السبت، 26 مايو 2012

مراتب الأولياء رضى الله عنهم

مراتب الأولياء: منهم رضي الله عنهم
الأقطاب :
مرتبة القطب, هي غيب الغيب, مكتوبة لا تذكر ولا يعرفها اى صاحبها وهو القطب الجامع, وله مرتبة العارفين, هي شهود الحق, وله أيضا مرتبة الأفراد وهي شهود الحق لا في المراتب (فشهود الحق مرتبتين وهي : شهوده للحق في المراتب للتصرف في الكون, وفي غير المراتب أيضا) وله هذه المرتبة القطبية المكتوبة لا يشاركه فيها غيره . الأقطاب كثيرون, وكل مقدم قوم هو قطبهم، وأما القطب الغوث، الفرد الجامع، فهو واحد، الذي هو موضع نظر الله تعالى في كل زمان، أعطاه الطلسم الأعظم من لدنه، وهو يسري في الكون، والأعيان الظاهرة والباطنة، سيران الروح في الجسد، بيده قسطاس الفيض الأعم، وزنه يتبع علمه، وعلمه يتبع علم الحق، وعلم الحق يتبع الماهيات الغير المجعولة، فهو يفيض روح الحياة على الكون الأعلا والأسفل .
ولكن مصطلح الأقطاب هذا اسم مطلقا من غير اضافة لا يكون منهم في الزمان إلا واحد, وهو الغوث أيضا, وهو من المقربين وهو سيد الجماعة في زمانه, ومنهم من يكون ظاهر الحكم ويجوز الخلافة الظاهرة, كما حاز الخلافة الباطنة من جهة المقام, كأبي بكر, وعمر, وعثمان, وعلي, والحسن, ومعاوية بن يزيد, وعمر ابن عبد العزيز, والمتوكل, ومنهم من حاز الخلافة الباطنة خاصة ولا حكم له في الظاهر, كأحمد بن هارون الرشيد السبتي, وكأبي يزيد البسطامي, وأكثر الأقطاب لاحكم لهم في الظاهر. 
ويكون القطب على قلب إسرافيل عليه السلام، من حيث حصة الملكية الحاملة لمادة الحياة والإحساس، لا من حيث إنسانيته، وحكم جبريل عليه السلام فيه كحكم النفس الناطقة في النشأة الإنسانية، وحكم ميكائيل عليه السلام فيه، كحكم القوة الجاذبة فيها، وحكم عزرائيل عليه السلام فيه، كحكم القوة الدافعة فيها .
والقطبية الكبرى هي مرتبة قطب الأقطاب، وهو باطن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تكون إلا لورثته، لاختصاصه عليها بالأكملية، فلا يكون خاتم الولاية وقطب الأقطاب إلا على باطن ختم النبوة . وقلب القطب يطوف دائما بحضرة الحق كما يطوف الناس بالبيت الحرام، فهو يرى بقلبه الحق تعالى في كل وجهة ومن كل جهة، كما يستقبل الناس البيت الحرام ويرونه، إذ هو متلق عن الحق جميع ما يقضيه على الخلق، وهو بجسده حيثما أراد الله من الأرض، فأكمل البلاد، البلد الحرام، وأكمل البيوت، البيت الحرام، وأكمل الخلق في كل عصر، القطب, فالبلد نظير جسده، والبيت نظير قلبه .
وحقيقة القطبانية هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقا في جميع الوجود جملة وتفصيلا, و هو خليفة الله في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من عليه ألوهية الله تعالى, ثم قيامه في البرزخية العظمى بين الحق والخلق . فلا يصل إلى الخلق شيء كائن ما كان من الحق إلا بحكم القطب وتوليه ونيابته عن الحق في ذلك وتوصيله، كل قسمة إلى محلها, ثم قيامه بالوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود جملة وتفصيلا. فترى الكون كله أشباح لا حركة لها, وإنما هو الروح، والقائم فيها جملة وتفصيلا وقيامه فيها في أرواحها وأشباحها, ثم تصرفه في مراتب الأولياء فيذوق مختلفات أذواقهم, فلا تكون مرتبة في الوجود للعارفين والأولياء خارجة عن ذوقه . فهو المتصرف في جميعها والممد لأربابها وله الاختصاص بالسر المكتوم الذي لا مطمع لأحد في نيله . قاله في " الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة" محمد فتحا السوسي النظيفي .
