الخميس، 16 يوليو 2009

الشيخ ابراهيم الكباشى 2


الكباشي ومغارات التعبـد: جرت حياة المتصوفة الذين يفرون في بدء طريقهم بعيداً عن الناس، اختلاءً بأنفسهم للتأمل والعبادة، ومن أولئك الشيخ الكباشي الذي إتخذ بعض الجبال مكاناً لخلوته، فألف جبل (الفـريد) الذي يعرف بجبل الكباشي، وهو يقع شرق قرية الكباشي الحالية وأيضاً جبل (السِليت). ويبدو أن الشيخ الكباشي مع تزاحم الناس عليه، كان يفرض علي نفسه دورات روحيـة يخلو فيها مع ربه، وقد ابتنى أيضاً غاراً داخل المسيد، أمام مسجد الصلاة. وهو عبارة عن سرداب مظلم تحت الأرض مساحته تقريباً تسعة أمتار مربعة وارتفاعه أقل من ذلك. والداخـل إليه يلج عبر مدرج من لبن الطوب (الآجر) إلى الأسفل، فلا يكاد يتبين شيئاً من شدة الظلام حتى يجلس قليلاً فيأخـذ في التعود على الإضاءة وليس بالغار منفذ للهواء والتنفس، ولعل السر في إحكام المغارات بهذه الكيفية عند أهل المجاهدات هو محاولة إغلاق الحواس حتى لا يدخل على الإنسان ما يشوش عليه صفوه الروحي. ونستطيع أن نقدر حجم المجاهدات التي كان يرتادها الشيخ الكباشي رحمه الله.سياحـة روحيـة:الـروح من المسائل الغيبية التي شغف الإنسان بمحاولة معرفة شيء من أمرها وعالمها المجهول، ولكن الكثرة من علماء الدين أضربوا عن الخوض في هذا العالم، ورأوه من المسارات التي لا تجدي فيها التكهنات العقلية ولا التنبؤات التي لا تقوم علي أساس، فقد يؤتى الإنسان قدراً كبيراً من العلم والإلهامات، ولكن يظل الأمر غير مأمون العواقب. وقد تحدث الراسخون من أصحاب الفقه الروحي عن المنحى، وأشاروا إلى خطورته وحذروا من الوقوف حيال ما قد يتراءى للإنسان من غير علم يقيني يؤكد ماهيته، وذلك لما يمكن أن يحدث من تلبيس بسبب أرواح ماردة. ومع إفاضتهم في التحذير من الالتباس، إلا أنهم رأوا أن باب الفتوحات والإلهامات غير مغلق أمام الراسخين من أهل الولايـة، وهناك فرق كبير بين ما يحصل للأولياء وغيرهم من الكهان وأدعياء الباطل. فالولي أمّن الله مساره الروحي، وحفظه من الإنزلاق والإفتتان، وذلك بما منّ عليه من بشرى عاجلة في الحياة الدنيا. قال تعالى:{لَهُمُ البشرى في الحَيَاةِ الدُّنْيا وفي الأَخِرَةِ لاَ تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ}[يونس:64]، سابق البشرى في الحياة الدنيا وما هو مدخر في الحياة الآخرة كلاهما من الله سبحانه وتعالى، الذي تستوي عنده الدنيا والآخـرة في العطاء والمنع. والولي مع هذا لا يهـدأ له حال ويظل خائفاً وجلاً، فالخوف والوجـل والمراقبة والمحاسبة للنفس كلها صفات للعبودية، التي هي أعلى مقامات الولاية والتفاني في ذات المعبود جل شأنه.وهؤلاء الأولياء المتمكنون المحفوظون لا يمكن أن يلتبس عليهم في هذه الإمور الروحية التي هي مرحلة قطعوها وخبروا دروبها دون الوقوف عندها، لذلك فإنهم يتحدثون حديث العارف الخبير المالك لزمام قوله وفكره، مهما كان في حديثهم من معاني يصعب على الأفهام والعقول إدراكها، ومن تلك الأحاديث ما سجلته لنا يد الشيخ الكباشي رضي الله عنه حيث خط:(في ليلة الأحد ستة وعشرين جمادى الآخرة سنة ألف ومائتين وثمانين _1280هـ) تفكرت في عظمة الله