الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الشيخ عبد القادر ابوكساوي


الشيخ عبد القادر ابوكساوي

عرف اهل السودان بمدح المصطفي (صلي الله عليه وسلم) وتباري في ذالك شعراءهم ومادحيهم ومن هولاء الافذاذ الكبار الشيخ عبد القادر ابوكساوي هذا القامه الروحيه والعلميه والشعريه الباذخه والذي يصنف دونما منازع من كبار اهل الارشاد والتصوف اضافه الي تميزه بمديحه العذب المشحون بالمعاني والدلالات والفيوضات المشرقه بالتجليات النورانيه انه سليل اسرة الشيخ ابوكساوي التي اختصها الله وميزها بمعرفة واجادة المديح النبوي من لدن الشيخ المؤلف وحتي يوم الناس هذا فقد ورثوا هذا الشرف وتشرفوا به وشرفوا به بلادهم فما يذال في هذه الاسره من شعراء المديح اليوم من يمكن تصنيفه بأنه علي منهج ابكار وقدامي المادحين

وصلي الله وسلم علي سيد العلماء رحمة الله للعباد سيدنا محمد واله وصحبه ومن والاه

الشيخ عبد القادر ابوكساوي
سيره قصيره ارث ممتد وعمر متطاول
الاسم:

الشيخ عبد القادر بن الشيخ محمد بن الشيخ حمد
والذي ينتهي نسبه الي العقيل بن أبي طالب
اما امه فهي الحاجه امنه بنت الفكي عبد الرحمن (الاغبش) وقد توفيت في الحجاز ودفنت بمقابر الحجون بمكة المكرمه حيث جاورت ام المؤمنين (خديجه بنت خويلد رضي الله عنها)

اللقب :

لقب الشيخ عبد القادر بألقاب عديدة اشهرها (تاجر القوم) لتحري الناس شتي رغباتهم وطلباتهم في سوق متجره العامر فمنهم العلماء ومنهم الطلاب وغيرهم كثير ويوثق هذا الاتجاه قول حفيده الشيخ البشير بن الشيخ حبيب الله :
السفر السفر لاب سوق عمر الشيخ نادر ابوك يا لقمر

الميلاد:

ولد في العام 1841م علي الارجح في المنطقه التي تسمي الان الفتيح العقلين (ام قرف) فيما مضي وهو رابع اخوانه التاج وتور ايوب (الشيخ احمد) والمجذوب (الشيخ ابراهيم) وعبد الله (ود العجوز) وخامسهم المحبوب
يقول المقدم قسم الله :
أبوك فارسا مهيوب واخوك التاج وتور ايوب والمحبوب وعبد الله والمجذوب قد توفي عنه والده وهو ابن اربعه سنوات وفارقت امه الحياه وهو بن ست سنوات وقد كان لهذا اليتم المبكر اثره العميق في التكوين النفسي والشعوري للشيخ عبد القادر فقد كان سمحا" هينا"متواضعا"بالغ الشفافيه حيث بدا ذالك في سيرته العطره التي تناقلها الناس بالتواتر وفي مدائحه وقصايده التي تكاد تقطر رقه وعزوبه
النشأة:
نشاء وترعرع في كفالة اخواله ابناء الفكي (الاغبش)الذين اشتهروا بالعلم وتحفيظ القران الكريم وقد حفظ في معيتهم ما تسير له من القران الكريم ثم اكمل حفظه في خلاوي ابيه بقريه (أب عرف-الشيخ ابوكساوي)في كنف اخيه الشيخ (احمد اكبر اخواته) ولما بلغ السابة عشر من عمره ارسل به اخوه الي شيوخ العركيين بمنطقه (ابو حراز) بالجزيره لا غراض الاستزاده من العلوم الدينيه والشرعيه وعلوم اللغه العربيه ولما سمع بمقدم الشيخ (الحجازي)بالمنطقه الكائنه شرق ام ضوا" بان والتي عرفت في ما بعد بــ (ود ابوصالح)وكان يدرس مخطوطته الجزوليه خف اليه لينهل من معينه في جمع
من رفقائه التلامذه والطلاب تلك السانحه هيات له لقاء العارف بالله الشيخ محمد بدر الذي عاصره والده الشيخ محمد ابوكساوي عند الشيخ عوض الجيد (تور عفينه)
اخذ الشيخ عبد القادر الطريق علي الشيخ ود بدر

الحاله الاجتماعيه:
تزوج الشيخ عبد القادر ابوكساوي باربع نساء انجب منهن تسعه ابناء وبنتين اما الابناء فهم الشيخ (محمد احمد ) و شقيقته (امنه)التي تزوجها (المبارك ود شرف الدين)احد امراء الثوره المهديه والشيخ (مصطفي)والشيخ (محي الدين) والشيخ (القمر) شقيقته (فاطمه) التي تزوجها الراوي الفذ (محمد زين بن الشيخ احمد)وكذالك من الابناء (الشيخ المختار) الشهير با (الراوي)وامه هي الحاجه (خديجه بنت الحاج) الجعليه والشيخ وهو الوحيد في ابناء الشيخ الذي ورث روايه المديح
(البشير) و الشيخ المكاوي وهذان الاخيران توفيا في ريعان الشباب وكذالك الشيخ حبيب الله والشيخ عبد القادر بن الشيخ عبد القادر والذي توفي والده وهو في بطن امه الحاجه (الحرم بنت عبد الله بن الفكي فضل الله )فلا يستغرب تطابق الاسماء

اثاره:

حاز مقام عبد القادر الجيلاني قبل ميلاده للحياه استنادا علي روايه خاله الشيخ ود المنا الكائن ضريحه بقرية (الفداقوبه)العقلين الذي ظل يشاهد تغير احوال الشيخ محمد ابوكساوي الاب عند روايته لام الشيخ وقد افاد لحقيقه ان ام الشيخ تحمل في رحمها روح الشيخ عبد القادر الجيلاني
فسر الشيخ عبد القادر روف (خ ز ز ر س) والتي تحدث بسرها الشيخ التوم ود بانقا في نبوءته التي تقول ان تفسير هذه الحروف تشتهر علي لسان نفحات الشيخ محمد ود بدر (بذي الحروف الخمسه في الحضره اشوف مقصودي )وهما اول ما بداء به الشيخ عبد القادر القصيد والمديح وادب الروايه الصوفيه كتب الشيخ عبد القادر ما يقارب الثلاثه الف قصيده في مدح القوم واكثر من الف وخمسمية مدحه في ادب المديح لم يجمع من كل هذا الارث الي ما لم يتجاوز الثلاثمائه عمل مخطوط ومسموع

ديـــــــــــاره:
الفتيح العقلين – الشيخ ابوكساوي (ابوعرف)- طيبه الحسناب والتي قضي فيها جل حياته وقد تزوج من اخواله الحسناب ام الفقراء (فاطمه بنت ابراهيم) ام الشيخ (محمد احمد) ومن دياره كاب الجداد مع اهله الدباسين حيث ينسب له الناظر خير السيد ود رحمه ناظر الدباسين عما" ابن خاله لابيه وتزوج والدة الشيخ (القمر) وفاطمه (ابناءه) وله نسبه بالحلاوين حيث يرقد الضريح هناك

