الجمعة، 4 سبتمبر 2009

نصأيح أبونا الشيخ عبدالباقى المكاشفى

(1) النصيحة الأولى من جملة نصائح الشيخ المكاشفىبسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله ذي الطول العميم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آلهوأصحابه ذوي القدر التميموبعـد:فمن العبد المتصل بأعذاره إلى عالم جهره وأسراره عبد الباقى عمر أحمد المكاشفى إلى كافة عباد الله الؤمنين الذين يقبلون النصيحة وخصوصا من انتسب إلى طريق القوم الذين هم خالون عن اللوم من مريدين ومقاديم ومشايخ.. أيها الإخوان إنى لست بأفضل منكم بل غبار حذائكم ولا أزكي نفسي ولكن ينبغي لمدير الكأس أن ينهى الجلاس عن التكالب على الدنيا لأنها ليست من شئون الطائفة الجنيدية التى هى صفت من كدر الأغيار وتدثرت من حلل الأنوار وصحت معاملتها مع مولاها وكشف بها براقع الأنوار وأراها فسارت مقبلة عليه ونبذوا الدنيا وراء ظهورهم وعملوا لتوسيع قبورهم بالعمل الخالص فكيف بنا نحن وقد صار تعبنا إلى بطوننا، والقلوب أشرفت عليها سحائب الران ومع ذلك تعلمون علما جليا أن الدنيا كالسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا وإنها لم تزن عند الله جناح بعوضة وقد قال الله تعالى {وما الحياة الدنيا إلا لعب ولـهو} ومع ذلك ضمن لنا الرزق ولم يضمن لنا الجنة فقال تعالى {وفـي السماء رزقكم وما توعدون} وإنه حلف فقال {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} وقد علم لديكم أن الإنسان إذا ركب الريح ركب الرزق البرق فلحقه وقد قسم الله الرزق إلى ثلاثة: قسم لأعدائه يستمتعون به وقسم للمنافقين يتزينون به وقسم للمؤمنين يتزودون به فما لكم فيها إلا الزاد، فهيا بنا إلى عمل الآخرة فإن الدنيا عن قريب تمشي بنا صاغرة فما لي أراكم معرضين عن دار الكرامة ومقبلين على دار المصائب والندامة، كلا سوف تعلمون، هيهات هيهات بين دار المتقين مع دار الظالمين فينبغي أن نجعل همنا لله فعسى ولعل أن يكفينا سائر الـهموم وأن نجعل القناعة شعارنا ودثارنا لأن من تمسك بها سما إلى ذروة المجد وقال الله تعالى مادحا للقناعة {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.وقد أجمع المفسرون على أنها القناعة وجاء فـي "التوراة" القانع غني ولو كان جائعا فما دام أنكم منتسبون لـهذا المقام فلا تدنسوا دينكم بران الحطام وإياكم والتواضع لأبناء الدنيا فقد ورد أن من تواضع لغني ذهب ثلثا دينه وأنهاكم عن الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور وقذف المحصنات والنظر إلى المحارم فإن من ملأ عينه من محرم ملأها الله من جمر جهنم والعياذ بالله.وأحذركم عن اللغو والجدال والاشمئزاز والكبر والبطر والخلابة والبخل وكلها نهى الشرع عنها وخصوصا مخالطة النساء وأحثكم على تقوى الله والشفقة على خلقه وخفض الجناح ولين الجانب وتوقير الكبير وابتداء السلام والتوسط فـي كل أمر أراده الله وعليكم بالجار ولو آذى وتحملوا أذيته وعليكم بالتأثير فإن القوم دأبهم التأثير.وإياكم والوقوف على أبواب السلاطين والتطلب منهم ولا تشكوا أمرا لغير الله قط فإن الله يوكل العبد إلى نفسه مادام يشتكي لغيره وحسنوا ظنكم فـي الله.وعليكم بالنوافل من صلاة الليل والاستغفار ولو ألفا فقد ورد من استغفر سبعين مرة كتب من المستغفرين فـي الأسحار وعليكم الأنسية والتهليل ليكون دأبكم الحديث (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).. والدكمعبد الباقي عمر أحمد المكاشفي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)