الأحد، 25 ديسمبر 2011

مساجد وزوايا ... 15 زاوية بيروتية لذكر الله والرباط ورعاية المرضى والايتام

مساجد وزوايا ... 15 زاوية بيروتية لذكر الله والرباط ورعاية المرضى والايتام

مساجد وزوايا ... 15 زاوية بيروتية لذكر الله والرباط ورعاية المرضى والايتام

يؤكد الدكتور حسان حلاق، المؤرخ البيروتي المعروف، ان بيروت منذ دخول الاسلام اليها، عرفت بورع رجالها وزهدهم وتقواهم، ومنذ القرن الأول الهجري شهدت المدينة تجمعات دينية وحلقات ذكر الله وحلقات فقه وتلاوة للقرآن الكريم.
فيما يشير المهندس سعيد مكتبي الى ان الاهتمام بالزوايا والحلقات الدينية ابتدأ منذ بداية العهد المملوكي، إذ أراد المماليك تثبيت الوضع الاسلامي السني في بيروت وارساء قواعد الحاضرة الاسلامية فيها في بلاد الشام، وكان التصوف في ذلك الحين يمثل قمة السنة في دولة المماليك ولذا كان مشايخ الطرق الصوفية محط انظارهم لأن بعض القوى الاخرى كانت قد بدأت بالتغلغل عند هذا الساحل فقام المماليك بحرب شعواء عليهم ادت الى انكفائهم عن الساحل البيروتي والى ابقاء الرباط والدفاع عن المدينة في مسؤولية أهل السنة والجماعة تحديداً ولذلك ازدهرت الزوايا في ايامهم.
“الخليج” التقت حول موضوع زوايا بيروت بالمؤرخ الدكتور حسان حلاق الذي عرض لوضع هذه الزوايا تاريخيا.
في بيروت المحروسة خمس عشرة زاوية عرفت في تاريخها بأنها مراكز للرباط، ولايواء عابري السبيل، ورعاية المرضى والايتام، والتعليم، وذكر الله في حلقات الذكر وفق مختلف الطرق الصوفية.
زاوية الامام الأوزاعي:
تنسب هذه الزاوية الى الامام الاوزاعي الذي حل ببيروت، وجعل في مقامه وبيته زاوية للعلم والتفقه وكانت هذه الزاوية في سوق الطويلة في باطن بيروت، غربي زاوية ابن عراق التي لا تزال قائمة الى اليوم، وكان بجوارها سبيل ماء أنشئ سنة 935ه = 1529م تذكاراً للامام الاوزاعي.
وهذه الزاوية هي غير جامع الامام الاوزاعي المعروف في منطقة حنتوس التي عرفت فيما بعد بمنطقة الاوزاعي (غربي مطار بيروت الدولي) ويذكر ان الامام الاوزاعي اجاب في سبعين الف مسألة وانتشر مذهبه المعروف باسم مذهب الامام الاوزاعي وعمل به في الشام نحو مائتي عام، كما عمل به في الاندلس ما يقارب الاربعين عاما وما يزال اهل بيروت والبلاد الشامية يتأثرون الى اليوم بمذهب الامام الاوزاعي وتفسيراته.
وقد توفي الاوزاعي في زاويته عام 157ه = 774م في آخر خلافة أبي جعفر المنصور غير ان أهل بيروت دفنوه في منطقة حنتوس حيث الجامع المعروف باسمه اليوم، فيما ازيلت زاويته في باطن المدينة عام 1975 بعد تعرضها لاحداث الحرب اللبنانية ودمارها.
ولابد لنا من الاشارة هنا الى ان توقف حلقات الذكر في زاوية الامام الاوزاعي في سوق الطويلة ببيروت لم يمنع من عودة حلقات الذكر هذه الى جامع الامام الاوزاعي أخيراً على يد الشيخ هشام خليفة امام المسجد وخطيبه الذي يعطي فيه الدروس الدينية كما يقيم حلقات الذكر وفق احدى الطرق الصوفية.
زاوية التوبة:
وتعرف باسم “زاوية سيدنا عبدالقادر الجيلاني العامرة بذكر الله” وقد اطلق عليها هذا الاسم نسبة الى الشيخ الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية وهو من كبار الزهاد والمتصوفين، وكانت هذه الزاوية تقع في رأس سوق الخضار في باطن بيروت، وكانت هذه الزاوية - المسجد من جملة الفتوحات الاسلامية، وفي سنة 1078ه جدد محمد باشا خير الله بعض الاماكن في هذه الزاوية وانشأ سوقا يصرف ريعه على مصالح الزاوية كما انشأ سبيلا للماء، وهي تعتبر من أقدم الزوايا في بيروت، وقد كان من خطبائها الشيخ حسين بن الشيخ علي بدران في القرن التاسع عشر، ثم حل بعد وفاته مكانه ابنه الشيخ عبدالرحيم بدران، ولهذه الزاوية استناداً الى سجلات المحكمة الشرعية في بيروت العديد من الاوقاف (وقد ازيلت بعد دمار بيروت اثر حرب 1975 - 1990 الداخلية).