اشعاره :
جرت روايات المديح والقصيد المنسو ب للشيخ عبد القادر علي السن كثير من المداح منهم ابناء (شكيره الوادي) وابناء الشيخ مصطفي الفادني وابناء الشيخ الصائم ديمه وابناء الشيح الغرقان وابناء الشيخ ود النزير بالقوز وابناء الشيخ ود بدر بام ضوا"بان وابناء العديج والكسمبر وطيبه الشيخ عبد الباقي وام دقرسي وحمد النيل هذا علي سبيل المثال لا الحصر اضافه الي ابناء الشيخ ابو كساوي (الكسواب)
تفنن الشيخ في مديح القوم حتي بلغ شأوا" تستحيل في مجاراته فقد مدحهم اجمالا" فابدع وخص بعضهم بالزكر كقوله في الشيخ حسن ود حسونه :
حسن منبور حسن يا ود حسونه التور شي لله
وقال فيه ايضا":
يا منادي لي أبونا حسن ود حسونه
وهنالك كذالك اكثر من قصيده في مدح الشيخ حسن ود حسونه
كما قال في اشيخ ادريس ود الارباب (ابو فركه):
غوث الرجال يا اب فركه اللوتو حالي يا اب فركه
كما قال في الشيخ عوض الجيد تور عفينه :
يامنادي نادي عوض الجيد صاحب الطرق المفيد
كما قال في والده الشيخ محمد ابوكساوي :
يامنادي نادي لي اب كساوي الساد ساكن اب عرف وبولاد
كما قال ايضا في استاذه الشيخ ود بدر:
بدرنا الان خليفه جدنا الجيلان شئ لله
وقال فيه ايضا":
نادي الساده ابن بدر بحر الزياده
كما قال في الشيخ حمد ود الترابي (النحلان):
مرحبا سيدي القطابي الشيخ حمد يا ود الترابي
كما قال ايضا في قصيده المشهوره (شئ لله) جامعا سلسلة القوم امثال الساده الاعراك الشيخ المسلمي والشيخ النيل راجل ام قرقور والشيخ احمد الكشيف وازرق بابنوسه والشيخ القرشي ود الزين والشيخ احمد الطيب ود البشير وغيرهم كثير

وفاته وخلافته :
توفي الشيخ عبد القادر ابو كساوي في العام (1884م) ودفن بمدينة المحيريبا الحلاويين وتفرقت خلافته علي ابناه في طيبه واللديه الشيخ حبيب الله وكاب الجداد والمحيريبا

من لا يشكر الناس لا يشكر الله , الشكر كل الشكر للذين سهروا الليالي وقهروا الصعاب حتي جمعوا هذه الماده
بشير عبد القادر القمر ابوكساوي
احمد البشير البشير ابوكساوي
ابوكساوي البشير المختار ابوكساوي
الحاج محمد احمد العجوز
مكاوي محي الدين ابوكساوي
قمر مكاوي محمد احمد ابوكساوي
محمد الخليفه محمد احمد اللغيبش
الحاج محمد زين المختار ابوكساوي
التاج مختار التاج عبد القادر عبد القادر ابوكساوي

