الاثنين، 2 نوفمبر 2009

ابو نا الشيخ فرح ود تكتوك

فرح تكتوك بن محمد بن عيسى ـ بن قدور بن عبدل ـ بن عبد الله بن محمد الأبطح (وهو الذي تنسب له البطاحين) بن سميرة بن سرار بن كردم بن أبي الديس بن عبد الله المشهور بـ(حرقان) بن مسروق بن أحمد اليماني بن (إبراهيم جعل) بن إدريس بن قيس بن يمن (الخزرجي من أمه) بن عدلان بن قصاص بن كرب بن هاطل بن ياطل بن ذو الكلاع الحميري (من أمه) بن سعد الأنصاري بن السيد الفضل بن السيد عبد الله بن راسخ بن عباس بن عبد المطلب.

ويؤكد كل هذا الشيخ الفحل الفكي الطاهر الكاتب المؤرخ (رحمه الله) وهو من القلائل الذين كتبوا عن تاريخ العرب وأنسابهم فـي السودان وله مخطوط سنة 1976م وقد اعتنى الشيخ الفحل بصفة خاصة بتاريخ البطاحين الذين  بهم أواصر قوية.



تكتــــــوك



أما كلمة تكتوك فأغلب الظن انها لقب أطلق على والد الشيخ ثم لحق بالابن فرح. والشيخ فرح يذكر ذلك فـي شعره وأقواله الأخرى (أنا فرح ود تكتوك) وجاء فـي الشعر قوله:



أنعـــم لتكتوك أبيــــه وأمـــه

وإخوانه والأهل من سائر النفر



عملا خاص فسقورواية أخرى تقول: إن أحد المشايخ دعا فرح حينما كان طالبا عنده وذلك إثر إنجازه ط مغشيا عليه وصـــار صـــدره يتكتك فلقب بتكتــوك وقول ثالث إن الجالس معه يسمع "تكتيك" صدره لأنه ظل يقرأ القرآن دوما.


ميلادة ووفاته
ومن أندر الملوك الذين عرفوا بهذه الصفة. وكان عابدا حبه موفور لأهل العلم يرسل لـهم الـهدايا خارج سلطنته لعلماء مصر مع رسوله (أحمد ود علوان) وكان الملك بادي أبو دقن مشه
ذكر ود ضيف الله فـي ترجمته للشيخ أرباب العقائد (أرباب بن علي الخشن) من تلاميذه الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن (أبو الجاز) وحمد ود أم مريوم وفرح ود تكتوك ومن المعروف أن شيخهم أرباب العقائد توفـي سنة 1100هـ معنى هذا أن الشيخ ربما كان مولودا فـي منتصف القرن الحادي عشر وهذا تعضيد لما ذكره لي أحفاده أن الشيخ بلغ مائة سنة وبضع سنوات أما تاريخ زميليه فـي الدراسة فحمد ود أم مريوم ميلاده 1055 ووفاته 1142 هجرية كذلك توفـي الشيخ خوجلي سنة 1155هـ.

وجدت عند السيد فرح القاسم بـ(كساب الجعليين) وهو من أحفاد الشيخ فرح مخطوطا كتبه محمد بن محمد تلميذ الشيخ، ومحمد هذا مدفون مع الشيخ فـي مكان واحد وجدت فـي مخطوطه ما نصه:

أن الشيخ فرح توفـي بسبب الحمى التي قامت عليه خمسة أيام، توفـي بالأحد أول الظهر فـي اليوم العشرين من شهر الله ربيع الثاني سنة سبع وأربعين بعد المائة والألف 1147هـ وذلك بعدما صلى الظهر وتشهد وقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات وتم دفنه فـي ظهر الاثنين بمشروع الحجيرات وهو مكانه الحالي. وله من العمر مائة وبضع سنوات.

ويفترض أن ظهور الشيخ فرح على عهد ولاية السلطان بادي أبو دقن من ملوك الفونج العظام.

اشتهر بادي أبو دقن بالشجاعة والكرم وكان عفيفا وراً عند علماء مصر فـي زمانه معظما عندهم حتى إن العالم الأزهري الشريف عمر المغربي قد مدحه بقصيدة ذكر فيها عظمة سنار ومنها:



به أصبحت سنار فـي الأنس

والصفا

وتاهت على البلدان حتى على

مصر





ومن الأخبار المحكية عن سلوك هذا السلطان العظيم أنه غزا جبال (تقلي) ووجد فيها ملكا ليس أقل منه عظمة ولا نبلا.. وكان ملك تقلي يعرف السلطان بادى من خلال الأخبار التي تحكى عنه.

ولكن الوشاة ومروجو الفتن دفعوا بالرجلين دفعا لخوض الحرب. فلما وصلت جيوش بادى لتقلي رجعت دون أن تخربها أو تنال منها شيئا لأن ملك تقلي عاملهم معاملة الكرام تقديرا لسمعة سلطانهم (بادى) فأرسل لهم الطعام عند وصولـهم كرما وفضلا. فرجعوا دون حرب.

ما أنبل فرساننا فإطعام الضيف فوق كل واجب حتى لو كان الضيف من الأعداء يخوضون المعارك فـي وضح النهار يتقاتلون ـ وفـي الليل يرسل الطعام إلى عدو..

هذا الإطار يوضح لنا موقف الشيخ فرح بعد فترة عندما استنجد به رجل مطرود متبوع فنصحه الشيخ بأن يختبئ تحت كومة من التبن وعندما وصل الذين كانوا فـي أثره سألوا الشيخ إن كان قد رآه فأشار شيخنا فرح إلى كومة التبن فسخروا منه واستمروا فـي المطاردة. وخرج الرجل من تحت التبن يرتعش من هول التجربة التي أدخله فيها الشيخ. وكان قوله المعروف:

"أكّان الصح ما نجاك الكضب ما بنجيك"

هذا وقد اهتم الملك بادي بالمعمار فبنى الأسوار حول مدينة سنار وكانت له تسعة أبواب ثمانية منها لدخول كبار رجال الدولة من الأمراء والقادة والتاسع كان يدخل منه عبد الله ود عجيب العبدلابي شيخ مشيخة قري(1).

ومن عــدل هذا الملك أنه جعــل أمام كل باب دكـة اسمها (مين نـاداك) أو (منو ناداك)... كان المظلومـون من الناس يذهبون ويجلسون عليها دون إذن من أحد فيعرفون ويرسل الملك من ينوب عنه فـي طلبهم للنظر فـي مظالمهم ورد الحقوق إليهم.





































































بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)