السبت، 21 مايو 2011

مسميات ومعانى فى الطريقه القادريه المكاشفيه

مسميات ومعانى



الطريقة : هو مصطلح تعارف عليه أهل التصوف ، وطريقة الرجل منهجه في الحياة ، سواء كان محموداً أو مذموماً . قال صلى الله عليه وسلم :(من سن سنة حسنة فعمل بها له أجر ها وأجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئاً ، ومن سن سنة سيئة فعمل بها له وزرها و وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئاً) القوم : مصطلح يعني أهل التصوف في مجموعهم ، وقد أطلقوه على أنفسهم استلهاماً من أقواله صلى الله عليه وسلم : هم القوم لا يشقى جليسهم ....، وقد وردت كلمة القوم في معظم نصوص الأدب الصوفي السوداني . شيخ الطريقة : شيخ الطريقة هو القيادة التي تقوم بمهام الإرشاد والدعوة إلى الله ورسوله . المريد : هو التلميذ الذي يأخذ السلوك من أستاذ الطريقة الصوفية ، وهي كلمة اشتقاها القوم من قول الله تعالى (وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) المقدم : وهي درجة ووظيفة تنظيمية مرتبطة إلى حد كبير بالنمو الروحي عند المريد . ويهدف منها تدريب المريد على أساليب التربية السوية وذلك عن طريق مساعدة الشيخ في تربية التلاميذ ، وغير ذلك مما يسند إليه من أمور . السالك : هو المريد الذي تدرج فنال قدرا من المعرفة وكان ذو اجتهاد في مساره الروحي بالمداومة على الأوراد والأذكار . وهو صاحب حال يرتقي من مقام إلى مقام فهو في زيادة . الدرويش : قيل المتعبد الزاهد ، وهي كلمة تشير إلى غير ما قد يكون في ظاهر الأمر من خروج عن مألوف المجتمع ، وإن من الحكم الجلية ما قاله الشيخ محمد ود بدر في الدراويش : (بالدال دين ، وبالراء رؤوف ، وبالواو ورع ، وبالياء يخاف ، وبالشين ، شاكر لله على جميع الأمور) .ولأنها مسألة يمكن أدعاؤها ظاهرياً فقد حذر الشيخ ود بدر تلاميذه باسلوبه المميز واصفاً الدرويش المدعي : (هو نعوذ بالله منه بالدال دجال ، بالراء رقيب ، بالواو وسواس ، وبالياء يائس من رحمة الله تعالي ، والشين شيطان) . وينبغي للمريد أن يزن نفسه بهذا الميزان ليعلم نفسه في أي الفريقين . المجذوب : يختلف عن الدرويش فقد يكون الأخير على وعي تام بكل تصرفاته ، أما المجذوب فإنه في غيبة مع الله سبحانه وتعالى . وقد قال الإمام القشيري موضحاً حقيقة هذه الغيبة : (هي غيبة القلب عما يجري من أحوال الخلق لاشتغال الحس بما ورد عليه) . وقال الشيخ ود بدر : المجذوب هو من لدغته حيه الحقيقة فأقبل على الله بالكلية . أما الإمام السهروردي فإنه يقسم الأمر إلى مجذوب مجرد وهو من يبادئه الحق بآيات اليقين فيرفع عن قلبه الحجاب فيصبح غائباً عن الخلق ، ومجذوب متدارك على وعي بما يفعل ولكنه مأخوذ بوهج القرب . الككر : هو كرسي من الخشب يجلس عليه من يراد تأييده سواء أكان شيخاً أم خليفة شيخ وقد استعمله الشيخ تاج الدين في تأييده للشيخ بان النقا الضرير . الطاقية (الكوفية) : هي غطاء سميك مصنوع من القماش الأخضر ومحشو بالقطن . وهي شارة تستخدم لإجازة المريد في مرتبة الصوفية ، وكلمة كوفيه منسوبة إلى الكوفة بالعراق مهد الطريقة القادرية . الإجازة الصوفية : قصد بها إعطاء الإذن للمريد في أن يلقن الأذكار وآداب السلوك . وتختلف مراتب الإجازة الصوفية إذ تتدرج من أعلى مراتبها وهي الإجازة في المشيخة الصوفية ، تليها النيابة وهي خلافة شيخ بعد موته ثم أخيراً الإجازة في مرتبة المقدم . الإبريق (الركوة) : الإبريق أو الركوة هو إناء عربي قديم يعد لحمل الماء ، وهو يلازم المشايخ و الفقهاء في حلهم وترحالهم لاستخدامه في التطهر . وكان يصنع من الفخار ، وهذا تحديدا ما يطلق عليه اسم الركوة ، إلا أن تطور الصناعة جعل صناعته من البلاستيك والزنك وغيره . كرامات الأولياء: عرف العلماء الكرامة بأنها من جملة الخوراق غير المألوفة في حياة الناس ، وقسموا