الشيخ حسن ودحسونه


من كتاب الطريقة القادرية في السودان والدعوة الى الله
لكاتبه الشيخ محمد الخليفة الحسن أبوقرون
مـيلادهُ ونشـأتـهُ:
هو الشيخ حسن ود حسونة بن الحاج موسى بن محمد بن جمال الدين بن محمد بن حسن بن على بن إبراهيم بن إدريس بن صالح بن حسونة بن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن الحسن بن إبراهيم بن المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الأمام الحسن بن الإمام على كرم الله وجهه (1).
قدم جـده الحاج موسى من الجزيرة الخضراء بالأندلس وتزوج من قبيلة المسلمية فوُلد له حسونة الذي تزوج من بنت خاله فاطمة، فولدت له أربعة أبناء الشيخ حسن، والشيخ العجمي، وسوار، والحاجة نفيسة. وقيل إن مولده سنة 968هـ (2) في منطقة الجزيرة كجوج التي تقع شمال الخرطوم بالقرب من شندي، فنشأ تحت رعاية والده، ولم يذكر أنه التحق بخلوة لقراءة القرآن الكريم. وشبَّ على كثرة الذكر والعبادة ومحبة الصالحين، ولما بلغ سناً تمكنه من المعرفة قام بالبحث عن الشيخ الذي يبايعه ويأخذ عنه آداب السلوك.
قال الكوفي قال لي الشيخ حسن: (أخبرك يا كوفي بدايتي: أول أمري خرجت أطلب لي شيخاً في الطريقة فدخلت الجزيرة إسلانج، فأكرموني وضيفوني، فقلت هؤلاء أكرموني وضيفوني ما هم شيوخي. سافرت إلى الجزيرة إنقاوي فأكرموني فيها، فقلت ما هم شيوخي. ثم جيت إلى المطرفية فوجدت الفقيه أبو بكر(3) شيخاً كبيراً مجتمعين عنده الناس على كرامـة (4) فقال لواحد منهم: يوجد لحم؟ قال له: نعم، قال: في ملاح؟ قال نعم. قال لي: يا فقير شيل هذه الفضلة ملحها بالماء وكُل. فقلت هذا الما أكرمني هو شيخي. ثم قال لي: يا فقير املأ هذه الركوة من البحر، فلما جيت عند البحر امتلأت وحدها من البحر وجاءتني من غير ما أملأها. فجيت إلى الشيخ فوجدته شاباً. فتوضأ فصلى ثم طال حتى وصل رأسه سقف الخلوة، ثم عاد إلى حاله شيخاً. فقلت في نفسي هذا شيخي. فقال: أنا مانِ (1) شيخك، أمشي أدخل ليك خلوة في باعوضة (2) فإن شيخك يجيك فيها. فانه يكون لك شأن عظيم، أبقى بعدنا على ذريتنا عشرة) (3).
كان الشيخ حسن في بحثه عن الشيخ المربى حريصاً على الإذعان والتسليم لمن يأخذه بشيء من الخشونة التي تعينه على قوة التحمل وارتياد الصعاب، وقد وجد طلبه في الشيخ الفقيه أبو بكر الشهير بـ (رجل حجر العسل)، الذي أنبأه بأنه ليس هو شيخه، ومع ذلك فقد أرشده إلى ما ينبغي عليه أن يعلمه من أدب وسلوك.
الطريق إلى خـلوة باعـوضـة:
التعريف بخلوة باعوضة يعني الحياة الروحية التي يعد توفيقها نعمةً هوّنت على ود حسونه كل صعب من المجاهدات، وما حوت من عزلة انفرادية وجوع وسهر وديمومة ذكر لا يفتر.
الطريق الصوفي يعني الموت الحقيقي للنفس بحرمانها من الملاذ التي تتناولها، إلا ما يقيم الحياة ويعين على الحركة والقدرة على فعل شيء، ومعرفة الأبعاد الصوفية أنه كلما ضعفت قوى النفس الحيوانية بالتقليل من حلو ولذيذ الأشربة وكثير الأطعمة المتخمة للبطون... يكون استعدادأ إلى خطوة أكبر، وترك شئ مما ذُكر من اللذائذ تخلفه قوة معوض روحي غير منظور يعين الإنسان في مساره. وحصول ذلك يحتاج إلى تدرج بالصيام والقيام موالاةً حتى تتعـود النفس على الإنفطام، وأما الهجوم على ذلك قد تحصل منه أضرار كثيرة فتسبب هوساً وجنوناً، وليس الأمر في هذا تتحمله كل نفس، يؤيد القول بوجود معوض روحي قول النبي(r): (أبيت عند ربي فيطعمني ويسقين).
الجهاد أو المجاهدات ومنها مجاهدة العدو وهذا فرض لحماية الدين وأهله وعامة ديار الإسلام. والقسم الثاني نافلة ارتضى الإنسان أن يفعلها مختاراً، فهذا ما كان من الشيخ ود حسونه وأضرابه، الذين بذلوا النفس رخيصة وتجشموا الصعاب يرجون رضاء الرب سبحانه وتعالى، وليس وراء ذلك نظرة استفادة عاجلة من أمر دنيوي. وتقول الأمثال الصوفية (في قتل النفس حياة الأبد)، ولعل في الوحي القرآني إشارة لذلك بقوله تعالى: {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ}[البقرة:54] وغير ذلك من آيات تشير إلى المعاناة لتتخلص النفس مما يبعدها عن الصراط المستقيم.
يسوقنا التعريف إلى خلوة باعوضة أن نسمع ونقرأ ما حدث من الشيخ ود حسونه في عزلته التي ارتضاها متيقنة بها نفسه، مطمئن لما يحصل له فيها من خير، وواثق بما وعده به الفقيه أبو بكر، فذهب ود حسونه ودخل خلـوته البادئ كل شئ فيها بالمصاعب، وكل ما هو مخالف لما انطبعت عليه النفس من مألوف، والانسلاخ من ذلك يحتاج إلى قوة نفس متحلية بالصبر تصمد في حلبة الصراع الجبار.
فهل كان شيخنا ود حسونه الفتى الذي لم يتجاوز العشرين إلا قليلاً من الصنف الذي يستطيع ويصلح للصراع الجبار الذي يتقهقر من حلبته أؤلي القوة والبأس؟.
فلنترك أبو حميدة حواره يحكى لمحات عرفها عن حياة أستاذه لما كان له من مباشرة الخـدمة، قال إنه: (بنى بيتاً على الضفاف الشرقي من الجزيرة باعوضة مقابلاً للخلوة يقوم بالخدمة اللازمة)(1).
ويبدو أن طول المكث الذي صبر على شدته ود حسونه أحدث بعض التطورات في العبادة والزهد بالتخفيف عن كثير من المألوف من مأكل ومشرب، حتى أنه طلب من أبي حميدة أن ينسج له قميصاً من لحاء العشر يلبسه بدلاً من الثياب العادية(2)، وهذا شيء ارتآه ود حسونه وارتضاه لنفسه، وله ما رأى فيما يريد أن يلبس... الإنسان في الحياة وعرفها له اختياره. أن يسكن في الأكواخ متزهـداً، أو أن يسكن في المباني العالية الجميلة مستمتعاً بذلك ما دام المال من حلال الكسب- غير مغصوب أو من وجه ربـوي- وله كذلك أن يلبس الملابس الفاخرة من غير عجب أو تعالى نفس، أو يلبس ما شاء من متواضع الثياب، تتسع نظرة التشريع التمليكية لعرف هذا وذاك من غير تضييق، الشرع ترك للإنسان مجالاً واسعاً في اختيار أنواع الملبوس والمأكول ما أمتثل الأمر الإلهي مراعياً للكسب حلاله وحرامه، فما كان من ود حسونه في خلوته الاعتزالية فهو أمر ارتآه، وعانت فيه نفسه كل صعب صابراً محتسباً رضاء الله تعالى، وكان من الثواب ما وعُد به أستاذه الفقيه أبو بكر رحمه الله.
