
مساجد وزوايا ... 15 زاوية بيروتية لذكر الله والرباط ورعاية المرضى والايتام

فيما يشير المهندس سعيد مكتبي الى ان الاهتمام بالزوايا والحلقات الدينية ابتدأ منذ بداية العهد المملوكي، إذ أراد المماليك تثبيت الوضع الاسلامي السني في بيروت وارساء قواعد الحاضرة الاسلامية فيها في بلاد الشام، وكان التصوف في ذلك الحين يمثل قمة السنة في دولة المماليك ولذا كان مشايخ الطرق الصوفية محط انظارهم لأن بعض القوى الاخرى كانت قد بدأت بالتغلغل عند هذا الساحل فقام المماليك بحرب شعواء عليهم ادت الى انكفائهم عن الساحل البيروتي والى ابقاء الرباط والدفاع عن المدينة في مسؤولية أهل السنة والجماعة تحديداً ولذلك ازدهرت الزوايا في ايامهم.
“الخليج” التقت حول موضوع زوايا بيروت بالمؤرخ الدكتور حسان حلاق الذي عرض لوضع هذه الزوايا تاريخيا.
في بيروت المحروسة خمس عشرة زاوية عرفت في تاريخها بأنها مراكز للرباط، ولايواء عابري السبيل، ورعاية المرضى والايتام، والتعليم، وذكر الله

زاوية الامام الأوزاعي:
تنسب هذه الزاوية الى الامام الاوزاعي الذي حل ببيروت، وجعل في مقامه وبيته زاوية للعلم والتفقه وكانت هذه الزاوية في سوق الطويلة في باطن بيروت، غربي زاوية ابن عراق التي لا تزال قائمة الى اليوم، وكان بجوارها سبيل ماء أنشئ سنة 935ه = 1529م تذكاراً للامام الاوزاعي.
وهذه الزاوية هي غير جامع الامام الاوزاعي المعروف في منطقة حنتوس التي عرفت فيما بعد بمنطقة الاوزاعي (غربي مطار بيروت الدولي) ويذكر ان الامام الاوزاعي اجاب في سبعين الف مسألة وانتشر مذهبه المعروف باسم مذهب الامام الاوزاعي وعمل به في الشام نحو مائتي عام، كما عمل به في الاندلس ما يقارب الاربعين عاما وما يزال اهل بيروت والبلاد الشامية يتأثرون الى اليوم بمذهب الامام الاوزاعي وتفسيراته.
وقد توفي الاوزاعي في زاويته عام 157ه = 774م في آخر خلافة أبي جعفر المنصور غير ان أهل بيروت دفنوه في منطقة حنتوس حيث الجامع المعروف باسمه اليوم، فيما ازيلت زاويته في باطن المدينة عام 1975 بعد تعرضها لاحداث الحرب اللبنانية ودمارها.
ولابد لنا من الاشارة هنا الى ان توقف حلقات الذكر في زاوية الامام الاوزاعي في سوق الطويلة ببيروت لم يمنع من عودة حلقات الذكر هذه الى جامع الامام الاوزاعي أخيراً على يد الشيخ هشام خليفة امام المسجد وخطيبه الذي يعطي فيه الدروس الدينية كما يقيم حلقات الذكر وفق احدى الطرق الصوفية.
زاوية التوبة:
وتعرف باسم “زاوية سيدنا عبدالقادر الجيلاني العامرة بذكر الله

زاوية الحمراء:
وتسمى ايضا زاوية ابن الحمراء، موقعها خلف الجامع الأموي الكبير في باطن بيروت، وكان يوجد فيها ضريح الشيخ محمد الحمراء احد امراء بني الحمراء من أمراء البقاع (اجداد آل العيتاني في بيروت على ما يقال) وقد درس في زاويته الفقه والدين والقرآن الكريم وكان يوجد في الزاوية حفاظ وكانت متسعة وبها ايوان فيه محراب كبير وبركة ماء بجانبها بئر وقد بنى آل الحمراء هذه الزاوية في القرن الثاني عشر الهجري علما انهم سكنوا المنطقة التي عرفت باسمهم منذ العام 539 ه وقد زالت هذه الزاوية والحق المكان الذي كانت تقع فيه بالجامع العمري الكبير.