الخوارق فقالوا : (الخارق إن حصل على يد نبي إن كانت قبل الرسالة تسمى إرهاصا ، وبعدها تسمى معجزة ، وإن ظهرت على يد ولي تسمى كرامة . وإن ظهرت عند عامة المسلمين تسمى إعانة ، وإن ظهرت على يد كاهن تسمى استدراجاً ، وإن كانت خلاف مراده تسمى إهانة). وقال القاضي أبوبكر الأشعري رحمة الله : المعجزات تختص بالأنبياء ، والكرمات تكون للأولياء، ولا تكون للأولياء معجزة لأن من شرط المعجزة اقتران دعوى النبوة بها . والكرامة فعل لا محالة لأن ما كان قديماً لم يكن له إختصاص بأحد ، وهو ناقض للعادة ، وتحصل في زمان التكليف وتظهر على عبد تخصيصاً له وتفضيلاً . وقد تحصل باختياره ودعائه وقد لا تحصل . وقد تكون بغير اختياره في بعض الأوقات . الحال والمقام : عرف الحال على أنه معنى يرد القلب من غير تعمد لاجتلاب أو اكتساب ، من طرب أو حزن أو قبض أو بسط أو انزعاج أو هيبة أو اهتياج ، فالأحوال مواهب . أما المقام فهو الحال إذا ثبت وتمكن صاحبه منه ، وسمي مقاماً لإمكانية إقامة الإنسان فيه مختاراً. وقيل أن المقامات مكاسبالعكاز :هي عصا تتخذ من خشب الشجر يقارب طولها المتر ونصف ، واعتاد الشيوخ حمله في حلقات الذكر . وأول من حمله في السودان الشيخ عبد الله العركي أتى بها من ضمن شارات إجازته بعد أن خلَّفه الشيخ حبيب الله العجمي .العصايا : وهي موروث قديم، و عند شيوخ الصوفية تصنع من خشب الأشجار باستثناء خشب السدر لورود حديث بشأنه وطولها يقل عن المتر قليلاً ، وهي ذات رأس منحني يشكل مقبضاً . وبعضهم يستخدمها في العلاج والعزيمة والرقية ولهم فيها مآرب أخرى . الدفوف (الطبل والطار): الطار أو الدف آله ايقاعية عربية وهي عبارة عن إطار خشبي حلقي مرتفع قليلاً ، يجلد بجلد الماعز ، والطبل هو أيضاً آله ايقاعية صغيرة مصنوعة من الخشب المجوف أو النحاس ، وهي آلات ذات دلالات اجتماعية متباينة ، وذات تأثير عميق في الوجدان. النوبة : وهي آلة إيقاعية كبيرة تجلد من الجانبين ، وقد استخدمت كآلة إعلان ونداء لحلقات الذكر الجماعي وذلك لتأثير جذبها في محل إقامة حلقات الذكر. وللنوبة عدد من الإيقاعات منها الثقيلة والشامية والخفيفة . حلقة الذكر : عبارة عن دائرة يقف فيها القوم في شكل حلقة ويسموا بالأوتاد ، ويكون في داخل الحلقة المادح وحاملي النوبة والأجراس يقودهم شيخ أو مقدم أو من ينوب عنهم ، ويمدح المداح القصائد المشهورة للشيخ المكاشفي أو ودرحمة أو ود البر أو الشيخ الشايقي وغيرهم . يبدأ الذكر بالتهليل وله دقة نوبة مخصصة ، ثم يتلوها دقه ثقيلة أو الشامية ثم دقة خفيفة هكذا تتوالى من ثقيلة الى شامية الى خفيفة ، ويجب على الاوتاد في الذكر ملازمة ذكر كلمة الله الله . وقد أوصى الشيخ المكاشفي في النصيحة السادسة قائلاً : (أوصيكم بالحضور في الذكر وعدم الغفلة والتماسك باليدين وإذا دخلتم في الذكر فأدخلوا أربعة لا يزيدون على ذلك بأطراف الرؤوس ، والخشوع لله ، والنساء بعيد عنكم وخصوصاً الزغاريد لا تكون بل ممنوعة البتة – الحديث "باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء " وإياكم والنظر إليهم والذين يريدون أن يجتمعوا معهن فعملهم محبوط والله جل شأنه لا ينظر إلى عمل أشرك فيه غيره فاذكروا الله بصدق يذكركم بفضله ونيله وجزيل عطائه في دار ثوابه. ) السبحة : هي آله ابتكرتها العرب للعد وتصنع في السودان من اللالوب وتصنع في مناطق أخرى من العالم الإسلامي من خشب البقس التركي المشهور وأخشاب أخرى. كما تصنع أحياناً من بعض الحجارة و من البلاستيك أيضاً . وقد يتبادر إلى الذهن السؤال عن السبحة في الوسط الإسلامي ، لذلك نتوقف عندها قليلاً.أخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد عن يونس بن عبيد عن أمه قالت : رأيت أبا صفية – رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – وكان جاراً لنا يسبح بالحصى .