قال له: (أنا ما شيخك أدخل خلوة في باعوضة فإن شيخك يجئك فيها) (3)
امتثل ود حسونة أمر أستاذه الفقيه أبو بكر متيقناً ما قاله له... تسابقت خطواته فرحةً إلى معتكفه بالجزيرة الصامتة إلاّ ما كان من تغريد الطيور وصرير الصراصير التي تصك صماخ الأذن... كل شئ في الجزيرة صامت ومخيف... يزيد ذلك حفيف الأشجار وتضارب الأمواج على حافة الشاطئ، إنه مكان موحش ومخيف بتسلق ثعابينه سوق الأشجار صعوداً وهبوطاً. إلى هذا يقدم الشيخ الفتى، ولكنه هل فكر بروّية وتصور هذه المخاطر وما في الجزيرة من وحشة وصعاب تواجهه وهو ملتف بجدران خلوته المستديرة التي بنيت على عجلٍ من غير جودة ومن غير منفذ لهواء أو إضاءة شمسٍ...لا يراه أحد ولا يريد كذلك أن يرى أحداً إلا أبوحميدة التلميذ المرافق لقضاء بعض الحوائج يأتي إليه بعد كل مرة من شرق الجزيرة.
نترك الشيخ يقص اعتكافه وما كان فيه، قال: (قدمت باعوضة فاختليت للذكر والعبادة فجاءني رسول الله(r) ومعه على وقيل أبو بكر فلقنني الـذكر) (1).الحديث عن خلوة الإعتكاف في باعوضة لا يعني اعتكاف أيام بل فيما يبدو أنه سنينٍ تتراوح بين الثلاث والخمس أو تزيد، والحديث فيها يسوق الى التطورات الغريبة التي حصلت وقائعها لود حسونة، وجاد ببثها من غير بخلٍ أو ضنٍّ، ولم يكن تناولها للمتعة القصصية التي تروي ساحات فراغ النفس بالأحاجي والحكايات الشعبية، بل تطورات خطيرة في مناحي الروح الحديث فيها يغوص إلى ما وراء أبعاد النفس وظواهرها التي تعجز التحليل العقلي.
ما يعني من أمر الروح هو تبلور أطوار غريبة تجل عن حديث الظواهر النفسية، والنظر في أمرها وددنا أن يكون دقيقاً لضيق مساربه ومسامه ورجونا كذلك أن يكون بهذه اللمسات دقيقاً... لا أظن الحديث في هذا يستطيع طرقه كل أحد، والإجابة كذلك لا أخالها تكون مغنية إن كانت من نظرةٍ غير غائرة في أبعاد النفس وما وراء ذلك من قوة خفية. على أيٍّ مهما أسبرنا الغور غوصاً وتأملاً لا يمكن أن يأتي الحديث مفيداً مثل الذي كابد حرارة السلوك وتمعن في معانيه وشاء الله له تفتح مسام الرؤى الروحية.
ونقف عند بداية هذا التطور، يقول ود حسونة أنه أخذ البيعة من النبي صلوات الله عليه وسلم، وكذلك صيغ الذكر الذي يتعبد به، يحكي هذا بكل وثوق أنه في حالة اليقظة. كيف هذا وكيف كان؟‍‍!‍ أنه أمر غير طبيعي لا يحصل للإنسان في حالته العادية، وإنما حالة من الإرتقاء طوت أسجاف الغلظ المادي والغشاء المتكاثف حول مرائي الروح، هذا الطور غير الطبيعي لا نحرم منه إلا بسبب القفص الجسدي وأحواله، وكما للجسد أحواله ومطالب حياته التي يتعشقها كذلك الروح لها مطالبها وما تتعشقه من معاني إمور. الإلتقاء بالنبي صلوات الله عليه وسلم في الحياة الفانية بلا ريب أمر مستغرب عند الكثير، ولا يستطيع له هضماً أو تفهماَ، ويضيف ود حسونة إلي بيعته التي تعني الإلتزام بأمر الدين كما هو مفهوم البيعة عند رجال التصوف، أنه لقّنه الذكر وهذا فيما يبدو أنه الاسم الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطي، وكان له معوضاً روحيا ًفي خلوته حاجة ومطالب الجسد من أكل وشرب وهو لا يعطي بمحاولة التكريس على تلاوة أعداد كثيرة لتسخير رئ ٍ من الجن أو غيره، كما يرهق بعض الناس أحوالهم في هذه الأوهام، وإنما هو سر يُعطى ويُمنح بمقادير وموازين إلهية. وقد أفرزت خلوة ود حسونة تطورات كان له فيها سعادة لا توازيها سعادة، وكل وصف يكون قاصراً عن التعبير عنها، فقد هون عليه كل صعب في خلوته ثم ما كان بعد في سياحته، وهو على سجاد الطريقة يوجه ويرشد في أمر الدين، ويبذل ويعطي عطاء من لا يخاف الفقر، هذا وغيره من إمور عادية تجري في حياته.
ونترك سنة اليراع تجري سعيدةَ محبورةً بما غيض لها من تحبير عن رؤية المكاشفة الغريب علينا فيها كل شئ، إنه لقاء الروح الذي يُدقّ عن الأفهام وتعجز المدركة الإنسانية عن تصور وتخيل رؤيتها في الحياة العادية. ما وقع لود حسونة من هذا أمر لم يكن في اللحظات العادية، إنه ارتقاءٌ انعكس إشراقه على مرآة الروح أجلى في لوحها الشفاف رؤية الكائنات العلية، تحدث عن هذا بكل وثوق مُبعداَ لكل توهم وتخيل غير سَوِيٍ، فقد كان في حالة من الإعتدال والتماسك نفسياَ وعقلياَ. ومع ما نذكر من أحوال تيسر الفهم لرؤية المكاشفة التي حصلت للشيخ ود حسونة يتأتى سؤالٌ: هل لعقولنا هضم وتصور الأبعاد الروحية التي تجلت له ظاهرتها الغريبة؟ إن غرابة التصور وعدم محاولة الفهم لعالم الروح أمر يجعل الغيب بكل صوره ومعانيه أمر مشكل على العقول. إن التأمل في الواقعة يجب أن يكون بمنظار روحي يخترق الأسجاف المادية و يقرب بين النفسية المتجافية مع المفاهيم الروحية. وبجانب هذا لو سلطنا المجهرعلى مختبر تعامل الإنسان مع الذرة الخفية لاستخلاص روائعَ معجزةً، عله يهون ما يصعب إدراكه، وحين نحاول البحث والنظر في قضايا الروح الشائكة المسالك وددنا أن يكون التعامل بعقلية ترفض كل ما لا تستطيع إدراكه ،إن طرق مختبرات تجارب العلوم الإنسانية لفوائد الذرة التي لا تري ينقلنا من النظرة المتجافية مع حقائق العلوم أيَا كان نوعها،والذرة مع ضآلتها وخفائها عن الأبصار لها وجود الحركة المدهشة .. مقدمة تفيد نتيجتها أن ما يكون لقلة من علماء الاكتشاف المادي يقرب مسافة العقل بتجويز خفايا اكتشاف تطلع عليها قلة من الربانيين في ملتمسها لعالم الروح الموًَّار بالحركة صعوداً وهبوطاً. كثيرٌ من أحوال النبوات الكريمة تعطي مفهوماً لإمكان الالتقاء مع الروح التي غادر صاحبها هذه الحياة. ندرك للروح وجوداً، تشعر بالألم والنعيم كما يشعر الجسد بها، وما كان له وجود وشعور تجوز الرؤية له وإلا حكم بعدمه. رغم محاذير كثيرة تضع حاجزاً من الخوض في أمر الروح وعالمها إلا أن تجربة الربانيين تفتح منفذاً للحديث.

