الأحد، 25 ديسمبر 2011

في رحاب ساداتِ برزنجة الكرام

في رحاب ساداتِ برزنجة الكرام

في رحاب ساداتِ برزنجة الكرام



ساداتُ برزنجةَ هم أَحفاد السيد عيسى البرزنجي الذي ينتمي الى الشجرةِ المحمدية المصطفوية التي أَصلها ثابتٌ وفرعها في السماء تُؤتيَ أُكلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربها ، ويرتفع نَسبه الى الدوحةِ المحمدية العليَّةِ من سلالةِ الامام الحسين السبط ( عليه السلام ) فهو السيد عيسى ابن السيد بابا علي الهمداني ابن السيد يوسف ابن السيد محمد المنصور ابن السيد عبد العزيز ابن السيد عبد الله ابن السيد إسماعيل المحدث ابن الامام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ابن الامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ابن الامام محمد الباقر ( عليه السلام ) ابن الامام علي زين العابدين ( عليه السلام ) ابن الامام الحسين السبط ( عليه السلام ) ابن الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنتِ رسول الله سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم .
أما لقبُ البرزنجي فقد اقترن باسم السيد عيسى نسبةً الى مدينةِ ( برزنجة ) التي قصدها السيد عيسى برفقةِ أخيهِ السيد موسى بإشارةٍ من جدِّهما حضرةِ المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم حيثُ أَقاما هناكَ بعدَ أنْ تركا همدان .
وتذكر المصدر التأريخية الموثوقة أَنَّ السيد موسى تُوفيَ ولم يُعَقِّبْ ، وأَنَّ كلَّ أولادِ السادةِ البرزنجيةِ الموجودينَ في العراق وتركيا وسوريا والحجاز والهند ينحدرون من السيد بابا رسول الكبير الذي يمثل الجيلَ التاسعَ ابتداءً من السيد عيسى ، وقد رُزِقَ السيد بابا رسول بثمانيةَ عشرَ ابناً وتسعِ بناتٍ ولكنْ لم يُعَقِّبْ من أبنائِهِ المذكورين غيرُ ستةٍ .
ومن الجديرِ بالذكر أنَّ السيد الشيخ بابا رسول الكبير كانَ عالماً مشهوراً اشتهرَ بالشجاعةِ والقوةِ والمنعةِ وكانَ يحكمُ منطقةِ برزنجةَ وشهرزور ( الاسم القديم للسليمانية وما جاورها ) ، كما أنَّ معظمَ فروع السادات البرزنجية في كردستان تعودُ الى أولادهِ ( رحمه الله ) ولم ينقطع تواجد وحضور السادة البرزنجية في هذه المناطق منذ أنْ حَلَّ فيها جَدَّهم الأكبر الشيخ عيسى ( رحمه الله ) بل كانوا وما زالوا أعلامَ هذهِ الديار ورموزَها وشخصياتها على مَرِّ السنين المنصرمةِ حتى يومنا هذا .
اِنَّ الله سبحانَهُ وتعالى قَدْ خَصَّ ذُريَّةَ السيد بابا رسول بالعنايةِ واللطفِ والحفاوةِ والتكريمِ فقد جَعَلَ منهم أولياءَ سادةً ، للسَّماءِ أقطاباً وعماداً ، وللأرضِ والجبالِ أعلاماً وأوتاداً ، وصيَّرهم للخلق غوثاً وإمداداً ، فهذا الشيخُ الربانيُّ والإمامُ المقدَّمُ سيدي إسماعيلُ الولياني ( قُدِسَ سرّهُ ) من تلك الذريَّةِ التي عَمَّ ضياءُ أنوارها الأرجاءَ وجاوزَ سنا بريقها الآفاق فهو صاحبُ الأحوال السنيةِ والكراماتِ الجلية ، نَذَر نفسه لإرشاد العباد وخدمةِ دينِ جَدَّه المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم فذاعَ صيتُهُ في النواحي والبلدان وكان عالماً كبيراً ومرشداً ربانياً وشيخاً للطريقةِ القادرية وله الكثير الكثير من الأتباعِ والمريدينَ ، وتوفى ( قُدِسَ سرّهُ ) عام 1158 هجري ، وله مرقدٌ ومزارٌ عامر في قرية ( روفيا ) القريبة من منطقةِ (عقرة ) وقدد جَدَّد السيد الشيخ محمد الكسنـزان الحسيني ( قُدِسَ سرّهُ ) مَرقَدَ جَدِّهِ السيد إسماعيل الولياني ( قُدِسَ سرّهُ ) بضريحٍ ذهبي غايةً في الفنِّ والجمال وكانَ هذا سنة ( 1481 ميلادي محمدي – 1427 هجري ) .