الختم: 
وهو واحد لا في كل زمان, بل هو واحد في العالم, يختم الله به الولاية المحمدية فلا يكون في الأولياء المحمديين أكبر منه, وثم ختم آ خر يختم الله به الولاية العامة من آدم الى آخر ولي, وهو عيسى علي السلام, وهو ختم الأولياء كما كان خاتم دورة الفلك , فله يوم القيامة حشران, يحشر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم, ويحشر رسولا مع الرسل عليهم السلام.
الأئمة :
لا يزيدون في كل زمان على اثنين, لا ثالث اسم الأول عبد الرب, واسم الثاني عبدالملك, والقطب عبدالله, ولو كانت أسماؤهم ما كانا وهما اللذان يخلفان القطب اذا مات, وهما له بمنزلة الوزيرين, الأول منهما مقصور على مشاهدة عالم الغيب, والثاني على عالم الملك . 
الأفراد :
هم الرجال الخارجون عن نظر القطب، وهم أكمل أهل الأرض . 
الأمناء : هم الملامية الذين لم يظهر مما في بواطنهم أثر على ظواهرهم . وتلامذتهم في مقامات أهل الفتوة، والملامي هو الذي يظهر خيرا ولا يضمر شرا، وذلك أن الملامي تشربت عروقه طعم الإخلاص والحب، وتحقق بالفتوة والصدق، فلا يحب أن يطلع أحد على حاله وأعماله . 
النقباء :
وهم اثنا عشر نقيبا في كل زمان , لا يزيدون ولا ينقصون, وهم على عدد بروج الفلك الاثنى عشر برجا, كل نقيب عالم بخاصية برج.وقد جعل الله بأيدي هؤلاء النقباء علوم الشرائع المنزلة وهم الذين استخرجوا خبايا النفوس، وتحققوا باسم الباطن، فأشرفوا على باطن الناس فاستخرجوا خفايا الضمائر، لانكشاف الستائر لهم عن وجوه السرائر، وهم ثلاث أقسام: نفوس علية : وهي الحقائق الأمرية, ونفوس سفلية : وهي الخلقية, ونفوس وسطية : هي الحقائق الإنسانية . ولله تعالى في كل منهم أمانة منطوية على أسرار إلهية وكونية, ولهم عشرة أعمال: أربعة ظاهرة، وستة باطنة. فأما الأربعة الظاهرة فهي: كثرة العبادة، والزهد، والتجرد عن الإرادة وقوة المجاهدة . وأما الباطنة فهي : التوبة، والإنابة، والمحاسبة، والتفكر، والاعتصام والرياضة. 
النجباء :
فهم ثمانية في كل زمان, وهم مشغولون بحمل أثقال الخلق، فلا ينظرون إلا في الحق، ولهم ثمانية أعمال، أربعة ظاهرة وأربعة باطنة . 
فأما الظاهرة: فهي: الفتوة، والتواضع، والأدب، وكثرة العبادة .
أما الباطنة: فهي: الصبر، والرضا، والشكر، والحياء . وهم أهل مكارم الأخلاق والعرفان.
الأبدال : 
سبعة رجال، وهم أهل فضل وكمال واستقامة واعتدال، قد تخلصوا من الوهم والخيال، يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة, لكل بدل منهم اقليم فيه له الولاية, والواحد منهم على قدم الخليل إبراهيم علي السلام وله القليم الأول, والثاني على قلب الكليم موسى علي السلام, والثالث على قدم هارون علي السلام, والرابع على قدم ادريس عليه السلام, والخامس على قدم يوسف عليه السلام, والسادس على قدم عيسى عليه السلام, والسابع على قدم آدم عليه السلام . وسموا أبدالا لكونهم اذا فارقوا موضعا ويريدون أن يخلفوا به بدلا منهم في ذلك الموضع لأمر يرون فيه مصلحة وقربة, يتركون به شخصا على صورهم, لا يشك أحد ممن أدرك رؤية ذلك الشخص أنه عين ذلك الرجل, وليس هو بل هو شخص روحاني يتركه بدله على علم منه, فكل من له هذه القوة فهو بدل . ومن يقيم الله عنه بدلا في موضع ما ولا علم له بذلك فليس من الأبدال المذكورين . 
وقد يرى هؤلاء الأبدال في مكة, أو في أماكن أخرى ويجتمع بهم بعض الأولياء . فقد رؤي منهم موسى البيدراني باشبيلية سنة 586 هجرية, وشيخ الجبال محمد ابن أشرف الرندي, ومعاذ بن أشرص وهو من كبار البدلاء, ولا يصل الولي إلى هذه المرتبة إلا بالجوع , والسهر في التعبد, والصمت, والعزلة عن الناس بقصد التقرب الى الله تعالى .