ومع تنفس الصبح الذي يأمر بالرجوع من الرحلة الروحية المضنية وبعد ترويح وراحة قليلة من عناء السفر الذي شدّتنا أشواقه الى تلك الأبعاد نترك المكان خلياً لتلاميذ ود حسونة الذين جادت قرائحهم موثقةً أمر البيعة الروحية نظماً وروايةً، ومن هؤلاء إبراهيم الشيخ الإمام تلميذ ود حسونة وخليفته. قال في قصيدته الشهيرة مطلعها:


يـــوت عــند بابو زحمـة



ذاك باب الرحمة زيــارو

الشـــيخ حـــسـن

من الرسول أخذ الطـــريقـة



شــــــــيــــــخ الحــــقـيقــة

فوق أم أضان حل المضيقة



إن قلت حسن نار الحريقة

الشـــيخ حـــسـن

الــنعــمـــــــــــــة حـــــــازا



خذ مني هذا قولاً صحيحــاً

من الرسـول جاتو الإجازة



سيد القهيد سيد أم قزازة

الشــيخ حـســـن

وهنا تبدو قضية وهي مسألة الإلتقاء بالنبي(r) يقظة والإستفادة منه، أمر يصعب استيعابه على الكثير التعامل معه، يحتاج إلى فقه بحقائق الروح وتطوراتها الغريبة. (ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
فمن المشهور الجلي أن النبي(r) صلى بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج، والأجلي من ذلك أنه التقى بنبي الله موسى عليه السلام في معراجه فراجعه في الصلاة المفروضة. عن جابر أن الرسول(r) قال: (عرض على الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجـال كأنه من رجال شنوءه. ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام فإذا اقـرب من رأيت به شبهاً هو عروة بن مسعود. ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبكم - يعني نفسه - ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً هو دحية بن خليفة).
وروي عن ابن عباس رضى الله عنهما، قال: سرنا مع رسول الله(r) فمر بوادي الأزرق فقال: أي وادي هذا؟ فقالوا: هذا وادي الأزرق قال: (كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطاً من الثُنيّة وله جؤارٌ إلى الله تعالى بالتلبية. ثم أتى على ثنية هرش فقال: أي ثنية هذه؟ قالوا: ثنية هرش. قال: كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة عليه جبة صوف، خطامُ ناقته خلبة وهو يلبي)(1). وقال الجلال السيوطي رحمه الله: ولا تمتنع رؤية ذاته الشريفة بروحه وجسده، وذلك لأن النبي(r) وسائر الأنبياء عليهم السلام أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا. وأذن لهم في الخروج من قبورهم والتصرف في العالم العلوي والسفلي(2). وقد أجمع جمهور العلماء على أن رؤية النبي(r) وسائر الأنبياء جائزة لمن أكرمه الله تعالى بذلك من أوليائه، لأنهم أحياء تنتقل أجسادهم الشريفة حيث شاءت طليقة تحج وتعمر. قال عياض رحمه الله: فإن قيل: كيف يحجون ويلبون وهم أموات وهم في الدار الآخرة وليست هي دار عمل: فاعلم أن للمشايخ فيما يظهر لنا عن هذا أجوبة، إحداها أنهم كالشهداء بل هم أفضل، والشهداء أحياء عند ربهم فلا يبعد أن يحجوا ويلبوا كما ورد في الحديث(3) الثاني أن عمل الآخرة ذكر ودعاء. قـال تعالى: {دَعوَاهُم فيها سُبحانَكَ اللَّهمُ وتَحيَّتُهُم فيها سَلامٌ}[يونس:10]، قال البيهقي رحمه الله، بعد كلام عن حياة الأنبياء صلوات الله عليهم: فحمل من مجموع هذه النقول والأحاديث أن النبي(r) حي بجسده وروحه، وأنه يتصرف ويسير حيث شاء في أقطار الأرض وفي الملكوت، وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته لم يتبدل منه شيء، وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة: وكرامته رؤياه على هيئته التي هو عليها، لا مانع من ذلك ولا داعي إلى التخصيص برؤية المثال(1). وروى الطبراني بسنده عن ضمرة بن ثعلبة أنه أتى النبي(r) فقال له: ادع الله لي بالشهادة. فقال له النبي(r): الله حرم دم ابن ثعلبة على المشركين والكفار. قال فكنت أحمل في عرض القوم فيتراءى لي النبي(r) خلفهم. فقيل يا بن ثعلبة إنك لتقرر وتحمل على القوم فقال: النبي(r) يتراءى لي فاحمل عليهم حتى أقف عنده. ثم يتراءى لي أصحابي فأحمل حتى أكون مع أصحابي. قال: فعمر زماناً طويلاً من دهره(2).
ولقد رآه جمع من أئمة الدين وأولياء الأمة وعدولها الذين ثبت عنهم، دقتهم العلمية وصدقهم. ورد عن الشيخ المحدِّث جلال الدين السيوطي رحمه الله، أن شخصاً سأله شفاعة عند السلطان قايتباني فقال له: اعلم يا أخي أنني اجتمعت برسول الله(r) إلى وقتي هذا خمساً وسبعين مرة يقظة ومشافهة. ولولا خوفي من احتجابه(r) عني بسبب دخولي للولاة لطلعت القلعة وشفعت فيك عند السلطان. وإني رجل من خدام حديثه(r) واحتاج إليه في تصحيح الأحاديث التي ضعفها المحدثون من طريقهم، ولا شك أن نفع ذلك أرجح من نفعك أنت يا أخي(3).
وهؤلاء العلماء المثبت فضلهم في الدين تعتبر أقوالهم حجة. قال الإمام مالك رضي الله عنه: إن هذا العلم دين، فانظروا عن من تأخذون دينكم. ويسند هذه الأقوال حديث: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي (1).
المعـراج الـروحي:
إننا ندرك أن الحديث عن عالم الروح شائك الدروب والمسالك، ورغم أن رؤى الربانيين من هذه الأمة توشك أن تكشف لنا عما وراء تلك الحجب الكثيفة التي تمنعنا عنه، إلا أنه يظل دقيقاً يجعلنا نتصف بالجهل المطبق لهذه الأبعاد وأحداثها وما يجري فيها. ومع ذلك نفس الإنسان تتوق دوماً لسماع تلك الأحداث التي تشعره بتكريمه ككائن بشري، لا يستحيل عليه ككائن غريب الأطوار الروحية أن يحظى بفيض من المولى عز وجل، يرتقى به، قفزة روحية عالية إلى رحاب تضيق عنها الافهام، وتزلزل العقول زلـزلة شديدة إن لم تخضع لسلطان الإيمان، ولهذا نورد تتمة حديث الشيخ حسن رضي الله عنه، ونلتمس العذر لمن ثقل إدراكه عليه ووقف عقله مع الطبيعيات.
قال الكوفي: قال الشيخ: (يا كوفي أنا في الخلوة راقد، رأيت نجمة كبيرة في السماء تعلقت بها روحي وخرجت من جسمي فطارت، فخرقت السموات السبع فسمعت صريرالأقلام. فلو كان يا كوفي بعد محمد(r) نبي لتنبأت. ثم رجعت فوقعت في جزيرة من جزائر المالح([1])، فجاءني رجل لابس كسايين من صوف فلقنني اسمين ومشى معي خطوتين وجابني في قوز الصغيروناب([2]) فوجدت الشيخ الزين في الدرس ومعه ثمانمائة طالب، فلما قابلتهم رطنت رطانة عجمية فتركوا القراءة، ثم رجعت فوجدت رواسى([3]) عند مركب فأدخلني فيها، فجيت طالب خلوتي فوجـد أبي يكسر ألس([4]) ساقيته. فقال يا فقير اقعد حتى ننزلك، الخلوة فيها فقير فخلاني "أي تركني"، فدخلت خلوتي فوجدت يا كوفي جثتي في الجبة إن نشروها بالمنشار ما تتحرك فماعت لها روحي فدخلت فيها، ثم جاني أبي فقال: أين الفقير الذي دخـل عليك؟ قلت له: ما دخل علي أحد، فقص الدرب منكّساً حتى جاء عند الرواسي - أي رئيس المركب - وأنا معه، فقال من رمى في مركبك اليوم؟ فقال له: جاني رجل رميته([5]). يعاينني([6]) وأراد أن يقول هذا ويسكت. ثم قال لي: يا حسن أنت يجوك الأولياء ليرشدوك)([7]).
لقد اهتم العلماء قديماً وحديثاً بالبحث عن عوالم ما وراء المادة، وحتى أصحاب الفلسفات المادية أفردوا له أخيراً كراسي الأستاذية بالجامعات تحت اسم: علم ما وراء النفس أو الباراسايكولوجي، أدرجت تحته الكثير من المعارف المتعلقة به مثل تجارب الإتصال عن بعد دون وسيط مادي، وهو ما يعرف بالتيليباثي، ومثلاً للتأثير على الأشياء المادية بمجرد النظر إليها، وتجارب الإستحضار الروحي - وهي التي يراها جمع من علماء الدين ضرباً من ضروب الإتصال بعالم الجن، والجميع يقف حائراً، دونه ودون الحقيقة حائل يصعب اختراقه.
ولكن أقرب الناس للصواب في هذا الفريق الذي يبحث في الشفافية الروحية من خلال تجربة الربانيين من هذه الأمة المحمدية. ويمكن القول عن هذا الحدث هو تألق روحي تستشرف الروح أثناءه عوالم الملك والملكوت، وسجلت مدركتها كلما رأت أثناء هذا التألق العرفاني العظيم. ويحضرناهنا قول الإمام الغزالي عن الصوفية: من أول طريقهم تبدأ المشاهدات والمكاشفات، حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء، ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائـد. ثم يترقى الحال عن المشاهدة والصور والأمثال إلى درجات يضيق عنها النطق، فلا يحاول أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه([8])
إن عالم الـروح غريب عن حِسنا العادي، وتصرفه يختلف عن عالمنا المادي الذي يتيسر الخوض فيه، لأن نواميسه المتاحة للإنسان بالنظر والتجربة، حتى يخيل إليه أنه يستطيع أن يفعل ما يريد. ورغم ذلك فقد حاولت بعض الأقلام أن تطرق عالم الروح المحجوب، لعلها بصدق حسها تجد منفذاً تلتمس منه معرفة يمكن نقلها للآخرين ولكن هذا العالم أسراره محجوبة.
الرحلة مع الزاهـد الملك:
عند خروج الشيخ حسن من خلوته التي ظل فيها وقتاً ليس بالقصير، ضرب في فجاج الأرض للعبـادة والتأمل في صفحات الكون. والسياحة هي من جملة الآداب الصوفية التي يقصد بها أصحابها الخروج عن المألوف.
قال صاحب الطبقات: (ثم بعد فراغه من الخلوة حجّ إلى بيت الله الحرام وساح في الأرض من الحجاز ومصر والشام نحو اثنتي عشرة سنة ومعه جماعة منهم أبو حميدة وأحمد تودُّ الضنقلاوي. وبالجملة أربعون سنة من ميلاده([9]) إلى بلوغه ودخوله الخلوات وسياحته في الأرض. قال الشيخ: قدمنا مكة ووجدنا فيها رجل شريف قطب، وتحدث معه في إمور كثيرة في حياته وحدث ما أشار إليه([10]) فقد أقبلت الدنيا على الشيخ حسن بعد عودته من الحج والسياحة. وبارك الله له في أمـواله وسعيته فنمت إلى قدر عظيم. والحديث في تعامله مع الدنيا ورؤيته لها أنها فتنة ألمت به، حتى إنه يقول: أنا ما حسن الأول، نقصتُ بارتكاب الدنيا([11]). ومع هذا كان يصرِّفها في مصارفها بسخاءٍ تام حتى إنه اشتهر باسم الباذل لكثرة عطائه. فقد أبتدرنا القول بعجالة خاطفة تسعف الراكب في الرحلة مع حياة ود حسونة الباذل وما فيها من مظاهر كثيرة... تمر حياته بثلاث فتراتٍ كل فترة تمثل قنطرة هامة لا تسمح بالعبور إلا بعد البحث عما حوت من أحوالٍ، ويبدو أن بدايته لطلب الشيخ كانت فترة قلقة في حياته تبحث عن المعاني الروحية المستقرة. رحل إلى الجزيرة اسلانج وانقاوي والمطرفية بحثاً عن الشيخ الذي يشعر بوجوده الروحي في نفسه، وهذه الفترة هي البداية، ثم المجاهدات والسياحة وما اتسمت به من ظواهر صوّبت نحو علاها الأبصار، وهذا أمر من الطبيعي أن يجعل الإنسان يسطره لتفجيراته ولما للناس من شغف ومحاب لعلاها.
اجتماعيات مسيد الباذل :
يبدو الحديث عن تطورات مناحي الروح في حياة الشيخ الباذل أخذ معناً جمالياً ممتعا تعشقت أطواره الآخذة أصحاب الشفافية ،التي تتودد حباً وشوقا ًلمعاليه السامية إلا أن مع هذا الارتقاء وشغف الحب فلا بد من تقييد وتوثيق للأحوال العادية لما فيها من واقعية تفيد المعرفة بحياة من يؤرخ له- النسيان أو الغفلة شطب لواقع انسانى عظيم ، هذا اللون من الأحوال الروحية والعادية وهو من مقاصد السِفْر، لكل منهما لونه ومقاصده في تاريخية الحياة ، يؤكد معنى في شخص صاحبه ، ولكن من الطبيعي أن تفنى الحياة المادية وتندثر ، وتبقى الحياة الروحية طوداً بازخاً تتعلق بعلاها الناس حتى بعد إنتقال صاحبها إلى الحياة البرزخية العامرة ،وهذا أمر جلي وأعظم شأن أصحابها في النفوس ، وجعلهم مرجعيةً وملاذاً تذكر الناس بصالح العمل الخير،هذا وذاك دعا البحث إليه الشكل الإجتماعي الذي يعيشه مسيد الشيخ ودحسونه، ولعل بداية الترحال إلي الدُّرُوربة (1) التي أوجبها تدفق النعم الحياتية يعطي ملتمساً لأحواله المعيشية ولسائر إمور تعامله. قال ود ضيف: (لما كثرت المواشيعنده طلع إلى الدروربة واستخدم العبيد وأركبهم الخيل – خمسمائة عبداً لهم سيد وجند- والخيل المسومة تجلب إلى جبال تقلي ودار برقو و دارفور و أولادعجيب) (2). حالة من الثراء كان يعيشها الشيخ ود حسونة ويزيد الحال تعجباً وصف الشكل الهندسي لمنازله الخاصة ومنازل الضيوف أنه على نمط القصر السناري ذو المنظر البهي الجميل الذي يتناسب جماله وأحوال الملوك وما يعد لاستقبالوفود وملوك مماثلة.
رغم المناحي الروحية وما تحوي من مجاهدات وتفجيرات خارقة ينقلنا ود ضيف إلى الملامح العادية في تعامله مع الناس والمحاسبة لعماله الذين يوليهم إدارة أعماله، يسألهم عن أدق الأشياء فيما أولاهم من عمل، وعن صغار الحيوانات وإرضاعها ألبان أمهاتها ويسأل عن التصرف فيما بقى من الألبان فيقولون أنه ( ثمانية ويبة) (3) فيأمر بتوزيعه لأولي الحاجة.

