الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الطريقة البكتاشية

الطريقة البكتاشية

الطريقة البكتاشية


البكتاشية هي الطريقة التركية التي أسسها الشيخ محمد بن إبراهيم أتا الشهير بالحاج بكتاش ، المتوفي في عام 1336م ، وهي خليط من الطرق الصوفية التي تقدمتها مثل القلندرية واليسوية والحيدرية ، وهي الطرق التي سايرت البيئة التركية ، وفشت فيها بتأثير من العقيدة الشامانية .
فلسفة الطريقة :
ويرى بعض البحاثة أن الطريقة البكتاشية ، هي مزيج من عقيدة وحدة الوجود ، ويقول أحمد سري ( شيخ مشايخ الطريقة ) ، الطريقة العلية البكتاشية هي طريقة أهل البيت الطاهر رضوان الله عليهم أجمعين ، وقد انحدرت أصولها من سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وعن أولاده وأحفاده إلى أن وصلت إلى مشايخنا الكرام ، يداً بيد وكابراً عن كابر ، وعنهم أخذنا مبادئ هذه الطريقة الجليلة . 
وقد وضع الحاج بكتاش كتاباً سماه ( مقالات ) اتبع فيه فكرة الإثني عشرية والتولي والتبرئة ، وهي من مصطلحات الشيعة .
انتشار الطريقة :
وقد كثر أتباع البكتاشية في تركيا ، وساعد على انتشارها الأسلوب الذي كان شيوخها يتحدثون به إلى الأتراك السذج ، وكانت تعتبر الشيخ اليسوي مرشداً لشيخها ، وتنادي بمبادئ هذا الشيخ ، ولكن رويداً رويداً استقلت وأصبحت لها مبادئها الخاصة . اتصلت البكتاشية بفرقة الأنكشارية التركية . وقد سار السلطان أورخان التركي ( 1326 – 1389م ) مع فرقة الإنكشارية إلى الحاج بكتاش ، وطلب منه أن يباركها فوضع الشيخ يده على رأس أحد جنودها ودعا لهم قائلاً : ( فليكن اسمهم إنكشارية ) ، اللهم اجعل وجوههم بيضاء وسيوفهم فواصل ، ورماحهم قاتلة ، واجعلهم منتصرين قاهرين لأعدائهم . 
ومن هنا سمى الإنكشارية أنفسهم بالبكتاشية ، وتوثقت العرى بين الطريقة البكتاشية ، وأقوى فرقة جيش في تركيا حينها ، بل وفي السلطة العثمانية . وكانت التكايا البكتاشية المنتشرة في أرجاء السلطة العثمانية موئلاً للإنكشارية ، وكان لكل ثكنة عسكرية إنكشارية مرشد بكتاشي ، كما أقيمت تكية بكتاشية قرب كل معسكر للإنكشارية ، وبذلك تسلطت البكتاشية على الإنكشارية تسلطاً تاماً إلى أن قضى السلطان محمود الثاني على نفوذ أتباع هذه الطريقة ومشايخها على الإنكشارية والدولة عام 1826م ، لكن أتباعها أخذوا بنشرها في صفوف الشعب ، وقد لاقت رواجاً كبيراً بسبب ما كان في أشعارها من لذة روحية وسهولة في الأسلوب ، ولما امتاز به شيوخها من رقة الحاشية وحلو الحديث والبعد عن الجدل العنيف ، وكانت تكاياها مثالاً للنظافة والأناقة مع ما اشتهرت به من السر البكتاشي ، والأشعار الميسرة التي كانت تنشد في التكايا ، وتعرف بالنفس ، وكان من أشهر شعراء البكتاشية الشاعر ( يونس أمره ) ، وكانت لهم تكية في جبل الجيوشي في القاهرة ، يرقد بها جثمان الشيخ عبد الله المغاوري ، وهو أحد أقطابها وشعرائها ، ثم بنيت لهم تكية أخرى في المعادي في القاهرة وآخر شيوخها هو أحمد سري بابا .
تراتبية الطريقة :
وقد قسم أصحاب البكتاشية المنتسبين إليها إلى درجات هي : 
1 – العاشق وهو الذي يحب الطريقة ويعتنق مبادئها ، وله رغبة في الانضمام إليها ، ويكثر الحضور إلى التكية . 
2 – الطالب : وهو الذي يعلن رغبته بالانضمام ويرشحه الشيخ لذلك ليتقبل الإقرار ويعطي العهد وتقام له حفلة لهذا الغرض . 
