الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الشيخ قريب الله بن سيدي الشيخ أبي صالح

العارف بالله
سيدي الشيخ قريب الله بن سيدي الشيخ أبي صالح
رضي الله عنه
نسبه :
ينتمي سيدي الشيخ قريب الله إلى ذروة الشرف التي تصله بسيدنا العباس رضي الله عنه من ناحية ، وبسيدتنا فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية أخرى .
اسمه :
هو سيدي الشيخ قريب الله بن سيدي الشيخ أبي صالح بن سيدي الشيخ أحمد الطيب .
والدته :
هي الحاجة آمنة بن الفكي محمد بن الفكي أحمد بن الفكي محمد المشهور بأبي قرين ، وجدته لأمه هي الحاجة فاطمة بنت الحاج خير الله .
حياته :
ولد رضي الله عنه عام 1283هـ - 1866م ، وتوفي بعد غروب الشمس من ليلة الإثنين الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 1355هـ - 1936م ، وقُبِر بساحة مسجده بأمدرمان ، وبُنِيت له قبة .
أبناءه :
لسيدي الشيخ قريب الله من الأبناء الذكور عشرة ، ومن الإناث ستة .
تعليمه :
1) بدأ حفظ القرآن في خلوة والده سيدي الشيخ أبي صالح بأم مرح ، وأكمل حفظه للقرآن الكريم في خلوة خاله الشيخ أحمد أبي قرين بالجيلي .
2) درس العلـوم الإسـلامية والعـربية وغيرها في كل من : أمدرمان ، أم مرح ، الجيلي ، مليط ، الحجاز ، مصر ، وغيرها .
نشاطه وسياحته :
زار كل من الحجاز والشام وبيت المقدس والعراق ومصر ، كما زار عدد كثير من مدن السودان وقُراه .
كان أول من ناهض الاستعمار الإنجليزي المهيمن على السودان آنذاك ، وأشعل ثورة إسلامية من داخل قصر الحاكم البريطاني بالسودان ، بل عمل على إحياء فرائض الدين بذات القصر مستنفراً بذلك كل الحاضرين من المسلمين مما سبب حرجاً للمستعمر وللمائلين له ممن يخشون الناس ولا يخشون الله ، على أنه أصدر عقب ذلك منشوراً صاغه في أبيات شعرية ليلهب به حماس الأمة الإسلامية عامة والسودانية خاصة ضد الكفار وممالئيهم حتى من رجال الدين أو السياسة ، وكان مطلع المنشور :
أيا عاذلي في حب هيللة الذكر .. ضللت عنها ورب البيت ولم تدر
أسانيده في الطرق الصوفية :
توفي سيدي الشيخ أبو صالح وعمر ابنه سيدي الشيخ قريب الله حوالي ثلاث سنوات ، فأقبل على العلم وعلى التصوف العلمي والعملي ، ومن ثم سلك الطريقة الشاذلية على الشيخ عليش إمام المالكية بمصر ، ومنذ عام 1306هـ وحين كان عمره رضي الله عنه حوالي ثلاثة وعشرين عاماً - لازم أوراد الطريقة الخلوتية ، وقد جمعته ظروف الدراسة على الشيخ محمد البدوي في عام 1316هـ - 1898م بالشيخ الحسين بن أحمد الفيل خليفة سيدي الشيخ أبي بكر الحداد شيخ الطريقة الخلوتية الصاوية ، وحين علم منه أنه خلوتي المشرب مثله - صار يتردد عليه في منزله بدافع المحبة لا التلمذة ، وعبره تعرف على شقيقه ، فكان ثلاثتهم يقرؤون (ورد السحر) ، على أنه ما إن علم سيدي أبي بكر الحداد (المتوفى في عام 1335هـ - 1917م) من خليفته بالسودان بالمشرب الخلوتي لسيدي الشيخ قريب الله حتى أجازه فيه كتابياً في 15 محرم سنة 1320هـ .
علماً بأنه وفي عام 1319هـ - 1901م كان قد لقّن سيدي الشيخ قريب الله وبايعه على نفس الطريقة الخلوتية - بسند له سماني - شيخه وابن عمه سيدي الشيخ عبد المحمود ، وقد أجازه فيها ، كما أجازه وبنفس السند السماني في كل من الطريقة القادرية ، والنقشبندية ، والمسبعات الخضرية ، والأسمائية (المسماة أيضاً بالموافقة) ، وطريقة الأنفاس ، وغيرها من الطرق التي اشتملت عليها الطريقة السمانية ، وقد حرر له بذلك مكتوباً صدر منه في رجب سنة 1319هـ .
هذا وفي ربيع الثاني من عام 1329هـ - 1911م أجيز سيدي الشيخ قريب الله من الشيخ محمد سعيد في المنظومة البدرية ، كما أجيز في المسبعات الخضرية من الشيخ نعمة الله الهندي ، وفي 10 رجب من عام 1354هـ - 1935م أجازه سيدي الشيخ محمد ماضي أبو العزائم في الطريقة الشاذلية العزمية ، وحرر له بذلك وثيقة أخبره فيها ببلوغه درجة ( الولاية الكبرى ) .. فأصبح لسيدي الشيخ قريب الله بهذا وذاك ثلاثة أسانيد في الطريقة الشاذلية :
أحدها عن طريق سيدي السمان بسنده لسيدي أبي الحسن الشاذلي .
الثاني عن طريق سيدي الشيخ محمد ماضي أبي العزائم .
الثالث عن طريق نسبة روحية أشار لها في ديوانه (رشفات المُدام) بقوله :
ولي بالشاذلي ثبوت جمع
بروح في المنام إليه أعزي
بحزب البــر وهو لــه طريـق
فمـا أعلاه من حصن وحرز

خليفته :
خليفته هو نجله سيدي الشيخ محمد الفاتح .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)