دقة في الحياة السلوكية ودقة في الحياة والمعاشية تضع الصنوج في كفة الميزان المستقيمة أرجحة في أوزانها من غير إهمال أو ضياع، ويتفقد خلاوي المريدين ومنازل الضيافة ويسأل عما يقدم من وجبات، ويحاسب على التقصير أشد المحاسبة، فيتحسر ويندم على مايقع من العاملين تجاه القاطنين والزائرين فيقول: (واشقاوتك ياحسن.....الخ) (1). نرى الشيخ مع ما كان من تنظيم دقيق بالمقاديم والجند الموزعة للإشراف على أحوال الناس إلا أنه لم يترك الأمر من غير مراقبة فقد وضع خطة ثابتة لوجبات الخلاوي: ( تذبح لكل خلوة شاتين كل يوم)(2).

كانت هذه الفترة من أعظم فترات حياته قدّر له فيها الإستقرار وسطع فيها نجم قطبيته الروحية والحياتية صعوداً وتألقاً، خطت بصماته الإنسانية على قمة القنن العالية سماتاً هامة في تاريخية الحياة الصوفية في المملكة السنارية الإسلامية، فكان شخصه معلماً تدور حوله قضايا الناس أياً كان نوعها ومطلبها. هذا الوجه من الحياة وهو الذي يراد ويقصد لما له من معنىً وبعدا ًميز شخصه بقوة إرادة فرضت على الحياة نهجه الذي يريد... تفكيراً ومعاملةً وتنظيماً يُلمح في ميدان حياته.

