الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الشيـخ اليـاقوت







    

جنوب جبل أولياء بعدة كيلومترات تقع قرية الشيخ الياقوت على حدود ولاية الجزيرة وعلى مسافة قصيرة للغاية من حدود الخرطوم جنوباً وهي تابعة لمنطقة القطينة بمديرية النيل الأبيض ، مسيدها العامر المترامي الأطراف يضم المسجد وخلاوى تعليم القرآن ومساكن الطلبة والضيوف المخصصة لـهم منازل مجاورة للمسيد. بعد صلاة المغرب ترى المريدين يتحلقون فـي دائرة كبيرة يقرأون الأوراد وأصوات طلبة القرآن الكريم تعلو وترتفع.. وبقامته المديدة وطلعته المهيبة يطل الشيخ الياقوت وقد انعكس انتظامه على تلاميذه و مريديه فهم فـي غاية الانتظام والنظافة حالهم كحال مرشدهم ، وحلة الشيخ الياقوت حقيقة هي المسيد وحوله بيوت المواطنين المرتبطين جدا بهذا المسيد الذي يقصده الناس من أماكن دانية أو نائية ممن يودون استشارة الشيخ أو للزيارة، وفوق ذلك فبجانب الأذكار التي يؤديها المريدون فقد درج الشيخ  على تدريبهم وتدريسهم العلم وهما يسيران جنباً إلى جنب بالمسيد الذي يضم عدداً كبيراً من طلبة القرآن الكريم الذين يتكفل بهم الشيخ                                    .       هو سيدي الشيخ الياقوت بن الشيخ محمد بن الشيخ مالك الشيخ بن الإمام محمد قادر الولي حاج الجيلي، ووالدة حاج الجيلي هذا هي رابعة بنت الخليفة أحمد بن الشيخ خوجلي أبو الجاز ( أزرق توتي ) ومن هنا فإنهم يمتون بآصرة القربى واللحم والدم لآل الشيخ خوجلي أبو الجاز وعلى صلة متينة بآل الشيخ الفقيه أرباب العقائد من قبيلة المحس  (الخزرج. (      الشيخ الإمام بن محمد قادر ولي بن حاج الجيلي الشهير بأبي شنب المالكي مذهباً الأشعري عقيدةً السماني طريقةً ومنهاجاً ولد فـي جزيرة توتي فـي عام 1235هجرية فـي بيت أساسه العلم وعماده التقوى ثم انتقل به والده إلى قرية أم المسحورة التي يقيم بها العرماب "الغبش" وألحقه والده بالفكي موسى لتلقي القرآن الكريم وحفظه، فحفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم فـي فترة وجيزة، ثم انتقل إلى قرية طيبة الشيخ عبد الباقي فـي منطقة العركيين وأكمل بخلوتها حفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى حلة زروق إلى حيث درس العلم والفقه عند الشيخ زروق الذي حصل منه على إجازة لتعليم القرآن الكريم وتدريس العلوم الاسلامية، فعم صيته وذاع خبره ونهض بتلك المنطقة وما حولـها من سفوح الجهل إلى روابي العلم.وقد سلك الطريق السماني على الشيخ محمد نور بقرية ريبا بالقرب من سنار فـي العاشر من ذي القعدة عام 1283هجرية، وبدأت مرحلة جديدة فـي مسيد الشيخ إذ أخذ يحفظ ويدرس القرآن الكريم والعلم كما كان يفعل سابقا بالإضافة لتربية المريدين وتسليكهم فـي الطريق السماني ومعالجة من يأتيه مستشفياً، وهو معروف بالزهد الشديد فـي الدنيا فقد كان منقطعاً لأداء رسالته العظيمة مبتغياً مرضاة الله زاهداً عما سوى ذلك وراغباً عنه. وقد كان منشغلاً بتدريس العلم وإرشاد المريدين وتحفيظ القرآن الكريم والتأليف، وقد ألف مجموعة من الكتب إلا أنها تلفت جميعاً ولم يبق منها سوى ثلاثة كتب هي:.1   مصباح الدجى
.2   الدرة القمرية
.3   المنتخب الصغير
       