تنحدر العائلةُ الكسنـزانيةُ من نسلهِ المبارك ، ويرأسُ هذهِ العائلةَ السيد الشيخ الغوث عبد الكريم شاه الكسنـزان ( قُدِسَ سرّهُ ) الذي عرِفَ بزهدهِ وتقواهُ ومجاهداتِهِ وكراماتِهِ الباهرات فكان بحقٍ قطبَ زمانِهِ ووحيدَ عصرهِ وفريدَ دهرهِ وقد سار على خطاهُ ونهجهِ أَبناؤُهُ وأحفادُهُ من بعدهِ الذين تصدَّروا للإرشادِ ومشيخة الطريقة القادرية نخص منهم بالذكر :
السيد الشيخ الغوث عبد القادر الكسنـزان المهاجر ( قُدِسَ سرّهُ )
السيد الشيخ الغوث حسين الكسنـزان المهاجر ( قُدِسَ سرّهُ )
السيد الشيخ الغوث عبد الكريم الكسنـزان المهاجر ( قُدِسَ سرّهُ )
والسيد الشيخ محمد الكسنـزان الحسيني ( قُدِسَ سرّهُ ) الرئيس الحاضر للطريقة العلية القادرية الكسنـزانية في العالم الذي هو بحقٍ علم من أعلام العراق والعالم الإسلامي ونجمٌ لامع من نجوم سماءِ أهل الفكر والمعرفة لا لكونه شيخ طريقة صوفية فحسب بل لما يمتلكه من مؤهلاتٍ ذاتيةٍ هيأتهُ لأن يكونَ ذا صدارةٍ في كل المجلات وهيأتهُ كي يخلفَ والدَهُ السيد الشيخ عبد الكريم الكسنـزان الحسيني لمشيخةِ الطريقة القادرية ورعاية المريدينَ والأتباع ، وقد انتشرت الطريقة القادرية الكسنـزانية في عهدهِ في جميع أنحاء العراق فلا تكادُ تجدُ مدينةٍ أو قريةً إلّا ولهُ تكيةٌ يقصدها المريدونَ والأتباع بل جاوز ذلك البلدان الأخرى كإيران وتركيا والجمهوريات القوقازية والهند والباكستان وأمريكا وبعض دول أوربا ، مما يدلّ على باعِ الشيخ الطويل في المعرفةِ والتربيةِ والإرشادِ ، كما أنَّ للشيخِ محمد الكسنـزان ( قُدِسَ سرّهُ ) تصانيف ومؤلفات كثيرةِ منها : موسوعة الكسنـزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان وكتاب الطريقة العلية القادرية الكسنـزانية وكتاب الأنوار الرحمانية وكتاب جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر وكتاب الصلوات الكسنـزانية وغيرها من المطبوعات ، وله أيضاً عدد آخر من الكتب والرسائل تحت الطبع ، وأما على مستوى الإنجازات العلمية فقد قام بتأسيس كلية الشيخ محمد الكسنـزان الجامعة والتي هي بمثابة نواة لجامعة أكاديمية مستقبلية ، وتأسيسه المجلس المركزي للطرق الصوفية وكذلك المركز العالمي للتصوف والدراسات الروحية إلى غير ذلك من الإنجازات .
ومما تجدرُ الإشارةُ إليهِ إنَّ السادةَ البرزنجية كان لهم حضور متميزٌ في بلاد الحجاز وخصوصاً في المدينة المنورةِ حيث هاجرَ بعضُ أبناء السيد الشيخ بابا رسول الكبير إلى المدينةِ المنورةِ طلباً للعلمِ وطلباً لمجاورةِ الحبيب الطبيب سيد الكائنات وفخرها سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ، ومنهم السيد محمد المدني ابن السيد بابا رسول ، وقد ولد بشهرزور سنة 1040 هجري ولازم الشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني لتلقي العلوم والمعارف الدينية والأدبية ودخل همدان وبغداد والقسطنطينية ومصر ، ثم توطَّنَ المدينة المنورةَ وتصَّدر للتدريس والإفتاء فيها ، وألَّفَ تصانيفَ كثيرةً وكانت وفاتهُ ( رحمه الله ) سنة 1103 هجري وَوُرِيَ الثرى بالمدينة المنورةِ ، وهو صاحبَ الأبياتِ الشعريةِ التي يُدَوَّنُ فيها كرامةَ امتدادِ الجذعِ في أيادي جَدِّهِ السيد عيسى وأخيهِ السيد موسى بَعَد أنْ أرادا أن يضعاهُ لسقفِ مسجد برزنجة الذي أسَّساهُ وعَمَّراهُ ، ولكَنَّّ الجذع كانَ قصيراً لا يلائم السقف ، فَسحَبَهُ كلٌّ من جهتهِ فامتدَ لهما بإذنِ الله تعالى في يديهما ، حيث يقول في ذلك :
جْذعانِ فَخري يَشهَدَانِ بِمجدي
جذعٌ هنا قََدْ كانَ حَنَّ لِجَدِّي
ثانٍ بِبَرزِنجا بمسجدِهــا الذي
مُوسى وعيسى أَسَّسَاهُ بِجِـدِّ
جَدِّي وعَمِّي امتدَّ في أَيديهـما
أَعظِمْ بِخَارِقِ جذعِنا الممتـدِّ
مَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُ فلَيس مِنِ اهلنـا
مِنْ أَهلِ بَلدتِنا فيكسبُ وِدِّي