وفي معجم الصحابة للبغوي وتاريخ بن عساكر من طريق معتمر بن سليمان عن أبي بن كعب عن جده بقية عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصا فيسبح به إلى نصف النهار ، ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتى به فيسبح حتى يمسى.


وأخرج أبو سعيد عن حكيم الديلمي أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يسبح بالحصى . وقال ابن سعد في الطبقات عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أنها كانت تسبح بخيط عقود لها .


وعن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مرفوعاً : نعم المذكر السبحة . وعن راذان قال أخذت من أخذت من أم يعفور تسابيحها .


وأبو هريرة كان له خيط له ألف عقدة كان يسبح بها أثنتا عشر ألف ، كما قال عكرمة .


ثم توالى العمل بها وبأشكالها المختلفة في عهد التابعين ومن بعدهم من العلماء وعامة المسلمين ، ولم يشذ عنهم إلا نفر لا يعتد به . ذكر القاضي ابن خلكان في وفيات الأعيان أنه رؤى في يدي أبي القاسم الجنيد محمد رضي الله عنه سبحة فقيل له : أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحه ؟ فقال : طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه .


قال السيوطي وقد رويت في ذلك حديثاً متسلسلاً هو ما أخبرني به شيخناً الإمام أبوعبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد الله من لفظه ، ورأيت في يده سبحه قال أبو العباس أحمد بن ابي المجالس يوسف بن البانياسي بقراءتي عليه ورأيت في يده سبحة قال أنا أبو المظفر يوسف بن محمد بن مسعود الترمذي ورأيت في يده سبحه قال قرأت على شيخنا أبي الثناء ورأيت في يده سبحه قال قرأت على أبي محمد يوسف بن الفرح عبد الرحمن بن علي ورأيت في يده سبحه قال أنا قرأت علي أبي الفضل بن ناصر ورأيت في يده سبحة قال قرأت على أبي محمد عبد الله بن احمد السمرقندي ورأيت في يده سبحه قلت له سمعت أبا بكر محمد بن علي السلمي الحداد ورأيت في يده سبحه فقال نعم ، رأيت أبا ناصر عبد الوهاب بن المقري ورأيت في يده سبحه قال رأيت أبا الحسن على بن الحسن بن أبي القاسم المترفق الصوفي وفي يده سبحه قال سمعت أبا الحسن المالكي يقول وقد رأيت في يده سبحه فقلت يا أستاذ وأنت إلى الآن مع السبحه فقال كذلك رأيت أستاذي الجنيد وفي يده سبحه فقلت يا أستاذ إلى الآن مع السبحه فقال كذلك كان رأيت أستاذي سري بن مغلس السقطي وفي يده سبحه فقلت يا أستاذ انت مع السبحه فقال كذلك كان رأيت أستاذي معروف الكرخي وفي يده سبحه فسألته عما سألتني عنه فقال كذلك رأيت أستاذي عمر المالكي وفي يده السبحه فسألته عما سألتني عنه فقال كذلك رأيت سيدي حسن البصري وفي يده سبحه فقلت يا أستاذ مع عظم شأنك وحسن عبادتك وأنت الآن مع السبحة فقال لي شيئاً كنا نستعمله في البدايات ما كنا لنتركه في النهايات . أحب أن أذكر الله بقلبي وفي يدي ولساني . الرايات القادرية : الرايات جمع رأيه وهي الأعلام التي تتميز بها الطرق الصوفية عن غيرها ولكل طريقة رايتها واللون الذي يميزها. والراية الصوفية تكتب فيها عبارات أهمها (لا إله الله محمد رسول الله) ، وأسماء الخلفاء الأربعة واسم الشيخ المكاشفي عند أتباع الطريقة القادرية المكاشفية.الراية أو العلم كرمز لفصيل اجتماعي معين أمر موغل في القدم ، والأمر لا حاجة به إلى التفصيل لأن أي عين تستطيع أن ترى مدى اهتمام الدول بأعلامها ، كرمز متفرد يدل على استقلالها وسيادتها. وفي تاريخ الراية المرتبط بالإسلام نبتدئ البحث من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) . ففي غزوة أحد دفع اللواء – وهو الراية – إلى مصعب بن عمير رضي الله عنه وبعد استشهاده حملها على بن أبي طالب . وعند فتح مكة كان يحمل اللواء سعد بن عبادة ، فلما مر بأبي سفيان قال اليوم يوم الملحمة ، فشكا أبو سفيان مما سمع من سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزع منه اللواء ودفعه إلى ابنه قيس وفي رواية أنه لما نزع الراية دفعها إلى الزبير وفي غزوة مؤتة قال ابن اسحق :قاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم ، فلما استشهد أخذها جعفر. فلما استشهد أخذها عبد الله ا بن أبي رواحة . وبعد استشهاده أخذ الراية ثابت بن أرقم ، فلما ولي خالد أخذ الراية ودافع القوم . وفي غزوة خبير دفع النبي صلى الله عليه وسلم الراية إلى علي بن أبي طالب وكانت بيضاء وفي فتح مكة مرت القبائل على راياتها. كلما مرت قبيلة قال أبو سفيان يا عباس من هذه ، والشاهد في هذه الرويات هو استخدام الراية على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والمعاني التي استخدمت لها . ومن هذا كان اهتمام الشيوخ الصوفيين بالراية كرمز لطرقهم . وأخيراً لكل الطرق الأم لوناً تتميز به ، فكان للقادرية لون رايتها الأخضر الذي كثيراً ما يرد ذكره في قصائد القوم أبو كساوي :


