الجمعة، 4 سبتمبر 2009

النصيحه التانيه

الحمد للهالذي حمد ذاته بذاته ، والصلاة والسلام على سيدنامحمد، صلى الله عليه وسلم، معدن سره ومهبط هباته، ورضيالله تعالى عن صحابته الأكرمين، الذين قاموا بأعباءالدين، وأسسوا دعائمه وتحملوا مشقاته، وعن الأئمةالتابعين المهدين، الصوفية الصلحاء العلماء العاملينلوجه الله رب العالمين.فأقول وأناالفقير العبد المفتقر إلى الله، عبد الباقي عمر أحمر المكاشفي:أما بعد فإلى كافة عمومالمشايخ والمقاديم والمريدين الصادقين: أعلموا أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، فقالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولجماعة المسلمين،وعليه أوصيكم بتقوى الله تعالى، وإتباع الكتاب والسنة،وملازمة الأذكار، والأكل من الحلال، أخدموا لدينكم،ولا تكلفوا الناس، وأعلموا يقينا أننا عبيد الله،تجمعنا الطاعة، وتفرقنا المعصية، وعليكم بملازمةالأوراد والعزلة والجوع، فإن البطنة تذهب الفطنة،وإياكم والمزاح، فإنه بذرة العداوة، واستعينوا بالصبرفي كلا الحالتين الشدة والرخاء، وعليكم بمواساةالإخوان وحسن المعاملة مع الجار وإكرام الضيف والحبوالبغض في الله، وعليكم بترك الحقد والحسد، فإنهمايأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب،وأوصيكم بالزهدوالورع وترك الغيبة والنميمة، وإياكم وسفاسف الأمور،وعليكم بالعفاف، تكونوا عراف، واجتنبوا مخالطة النساءفإنهن حبال الشيطان وشركه الذي لا يخطي ، وقد جاء: (ماخلا رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، وقال صلىالله عليه وسلم: "عفوا عن نساء الغير تعف نساؤكم" وقال: "إن المؤمنين كالبنيان المرصوص يشد بعضهالبعض"،وقد جاء أيضاً: "إن المؤمن مرآة أخيه"،فسيروا بسير سلفكم الصالحين وأوليائكم الناصحين،وأعلموا أن أصل الطريق الأدب والتواضع والانكسار للهلا لعلة أخرى، ومتى خلا المريد والشيخ والمقدم منالأدب فأنه من الصواب بمعزل، وكونوا رحماء بينكم،فليكرم صغيركم كبيركم، وليرحم قويكم ضعيفكم وغنيكمفقيركم، فإن الراحمون يرحمهم الرحمن، وعلى المريدينالصادقين أن يتأدبوا مع الله بترك محارمه، ومع الرسولبإتباع ملته: (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكمالله)،ومع المقاديم والمشايخ فيما يأمرونهم به منالخدمة وآداب الطريق، فان خدمة الإخوان أصل في طريقالرحمن، وعليكم بالصبر والزكاة والصيام والحج إناستطعتم إليه سبيلا،وعليكم بجهاد النفس لأنه الجهادالأكبر، وأوصيكم أحبابي فادفنوا وجودكم، تنبتوا نباتاحسنا، ومتى خلا المريد من الأدب فأنه لا يشم رائحةالطريق، فحسنوا ظواهركم بالأدب، وبواطنكم بالتقوى،وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، وأوصيكم بصلة الأرحامفإنهامنعمة في الأجل، والزموا بر الوالدين، واتقواالله في النساء فأنهن ودائع الله عندكم، قال صلى اللهعليه وسلم: "أكثركم إيمانا أكثركم إحسانا إلى أهله"،وأعلموا أن المريد بلا أدب، كالنبات بلا ثمر، طالماذكرتكم فلم تنفع الذكرى، قال تعالى: {وذكر فإن الذكرىتنفع المؤمنين}، وكثيراً ما قلت فلم أر لقولي أثراً ولالنصحي متحصلاً، قال تعالى: {وتعيها أذن واعية} وفيمالتهاون بأمر الله ورسوله، والتكالب على الدنيا وحبالراحة، وعن قريب يصير الواحد منكم ترابا، وتعودالديار خرابا، وأوصيكم بالسمع والطاعة لولاة الأمورمنكم، وأداء ما لهم عليكم وأرجو أن تصغوا لقوليوتعملوا بنصيحتي، حتى أرى لها أثراً ونتيجة تحمدعاقبتها، وإنني أتبرأ من حولي وقوتي، وأعتصم بحول اللهوقوته، وأساله العفو والمغفرة، وأساله أن يكون آخردعواي أن الحمد لله رب العالمين.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)