الأحد، 25 ديسمبر 2011

الحسن البصري

الحسن البصري

الحسن البصري

الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي 
أبو سعيد الحسن البصري . . حدث عنه ولا حرج حدث عن صُلاحه وتقاه ، عن خشيته وخوفه من ربه ومولاه ، حدث عن زهده وورعه ، عن طاعاته وعبادته عن جرأته في الحق وجهره به ، عن جمال سمته ، وجلال كلامه وصمته ، عن إقباله على الله ، وإدباره عن الدنيا وهربه منها ، حدث عن سيد الزاهدين وشيخ الصالحين المتقين في عصره . 
ولد أبو سعيد في مدينة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في عهد الفاروق عمر بن الخطاب من أب كان مولى لرجل من الأنصار ، وأم كانت مولاة لأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها . 
وربى الحسن البصري في بيت أم سلمة ، ونشأ في ظلالها ، ورضع من أفاويق حكمتها وعزتها وجلالها مع ما رضع ، فوهب بلاغة الكلام ، وفصاحة اللسان ، وحلاوة البيان ، ونشأ هذه النشأة الطاهرة ، وشهد في المدينة هذه الفترة الباهرة ، وعاش زاهداً متبتلاً . 
ثم هاجر إلى البصرة ملتقى العلماء ومنتجع البلغاء ، فعاش فيها ونسب إليها ، وجالس الأخيار الصالحين من قطانها ، وصار مسجد البصرة الجامع منتداه ، وحلقات العلم فيه مبتغاه ، وتجرد قلبه من حسب الدنيا ، وامتلأ روحه بالخوف من الله ، والإقبال على طاعته ، والانصراف إلى عبادته ، طلباً للنجاة ، وفراراً من الهلاك في الآخرة ورهبة الناس ، وخافوا من سطوة لسانه ، ولذع بيانه ، وأحلوه من نفوسهم مكاناً علياً . 
وكانت بيئة البصرة في عصر أبي سعيد مزدهرة بحلقات العلم والعلماء ، فقد عاش فيها الخليل بن أحمد ( 100 - 175هـ ) وإمام العربية سيبويه ( 138 – 180هـ ) وأبو عمرو بن العلاء ( 80 – 156هـ ) وفيها نشأ علم النحو وعلم اللغة ، ووضع الخليل أول معجم لغوي وهو كتاب العين ، وابتكر أوزان الشعر بعلم سماه علم العروض ، وفيها ألف سيبويه ( الكتاب ) . 
وفي البصرة ومسجدها الجامع كان يجلس أعلام من الصحابة والتابعين يعلمون الناس أمور الشريعة ، ويفتونهم في مسائل الدين ، فكان أهل البصرة يعتمدون على فتاوي أبي موسى الأشعري ، وأنس بن مالك من الصحابة ، والحسن البصري . وابن سيرين ( ت 100هـ ) من التابعين ، وقد وضع الحسن البصري أساس علم التصوف وكان رائد الزهاد في عصره . 
وقد عاصر الحسن الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين زهداً وورعاً وتحكيماً للدين في سياسة الحكم . 
ولا شك أنه كان لذلك صداه وأثره في نفس أبي سعيد ، وإضافة إلى ذلك كله نشأته في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، وكرمها في الآخرة كما كرمها في الدنيا . 
وهكذا عاش أبو سعيد في هذه البيئة الإسلامية العربية العالية ، عيشة الصالحين الأخيار ، والزهاد الأبرار ، والمجاهدين بكلمة الحق ، دونما خوف من إنسان ، أو رهبة لذي سلطان . 
رحمك الله أبا سعيد ، فإنك لم تراقب في قولك إلا الله ، ولم تخشى أحداً سواه . 
عاش أبو سعيد عهد عمر وعثمان وعلي والحسن ، ثم عهد معاوية ويزيد ومروان ، وعبد الملك ، والوليد وسليمان ، وعمر بن عبد العزيز ، وهشام ، ومع سلطان أمراء البصرة وسطوتهم ، وبخاصة زياد بن أبيه ، والحجاج بن يوسف الثقفي ، فقد نجاه الله من شرهم ، ورعاه مولاه القادر المهيمن ، وحماه من الرهبة والخوف من شرورهم وطغيانهم . 
وعاد أبو سعيد إلى ما كان عليه من طاعة ربه ، والالتفات إلى مولاه ، والعكوف على العبادة بكل قوته ، حتى بلغ من رضاء الله عليه مبلغاً كبيراً . وتوفى عام 110هـ .

المصدر: التصوف في الإسلام وأعلامه للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي – ص 16 – 17 .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)