الاثنين، 21 مايو 2012

البحر عند خواص المؤمنين

 البحر عند خواص المؤمنين

البحر عند خواص المؤمنين

قال الله تعالى : ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) الكهف (109) ، يقول الشيخ ابن عجيبة : الإشارة في هذه الآية : ( إن الذين آمنوا ) إيمان الخصوص ، وعملوا عمل الخصوص - وهو العمل الذي يقرب إلى الحضرة – كانت لهم جنة المعارف نُزلاً ، ( خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً ) لأنَّ من تمكن من المعرفة لا يُعزل عنها ، بفضل الله وكرمه ، ثم يترقون في معاريج التوحيد ، وأسرار التفريد ، أبدًا سرمدًا ، لا نهاية ؛ لأن ترقيتهم بكلمة القدرة الأزلية ، وهي كلمة التكوين ، التي لا تنفد ؛ ( قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي ) هذا مع كون وصف البشرية لا يزول عنهم ، فلا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية ، ( قل إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إليّ ) وحي إلهام ، ويلقى في رُوعي ( أنما إلهكم إله واحد ) لا ثاني له في ذاته ولا في أفعاله ، ( فمن كان يرجو لقاء ربه ) في الدنيا لقاء الشهود والعيان ، ولقاء الوصول إلى صريح العرفان ؛ ( فليعمل عملاً صالحًا ) الذي لا حظ فيه للنفس ؛ عاجلاً ولا آجلاً ، ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا ) فلا يقصد بعبادته إلا تعظيم الربوبية ، والقيام بوظائف العبودية (1) .
وفي السنة النبوية الشريفة ورد عن فضل التكبير على ساحل البحر حيث يقول قرة بن إياس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كبر تكبيرة على ساحل البحر عند غروب الشمس رافعاً صوته أعطاه الله من الأجر بعدد كل قطرة في البحر عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ما بين الدرجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع ) رواه الطبراني (2) .
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي عن البحر : « هو الدرة التي نظر الله تعالى إليها في مرتبة علمه وظهر في مائها وجهه تعالى وسماها بحراً في العلم ، لأنه وسعها حتى اتسعت لربها » (3) .
ويقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني : « البحر : هو القرآن العظيم لمن فهم القرآن ما هو ، فهو العميق الذي لا يدرك لمعانيه قرار ، ولولا أن الغاطس فيه يقصد المواضع القريبة من الساحل ما خرج للخلق أبداً »(4) .
والبحور كما يقول عنها الشيخ أبو العباس التجاني : « هي كناية عن قلوب أكابر العارفين »(5) .
والدكتور يوسف زيدان يقول عن البحار : « يراد بها خوض غمار طريق المحبة » .
وأضاف الدكتور قائلاً : « وذلك فيما يخص الأقطاب الواصلين . أما مطلق السالكين ، فالبحار في حقهم تعنى المجاهدة والرياضة ، ومن هنا ورد في الغوثية : المجاهدة بحر المشاهدة ، فمن أراد المشاهدة فعليه بالمجاهدة »(6) .
وترى الدكتورة سعاد الحكيم : إن بحث مصطلح ( البحر ) عند ابن عربي يجر إلى جملة مصطلحات جانبية متعلقة به مثل : بحر البهت ، بحر التلف ، بحر الهباء ، بحر الأرواح ، بحر الخطاب ، بحر الشكر ، بحر الحب ، البحر الواحد المحيط ، بحر البداية ، بحر القرآن ، بحر ذات الذات ، بحر الأزل ، بحر الأبد ، البحر الأجاج ، بحر الحقيقة ، البحر اللدني ، بحار أرض الحقيقة ... وتعقب بأنه من الصعب إحصاء جملة المصطلحات التي يضيف إليها ابن عربي مفردة ( بحر ) ، ولكنها مع هذا خلصت إلى أربعة معان ترى أنه يمكن اعتبارها قاعدة عامة يمكن تطبيقها على نصوص الشيخ الأكبر لمعرفة المراد بكل مصطلح . وتلك المعاني هي :
أولاً : البحر اسم لقطب غيبي شاهده الشيخ في حضرة برزخية ، يقول الشيخ : « أما أقطاب الأمم المكملين ، في غير هذه الأمة ممن تقدمنا بالزمان ، فجماعة ذكرت لي أسماؤهم باللسان العربي ، لما أشهدتهم ورأيتهم في حضرة برزخية ... فكان منهم ... الواسع ، والبحر » .
ثانياً : ( البحر ) هو ما يقابل ( البر ) للدلالة على الباطن و المعنوي في مقابل الظاهر والبدني ، يقول ابن عربي : « قال تعالى :  جَعَلَ لَكُمُ النُّجومَ لِتَهْتَدوا بِها في ظُلُماتِ الْبَرِّ  الأنعام (97) : وهو ( السلوك ) الظاهر بالأعمال البدنية ،  والْبَحْرِ  : وهو السلوك الباطن المعنوي ، بالأعمال النفسية » .
ثالثاً : يستعير ابن عربي أحياناً من البحر صفته : الاتساع والشمول والإحاطة ... ليضيفها إلى مصطلح ( البهت ) أو ( الهباء ) مثلاً ، ليبرز بذلك خروج هذا المصطلح من ذاتيته وماهيته إلى علاقة بالإنسان ... علاقة عرفانية أو سلوكية في أغلب الأحيان ، تضع الإنسان في مواجهة مضمون المصطلح ، يقول ابن عربي : « إن الميل إلى الجانب الأيمن يرمي بسالكه في بحر البهت والسكون ، فيخسر عمره فتنتقص مرتبته عن مرتبة غيره ... والميل أيضاً إلى الجانب الأيسر يلقيه في بحر التلف وهلاك الأبد » .