وقد درس عليه تلاميذ كثيرون جداً ، وبعد جهاد طويل وعمل دؤوب انتقل الشيخ الإمام إلى رحمة الله فـي يوم الاثنين من عام 1335هـ عن عمر ناهز المائة عام، وقد خلفه ابنه الشيخ مالك الذي ولد بقرية القدير التي تقع شرق قرية والده عام 1282هـ وهو الابن الثالث لوالده الشيخ الإمام، وقد خصه بعنايته لما أدرك تفتح ذهنه وتوقد ذكائه الخارق منذ الصغر، وقد حفظ القرآن الكريم فـي سن مبكرة ثم ذهب للشيخ العالم الجليل ود البدوي وقضى معه فترة بأم درمان، واتجه بعد ذلك لمسيد ود عيسى وأكمل دراسته أخيرا عند الفكي حسن ملك الدار ود جار النبي فـي قرية جار النبي شمال قرية والده فقرأ عليه المختصر وبقية الكتب ونال إجازة منه لتدريس العلم، وعمل أستاذا للفقه والعلوم الإسلامية بمسيد والده، وفـي ذلك الوقت أخذ يتتلمذ على والده فـي التصوف وأجازه والده فـي طريق القوم ووصى أن يكون الشيخ الوارث لمكانه، وهذا ما حدث فعلاً فيما بعد وسار على نهج والده فـي إرشاد المريدين وتدريس العلم ومعالجة المرضى، وسمي بطويل الباع لتفوقه فـي العلوم الشرعية والباطنية، وله تلاميذ كثر أذكر منهم على سبيل المثال ابنه الشيخ محمد مالك الإمام والشيخ قسم السيد الفكي محمد عثمان فـي جزيرة أم حجر.      وقد خلفه بعد وفاته ابنه الشيخ محمد كمال الذي ولد فـي قرية جده الشيخ الإمام عام 1312هجرية وقد تولى والده تعليمه بمباشرة شيخ الخلوة فـي ذلك الوقت الشيخ إبراهيم الحداد، وبعد اتمامه لحفظ القرآن الكريم درس على والده الشيخ مالك العلم والتصوف وأخذ عليه الطريق وكان مجدا مجتهدا فـي ذلك، وقد تولى الخلافة بعد وفاة والده وكان عمره آنذاك خمسة وثلاثين عاماً وقد التف حوله المريدون بمسجد والده الشيخ مالك وجده الإمام، ثم اتفق مع مريديه على أهمية وضرورة الرحيل من قرية والده وجده إلى قرية أسسها أمامها على بعد عدة كيلومترات وسماها تفاؤلاً بالروضة الشريفة وهي المعروفة حاليا والشهيرة بقرية الشيخ الياقوت.وقد أسس خلوة لتعليم القرآن الكريم عام 1932 م درَّس فيها أعداداً لا تحصى من طلبة القرآن الكريم والعلم بالإضافة للمريدين والمرضى الذين كانوا ولا زالوا يحضرون مستشفين لا سيما من الأمراض النفسية والعقلية، وفوق ذلك كان يقضي حاجات المحتاجين وقد حفر آباراً كثيرة فـي أماكن مختلفة كانت تحتاج إليها، وظل هذا دأبه إلى أن لقي ربه فـي أكتوبر 1962م حيث خلفه ابنه الشيخ الياقوت الخليفة الحالي الذي طبقت شهرته الآفاق وحملت القرية اسمه، وقد اهتم والده بتربيته فحفظ القرآن الكريم مبكرا بالخلوة تحت إشراف والده الذي استقدم الشيخ الإمام أحمد فضل الله وهو حامل للشهادة العالمية من معهد أم درمان العلمي لتدريس ابنه الشيخ الياقوت العلوم الإسلامية المختلفة واللغة العربية بشتى فروعها وفق مناهج المعهد العلمي بأم درمان، وواصل الشيخ دراساته حتى بعد أن آلت إليه الخلافة، ولتعشقه للقراءة فقد انكب على الاطلاع فـي كل الأوقات التي يختلي فيها بنفسه، لذا فإنك تجد الكتب بجواره وفـي المناضد القريبة منه كأنه يتآنس بها.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)