زاوية الحمراء:
وتسمى ايضا زاوية ابن الحمراء، موقعها خلف الجامع الأموي الكبير في باطن بيروت، وكان يوجد فيها ضريح الشيخ محمد الحمراء احد امراء بني الحمراء من أمراء البقاع (اجداد آل العيتاني في بيروت على ما يقال) وقد درس في زاويته الفقه والدين والقرآن الكريم وكان يوجد في الزاوية حفاظ وكانت متسعة وبها ايوان فيه محراب كبير وبركة ماء بجانبها بئر وقد بنى آل الحمراء هذه الزاوية في القرن الثاني عشر الهجري علما انهم سكنوا المنطقة التي عرفت باسمهم منذ العام 539 ه وقد زالت هذه الزاوية والحق المكان الذي كانت تقع فيه بالجامع العمري الكبير.
وقد اشار “النابلسي” في كتابه الى هذه الزاوية، ولابد من الاشارة هنا الى وجود زاوية او مسجد آخر في منطقة الحمراء تعرف ايضا باسم زاوية ومسجد الحمراء هدمت قبل سنوات، ثم اعيد بناء المسجد أخيراً.
زاوية البياطرة:
سميت الزاوية بهذا الاسم لوجودها في سوق البياطرة في باطن بيروت وتعرف ايضا باسم زاوية البياطرة، وتذكر بعض المراجع بأن هذه الزاوية بنيت في اوائل القرن العاشر الهجري وكان بأيدي المتولين عليها من ابناء بيروت، وفي طليعتهم الشيخ محمد الفاخوري، وقد استمر آل الفاخوري يتولون رعاية هذه الزاوية وكان آخرهم في القرن التاسع عشر الميلادي الشيخ عبدالرحيم بن عبدالقادر الفاخوري البيروتي وكانت هذه الزاوية تستقطب القائمين في سوق البياطرة وبعض تجار الجملة لاقمشة القطن والغزل وكان يوجد قرب الزاوية زاروب بني الدهان وساحة القمح، وقد اندثرت هذه الزاوية مع مطلع القرن العشرين على غرار جميع زوايا بيروت.
الزاوية العمرية:
وتعرف ايضا باسم زاوية الدركة وتقع عند باب الدركة في باطن بيروت في المكان الذي يعرف اليوم بأول شارع المعرض وقد جعلت هذه الزاوية والمسجد الصغير للصلاة، وذلك منذ اوائل القرن العاشر الهجري، وجدد بناؤها احياء لعلوم الدين مرات عدة غير ان اندثار باب الدركة كان مقدمة لاندثار هذه الزاوية التي هدمتها بلدية بيروت عام 1943 بسبب تخطيط شوارع بيروت، وكان شيخ هذه الزاوية في القرن التاسع عشر الشيخ حسن بن محمود بن الشيخ عبدالقادر الفاخوري.
زاوية الراعي:
وتنسب هذه الزاوية الى الشيخ حسن الراعي المغربي وهو من كبار العلماء المسلمين في القرن السادس الهجري وكان الشيخ حسن يدرس في هذه الزاوية ويقيم فيها، كما دفن فيها الشيخ جبارة (شبارة شبارو) من اولاد الشيخ حسن الراعي (وهناك عائلة تحمل اسم شبارو حاليا في بيروت تمتد على ما يبدو الى ذلك النسب) وكان موقع هذه الزاوية في باطن بيروت في شارع فخرالدين، مكان الاطفائية القديم في شارع المصارف اليوم بالقرب من باب يعقوب داخل سور بيروت، وقد تهدمت هذه الزاوية في الحرب العالمية الاولى.
وقد كان لهذه الزاوية نظار وائمة وكان الناظر عليها الحاج حسن ابن علي المناصفي ثم من بعده الشيخ عبدالحميد بن الحاج عمر يموت سنة 1291ه ثم من بعده الحاج سعدالدين يموت، ثم تعين فيما بعد اماما متطوعا الشيخ عبدالرؤوف بن الشيخ عبدالهادي النصولي (الجدير ذكره هنا ان سماحة قاضي القضاة الشيخ شفيق يموت الذي توفي أخيراً كان من العلماء المتصوفين وظل عاكفا على اوراده حتى اللحظة الاخيرة قبيل وفاته).