ونذر ود ضيف يكمل الصورة الإجتماعية الزاهية من حياة الشيخ حسن ود حسونة بما يروي عن الفقيه عبد الصادق رجل أم دوم الذي قدم بدعوة من الشيخ ود حسونة فوجده غائباً يتعبد في الخلا، وبعد أيام سمع الهمرجة(3) والزغاريد... جاء الشيخ رجل قصير أصلع له قرون ـــ ذوائب شعر، فلما زالت الشمس وبرد النهار ضربوا النقاقير ووضعو فرشة روميةً كبيرة فوق الدكّة أمام الديوان، ثم جاء الشيخ لابس قميص متعالي - لعله يعني جميل - فقام إليه العبيد فظلوا يتحدثون أنا فلان...الخ، فلما فرغوا قام الفُقراء ثم أرباب الحوائج سلموا وتكلموا (1). ويتحدث ولد حسيب بنوع آخر من أحوال:(عرضت عليه مريضة مرضاً مزمناً فوضعت أمام الدكّة - المسطبة التي يجلس عليها- فقال لأمها: أعزم لها بوقية ذهب، فوضعت المقدار الذهبي أمامه، فقال للمريضة قومي فقامت وقال لأمها في ملاحة: صفقي لها لترقص).

هذا يجري والفقيه ود حسيب ينقلنا بوصفه إلي مشاهد رمضانية جميلة في مسيد الشيخ الباذل وحياته الغنية بالنعم والخيرات الوفيرة المتدفقة بسطاً من غير قبض على ضيف أو ذي حاجة أو ذي متربة... حالةٌ زاهية بنعيم الحياة ووجبات الإفطار والشمس متدلية خيوطها الذهبية إيذاناً بالمغيب عن الأعين، وأخذ الضيوف والقاطنون أماكنهم المتناثرة هنا وهناك في فسحات المسيد الوسيعة... وضجيج المتحدثين بأخبار المدن والقرى والأسواق يزهي الوقت بهجة خروج قطار الإفطار تحمله مائة وعشرون فرخة - فتاة- لابسة الفرك وثياب المنير وكل واحدة تتبعها أخرى شايلات قداحة الكسرة وكل واحدة ورائها أخرى في يدها قرعة مغطية، الجميع قعدن في وجهه وصار يوزع في الزاد ويقول: (أعطوا الفلانيين) وهذه تقوم وأخرى تتبعها حتى فرغ الزاد وبقيت واحدة يتبعها قال لها: ختيه) -أي ضعيه- في وجه ولد حسيب فكشفنا فوجدنا فيها ديكين وفرختين حمام وزرزورين - من الطيور- قال الشيخ :(فطورنا الليلة كله دجاج مربوط على الزير ليه تسعين يوماً) (2)... دنيا عريضة من المتاع المباح الطيب تعيشها حياة الزاهد الملك ود حسونة... آن لنا أن ننظر ما وصف من فطور الملك المحتوش بخيرات الحياة، وفيما يبدو أن الوجبة غنية بالطيبات، ولعل الفقيه ود حسيب يود لو أنه صبر قليلاً ليتناول معه الوجبة المنعّمة أكثر. يحضر الإفطار وكما يروى يقول : (طست ملئ بالقرض وطبق فيه قرص مُطّالة (1) ، أخذ ما قدّر له وشرب من ماء القرض ثم مضمض فاه وقام للصلاة) (2).

أنموذج فريد من حياة الشيخ حسن ود حسونة الباذل يوضح أحوال تعامله الإنساني الكريم الذي يتعامل به مع الناس من غير منّة أو رؤية نفس. هكذا يتعامل الشيوخ الأولياء }هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ{[الرحمن : 60]، (الدين المعاملة(3)). الزوّار والفقراء يقدمون له ما تيسر لهم من الهدايا التي تتطيقها أحوالهم وهو يجزيهم ما لا يتصورون (يعطيهم البقرة الشايل والجمل) (4).

القلم يسطر أياماً عامرة بالإحسان من حياة الشيخ حسن ود حسونة، إلا أننا وددنا ألا تفوتنا صور ذات طابع خاص تحمل عروضا ًزاهية من الحياة العادية، و الشيخ تتوافق حياته العادية مع حياته الروحية يمتلك هذا لقوة فائقة لا تشذ إحداهما عن الآخري، وإن دلّ علي شئ فهو كبر الولاية وعطاء الله للعبد - يرزق من يشاء بغير حساب وبغير سؤال.وتسوقنا رحلة الشيخ ود حسونه إلي سنار بدعوة من القصر، وأرسل الملك بادي إلى ود حسونة ليعزم لأخيه ناصر، فتأهب للسفر معه المظاليم والمراقيب، وفي وجهه الخيل ثلاثة وأربعين وثلاثة كراديس قدامهم المكادة (الأحباش) يحملون البنادق وجمال البديد سبعين جملاً وهو راكب على جمل بطانة - أي حزامه حبل- فلما وصل خرج لنزولهم واستقبالهم القاضي والخطيب والمقاديم(5)، وطلع الملك فوق الرّاو - مكان عال – يتفرج فقال: هذا ملكاً أخذ مُلكنا.

بلا ريب ود حسونة إنه .... الباذل الزاهد الملك تحوشه الدنيا بكل نعيمها ويتناول الطعام الجرش أي الخشن، ويلزم نفسه سلوكاً روحياً قاسياً. متناقضات تجمعها حياته الصادقة الأمينة، أحوال الزهد والثراء معنىً كما رأيت والتقشُّف، يمتلك الخزائن والنعيم والخيل المسومة ومع هذا وذاك لم يغفل عن تدبير أحواله الروحية والحياتية، لم تؤثر في شخصه الأشياء بل بإرادة فارضة أثر في الحياة إنفاقاً وبذلاً، تميز شخص ود حسونة بأحوالٍ من عاديات الأحوال الإنسانية ولكنه يرتقي فيها إلى مصاعد يقل في مصاعدها المنافس. إنه زاهد يمتلك الدنيا وينافس الملوك، تضيق رحاب القصور وفناءها الواسعة عن أصحاب الحاجة والأيتام والأرامل وتتسع خلوات مسيده أبواب رحمة مفتوحة آناء الليل والنهار كله. حياة ود حسونة فهي تصويرٌ للتصوف الصحيح، توازن في أحواله الروحية والدنيوية. إنه أنموذج التصوف، (امتلك الدنيا ولم تمتلكه)، (استعبد الدنيا ولم تستعبده). هذا النهج يجعلنا نعيد النظرة في مفاهيم وجب أن تصحح في التصوف.

إن ما يعتري الكثير من ضعفٍ وقصورٍ في التوازن حال السلوك والتعبد لا يفهم من هذا أنه نتاج نهج التصوف، إنما هو أمر يتعلق بضعف أحوال الإنسان. التوازن بين هذه الأحوال أمر يصعب ولكنه كان شئ طبيعياً في حياة الزاهد الملك.