وقَدْ سكنت ذرّيةُ السيد محمد المدني ( رحمه الله ) المدينةَ المنورةَ مع بعض العوائلِ البرزنجية ولا تزال محلتُهم قائمةً واسمها ( محلةُ البرزنجيين ) ، وقد أصبحَ بعضُهم مفتي الشافعيةِ في المدينةِ المنورةِ مثل : السيد جعفر ابن السيد حسن ابن السيد عبد الكريم ابن السيد محمد المدني ، وقد توفي ( رحمه الله ) بالمدينةِ سنة 1177 هجري ، ومن أحفادهِ السيد أحمد البرزنجي الذي ولد في المدينةِ المنورةِ وتعلم فيها وفي مصر وكانَ من مدرسي الحرم بالمدينة وتولّى إفتاءَ الشافعيةِ فيها ، وانتُخب نائباً عن المدينةِ المنورةِ في مجلس النواب العثماني بإسطنبول واستقر في دمشق أيام الحرب العالميةِ الأولى وتُوفي بها عام 1337 هجري وَوُرِيَ الثرى بالصالحيةِ ، وله مؤلفات منها :- مقاصد الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ، والمناقب الصديقية ، ومناقب عمر بن الخطاب ، والنظم البديع في مناقب أهل البقيع ، والنصيحة العامة لموك الإسلام والعامة ، فتكةُ البراض بالتركزي المعترض على القاضي عِياض ، وجواهر الإكليل . 
إنَّ هذا العرضَ الموجزَ والذي أَردنا به أنْ نُذَكَِّرَ بهؤلاءِ الأعلامِ الذينَ غَصَّت كتبُ التراجمِ بِمناقِبِهم لا يمثل إلّا غيضاً من فيض .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)