سند الطريقة القادرية العلية
للعلامة ولي الله الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي
رضي الله عنه

أخذ الطريقة القادرية والخلافة في بيروت من الشيخ أحمد البدوي السوداني وهو أخذها عن شيخه القطب الكبير والمرشد الشهير في السودان الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه عن الشيخ عبد الباقي المعروف بأبي الشول ابن الإمام عن عبد الله الخدام عن الشيخ عبد الباقي المحب عن الإمام مالك عن عبد الباقي النيّل عن الشيخ عبد الله ود العجوز عن الشيخ محمد المسلمي عن الشيخ الورع دفع الله المصوبن عن أبيه الشيخ أبي إدريس محمد الزاهد عن أخيه الشيخ عبد الله العركي عن الشيخ حبيب الله البصري العجمي عن الشيخ القطب الكبير تاج الدين محمد البهاري البغدادي عن الشيخ جمال الدين عن الشيخ محمد عن الشيخ أحمد عن الشيخ محمد أكمل عن الشيخ علي أكبر عن الشيخ أصغر عن الشيخ جلال الدين عن الشيخ كمال الدين عن الشيخ علاء الدين عن الشيخ محمد المساعد عن الشيخ أحمد المرجي عن الشيخ محمد عن القطب الجليل الشيخ الزاهد أبي بكر عبد الرزاق رضي الله عنه.

* وأخذ البيعة والخلافة في المدينة المنورة من المعمر الشيخ علي مرتضى بن محمد حسين الديروي الباكستاني رضي الله عنه ومسح على صدره وهو أخذها من الشيخ محمد فضل علي قريشي العباسي وهو أخذها عن الشيخ محمد سراج الدين عن الشيخ محمد عثمان الداماني عن الشيخ دوست محمد القندهاري عن الشيخ أحمد سعيد الفاروقي المجددي عن أبيه الشاه أبي سعيد المجددي الفاروقي عن شيخه الغوث شاه عبد الله الدهلوي رضي الله عنه عن حبيب الله مظهرجان جانان عن محمد عابد سنامي عن عبد الأحد عن محمد سعيد عن أبيه أحمد الفاروقي السرهندي عن شاه سكندر عن شاه كمال كيتهلي عن شاه فضيل الأكمل عن شادكَدا الثاني عن السيد شمس الدين عارف عن السيدكدار الأول عن السيد شمس الدين صحراكي عن عقيل عن بهاء الدين عن عبد الوهاب عن شرف الدين قتال عن القطب الجليل الشيخ الزاهد أبي بكر عبد الرزاق رضي الله عنهم.

* وأخذ البيعة والخلافة بدمشق من الشيخ أحمد العربيني رضي الله عنه وهو سلك على يد خاله خطيب عربيل الشيخ محمد عبده الحربي الآخذ عن الشيخ المحدث محمد بن جعفر الكتاني الحسني عن والده المحدث السيد الشيخ أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني عن ابن عمه الولي الصالح العابد القانت أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الشهير بالكبير ابن الشيخ أحمد الكتاني الحسني الإدريسي الفاسي عن الشيخ العارف بالله الصالح الشمس محمد بن القاسم القندوسي الفاسي عن الشيخ عبد الرحمن البغدادي عن عبد القادر القادري عن أبيه أبي بكر القادري عن والده إسماعيل عن والده عبد الوهاب عن نور الدين القادري عن الشيخ درويش القادري عن الشيخ حسام الدين القادري عن ابن عمه أبي بكر القادري عن أبيه الشيخ يحيى القادري عن أبيه الشيخ نور الدين القادري عن أبيه الشيخ ولي الدين القادري عن أبيه الشيخ زين الدين عن أبيه الشيخ سيف الدين عن أبيه الشيخ شمس الدين محمد حسام الدين شرشيق عن أبيه الشيخ شمس الدين محمد أبي بكر الهتاك القادري عن أبيه الشيخ القطب الجليل عبد العزيز رضي الله عنهم.

كلاهما عن والدهما الغوث العارف بالله سيدي محي السنّة والدين القطب الشهير الشيخ أبي محمد محي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني رضي الله عنه عن الشيخ أبي سعيد علي بن المبارك المخرمي المخزومي عن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد القرشي الهكاري عن الشيخ أبي محمد الفرج بن عبد الله الطرسوسي عن الإمام أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي عن أبي بكر الشبلي عن أبي القاسم الجنيد البغدادي سيد الطائفتين عن خاله أبي الحسن سري السقطي عن أبي محفوظ معروف الكرخي عن أبي سليمان داود الطائي عن حبيب بن محمد العجمي عن الحسن البصري عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين عن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.

وقد لبس الغوث الجيلاني الخرقة أيضًا من والده أبي صالح موسى، ومن الشيخ أبي الخير والشيخ حماد الدباس وتاج العارفين أبي الوفا البغدادي رضي الله عنهم.


المصدر: دار الخليج
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)