الاثنين، 21 مايو 2012

الحكمة من النوم في المنظور الصوفي

الحكمة من النوم في المنظور الصوفي

الحكمة من النوم في المنظور الصوفي

وردت لفظة النوم في القرآن الكريم تسع مرات على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ([1]) .

يقول الغوث الأعظم السيد الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره : « المنام الصادق : هو وحي من الله عز وجل »([2]) .

ويقول الشيخ السهروردي : « النوم : هو انحباس الروح عن الظاهر في الباطن »([3]) . 

وفي سبب إيجاد النوم يقول الشيخ البروسوي : « قال بعضهم : خلق الله الأرواح على اللطافة والأجساد على الكثافة ، فلما أمرت بالتعلق بالأجساد انقبضت من الاحتجاب بها ، فجعل الله النوم والانسلاخ سببا لسيرها في عالم الملكوت حتى يتجدد لها المشاهدة وتزيد الرغبة في قرب المولى . وإنما يستريح العبد ويجد اللذة في النوم , لأنه في يد الله ، وهو أرحم الراحمين ، ويضطرب ويجد الألم في الموت , لأنه في يد ملك الموت ، وهو أشد الخلائق أجمعين »([4]) . 

وفي الحكمة من النوم يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي : « الحكمة في النوم : أن الروح القدسي أو اللطيفة الربانية أو النفس الناطقة غريبة جدا في هذا الجسم السفلي ، مشغولة بإصلاحه وجلب منافعه ودفع مضاره ، محبوسة فيه ما دام المرء يقضان ، فإذا نام ذهب إلى مكانه الأصلي ومعدنه الذاتي ، فيستريح بواسطة لقاء الأرواح ومعرفة المعاني والغيوب مما يتلقى في حين ذهابه إلى عالم الملكوت من المعاني التي يراها بالأمثلة في عالم الشهادة ، وهو السر في تعبير الرؤيا ، فإذا هجر النوم والاستراحة ، ذابت عليه أجزاء الأركان الأربعة من الترابية والمائية والنارية والهوائية ، فيعرى القلب حينئذ عن الحجب ، فينظر إلى عالم الملكوت بعين قلبه ، فيشتاق إلى ربه ، وربما يرى المقصود في نومه »([5]) . 

وفي أقسام النوم يقول الدكتور عبد المنعم الحفني : « النوم أقسام : نوم غفلة ، ونوم عادة »([6]) .

وفي حقيقة النوم يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني : « حقيقة النوم : برزخ بين الموت والحياة ، والنائم لا حي ولا ميت ، فله وجه للموت ووجه للحياة ، فهو أخ الموت من وجه واحد لا من الوجهين ، قال الله تعالى :  وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ([7]) ، يعني : راحة لكم ، ولتألفوا حالكم في البرزخ بعد الموت ، فإن حالكم فيه كالنوم في الصورة »([8]) . 

ويقول الشيخ البروسوي : « حقيقة النوم : سد حواس الظاهر لفتح حواس القلب »([9]) . 

ويقول الشيخ عبد الغني النابلسي : يقول : « حقيقة النوم : هو فتور في الأعضاء والأعصاب ، بسبب بخار يصعد إلى الدماغ يتعطل به جريان الروح في آلات الإدراك ، فتتجمع جميع القوى الروحانية في القلب ، فتنكشف له جميع المعلومات المرسومة في اللوح المحفوظ ، فإذا قابلت شيئاً من ذلك أدركته بحسب تعلقها بمقتضيات الطبيعة الحائلة بينها وبين اللوح المحفوظ حيلولة رفيعة تشف ما وراءها »([10]) . 

وفي خروج الروح أثناء النوم يقول الشيخ البروسوي : « يخرج الروح عند النوم ويبقى شعاعه في الجسد ، فبذلك يرى الرؤيا ، فإذا انتبه من النوم عادت الروح إلى الجسد بأسرع من لحظة ، يعني : أن الذي يرى الرؤيا هو الروح الإنساني ، وإنه يرى في عالم البرزخ ما صدر عن الروح الحيواني من القبيح والحسن ، وهو ظل الروح الإنساني . والتعبير بالحيواني والإنساني اصطلاح الحكماء ، وأما أهل السلوك فيعبرون عنها : بالروح »([11]) . 

وفي نسبية النوم في الحالات والعوالم يقول الشيخ عبد القادر الجزائري : « لا يرفع الحجاب بالكلية وتقع اليقظة التامة إلا بعد رؤية الحق تعالى في الكثيب , لأن الناس في الدنيا نيام بالنسبة إلى اليقظة الحاصلة بعد الموت في البرزخ .

وهم نيام في البرزخ بالنسبة إلى اليقظة الحاصلة في البعث والحساب .

وهم في الحساب نيام بالنسبة إلى اليقظة الحاصلة في الجنة .

وهم نيام بعد دخول الجنة بالنسبة إلى اليقظة الحاصلة عند رؤية الحق تعالى الرؤية الحاصلة في الكثيب »([12]) .

وفي مقامات المنام يقول الشيخ الأكبر ابن عربي : « المنامات على أربعة مقامات : منام في الأنفاس ، ومنام في الحواس ، ومنام في الوسواس ، ومنام في اللباس »([13]) .

وفي النوم الذي لا يعول عليه يقول الشيخ ابن عربي : « النوم إذا لم يعط بشرى ، لا يعول عليه »([14]) . ويقول : « النوم إذا لم يصحبه الوحي ، لا يعول عليه »([15]) . 