3 – المحب : وهو الطالب الذي انتسب بعد حفلة الإقرار إلى الطريقة البكتاشية وحصل على البيعة . 
4 – الدرويش : وهو الذي يتبحر في آداب الطريقة وعلومها ، ويلم بأركانها ومبادئها وأركانها ، ويهب نفسه لخدمة العامة فيها . 
5 – الباب : وهي درجة المشيخة ولا يصل إليها الدرويش إلا بعد مدة طويلة ، حيث يكون قد عرف الرموز وألم بها . 
6 – الدده : وهو الخليفة ولا يمنح هذه المرتبة إلا شيخ مشايخ الطريقة ، الذي يعتبر بمثابة رئيس لهذه الطريقة ويكون الدده رئيساً لفرع من فروع الطريقة . 
7 – الدده بابا : وهو شيخ المشايخ ، وينتخب من الخلفاء ، وهو المدير العام لشؤون الطريقة وأتباعها في العالم .
التكية البكتاشية :
وهي عبارة عن ضيعة كبيرة واسعة ، فيها قصر ضخم يقيم فيه شيخها ، وفيها قبور مزخرفة تضم رفات مشايخ الطريقة والمؤثرين في انتشارها بين الناس ، وفيها غرف ضخمةً أيضاً يقيم بها الدراويش منقطعين لعبادة الله سبحانه والذكر ، وفيها أيضاً آلاف المواشي من البقر والغنم ، ويقال أن التكية السليمانية في دمشق والتي بناها السلطان سليمان القانوني كانت بكتاشية ، لكن عدداً من المؤرخين ينفون ذلك ويقولون إنما كانت مدرسة ونادي للفقراء من أهل دمشق .
وتحصل التكية البكتاشية على احتياجاتها من الأموال من منتسبي الطريقة في البلد الذي تتواجد فيه ، وعلى المنتسب أن يقوم بواجبات عديدة في خدمة التكية منها خدمة الدراويش وخدمة الضيوف .
العهد ودخول التكية :
ولقبول المريد أو الطالب نظام خاص ، فعند دخوله إلى ميدان التكية يقرأ الدليل أبياتاً معينة من الشعر !! ، ثم يقول اللهم صلي على جمال محمد وكمال علي والحسن والحسين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ثم يقول جئت بباب الحق بالشوق سائلاً مقراً به محمداً وحيدراً ، وطالب بالسر والفيض منهما ومن الزهراء والبشير شبراً . 
ثم يقرأ الشيخ على الطالب آية البيعة 
 إن الذين يبايعونك . . .  بعد ذلك يقول الطالب أبياتاً من الشعر يعلن بها دخول الطريقة : وبالحب أسلمت الحشا خادماً لآل العباس وملاذي هو الحاج بكتاش قطب الأولياء .
آداب زيارة التكية :
على الزائر أن يغتسل قبل زيارة التكية ، وعليه أن يحمل معه هدية ولو كمية من الملح ، فإذا وصل الباب شمر على رجليه ، ولا يجوز له أن يطأ العتبة برجله لأنها مقدسة ، ثم يلتحق بالخدمة التي تطلب منه ، وفي وقت المجلس يجلس حسب مرتبته والمراتب بالأقدمية . 
ثم يذهب المريد إلى القبر الموجود بالتكية ، ولزيارة القبر آداب خاصة منها السلام المخصوص ، ثم العودة ووجهه إلى القبر حتى يخرج الشيخ من الغرفة المجاورة ، وفي العادة لا يجلس مع المريدين والزوار إلا إذا حصل على الأذن بذلك من الشيخ ، ولا يزوره المريد إلا بصحبة الدرويش المختص ، وعليه أن يخلع حذاءه ويدخل مطأطئ الرأس ، ويقف على خطوات من الشيخ ويقرأ النص التالي : 
وجهك بصورة الحق إشارة . 
وجهك الحج والعمرة والزيارة . 
وجهك للطائعين قبلة الإمارة . 
وجهك القرآن الموجز العبارة . 
ثم يتقدم المريد ويقبل يد الشيخ ، ثم يعود بظهره عدة خطوات ولا يجلس حتى يأذن له الشيخ بالجلوس . 
أما الشيخ فلا بد أن يراعي ما يلي : 
1 – أن يضع إبهام القدم اليمنى فوق اليسرى . 
2 – وضع اليدين على الصدر فوق السرة .

المصدر: الطرق الصوفية ظروف النشأة وطبيعة الدور لممدوح الزوبي– ص 183 – 186 .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)