الاثنين، 21 مايو 2012

الحياة البرزخية

الحياة البرزخية

الحياة البرزخية

حياة الأنبياء البرزخية :
عن انس قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون)1.
وعن انس بن مالك أنَّ رسول اللهصلى الله تعالى عليه و سلم قال :(مررت على موسى ليلة اسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره)2 .
عن اوس بن اوس أنَّ رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم قال:(إن الله عز و جل قد حرم على الأرض إن تأكل أجساد الأنبياء)3 .
وبهذه الأقوال المباركة ثبتت حياة الرسول الأعظمصلى الله تعالى عليه و سلم وإخوانه من الأنبياء والمرسلين عليه السلام ، فإنهم أحياء وحياتهم برزخية بمعنى إنهم يرون ويسمعون من حيث لا يراهم ولا يسمعهم إلا النخبة المفضلة من أولياء الله تعالى وإنهم يردون السلام وانه صلى الله تعالى عليه و سلم يرد السلام علينا عند كل صلاة عندما نقول في التشهد : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فيقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ونسأله أن يتشفع فينا عند ربنا فيقف شفيعاً لنا و لكل محب من أمتهصلى الله تعالى عليه و سلم وقد قال تعالى في حقهصلى الله تعالى عليه و سلم: بالمؤمنين رؤوف رحيم4 .
وهذه الرأفة والرحمة باقية دائمة ما دام حياً وما دامت السماوات والأرض إلى يوم البعث والنشور ، والذين ينكرون حياته البرزخية لا يرد عليهم السلام لأنه لا حياة له عندهم ، فيحرمون من هذه الرأفة والرحمة .
حياة الأولياء البرزخية :
قال تعالى :أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون5 .
تنص الآية الكريمة على إن حياة الصالحين ومماتهم سواء لتحققهم بالإيمان والاطمئنان الكاملين فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون في الدنيا والآخرة ، فكما كانوا في الدنيا مشرفين على الآخرة بقلوبهم وأرواحهم يرونها رأي العين فهم في البرزخ مشرفون على الدنيا لإفادة أهلها بالدعاء لهم وغيره ، فحياتهم ومماتهم سواء بسواء كرامة من الله تعالى لهم لاستقامتهم على الاعتقاد والعمل الصالح وقيامهم بنهج طريق الخُلق المحمدي الاقوم ، يقول تعالى :الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا والآخرة6.
ففي الدنيا قبل الآخرة تتـنـزل عليهم الملائكة جهارا بالبشارات وان لأرواحهم الصافية الطاهرة بركات وفيوضات يستفيد منها من يزورهم في الحياة الدنيا وبعد الممات بلا فرق كما نصت الآية الكريمة .
وهذا بخلاف غيرهم من الذين اجترحوا السيئات 
ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا7.
كما وان الآية الكريمة تحكم بأن الذين يساوون بين موتى الأولياء و بين موتى غيرهم من الناس ساء ما يحكمون . أي إنهم من الذين يجترحون السيئات .
حياة الشهداء البرزخية:
قال عز و جل:ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون8.
أي لا تحسون ولا تدركون حياتهم بالمشاعر الاعتيادية لأنها من أحوال البرزخ التي لا يطلع عليها إلاّ عن طريق الوحي او الإلهام ، وعلى هذا رأي جمهور العلماء حيث قالوا: إن الحياة البرزخية حياة حقيقية وإنها للروح والجسد ولكن الجسد جسدٌ برزخيٌّ لا دنيويُّ ونحن لا ندركها بالعين المجردة في هذه النشأة وإنما تدرك بعين البصيرة لمن شاء الله من خواص عباده ، وممن صرح بهذا الرأي: ابن عباس وقتادة والحسن وعمر بن عبيد وجماعة من المفسرين .
حياة باقي الأموات البرزخية :
من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله تعالى عليه و سلم: (ما من رجل يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فيسلم عليه إلا عرفه وردّ عليه السلام)9 .
وقال صلى الله تعالى عليه و سلم :(ما من ميت يموت إلا وهو يعلم ما يكون في أهله بعده وأنهم يغسلونه وأنه لينظر إليهم)10 .
روي عن عبد الله أبن عمر يقول قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم لأصحاب الحجر: (لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فأن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم)11.
فالكافرون لهم أيضا حياة برزخية يسومونهم فيها سؤ العذاب .
في انتفاع الميت بالحي:
قالصلى الله تعالى عليه و سلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله الا من ثلاثة أشياء ، صدقة جارية و علم ينتفع به وولد صالح يدعو له)12 . 
قال صلى الله تعالى عليه و سلم : ( أقرؤا يس على موتاكم)13 .
وفي هذه النصوص وغيرها ما يؤكد انتفاع الميت بإعمال الحي فلو لم تكن المنفعة متحققة فلماذا أمرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بتلقين الميت قبل دفنه وقراءة شيء من القرآن عليه ولما اخبرنا انه ينتفع بالصدقة والولد الصالح ومشاريع الخير التي يعملها في الدنيا وإجماع الأمة على هذا قائم فلا داعي للإطالة فيه . والمستفاد من هذا إن هناك علاقة بين عالمنا وعالم الأرواح دلت عليها النصوص المذكورة .
الهوامش 
1- رواه البيهقي في حياة الأنبياء ص4 والشوكاني في نيل الاوطار ج5 ص108
2- أخرجه مسلم في باب الفضائل والبيهقي في الدلائل ، انظر شرح النووي في هامش القسطلاني ج931. 
3- رواه النسائي ج3ص91 واحمد في المسند ج4 ص8 .
4- سورة التوبة الآية 128.
5- سورة الجاثية آية 21.
6- سورة فصلت ، الآية 30 .
7- سورة الإسراء ، آية 72.
8- سورة البقرة الآية 154 .
9- رواه الخطيب في تاريخ بغداد وأبن عساكر في تأريخ دمشق ونضر الجامع الصغير ج2 ص255.
10- رواه أحمد في سنده ج 4 ص482.
11- شرح النووي على صحيح مسلم ج18 ص110.
12- صحيح ابن حبان ،ج7 ص270 برقم 3002
13- صحيح البخاري
المصدر:التصوف الاسلامى

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)