ولهؤلاء أربعة أعمال ظاهرة وأربعة أعمال باطنة . الظاهرة : وهي: الصمت، والسهر، والجوع، والعزلة، ولكل من هذه الأعمال الأربعة ظاهر وباطن . 
أما الصمت, فظاهره ترك الكلام بغير ذكر الله، وأما باطنه، فصمت الضمير عن جميع التفاصيل والأخبار . وأما السهر, فظاهره: عدم النوم، وأما باطنه، فعدم الغفلة . أما الجوع فظاهره جوع الأبرار لكمال السلوك, وباطنه جوع المقربين لموارد الأنس . وأما العزلة فظاهرها: ترك المخاطبة للناس, وباطنها: ترك الأنس بهم .
وأما الباطنة فهي: التجرد، والتفريد، والجمع، والتوحيد . ومن خواص الأبدال من سافر من القوم من موضعه وترك جسدا على صورته، فذلك هو البدل، لا الغير، والبدل على قلب إبراهيم عليه السلام . وهؤلاء الأبدال لهم إمام مقدم عليهم يأخذون عنه ويقتدون به، وهو قطبهم، وقيل الأبدال أربعون، وسبعة هم الأخيار، وكل منهم له إمام منهم هو قطبهم .
الأوتاد : 
فهم عبارة عن أربعة رجال، منازلهم أربعة أركان العالم، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، ومقام كل واحد منهم، تلك الجهة، ولهم ثمانية أعمال: أربعة ظاهرة وأربعة باطنة. فأما الظاهرة: كثرة الصيام، وقيام الليل والناس نيام، وكثرة الامثتال، والاستغفار بالأسحار. أما الباطنة : التوكل، والتفويض، والثقة، والتسليم، ولهم واحد منهم هو قطبهم الإمامان : فهما شخصان، أحدهما عن يمين القطب، والآخر عن شماله، فالذي عن يمينه، ينظر في الملكوت، وهو أعلى من صاحبه، وهو مرآة ما يتوجه من المركز القطبي إلى العالم الروحاني من الإمدادات التي هي مادة الوجود والبقاء . وهذا مرآة لا محالة . والذي عن شماله ينظر في الملك، وهو مرآة ما يتوجه منه إلى المحسوسات من المادة الحيوانية، وهذا مرآة كذلك . وصاحب اليمين هو الذي يخلف القطب. ولهما أربعة أعمال ظاهرة وأربعة باطنة. فأما الظاهرة: الزهد، والورع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . أما الباطنة: الصدق، والإخلاص، والحياء، والمراقبة .
الغوث :
فهو عبارة عن قطب عظيم ورجل عزيز وسيد كريم، تحتاج إليه الناس عند الاضطرار في تبيين ما خفي من الأمور المهمة والأسرار، وهو مستجاب الدعاء، لو أقسم على الله لأبره في قسمه، مثل: "أويس القرني" في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا يكون القطب قطبا حتى تجتمع فيه جميع الصفات التي اجتمعت في جميع من ذكر من الأولياء: لكل من الأولياء خصوصية وهمة في الحياة والممات، كنقش الحقيقة والإلقاء في بحر الوحدة والفناء والاستغراق، كما كان من أمر الولي " شاه نقشبندي محمد بهاء الدين" . وقوة التصرف والإمداد كما في حال القطب الغوث " عبد القادر الجيلاني" . وقوة العلم والواردات، كما في حال " أبي الحسن الشاذلي"وخرق العادة والفتوة للشيخ" أحمد الرفاعي " والترحم والتعطف للشيخ " أحمد البدوي", والسخاء والكرامة للشيخ " إبراهيم الدسوقي ", والعرفان والإكمال للشيخ الأكبر " ضياء الدين النقشبندي" , والمحبة والعشق للشيخ " جلال الدين الرومي", والغيبة والمحو، للإمام " السهروردي", والرياضة والأواهية، للشيخ " خضر يحيا ", والوجد والجذبات، للشيخ " نجم الدين البكري ". وإن ثبتت هذه الخصلة نوعا لكل الأولياء، إلا أنها خصوص وغاية مقام لهؤلاء العارفين . 

المصدر: كرامات مغربية بعيون مشرقية –

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)