وفي الفرق بين نوم المتعبدين ونوم الغافلين يقول الإمام جعفر الصادق عز وجل : « نم نوم المتعبدين ولا تنم نوم الغافلين ، فإن المتعبدين من الأكياس ينامون استراحة ، ولا ينامون استبطاراً ... وإن النوم أخ الموت ، واستدل به على الموت الذي لا تجد السبيل إلى الانتباه منه ، والرجوع إلى إصلاح ما فات عنك . ومن نام عن فريضة أو سنة أو نافلة فاته بسببها شيء ، فذلك نوم الغافلين وسيرة الخاسرين وصاحبه مغبون . ومن نام بعد فراغه من أداء الفرائض والسنن والواجبات من الحقوق ، فذلك نوم محمود . وإني لا أعلم لأهل زماننا هذا شيئاً إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم , لأن الخلق تركوا مراعاة دينهم ومراقبة أحوالهم وأخذوا شمال الطريق »([16]) . 

وفي الفرق بين نوم أهل الغفلة وأهل الاجتهاد يقول الإمام القشيري : « النوم لأهل الغفلة عقوبة ، ولأهل الاجتهاد رحمة ، فإن الحق سبحانه وتعالى يدخل عليهم النوم ضرورة ، رحمة منه بنفوسهم ليستريحوا من كد المجاهدة »([17]) .

وفي التفسير الصوفي : في تأويل قوله تعالى :  وجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ([18]) 

يقول الشيخ نجم الدين الكبرى : « غفلتكم راحة واستراحة ، باستيفاء اللذات واستقصاء الشهوات »([19]) . 

ومن مكاشفات الصوفية : يقول الشيخ أبو بكر الشبلي قدس الله سره : « اطلع الحق علي فقال : من نام غفل ، ومن غفل حجب »([20]) .

ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني قدس سره : « قال لي الحق تعالى : نم عندي لا كنوم العوام ترني ، فقلت : كيف أنام عندك ؟ قال : بخمود الجسم عن اللذات . وخمود النفس عن الشهوات . وخمود القلب عن الخطرات . وخمود الروح عن اللحظات . في فناء ذاتك بالذات »([21]) .

يقول الشيخ ابن عربي : « ما جعل الله النوم في العالم الحيواني إلا لمشاهدة حضرة الخيال في العموم ، فيعلم أن ثم عالماً آخر يشبه العالم الحسي . ونبهه بسرعة استحالة تلك الصور الخيالية للنائمين من العقلاء . على أن في العالم الحسي والكون الثابت استحالات مع الأنفاس ، لكن لا تدركها الأبصار ولا الحواس إلا في الكلام خاصة وفي الحركات »([22]) .

ويقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : « فإذا عرفت أن كل عالم محكوم عليهم بالنوم ، فاحكم على تلك العوالم جميعها أنها خيال , لأن النوم : عالم الخيال »([23]) .

ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي : « قيل : إن كنت حاضراً فلا تنم , لأن النوم في الحضرة سوء أدب . وإن كنت غائباً فأنت من أهل الخسر »([24]) . 

ويقول الشيخ الأكبر في النومة : هو أن يتجلى المذكور لك فيفنيك عن الذكر به ([25]) .

وسبيل التفرقة بين المشاهدة والنومة : أن المشاهدة تترك في المتجلى شاهدها فتقع اللذة عقبها والنومة لا تترك شيئاً ، فيقع التيقظ والاستغفار والندم »([26]) . 

_____________________________
الهوامش - 
[1] – البقرة : 255 .
[2] – الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 257 0
[3] – الشيخ شهاب الدين السهروردي – اللمحات في الحقائق – ص 219 .
[4] – الشيخ اسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 8 ص 115 .
[5] – المصدر نفسه – ج 6 ص 222 – 223 .
[6] – د . عبد المنعم الحفني – معجم مصطلحات الصوفية – ص 258 .
[7] – النبأ : 9 .
[8] – الشيخ عبد الوهاب الشعراني – مخطوطة الموازين الذرية المبينة لعقائد الفرق العلية – ص 61 .
[9] – الشيخ اسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 6 ص 222 – 223 .
[10] – الشيخ عبد الغني النابلسي – أسرار الشريعة أو الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 207 .
[11] – الشيخ اسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 3 ص 44 . 
[12] – الشيخ عبد القادر الجزائري – المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد – ج 1 ص 111 .
[13] – الشيخ ابن عربي – مخطوطة مراتب القرة في عيون القدرة – ورقة 53 ب . 
[14] – الشيخ ابن عربي – رسالة لا يعول عليه – ص 11 .
[15] – المصدر نفسه – ص 17 .
[16]– عادل خير الدين – العالم الفكري للإمام جعفر الصادق – ص 217 – 218 .
[17] – الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 4 ص 311 .
[18] – النبأ : 9 .
[19] – الشيخ اسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 10 ص 296 .
[20] – د . عبد المنعم الحفني – معجم مصطلحات الصوفية – ص 258 .
[21] – الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفيوضات الربانية – ص 7 .
[22] – الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 3 ص 198 .
[23] – الشيخ عبد الكريم الجيلي – الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل – ج 2 ص 26 .
[24] – الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ج 2 ص 170 . 
[25] – الشيخ ابن عربي – الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار – ص 21 ( بتصرف ) . 
[26] – المصدر نفسه – ص 21 .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)