الاثنين، 21 مايو 2012

المعنى الحقيقي للأخوة

المعنى الحقيقي للأخوة

المعنى الحقيقي للأخوة

معنى أخٌ في اللغة هو : من جمعك وإياه صلب أو بطن أو رضاعة .ومن معانيه أيضاً : المشارك لغيره في معتقد أو رأي أو صفة (1) .
وقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (96) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى :  إِنَّما الْمُؤْمِنونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ واتَّقوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمونَ  الحجرات : 10 .
أما في السنة النبوية المطهرة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :  … كونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره  (2) .
وفي الاصطلاح الصوفي : يقول الشيخ أبو بكر محمد الصولي : « الأخ : هو من تلقاه في الغيبة ، وتأنس بذكره في الخلوة ، وتعذره من غير معذرة ، وتنبسط إليه من غير حشمة ، ولا تخفي منه ما يعلمه الله منك ، وتأمن بغيبته كما تأمن بمشاهدته » (3) .
ويقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير : « أخوك : هو الذي يحل لك أكل ماله بغير إذنه ، هو الذي تسكن نفسك إليه ويستريح قلبك به » (4) .
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي : « الأخ : من يعرف حال أخيه في حياته وبعد ما يواريه » (5) .
ويقول الشيخ أبو المواهب الشاذلي : « أخوك : هو من وافقك في الأخلاق - وكان عنده ما عندك من الإشراق - فكان معك في حضرة البقاء ، وموطن السعادة باللقاء » (6) .
ويقول الإمام محمد ماضي أبو العزائم : « الإخوان : هم هياكل متعددة سرت فيهم روح واحدة ، كالجسد الواحد تعددت أعضاؤه ولكنه واحد ، فإذا تألم عضو منه شعر بالألم كل الجسد ، فكذلك الأخوان يتألمون جميعاً لألم أحدهم ، غنيهم فقير ، لأنه يؤثر الفقير على نفسه ، وفقيرهم غني ، لأنه كامل بربه ، صفت قلوبهم فتجملت ظواهرهم » (7) .
ويقول الشيخ محمد النبهان : « الأخ : هو الركن الركين في السير . وإذا غلبتك نفسك فعليك بأخيك الصادق » (8) .
أما في فضل الأخ الصالح ، فيقول الصحابي عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - : « ما أعطي عبد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح » (9) .
وفي فضل لقاء الإخوان يقول الشيخ الحسن البصري قدس الله سره : « لقاء إخواننا في الله أحب إلي من لقاء أهلينا وأولادنا ، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة » (10) .
وفي أنواع الإخوان يقول الشيخ أحمد بن عجيبة : « الإخوان ثلاثة : أخ لأخرتك فلا تراع فيه إلا الإيمان ، وأخ لدنياك فلا تراع فيه إلا الخلق ، وأخ للناس فلا تراع فيه إلا السلامة من شره » (10) .
ومما قاله الصوفية في هذا الباب : قول الشيخ الحسن البصري قدس الله سره : « أعز الأشياء ... أخ في الله ، إن شاورته في دنياك وجدته متين الرأي ، وإن شاورته في دينك وجدته بصيراً به » (11) .
ويقول الإمام محمد الباقر - عليه السلام - : يقول : « بئس الأخ يرعاك غنياً ، ويقطعك فقيراً » (12) .
ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي : « قال بعض الحكماء : بئس الأخ أخ تحتاج أن تعتذر إليه ، وبئس الأخ أخ تحتاج أن تستقرضه ، وبئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له اذكرني في دعائك » (13) .
ويقول الشيخ الفضيل بن عياض : « الأخوة في الله تعالى : هي مواجهة ، قال الله تعالى :  إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ  الحجر : 47 ، ومتى أضمر أحدهما للآخر سوءاً أو كره منه شيئاً ولم ينبهه عليه حتى يزيله أو يتسبب إلى إزالته منه فما واجهه بل استدبره » (14) .
أما رأي الطريقة الكسنزانية في الأخوة : فهي علاقة روحية مصدرها شيخ الطريقة ، وغايتها تحقيق أرقى مراتب الكمال للفرد والمجتمع من خلال الاقتداء الكامل ( الظاهري والباطني ) بأقوال وأفعال وأحوال حضرة الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم (15) .
وفي معنى الأخوة في الدين أيضاً يقول الشيخ أبي عبد الرحمن السلمي : « قال بعضهم : الأخوة في الدين : التزام الشفقة والتضحية للإخوان ظاهراً وباطناً » (16) .
وفي ذكر منشأ أخوة الدين يقول الشيخ نجم الدين الكبرى : « إن إخوة النسب إنما تثبت إذا كان منشأ النطف صلباً واحداً ، فكذلك أخوة الدين منشأ نطفها صلب النبوة وحقيقة نطفها نور الله . فإصلاح ذات بينهم يرفع حجب أستار البشرية عن وجوه القلب ، ليتصل النور بالنور من روزنة القلب ليصيروا كنفس واحدة » .
وفي سبب وقوع الأخوة يقول الشيخ أبو طالب المكي : « الأخوة تقع بين الاثنين في المجانسة ، وقرب الشبه في الأفعال والأخلاق » .
وفي عظم حق الأخوة يقول الشيخ إبراهيم بن أدهم : « من قال لأخيه أعطني من مالك فقال : كم تريد ؟ فما قام بحق الأخوة » (17) .
وفي أخوّة المؤمنين وأخوّة الأسماء الإلهية يقول الشيخ الأكبر ابن عربي : « قال الله تعالى :  إِنَّما الْمُؤْمِنونَ إِخْوَةٌ  الحجرات : 10 ، فجعل أباهم الإيمان ، فهم أخوة لأب واحد » . 
ويقول أيضاً : « إن المقام الجامع للأسماء الإلهية التي لها التأثير في الممكنات أخ صحيح الأخوة شقيق للمقام الجامع لاستعدادات القوابل الممكنات ، وهما أخوان لأب واحد يشد كل منهما أزر صاحبه ، ولكن الأسماء هي الطالبة للاستعدادات أن يشد الله بها أزرها ... أما المؤاخاة بين الأسماء الإلهية فلا تكون إلا بين الأسماء التي لا منافرة بينها لذاتها » .
وفي الأخوة بين العالم والإنسان يقول : « لا يغتر الإنسان بكونه روح العالم فيقول : أنا أشرف منه ، هو أخوك ، العالم والإنسان توأمان فاعرف أباك وأمك » . ويقول : « من صحت عنده الأخوة ... تظهر عليه آثار الفتوة » (18) .
ويقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : « عليكم بالإخوان ، فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة » (19) .
ويقول الشيخ الفضيل بن عياض : « إني لا أعتقد إخاء الرجل في الرضا ، ولكني أعتقد إخاءه في الغضب إذا أغضبته » (22) .
ويقول الشيخ الغزالي : « إن التحاب في الله تعالى والأخوة في دينه من أفضل القربات ، وألطف ما يستفاد من الطاعات في مجاري العادات ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون بالمتحابين في الله تعالى وفيها حقوق بمراعاتها يصفو الأخوة عن شوائب الكدورات ونزعات الشيطان ، فبالقيام بحقوقها يتقرب إلى الله زلفى ، وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلى » (23) .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)