هو محمد بن رحمة بن على بن حامد بن محمد بن عيسى بن اسماعيل بن رحمة بن محمد بن حسب الوالى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عوض الكريم بن موسى بن السيد محمد بن السيد ابراهيم بن السيد محمد بن السيد
الحاج عبد الله بن السيد الحاج أحمد بن السيد عبد العزيز بن السيد محمود ابن السيد محمد السائح بن السيد عبد الله بن السيد زين العابدين بن السيد حامد ابن السيد يوسف بن السيد محمد بن السيد عبد الوهاب بن السيد الحاج موسى ابن السيد الحاج عبد الرحيم بن السيد القنديل بن السيد حمد بن السيد القاسم ابن السيد اسحاق بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد على زين العابدين بن السيد الحسين بن السيد الامام على ابن أبى طالب كرم الله وجهه .
فهو رضى الله عنه سليل الدوحة النبوية . وهكذا نجد دائما أن أصحاب الولاية الكبرى هم متحققون بالنسب النبوى اما بهذا النسب أو بالنسبةالدينية كما قال النبى صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسى رضى الله عنه : سلمان منا أهل البيت . أما من يعادى أهل البيت ويطعن فيهم فهو بعيد عن ولاية الله .
ومن القبائل السودانية ينتمى الشيخ محمد رحمة الى قبيلة المحمدية . وممن اشتهر من الأسرة بالصلاح بطران وعبد الرسول بمنطقة ود الكريل وطريقتهم سمانية ، وكان والد الشيخ محمد رحمة ممن أخذ الطيق القادرى عن الشيخ عبدالباقى أبو الشول رضى الله عنه .
مولده ونشأته :
ولد الشيخ محمد رحمة بمنطقة فرع الشيخ الكباشى فى حدود عام 1875 م . ونشأ أميا لم يدرس الا فى مدرسة تربية المكاشفى كما يقول ابنه الشيخ الجيلى . وكان يعمل بالرعى حتى جاء وقت قسمته فجاء وأخذ الطريق عن الشيخ عبد الباقى المكاشفى رضى الله عنه .
قصة سلوكه طريق القوم :
حدثنا الشيخ الجيلى محمد رحمة عن الشيخ على ود رابح – وهو من تلاميذ الشيخ المكاشفى – أن الشيخ محمد رحمة جاء الى الشيخ المكاشفى رضى الله عنه يطلب منه طريق القوم قائلا له : أعطنى الطريق القوى ، فأمر
الشيخ على ود رابح أن يذهب به الى الخلوة ثم يحضره بعد ذلك . ثم بعد ثلاثة أيام أمره أن يحضره فقال له : ولكن يا سيدى له ثلاثة أيام وأنا لم أذهب له بماء ولا طعام فقال له الشيخ : انه صادق وانك ستجده قال : فذهبت اليه فأخبرته بأمر الشيخ ، فجاء وقال للشيخ : أعطنى الطريق القوى ، وكررذلك ، فأعطاه الشيخ الطريق ثم قال للشيخ على ود رابح قدم أخاك ليذهب الى أهله فى الصعيد ، وكانت المنطقة مليئة بالمرعفيب فقال الشيخ على فى نفسه : ما أراد الشيخ الا اهلاكه ، قال : فخرجت معه أقدمه وهو يسألنى عن كرامات الشيخ رضى الله عنه حتى غربت الشمس فاستأذنته فى العودة وأنا أسمع صوت المرعفيب قال : فودعنى ثم ركب أحد المرعفيب وأنا أنظر ، فعدت الى الشيخ المكاشفى وأنا أبكى وأقول له : أخذت عليك الطريق وخدمتك ثمانى سنوات وهذا الرجل فى لحظة يركب المرعفيب ، فقال له الشيخ : هذا ولدنا محمد ود رحمة ، قال : فلما رأى كثرة بكائى قال لى : لو أعطانى الله شبرا فى الجنة أدخلتك معى فيه ، قال : فلما سمعت هذه البشارة رضيت وسكت .
سلوكه واجتهاده فى الطريق :
لقد جاهد الشيخ محمد رحمة فى ذات الله حق الجهاد فقضى فترة من الزمن سائحا فى الخلاء ثم دخل الغار المعروف به اليوم فى جبل سقدى وقضى به فترة من الزمن حتى أمره الشيخ المكاشفى بالخروج منه . ولا تزال آثار منه فى ذلك الغار مثل كعبه وموضع جلوسه وموضع السبحة والسجود . ومن كراماته فى الغار أن الداخل اليه يجده مظلما فاذا قيلت فيه القصائد يضىء .
وعندما أمر الشيخ رضى الله عنه بحفر الحفير قائلا للمريدين : أحفروها لتكون لكم سفينة يوم القيامة ، حفر الشيخ محمد رحمة اثنتى عشرة عشارية –والعشارية هى مائة متر مربع – وكانت العشارية الواحدة يحفرها أهل قرية كاملة .
ثناء الشيخ المكاشفى عليه :
لقد كانت للشيخ محمد ود رحمة عناية ربانية واجتهد فى طاعة الله سبحانه وتعالى فبلغ رضا الله ورسوله ورضا مربيه الشيخ عبد الباقى المكاشفى رضى الله عنه . وقد أثنى عليه الشيخ المكاشفى بعبارات فائقة ليدل على مكانته . فمن ذلك أن تلاميذ الشيخ رضى الله عنه جعلوا يذكرون مريدى الشيخ رضى الله عنهم فلما ذكروا الشيخ محمد ود رحمة التفت اليهم الشيخ قائلا : ان كان الله قد أعطانى مريدا واحدا فهو ود رحمة، وان كان أعطانى جملة من المريدين فأولهم ود رحمة ، انى رأسته عليهم لانه مرشد .
ومما قاله الشيخ المكاشفى رضى الله عنه ايضا : أنا وود رحمة كأصبع واحد لا ينقسم . وقال ايضا : ما ناله ود رحمة يعرفه ثلاثة أنا واحد منهم .
وبالجملة فان الشيخ محمد ود رحمة هو واحد من الرجال الذين ظهر فيهم كمال الشيخ عبد الباقى المكاشى وعظمة تربيته نفعنا الله بهم جميعا .