رابعاً : ( البحر ) من الرموز العرفانية التي تتمتع بدلالات موحية ، استطاع ابن عربي أن يستغلها في بنيانه الفكري ، فترد بحر عنده على الأغلب في سياق نص عرفاني علمي لتتضمن مفهوم ( العلوم والأسرار ) ، يقول ابن عربي : « إن البحر عبارة عن العلم »(7) .
وفي تأويل قوله تعالى :  وَهُوَ الَّذي سَخَّرَ الْبَحْرَ  النحل (14) يقول الشيخ نجم الدين الكبرى : « هو الذي سخر لكم بحر العلوم ، لتأكلوا منه الفوائد الغيبية والمواهب السنية ، وتستخرجوا من بحر العلوم جواهر المعاني ودرر الحقائق حلية لقلوبكم ، تلبس بها أرواحكم النور والبهاء . وترى سفائن الشرائع والمذاهب جاريات في بحر العلوم »(8) .
أما تأويل قوله تعالى :  أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً  المائدة (96) فيقول الشيخ نجم الدين الكبرى : « [ صيد البحر ] : ما تصيدون من بحر المعرفة من المشاهدات والكشوف ... [ صيد البر ] : هو ما سنح في أثناء السير إلى الله من مطالب الدنيا والآخرة كما قال :  الدنيا حرام على أهل الآخرة ، والآخرة حرام على أهل الدنيا ، وكلتاهما حرامان على أهل الله  »(9) .
وفي تأويل قوله تعالى :  وَإِذا الْبِحارُ فُجِّرَتْ  الإنفطار (3) يقول الشيخ نجم الدين الكبرى : « وفيه إشارة إلى بحار الأرواح والأسرار والقلوب حيث فجرت بعضها في بعض بالتجلي الأحدي وصارت بحراً واحداً ، وإلى بحار الأجسام العنصرية حيث فجرت بعضها في بعض بزوال البرازخ الحاجزة عن ذهاب كل إلى أصله : وهي الأرواح الحيوانية المانعة عن خراب البدن ، ورجوع أجزائه إلى أصلها »(10) .
وتأويل قوله تعالى :  مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقيانِ  الرحمن (19) يقول الإمام القشيري : « في الإشارة : خلق في القلوب بحرين : بحر الخوف وبحر الرجاء ، ويقال : القبض والبسط ، وقيل : الهيبة والأنس ... ويقال : البحران : إشارة إلى النفس والقلب ، فالقلب هو البحر العذب ، والنفس هي البحر الملح »(11) .
أما مجمع البحرين فتأويله عند الشيخ نجم الدين الكبرى : « هو الولاية بين الطالب وبين الشيخ ، ولم يظفر المريد بصحبة الشيخ ما لم يصل إلى مجمع ولايته ... وعند مجمع الولاية عين الحياة الحقيقية ، فبأول قطرة من تلك العين تقع على حوت قلب المريد يحيي ويتخذ سبيله في البحر عن الولاية سرباً »(12) .
وقول الشيخ عبد الغني النابلسي عن مجمع البحرين هو : « الإشارة بمجمع البحرين الذي كان اجتماعهما فيه : يقتضي أنه اجتمع بحر العلوم الظاهرية وبحر العلوم الباطنية ، وهما موسى والخضر ، ثم افترقا بسبب إقامة الجدار بينهما »(13) .
أما بحر الطريقة ، ففي اصطلاح الطريقة الكسنزانية : هو أستاذ الطريقة ، لأنه مصدر إفاضة أمدادها ، أي : قوتها الروحية من الحقيقة المحمدية .. وبحر العلوم : هو العلم المطلق ، وهو علم التصوف ، لأن مصدره ووسيلته وغايته الحق - سبحانه وتعالى – (14) .
وأما بحر القلب فيصفه الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني ، ويقول : إن المراد ببحر القلب هو العلوم والأسرار والحكم الإلهية التي لا يمكن لأحد حصرها ، وقد أشار الغوث الأعظم إلى ذلك بقوله : « غواص الفكر يغوص في بحر القلب على درر المعارف ، فيستخرجها إلى ساحل الصدر ، فينادي عليها سمسار ترجمان اللسان فتشترى بنفائس أثمان حسن الطاعة :  فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ  النور (36) »(15) .
ويقول الشيخ أبو بكر الشبلي (قدس الله سره) : « أنتم أوقاتكم مقطوعة ووقتي ليس له طرفان وبحري بلا شاطئ » فيعلّق الشيخ الطوسي على النص قائلاً : « يعني بذلك أن الحال الذي خصني الله تعالى به من التعظيم لله وخالص الذكر له والانقطاع إليه لا نهاية لها ولا انقطاع ، والشيء إذا لم تكن له نهاية ولا غاية فلا يعبر عنه بأكثر من ذلك »(16) . 
وكذلك يعلق الدكتور حسن الشرقاوي على عبارة (بحر بلا شاطئ) فيقول : يعني عند الصوفية أن الصوفي قريب من الله ، يمده بعلمه الإلهامي الذي لا نهاية له ، فالصوفي يستقي نبعه من علم الله الذي لا ينفذ ، ومن أسرار الله التي لا تنقطع ، ومن وجود الله الذي لا يتوقف ، ومن نور الله الذي لا ينضب ، ولذا يقول الصوفي : ( بحري بلا شاطئ ) (17) .
ــــ المصدر:مكتب الارشاد والمتابعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)