وقد اشار “النابلسي” في كتابه الى هذه الزاوية، ولابد من الاشارة هنا الى وجود زاوية او مسجد آخر في منطقة الحمراء تعرف ايضا باسم زاوية ومسجد الحمراء هدمت قبل سنوات، ثم اعيد بناء المسجد أخيراً.
زاوية البياطرة:
سميت الزاوية بهذا الاسم لوجودها في سوق البياطرة في باطن بيروت وتعرف ايضا باسم زاوية البياطرة، وتذكر بعض المراجع بأن هذه الزاوية بنيت في اوائل القرن العاشر الهجري وكان بأيدي المتولين عليها من ابناء بيروت، وفي طليعتهم الشيخ محمد الفاخوري، وقد استمر آل الفاخوري يتولون رعاية هذه الزاوية وكان آخرهم في القرن التاسع عشر الميلادي الشيخ عبدالرحيم بن عبدالقادر الفاخوري البيروتي وكانت هذه الزاوية تستقطب القائمين في سوق البياطرة وبعض تجار الجملة لاقمشة القطن والغزل وكان يوجد قرب الزاوية زاروب بني الدهان وساحة القمح، وقد اندثرت هذه الزاوية مع مطلع القرن العشرين على غرار جميع زوايا بيروت.
الزاوية العمرية:
وتعرف ايضا باسم زاوية الدركة وتقع عند باب الدركة في باطن بيروت في المكان الذي يعرف اليوم بأول شارع المعرض وقد جعلت هذه الزاوية والمسجد الصغير للصلاة، وذلك منذ اوائل القرن العاشر الهجري، وجدد بناؤها احياء لعلوم الدين مرات عدة غير ان اندثار باب الدركة كان مقدمة لاندثار هذه الزاوية التي هدمتها بلدية بيروت عام 1943 بسبب تخطيط شوارع بيروت، وكان شيخ هذه الزاوية في القرن التاسع عشر الشيخ حسن بن محمود بن الشيخ عبدالقادر الفاخوري.
زاوية الراعي:
وتنسب هذه الزاوية الى الشيخ حسن الراعي المغربي وهو من كبار العلماء المسلمين في القرن السادس الهجري وكان الشيخ حسن يدرس في هذه الزاوية ويقيم فيها، كما دفن فيها الشيخ جبارة (شبارة شبارو) من اولاد الشيخ حسن الراعي (وهناك عائلة تحمل اسم شبارو حاليا في بيروت تمتد على ما يبدو الى ذلك النسب) وكان موقع هذه الزاوية في باطن بيروت في شارع فخرالدين، مكان الاطفائية القديم في شارع المصارف اليوم بالقرب من باب يعقوب داخل سور بيروت، وقد تهدمت هذه الزاوية في الحرب العالمية الاولى.
وقد كان لهذه الزاوية نظار وائمة وكان الناظر عليها الحاج حسن ابن علي المناصفي ثم من بعده الشيخ عبدالحميد بن الحاج عمر يموت سنة 1291ه ثم من بعده الحاج سعدالدين يموت، ثم تعين فيما بعد اماما متطوعا الشيخ عبدالرؤوف بن الشيخ عبدالهادي النصولي (الجدير ذكره هنا ان سماحة قاضي القضاة الشيخ شفيق يموت الذي توفي أخيراً كان من العلماء المتصوفين وظل عاكفا على اوراده حتى اللحظة الاخيرة قبيل وفاته).
للعلامة ولي الله الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي
رضي الله عنه
أخذ الطريقة القادرية والخلافة في بيروت من الشيخ أحمد البدوي السوداني وهو أخذها عن شيخه القطب الكبير والمرشد الشهير في السودان الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه عن الشيخ عبد الباقي المعروف بأبي الشول ابن الإمام عن عبد الله الخدام عن الشيخ عبد الباقي المحب عن الإمام مالك عن عبد الباقي النيّل عن الشيخ عبد الله ود العجوز عن الشيخ محمد المسلمي عن الشيخ الورع دفع الله المصوبن عن أبيه الشيخ أبي إدريس محمد الزاهد عن أخيه الشيخ عبد الله العركي عن الشيخ حبيب الله البصري العجمي عن الشيخ القطب الكبير تاج الدين محمد البهاري البغدادي عن الشيخ جمال الدين عن الشيخ محمد عن الشيخ أحمد عن الشيخ محمد أكمل عن الشيخ علي أكبر عن الشيخ أصغر عن الشيخ جلال الدين عن الشيخ كمال الدين عن الشيخ علاء الدين عن الشيخ محمد المساعد عن الشيخ أحمد المرجي عن الشيخ محمد عن القطب الجليل الشيخ الزاهد أبي بكر عبد الرزاق رضي الله عنه.
