الخميس، 16 يوليو 2009

الشيخ عبدالباقى ازرق طيبة


المتتبع لسيرة خلفاء العركيين منذ عهد الشيخ يوسف يجدهم ما بين طيبة وأبى حراز وترقد أجسادهم الطاهرة بابى حراز عدا الشيخ حمد النيل فهو الوحيد المقبور بأم درمان أم بده .وكانت تسمى طيبة في ما مضى باسم الخليفة الموجود فيها إلي أن آلت الخلافة إلي الشيخ عبد الباقي فأصبحت تسمى طيبة الشيخ عبد الباقي لأنه أول من قبر بها ولطول زمن خلافته وهو يعتبر المؤسس الثانى لطيبة بعد جده الشيخ يوسف .سماك طيبة يوسف متيمنـاً بمدينة المختار فهو حمـــاكِوالعابد الباقي يلازم ضيفـه وسط الدخان يحوم بالمِفــراكِخمسون عاماً ناره لم تنطفى في الصبح والآصال في الأحلاك تلقاه يتلو في كتـــاب الله مطالعاً بترتلٍ وتفكُّرٍ وتباكـــىيعتبر الشيخ عبد الباقي بن الشيخ حمد النيل هو المؤسس الثاني لطيبة بعد جده الشيخ يوسف أبو شرأ فارتبطت باسمه لسكنته فيها دون أب حراز ولد الشيخ عبد الباقي سنة 1848م ووالدته هي السيدة فاطمة بنت الشيخ عبد الباقي بن الشيخ يوسف أبو شرأ ودرس القرآن الكريم وختمه ثلاث مرات حفظاً وأتقن العلوم الإسلامية ومذهب الإمام مالك . آلت له الخلافة عام 1900م فأعاد بناء خلوات القرآن بالطوب وأهتم بالتعليم المدرسي فأسس مدرسة من أوائل المدارس في السودان عام 1906م وكان يرسل إلي زعماء العشائر وأهل القرى المجاورة وأولياء الأمور لضرورة إرسال أبنائهم إلي طيبة لإلحاقهم بالمدرسة الأولية كما أهتم بتعليم البنات بتأسيس مدرسة أولية عام 1942م وكان الشيخ عبد الباقي ينفق علي المدارس من حر ماله يطعمهم ويسقيهم ويكسوهم ويسكنهم في منازله تلاميذ ومعلمين كما إهتم بالمجال الصحي فأسس الشفخانة الصحية أما علي المستوى القومي فقد كانت له وقفات حق سجلها له التاريخ أمام مفتشي الإنجليز لرفضه ظلمهم للأهالي ورفضه أن يكون جاسوساً علي أبناء المسلمين .ورغم إختلافه مع سياستهم فقد أهدى حكومة الإنجليز الأراضي التي أقيمت فيها مدرسة حنتوب الثانوية ـ كلية التربية جامعة الجزيرة حالياً ـ أهداهم الأراضي بمزارعها وجنائنها لوجه الله . كما كانت أراضى شيخ عبد الباقي تمثل اللبنات الأولى لمشروع الجزيرة الزراعي فحينما فكر الإنجليز في إنشاء المشروع كانت طيبة محط أنظارهم ويعتبر مكتب طيبة الزراعي الذي أقيم علي أراضى الشيخ عبد الباقي أول المكاتب الزراعية بمشروع الجزيرة .كان الشيخ عبد الباقي متواضعاً يجلس بكتابه مع طلبة العلم في المسجد ويقوم بخدمة ضيوفه بنفسه ويساعد في صنع الطعام بيديه وقد كان الشيخ عبد الباقي زاهداً كريماً سمحاً حتى لقب بأسماء كثيرة أشهرها أزرق طيبة ـ أبوطِرقه ـ أبوخلقاً رضيه ـ الغوث ـ الشايب ـ أبو الطلاب ـ أبو الضيوف ـ أبو الأيتام ـ ود الطريفى .يممت لا ألوح لبرح سقاميوقصدت طيبة مرتع الأقوامِبلد علي التقوى أقيم أساسـه إذا جاده صوب الغمام الهامى فالشيخ كم صنع الطعام بكفـه وحياته وقفٌ علي الإطعــامِ يا عابد الباقي ويا شيخ التقـىأنت الذي في المكرمات إمامييا أيها السآل عـن طلابــه يقظ البصيرة حائـز الأفهــامِويعلّم القرآن نهــج جـدوده يقضى الحوائج واصل الأرحـامِ يا أيها الأعراك هــذا دأبكـم آباؤكم غُرٌ أســــود صِــدامِأسرجت له المطايا من كل أصقاع وفيافي وعتامير وربوع السودان ومن خارجه ملأت شهرته الآفاق قال عنه الشيخ العبيد ود بدر عند زيارته للشيخ حمد النيل بطيبة قال (خيبة هذه الشيبة لو ما الأمانة رجعت طيبة ) . وكان الشيخ المكاشفى يزوره كثيراً كذلك الشريف يوسف الهندي الذي كان يطلب عصيدة التكية وملاح الشيخ الذي يساعد في صنعه . كما كان السيد الزعيم إسماعيل الأزهري يأتيه كثيراً منذ أن كان معلماً بمدرسة حنتوب وقد قال عنه الشيخ عبد الباقي وقتها : ( هذا الرجل فيه خير كثير لأهل السودان ) . كذلك السيد على الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي كانا يأتيانه بطيبة وحضرا وضع حجر أساس مسجده عام 1948م والذي يعتبر من أكبر المساجد في السودان .ارشد الشيخ عبد الباقي الكثير من علماء ومشايخ الطريق القادري فمن منطقة الجزيرة والمناقل نهل منه الفكي موسى ود التلب ـ الشيخ أحمد ود الأمين ـ الشيخ على ود الماحي بالمناقل – الشيخ دفع الله ود أبو نائب بالكريمت – الشيخ احمد ود المنسي – الشيخ محمد ود البحر الفرضي – الشيخ احمد ود الجزولي المسلمي – الشيخ يوسف الحسين بمدني –الشيخ العباس ود راعي بالعزازي وشيخ المشايخ الشيخ الناجي محمد إبراهيم المشهور بالفكي الجاك والحاج احمد محمد دفع الله بالمناقل . ومن الخرطوم : أخيه الشيخ اسحق الشيخ حمد النيل والشيخ بشير محمود المغزلي والشيخ دفع الله الصائم والشيخ الطيب الذاكي والبروفسير الشيخ احمد صافي الدين عوض وشيخنا رئيس مجلس الإفتاء سابقا الشيخ محمد علي الطريفي رضي الله عنهم . كذلك الذين أرشدهم الشيخ عبد الباقي ازرق طيبه من غرب السودان الشيخ دفع الله ود عبود والشيخ الطريفي احمد أبوعاقلة بأم روابه والشيخ الضوء الكناني والشيخ إبراهيم الدسوقي بمنطقة بلوله والشيخ إبراهيم ود كُركُبّه والشيخ احمد البديري بتندلتي والشيخ ناصر أبو قرين والشيخ الجيلي احمد بأم سياله والشيخ محمد مجوك بالفاشر والشيخ عبد الرحيم ادم رشاش بمملكة تقلي التي يعتبر الشيخ عبد الباقي صاحب القدح المعلي في انتشار الدين الإسلامي بمنطقة تقلي . وغيرهم من المشايخ مما لايسع المجال إلي ذكرهم .توفي الشيخ عبد الباقي عام 1952 م بعد أن أسس ملكة دينية ممتدة في ربوع السودان وعاصمتها طيبه وقد حزن الكون لفقده ورثاه أهل العلم وأهل الأدب واشهر ما قيل فيه مرثية الشيخ دفع الله ود فريجون والتي يتغنى بها الفنان محمد الأمين : غرّاره العبوس دار الكمال ونقاص * دوت حليل أبوي للعلوم درّاس يوم الخميس جانا الخبر وإنشاع * في الأربع قِبَل ازرق طويل الباع كم كسيت عرايا وللبطون شبّاع * تبكيك الخلوق بأغزر الدمّاع كذلك من أنفس ما قيل فيه درر الشيخ يوسف الحسين والشيخ يوسف محجوب والشيخ عبد الله محمد يونس .وكذلك من اشهر مارثى به قصيدة الشيخ احمد الشايقي المشهورة :ليش ليش ياشايقي ماتتكلم فوق عبد الباقي البفرج الهم ــــــــبنك سر سوارى في المغاره دكمسرياني سرنكي هكّ لكّ كَدمملكان في كراسي جلس وأتقدمقبل عبد الباقي خاتم ما في ختمكدي قوم أعناه تلقي عندو حِكَملـو كنت مقصرِّ هو بيتّمك تَمْمخّك كان فاضي روح يديك فهمزى عبـد الباقي مافي مافي عدمتوفي الشيخ عبد الباقي أزرق طيبه عام 1952 م وقبر بطيبه وخلفه ابنه الشيخ حمد النيل الذي حفظ القران بأبي حراز ودرس العلوم الإسلامية بها وكان يقوم بشئون مسجد ومسيد أبي حراز عن والده الذي لم يخرج من طيبه إلا مرات معدودة ومحدودة .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)