جل جلاله، فرأيت عجائب وغرائب تحير عقول الناس، ولا يحصر تلك العظمة إلا الله، رأيت جمالاً محمولة( ) كالسطوح العالية، فرأيت عجائب وغرائب فهي من عظمة الله تعالى. الجمال اطلعتُ علي عددها فوجدت عدلة محمولة علي جمل وحـدها فوجدت فيها علوم الأولين والآخرين، بداءً أصول كل شيء لا يعلمه إلا الله. ولما فتح لي ذلك رأيت فيها الأنبياء وهم مائة ألف وأربع وعشرون ألفاً، ورأيت شهوراً وأياماً يتبع بعضها بعضاً، ورأيت شمساً تطلع وتغيب وقمراً منيراً من أول الشهر إلى آخره... ورأيت… ورأيت…)( ) . ويصف الشيخ مشاهد روحية تفصيلية كثيرة وبعدها يقول: (وراحت روحي فما أدري أين كانت، أتاني الملك ميكائيل فوق العـدلة فطلبت منه أن يخبرني بتلك العدلة فقال: لا باب لي فيها ولا اطلعت عليها، فقلت له: كيف أرجع، كيف أرجع يا حبيبي من سياحتي هذه؟ فقال لي اطلب إسرافيل، ثم وقفت بعد مدة قليلة كرفع البصر أمام إسرافيل فقلت له: كيف ذلك يا حبيبي؟ فقال لا علم لي بذلك ولا اطلعت عليه. سرت إلى عزرائيل فقال لي: لم أستحضر ذلك، ثم وقفت بين يـدي جبرائيل فقال لي: لا علم لي بذلك. ثم ذهبت روحي فلا أعلم حتى وقفت بين يدي حبيبي محمد(). فلما حضرت بعد ذلك جللت وعظمت وكبرت وقلت الحمد لله الذي أوقفني بين يـدي حبيبي محمد(). فرحب بي الحبيب() فسألته عن ذلك الأمر. فقال شفيع الأولين والآخرين: هذه هي العظمة، قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ}[المدثر:31]. وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً}[آل عمران:164]. فهو شيء لا يحصى ولا يعـد، فهو أرض وسموات فيها ما تشتهي الأنفس وتلـذ به الأعين، وغير السموات السبع هذا هو: عظمته جل وعلا( ). نود لو نجد سبيلاً لشرح وقتها ويومها وفهم هذه المشاهدات الروحية، التي تفضل بتسجيلها الشيخ الكباشي وأرخ ، ومع بعد الشقة وصعوبة الأمـر، إلا أنه يجوز التعبير عن هذا الحدث علي أنه (ارتقاء روحي) استشرف أثناءه الشيخ علي سراً من أسرار العظمة الإلهية التي لا يدرك كنهها ولا يسبر غورها، وما اطلع عليه الشيخ الكباشي وغيره من الأولياء، ما هو إلا ذرة من فسيح ما تجلى الله به على أنبيائه ورسله عليهم السلام. والـولي إنما ينال هذا وغيره من الفتوحات بحكم الإيمان والاتباع للرسول ().والشيخ الكباشي رضي الله عنه يصف سياحته بأنها روحية، والروح لا تدرك ولا تضبط مساربها ومساراتها، لأنها من أمـر الله لذلك كان يعبر بقوله: راحت روحي فما أدري أين كانت، أو ذهبت روحي فلا أعلم إلى أين. هذه السياحة توقفنا على حدث روحي مهم جداً، وهو التقاؤه بالملائكة الأربعة الذين كانوا يفيدونه بعدم العلم عند السؤال عما في العدلة، وصدق الله العظيم حيث يقول تعالى:{وَلاَيُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ}[البقرة:255]. ثم يقف به الأمر أخيراً بين يدي النبي() ليأخذ منه تفسير ما رأى ، ولا ريب أن في أخذ العلوم والمعارف الروحية من النبي()، عن طريق الكشف المباشر أو الرؤى الروحية، تأمين للمسار الروحي الملهم من أن تتسرب إليه واردات شيطانية، وفي هذا كان الحفظ والصون لصاحب الكرامة، تمتد سياحة الشيخ الكباشي الروحية فيقول: (جاء