الأحد، 25 ديسمبر 2011

فكر محيي الدين بن عربي علي طاولة حوار

فكر محيي الدين بن عربي علي طاولة حوار

فكر محيي الدين بن عربي علي طاولة حوار

منذر الشوفي
(ابن عربي) من أبرز اعلام الصوفية، ولا تزال أفكار وآراء هذا المفكر الاسلامي تشغل بال الباحثين والدارسين، لما فيها من فلسفة وحكمة انسانية، تهذب النفس وترقي بالعلاقات الانسانية إلي مراتب عالية، تصل إلي درجة السمو، بهذا تعد أفكار ابن عربي بمثابة مدرسة نظمت شكل العلاقة بين الناس، وبين عـظمة الانسان الروحية.
قراءة في فكر الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي كانت عنوان الندوة التي اقيمت في المركز الثقافي العربي بدمشق، وشارك فيها الباحث الدكتور عبد الكريم اليافي، والباحث الدكتور ندرة اليازجي، حيث تناول كل منهما هذا المفكر الاسلامي من زوايته الخاصة، وحاولا من خلال قراءتهما أن يكشفا عن رقة وعذوبة الانسان في فكر هذا الشيخ، وعن المكانة التي احتلها في كتبه.
ولد الشيخ ابن عربي سنة 560 هجرية 1165 ميلادية في مدينة مرسية علي الساحل الشرقي في الاندلس، وتوفي في دمشق عن عمر يناهز الثمانين، واللافت بحق أن ضريحه غدا مزاراً لا بوصفه مفكراً، بل بوصفه ولياً ذا كرامات، يُتوسل به في نقل احتياجات العامة إلي البارئ العظيم، والانسان في فكر ابن عربي غاية بحد ذاته.
وتحدث الباحث الدكتور عبد الكريم اليافي في بداية كلامه عن صفات ابن عربي التي جعلت منه انسانياً نبيلاً في اخلاقه ونفسه، واشار إلي ولادته في مرسية بالاندلس، والتي تلقي فيها علومه الاولي، ثم رحيله إلي المغرب، وجولته التي قام بها بين المشرق والمغرب، إلي أن طاب له الاقامة في المضاف بدمشق حيث استقر فيها حتي وفاته.
ورأي الباحث اليافي في طواف ابن عربي/ راحلاً كالمقيم، ومقيماً كالراحل/ ومثله بذلك كالبحر تراه متحركاً وهو ساكن، وتحسبه ساكناً وفيه تيارات دائمة.
وأشار اليافي إلي أن ابن عربي كتب أكثر من ثلاثمائة كتاب ورسالة منها ما هو صغير لا يتجاوز عشرات الصفحات، ومنها ما هو واسع مستفيض يزيد علي آلاف من الأوراق، ومن أشهر مؤلفاته وأهمها الفتوحات المكية بدأها في مكة وأكمله في دمشق، وهو موسوعة صوفية قل مثيلها في جميع اللغات.
واعتبر اليافي ابن عربي علماً من أعلام الفكر الانساني قاطبة، بسبب اتساع فلسفته الصوفية، وجرأته في بعض الاعتبارات الفكرية، وتأويله لبعض الآثار الدينية، ولقي بعض رموزه مقاومة ومناوءة كبيرتين من قبل العلماء السلفيين الذين كانوا حراساً علي الشريعة الاسلامية وصفائها.
وتناول الباحث اليافي بعض آراء ابن عربي معتبراً أن من أبرز آراء ابن عربي اشادته بعظمة الانسان، واعلاؤه مكانه في الكون، وتنويهه بأهمية الدنيا، وتعظيمه لشأن هذه الحياة التي نحياها، وكذلك تأكيده علي أهمية الحواس وقدرة العقل لدي الانسان، وذلك علي خلاف ما يتصوره الناس عن التصوف والمتصوفة، والانسان أكمل المخلوقات وأعلاها في الكون، وهو خليفة الله في الأرض.
ومن جهته الباحث ندرة اليازجي رأي بأن ابن عربي يشمل الانسانية بأكملها، لأنه يري الانسانية كلها بداخله، فيحبها، لأن دينه أصبح دين الحب، وهذه الشمولية العظيمة موجودة في فكر هذا الشيخ الصوفي.
واعتبر اليازجي ان الانسان كائن عظيم، ليس كائناً أرضياً فقط، بل هو كائن كوني والهي أيضاً بمفهوم التجلي، وعندما يتحدث ابن عربي عن الحب يقول: الحب بقدر التجلي والتجلي بقدر المعرفة ، وبذلك استطاع ان يقيم توازناً وانسجاماً كبيراً بين العقل بوصفه الاداة الاساسية للمعرفة، وبين الايمان الذي هو القاعدة الاساسية، أو التوق العظيم للفناء أو لفناء الفناء أو ابطال ابطال العقل عندما نبلغ المستوي الأعلي لهذه المعرفة التي تؤدي بنا إلي ما هو أعظم.. وعندما يتحدث ان عربي عن شجرة الكون، فهو يتحدث عن شجرة الحياة، والتي شكلت من حبة كن وهذه الشجرة الممتدة تتأمل الانسان بجذره ممتد في هذه الأرض وبرأسه ممتد إلي ما لا نهاية، وعندما يتحدث عن المادة يري فيها الحياة، فالكون بنظر ابن عربي حي ينبض بالحياة، وهذه الحياة هي التي يؤدي به إلي مزيد من المعرفة.
واشار اليازجي إلي انه اثناء تعمقه في فكر ابن عربي وجد بأنه بقدر ما يشدد علي الايمان يشدد علي المعرفة، لأن العقل هو سيد الوجود الأرضي، فاذا ما استغرق في غيوبة عمقية وتجلت له الحقائق، عليه اذا ما عاد إلي حالة اليقظة أن يعرف كيف يعبر عن تلك الحقيقة التي استغرقها.
وفرق اليازجي بين الانسان عند جان بول سارتر، وبين الانسان عند ابن عربي قال: ان الوجوديين يعتقدون بأن الماهية لا تسبق الوجود، الماهية تأتي بعد الوجود، أما ابن عربي، فهو يؤمن بالماهية، وكلمة الماهية تعني الجوهر أو الثقافة الكامنة بالانسان، وابن عربي يشدد كثيراً علي الطاقة الكامنة، الكمون الموجود في الانسان، ووجوده نتاج لهذه الماهية، وفكره نتاج لهذه الماهية، بينما الوجوديون يقلبون الموضوع رأساً علي عقب، الوجود يسبق الماهية.
وأثارت هذه الندوة عدة تساؤلات من قبل جمهور الصالة، واستطاعت أن تسلط الضوء علي بعض الجوانب الانسانية المهمة في فكر ابن عربي التي هي بحق تدل علي غني المعرفة لدي هذا المفكر الاسلامي.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)