.2 الدرة القمرية
.3 المنتخب الصغير
وقد درس عليه تلاميذ كثيرون جداً ، وبعد جهاد طويل وعمل دؤوب انتقل الشيخ الإمام إلى رحمة الله فـي يوم الاثنين من عام 1335هـ عن عمر ناهز المائة عام، وقد خلفه ابنه الشيخ مالك الذي ولد بقرية القدير التي تقع شرق قرية والده عام 1282هـ وهو الابن الثالث لوالده الشيخ الإمام، وقد خصه بعنايته لما أدرك تفتح ذهنه وتوقد ذكائه الخارق منذ الصغر، وقد حفظ القرآن الكريم فـي سن مبكرة ثم ذهب للشيخ العالم الجليل ود البدوي وقضى معه فترة بأم درمان، واتجه بعد ذلك لمسيد ود عيسى وأكمل دراسته أخيرا عند الفكي حسن ملك الدار ود جار النبي فـي قرية جار النبي شمال قرية والده فقرأ عليه المختصر وبقية الكتب ونال إجازة منه لتدريس العلم، وعمل أستاذا للفقه والعلوم الإسلامية بمسيد والده، وفـي ذلك الوقت أخذ يتتلمذ على والده فـي التصوف وأجازه والده فـي طريق القوم ووصى أن يكون الشيخ الوارث لمكانه، وهذا ما حدث فعلاً فيما بعد وسار على نهج والده فـي إرشاد المريدين وتدريس العلم ومعالجة المرضى، وسمي بطويل الباع لتفوقه فـي العلوم الشرعية والباطنية، وله تلاميذ كثر أذكر منهم على سبيل المثال ابنه الشيخ محمد مالك الإمام والشيخ قسم السيد الفكي محمد عثمان فـي جزيرة أم حجر. وقد خلفه بعد وفاته ابنه الشيخ محمد كمال الذي ولد فـي قرية جده الشيخ الإمام عام 1312هجرية وقد تولى والده تعليمه بمباشرة شيخ الخلوة فـي ذلك الوقت الشيخ إبراهيم الحداد، وبعد اتمامه لحفظ القرآن الكريم درس على والده الشيخ مالك العلم والتصوف وأخذ عليه الطريق وكان مجدا مجتهدا فـي ذلك، وقد تولى الخلافة بعد وفاة والده وكان عمره آنذاك خمسة وثلاثين عاماً وقد التف حوله المريدون بمسجد والده الشيخ مالك وجده الإمام، ثم اتفق مع مريديه على أهمية وضرورة الرحيل من قرية والده وجده إلى قرية أسسها أمامها على بعد عدة كيلومترات وسماها تفاؤلاً بالروضة الشريفة وهي المعروفة حاليا والشهيرة بقرية الشيخ الياقوت.وقد أسس خلوة لتعليم القرآن الكريم عام 1932 م درَّس فيها أعداداً لا تحصى من طلبة القرآن الكريم والعلم بالإضافة للمريدين والمرضى الذين كانوا ولا زالوا يحضرون مستشفين لا سيما من الأمراض النفسية والعقلية، وفوق ذلك كان يقضي حاجات المحتاجين وقد حفر آباراً كثيرة فـي أماكن مختلفة كانت تحتاج إليها، وظل هذا دأبه إلى أن لقي ربه فـي أكتوبر 1962م حيث خلفه ابنه الشيخ الياقوت الخليفة الحالي الذي طبقت شهرته الآفاق وحملت القرية اسمه، وقد اهتم والده بتربيته فحفظ القرآن الكريم مبكرا بالخلوة تحت إشراف والده الذي استقدم الشيخ الإمام أحمد فضل الله وهو حامل للشهادة العالمية من معهد أم درمان العلمي لتدريس ابنه الشيخ الياقوت العلوم الإسلامية المختلفة واللغة العربية بشتى فروعها وفق مناهج المعهد العلمي بأم درمان، وواصل الشيخ دراساته حتى بعد أن آلت إليه الخلافة، ولتعشقه للقراءة فقد انكب على الاطلاع فـي كل الأوقات التي يختلي فيها بنفسه، لذا فإنك تجد الكتب بجواره وفـي المناضد القريبة منه كأنه يتآنس بها.