الأحد، 25 ديسمبر 2011

المقامات و الزوايا الصوفية بالمغرب

المقامات و الزوايا الصوفية بالمغرب

المقامات و الزوايا الصوفية بالمغرب

تعددت الطرق في التصوف بتعدد شيوخه، و اصبحت كل طريقة منسوبة الى شيخها و القائم على امرها ـ و صحبة المشايخ و سلوك الطريق على ايديهم اقتضـى وجود امكنة خاصة بهم ـ و هذه الاماكن هي ما اصطلح على تسميتها عندنا بالمغرب :
زوايا 
و مع ان الزوايا تأسست اول الامر بقصد تلقن المريدين، و القيام بالشعائر الصوفية، فانها لم تلبث ان تحولت الى مدارس دينية، لم تتقتصر على تلقين الاذكار ، و التفرغ للخلوة و العبادة ، بل تعدت ذلك الى تلقين العلوم الشرعية، و تدريس مختلف العلوم الاسلامية ـ و اقيمت حولها المدارس و الابنية لسكنى الطلبة ـ فاصبحت الزاوية تقصد لاخذ التصوف و العلم معا ـ كما اصبحت مقصودة للضيافة، و ايواء الغرباء و المسافرين، حتى قيل في تعريفها انها مدرسة دينية ، و دار مجانية للضيافة ، و لا زال هذا المعنى مفهوما عندنا بالمغرب.
و من اهم الزوايا 
1- الزاوية الدلائية التي تاسست في الثلث الاخير من القرن العاشر الهجري،بناحية تادلا ـ و اول من ظهر على مسرح التصوف منهم ، و اسس زاويتهم هو الشيخ ابو بكر بن محمد الدلائي، باشارة من شيخه ابي عمر القسطلي دفين روض العروس بمراكش، تلميذ عبد الكريم الفلاح ، تلميذ سيدي عبد العزيز التباع، تلميذ الشيخ الشهير سيدي محمد بن سليمان الجزولي صاحب دلائل الخيرات الشاذلي ـ و بلغ شان هذه الزاوية في الميدان العلمي ، حتى نافست القرويين، او زاد ت عليها.
و بعد الزاوية الدلائية ، في الاهمية تاتي.
زوايا اخرى كثيرة 
2- الزاوية الناصرية بتامكروت بواحة درعة جنوب المغرب، على مقربة من مدينة زاكورة ـ و قد اسس هذه الزاوية اولا الشيخ عمر الانصاري احد اعيان درعة و صلحائها، ثم استقر بها بعده الشيخ عبد الله بن حسين الرقي الشاذلي، فقصده بها الشيخ محمد بن ناصر مؤسس الطريقة الناصرية للاخذ عنه ـ و لما مات الشيخ عبد الله الرقي الشاذلي، تصدر سيدي محمد بن ناصر للقيام بالزاويةـ و اقبل على على تدريس العلم بها للـطلبة، و الاخذ بيد المريدين ، و لما صار صيته شرقا و غربا ، اخذ عنه كثير من المشارقة .
و من الزوايا الشهيرة ايضا.
3- الزاوية الفاسية التي اسسها الشيخ ابو المحاسن سيدي يوسف الفاسي احد رجال سلسلة الطريقة الدرقاوية، و هو تلميذ سيدي عبد الرحمان المجذوب ـ و قد تخرج من هذه الزاوية على يد ابنائها علماء اجلة، و رجال كبارـ ـ ـ و كان لاهل فاس من المجد العلمي ، و اليد الطولى في التصوف و علومه، ما هو معروف في العالم كله .
4- الزاوية العياشية المعروفة بزاوية سيدي حمزة، بسفح جبل العياشي، بناحية ميدلت ـ و اول من اسسها هو الـشيخ محمد بن ابي بكرالعياشي ، باشارة من شيخه محمد بن ابي بكر الدلائي ، و آل امرها الى ابنه ابي سالم المتقدم، ثم حمزه ابنه ، و باسمه عرفت ـ وقد قامت بها كذلك حركة علمية، و اسست بها خزانة، لا ،تزال موجودة الى الآن ، وتعد ذات قيمة كبرى .
5- الزاوية الدرقاوية ، تاسست مع مولاي العربي الدرقاوي ، دفين بني زروال بفاس و كان كالشيخ عبد الله الغزواني في كثرة اتباعه و ما تفرع عن طريقته من عدة طرق، انتشرت في البلاد الاسلامية ـ و لم يمت مولاي العربي حتى خلف نحو الاربعين الفا من التلاميذ، كلهم مؤهلون للدلالة على الله عز و جل .
6- الزاوية التيجانية ، و ما تفرع عنها من زوايا في جل العالم الاسلامي ، و خاصة في فريقيا من المغرب الى مصر.
7- الزاوية الوزانية مع مولاي عبد الله الشريف ، و كان بها خزانه علمية مهمة ها.
8- الزاوية الريسونية بتازروت، و قد اسست على يد سيدي محمد بن علي الرسوني، تلميذ الشيخ سيدي عبد الله امغار، وقد تخرج منها علماء كبار.
9-الزاوية السملالية ،اسسها الشيخ سيدي احمد بن موسى تلميذ سيدي عبد العزيز التباع ، امتد نفوذها الى الى كل البلاد الصحراوية و بلاد السودان.
وكما كان نشاط هذه الزوايا قائما على اشده، في داخل المغرب، كان لاخواتها الممتدة في طول البلاد الاسلامية و عرضها ،نشاطها كذلك و كان هناك تواصل و تزاور و تبادل بين هذه الزوايا المختلفة ، مما جعل حركة علمية مباركة، و نهضة صوفية عظيمة، تشمل العالم الاسلامي كله تقريبا.
و لا زالت الزوايا في المغرب الى يومنا هذا، تحضى بنفس القيمة الصوفية و العلمية العالية ، و انشرت فروعها في كل مناطق البلاد، حواضرها و بواديها ، حتى بالمناطق المنعزلة النائية و سط الصحراء و على اعالي الجبال ، وقد تجد في المدينة الواحدة اكثر من مقام لزاوية واحدة ، ناهيك عن اذا تعددت الزوايا
ارجوا ان يفيد هذا البحث المقدم كل المريدين من اسرة الغريب الذين يبحثون عن منابع عيون الصوفية ، فهذا ينبوع المغرب الاقصى لا زال فيضه سيالا رقراقا لم ينضب، فهل من عطشى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:-
التصوف و اثره في نشر العلم و المعرفة للحسن بن الصديق

المصدر: منتديات الغريب
http://www.ghrib.net/vb/showthread.php?t=15189

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)