الحق والباطل يتسابقان فيؤخر أحدهما الآخر فسبق الباطل الحق، فأردت أن أستفيد منه فجاء جبريل عليه السلام فأخر الباطل وقدم الحق الذي لا عقوبة فيه. ففرحت وظننت أني من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لكون جبريل صحبني). ذكر أن البـاطل تقدم على الحق وذلك لسوء الباطل وسوء أدب أهله في كل زمان ومكان، إذ يحاولون دائماً التقدم والعلو على أهل الحق والعلم، إن الشيخ في مشاهدته وصعوده الروحي أتاه جبريل – وهو ملك الهامة الجالس على لمة القلب اليمنى – وأعانه بدفعة روحية قدمت الحق على الباطل. رحم الله الشيخ إبراهيم الكباشي ونفعنا ببركته آمين.مؤلفاتـه وشـعره:كان للشيخ إبراهيم الكباشي الكثير من المؤلفات في مختلف المواضيع، إلا أن معظمها قد ضاع وفقد، ولم يُعثَر إلا على أجزاء ضئيلة منها( ) . ومن تلك الكتب والمخطوطات:* كتاب السـير إلى رب العـالمين. تحدث فيه عن أخلاق المتصوفة وكيفية السير إلى الله.* الذوق يوضح فيه خفايا النفس والقلب وما يتعلق بهما من أمراض.* مقعد الصديقين في أخلاق المتصوفة.* بيان المشهد الإلهي يوضح فيه صفات أهل الكمال.* العِدلة.* التعبير في ذكر البصير.* المهدي المنتظر.* انشقاق القمر تحدث فيه عن معجزة انشقاق القمر للنبي ().وله مؤلفات تعبدية من أحزاب وصلوات نبوية منها:حزب الحمد، حزب الجلال، حزب السلام، حزب الأنوار، فتح الفتوح، سر الأسرار وصلاة الإرشاد.وله أيضاً مؤلفات شعرية في مدح المصطفى وقصائد صوفية في ذكر أحوال الأولياء والصديقين وحال السير والسلوك.ومن قصائده التي تناول فيها سيرة الصالحين أهل السلوك( ):وحـالُم كبازٍ في الهوى عـنوقـلــوبُم بنـور الله أمـتلنهم الأقطاب والأوتاد أخى اسمعنهم سادات الخلائق أخى اخبرنلي أقـــوالُــم أفـــعـالُــم يصـدقـــن لما جـن الليل قامـو رجالاوعيونم جفت المنام لله طوعـاًهـم بحـور العـلم والهـدىهم شـيوخ التربى والــتربىهـم قاموا بالحدود والأمــر نهـيا ويوصي الشيخ المريد بأن يتحلى بفضائل الأعمال، ويوجب عليه الالتزام بها في مســــاره ومسلكه لأنه عاهد أستاذه على ذلك، عملاً بقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالعُقُودِ}[المائدة:1]، فيقول الشيخ:عين الفتى توري ما في الضمير ظاهرنيُسأل أن كان في شيخه الخير يذكرن ويحـذر عن الوسـواس أن يغـيرنويمـثلــه بالثقـات لا يتأمـلـنويسـهـر سـهـراً عـظيماً تالياًعـليه ويكـون للحـق تابعــنلسان الحـال ينطق لصاحـبهتلميذ القوم يصنت وليس يسألويكـون منضبطاً ومـنذجـراًويظـن الخـير فـيه قطـعـاًويواظب علي الذي عـاهد بـهويبكي علي نفسه قبل أن يبكوانتقل الكباشي إلى العالم الآخر:بعد عمر يربو على الثمانين وخمس، اختارته المنية إلى الرحاب الربانية في سنة ست وثمانين ومائتين وألف للهجرة. فاختتمت بذلك سنوات طويلة، كان قد أنفقها بين خلوة القرآن وحلق العلم والإرشاد والتسليك. فنمت بهذا القطب الحياة العلمية والروحية في تلك المناطق التي كانت قبله تفتقر إلى أبسط أسس المعرفة بالدين. فقد دفن الجثمان الطاهر بين جدران مزاره بقريته الفرع، عليه رحمات الله.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)