60 . 



المصدر: www.untiredwithloving.org/zuruq_rules1to5.html - 26k

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)