* وأخذ البيعة والخلافة في المدينة المنورة من المعمر الشيخ علي مرتضى بن محمد حسين الديروي الباكستاني رضي الله عنه ومسح على صدره وهو أخذها من الشيخ محمد فضل علي قريشي العباسي وهو أخذها عن الشيخ محمد سراج الدين عن الشيخ محمد عثمان الداماني عن الشيخ دوست محمد القندهاري عن الشيخ أحمد سعيد الفاروقي المجددي عن أبيه الشاه أبي سعيد المجددي الفاروقي عن شيخه الغوث شاه عبد الله الدهلوي رضي الله عنه عن حبيب الله مظهرجان جانان عن محمد عابد سنامي عن عبد الأحد عن محمد سعيد عن أبيه أحمد الفاروقي السرهندي عن شاه سكندر عن شاه كمال كيتهلي عن شاه فضيل الأكمل عن شادكَدا الثاني عن السيد شمس الدين عارف عن السيدكدار الأول عن السيد شمس الدين صحراكي عن عقيل عن بهاء الدين عن عبد الوهاب عن شرف الدين قتال عن القطب الجليل الشيخ الزاهد أبي بكر عبد الرزاق رضي الله عنهم.
* وأخذ البيعة والخلافة بدمشق من الشيخ أحمد العربيني رضي الله عنه وهو سلك على يد خاله خطيب عربيل الشيخ محمد عبده الحربي الآخذ عن الشيخ المحدث محمد بن جعفر الكتاني الحسني عن والده المحدث السيد الشيخ أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني عن ابن عمه الولي الصالح العابد القانت أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الشهير بالكبير ابن الشيخ أحمد الكتاني الحسني الإدريسي الفاسي عن الشيخ العارف بالله الصالح الشمس محمد بن القاسم القندوسي الفاسي عن الشيخ عبد الرحمن البغدادي عن عبد القادر القادري عن أبيه أبي بكر القادري عن والده إسماعيل عن والده عبد الوهاب عن نور الدين القادري عن الشيخ درويش القادري عن الشيخ حسام الدين القادري عن ابن عمه أبي بكر القادري عن أبيه الشيخ يحيى القادري عن أبيه الشيخ نور الدين القادري عن أبيه الشيخ ولي الدين القادري عن أبيه الشيخ زين الدين عن أبيه الشيخ سيف الدين عن أبيه الشيخ شمس الدين محمد حسام الدين شرشيق عن أبيه الشيخ شمس الدين محمد أبي بكر الهتاك القادري عن أبيه الشيخ القطب الجليل عبد العزيز رضي الله عنهم.
كلاهما عن والدهما الغوث العارف بالله سيدي محي السنّة والدين القطب الشهير الشيخ أبي محمد محي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني رضي الله عنه عن الشيخ أبي سعيد علي بن المبارك المخرمي المخزومي عن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد القرشي الهكاري عن الشيخ أبي محمد الفرج بن عبد الله الطرسوسي عن الإمام أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي عن أبي بكر الشبلي عن أبي القاسم الجنيد البغدادي سيد الطائفتين عن خاله أبي الحسن سري السقطي عن أبي محفوظ معروف الكرخي عن أبي سليمان داود الطائي عن حبيب بن محمد العجمي عن الحسن البصري عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين عن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.
وقد لبس الغوث الجيلاني الخرقة أيضًا من والده أبي صالح موسى، ومن الشيخ أبي الخير والشيخ حماد الدباس وتاج العارفين أبي الوفا البغدادي رضي الله عنهم.
المصدر: دار الخليج
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?