الجيلي الخضرا رايته الجيلي الكبرى ولايتهالجيلي السابقة عنايته الكل الناس في رعايته


الجبة المرقوعة : الجبة جلباب اخضر مرقع عند أهل الطريق يدل على الزهد و التقشف ، وهي أمر اختياري وقد يؤمر بها المريد لأمر تربوي معين. و قال السري السقطي فيها:


والقوم ما اختاروا المرقعات إلا لأوصاف وسوف تأتيأولها فيها اطراح الكبر ومنها للبرد ثم الحروخفة التكليف ثم فيها قل طمع الطامعين فيهاوذلة النفس وتطويل العمر والصبر ثم الاقتداء بعمرألا ترى لابسها كالخاشع فهي إذن أقرب للتواضع


المسيد : يعنى به الفناء الواسع الذي يشتمل على مسجد وخلوة قرآن و تكية للأكل والشرب للطلاب والضيوف . الزاوية : وهو أسم لدور العبادة أو المصليات الصغيرة أو الأمكنة التي يجتمع فيها الناس . وهو من المسميات الصوفية القديمة التي دخلت السودان من قبل مملكة الفونج . وعرفت كدور علم وعبادة يأوي إليها الناس نار الجيلي:لفظ شاع في السودان على لسان المتصوفة القادرية ويقصدون به نار القرآن و نار النفقة التي تشعل في بيوت الصالحين و مسا ئدهم وهي من شارات ودلالات المشيخة الصوفية و اللفظ جاء من نار الشيخ عبد القادر الجيبلاني رضي الله عنه.أمانة الجيلي : الأمانة هي ما كان ملكاً مستودعاً عند الغير بغية الحفظ ولا يجوز التصرف فيه إلا بإذن صاحبه وقد وردت الأمانة كلفظ في القرآن الكريم حيث قال تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) الأحزاب ( 72 ) وقد وردت الأمانة في هذه الآية الكريمة وإن كان المدلول غير ما نحن بصدده إلا أنه يستفاد منه أن الدين وشرائعه أمانة عند المسلم لانطباق شروط تعريف الأمانة عليها. ونود أن نقيس علي هذا المفهوم المعنى الوارد عند أهل الطريقة وهو (أمانة الجيلي). و الأمانة أرث محمدى و السر فيها معلوم عند العارفين يسمى صاحب الأمانة بالوارث المحمدي أو صاحب الوقت أو المجدد إذ انه قائم بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم معتصم بالله في حركاته وسكناته و متخلق بخلق النبوة . سجادة الطريقة :السجادة هي المفرش الذي يجلس عليه وارتباطها باسم الطريقة نتج عن اعتياد الشيوخ الجلوس عليها مع المشايخ و المقدمين والمريدين وغيرهم لإبعاد روح التعالي والكبر ، وتعتبر كرسي أستاذ التربية والإرشاد و إحدى شارات المشيخة الصوفية ,وهي بمثابة العرش للطريقة الصوفية


بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)