وارتحـل كوكب الـدين:
عاش الشيخ الباذل ود حسونه وتوفى سنة خمسة وسبعين بعد الألف. يقدر عمره بواحد وتسعين سنة. وفقه الله خلاله للكثير من الخيرات والمجاهدات. فبنى مسيده وفتح خلاوي الإنفاق والتكايا.
وتدفقت الناس من كل حدبٍ وصوبٍ تقصد تلك القيم والمعاني الرفيعة ، وقبل نهاية المطاف نذكر تلاميذه الذين سلكوا عليه الطريق، ويبدو أن


هنالك أسباباً جعلت الشيخ يرى أن يقتصر في هذا الجانب على بعض المريدين الذين يري فيهم نفعاً.
قيل له في ذلك: (أنت يا سيدي ما بتدى الطريقـة. قال لا حسد ولا بخل. لكن الناس لم يأتوا راغبين في الطريقة إنما يأتون لأجل يتفرجوا في فروخي وفرخاتي)(1)
ولكن هذا لم يمنع من إرشاد من أخلص في الطلب، وقد أرخ لبعضهم:في كتاب ود ضيف الله فقال (ممن وصل به إلى طريق الله تعالى جماعة منهم: العجمي أخوه، والكوفي عبد السلام البجاوي، والفقيه جميل الله، والفقيه محمد ولد سرور (2). ومن الضناقلة الشيخ موسى فريد والشيخ منور وأحمد تود (3).
انجذبت الناس إلى الشيخ حسن لما رأت على يده من كثرة الكرامات الدالة على ولايته وعظمت مكانته عند ربه. ولا تزال تلك البقعة التي أسسها وبنى مسجدها منذ ما يزيد على أربعمائة عام تغمرها روح اليقين وتعمرها أنفاس الإيمان التي تتصاعد مع توافد الناس إليها من كل فج ابتغاء البركة التي زرعها الشيخ الباذل في بقعته.
ولما كان لكل أجلٍ كتاب، كانت السُنة المحتومة أن يرتحل كوكب الـدين. ففي سنة 1075هـ أحس الشيخ بدنو الأجل فدعا أخوته ومحبيه لوداعهم. وقال لإخوانه: (أنا خلفت بلل الشيب ولد عبد الفتاح وزينه (1) بإصبعه بلا موسى وأوصى لخمسة فقراء بثلث ماله) (2). ثم أوقف الحفائر كلها لله تعالى. وذهب ليلقى الله لقاء المقربين.
قال تعالى:{يَا أيَّتها الْنَّفْسُ المُطمَئِنَة* ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرضيةً* فَادْخُلِي في عِبَادِي* وادْخُلِي جنَّتِي*} [الفجر:27-30].


(1) تاج الزمان - مخطوطة.

(2) الطبقات – فضل، ص 148.

(3) هو الفقيه أبو بكر رجل حجر العسل – راجع الترجمة رقم 37 في طبقات ود ضيف الله.

(4) الكرامة لهجة دارجة وهي ما تذبح ويعد زادها للناس ويجتمعون عليه بدعوة وبغير دعوة بلا حرج وهي عادة سودانية.

(1) مان: تعني (ما أنا).

(2) هي إحدى جزر ود حسونة وتقع بين جزيرتي مرنات وام يقد بالنيل جهة شندي.

(3) الطبقات ، ص 49 صديق إبراهيم.

(1) طبقات ود ضيف الله - ص 47 صديق.

(2) المصدر السابق، ص 47.

(3) طبقات ود ضيف الله - ص 47 صديق.

(1) التردد في معية على أو أبو بكر فهذه من الرواة وليست من ود حسونة.

(1) رواه مسلم والخلبة حبل مصنوع من اللليف.

(2) تنوير الحلك ، ص 38 جلال السيوطي

(3) يعني حديث ابن عباس رضي الله عنهما في تلبية موسى ويونس عليهما السلام.

(1) بغية المستفيد وسبيل السلام في الدفاع عن الصوفية الكرام.

(2) سبيل السلام - ص 95.

(3) بغية المستفيد - ص 215، السائح التجاني- والطبقات الصّغرى للشعراني.

(1) رواه مسلم.

(2) أي البحر الأحمر.

(3) أي قوز العلم (قوز المطرق) الواقع بين محطتي ود بانقا وشندي على خط السكه الحديدية. والنسبة إلى صغيرون بن محمد سرحان.

(4) في نسخة بحاري، وهما بمعنى واحد. ورواسي من كلمة ريس المركب وجمعها رواويس. وهي مستعملة عند الشايقية.

([4]) الألس هو حبل غليظ تشد عليه جرار الساقية. (يكسر الس ساقيته) أي أنه يفتل النبات الذي يصنع منه الألس ليتم صناعته.

([5]) رمت المركب أي تحركت إلى الشاطىء الآخر.

([6]) أي نظر إلي كأنه يريد أن يقول هذا هو من عبرتُ به، ولكنه لسبب ما يسكت.

([7]) الطبقات - فضل، ص 134.

([8]) المنغذ من الضلال-الامام الغزالي.

([9]) في نسخة:صباه.

([10]) الطبقات-فضل،ص135-146 بتصرف.

([11]) المصدر السابق – ص136.

(1) الدروربة جبل يقع غرب مسيده الآن 30-40 كيلو متر.

(2) طبقات ود ضيف – تحقيق د. يوسف فضل – ص 138.

(3) نوع من المكيال في ذلك الوقت.

(1)طبقات ود ضيف-تحقيق د.يوسف فضل – ص 138.

(2) المصدر السابق – ص 138.

(3) الهمرجة : أصوات الناس الكثيرة.

(1)طبقات ود ضيف-تحقيق د.يوسف فضل – ص139.

(2 طبقات ود ضيف-تحقيق د.يوسف فضل – ص142).

(1 قرص من الذرة يخبزه الرعاة على الأرض أو الحصى).

(2)طبقات ود ضيف.

(3 راجع مصدر الحديث في كتبه).

(4 ود ضيف – د. يوسف فضل – ص 143).

(5)المقاديم:جمع مقدم وهي من الوظائف القيادية في المملكة السنارية.

(1) الطبقات - فضل، ص 142. وقد أخذنا برواية نسخة الخليفة حسب الرسول التي بالهامش لاجل توضيح المعنى، المؤلف.

(2) هو جد الشيخ الطيب ود البشير.

محمد عثمان الميرغني الختم

السيد محمد عثمان الميرغني الشهير بالختم هو مؤسس الطريقه الختمية المنتشرة في مصر والسودان واريتريا واثيوبيا. وينتمى إلى واحده من أعرق أسر الأشراف بمكة المكرمة وهي أسرة الميرغنى وهو ابن السيد محمد ابى بكر بن السيد عبد الله الملقب بالمحجوب بن السيد إبراهيم بن السيد حسن بن السيدمحمد امين بن السيد على بن السيد حسن بن السيد ميرخورد بن السيدحيدر بن السيد حسن بن السيد عبد الله بن السيد على بن السيد حسن بن السيد حيدر بن السيدميرخورد بن السيد حسن بن السيد أحمد بن السيد على بن السيدإبراهيم بن السيد يحي بن السيدحسن بن السيد ابى بكر بن السيدعلى بن السيد محمد بن السيد إسماعيل بن السيدميرخورد البخارى بن السيد عمر بن السيد على بن السيد عثمان بن الامام على التقى بن الامام الحسن الخالص بن الامام على الهادى بن الامام محمد الجواد بن الامام على الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام على زين العابدين بن الامام الحسين بن الامام على بن ابى طالب كرم الله وجهه وكما أن الامام الحسين هو ابن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وبنت رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم.وهو نسب حققه الشيخ الجليل مرتضى الزبيدي واكده وراجعه الجبرتى وأورده في كتابه تاريخ الجبرتى الجزء الثاني[بحاجة لمصدر]. ولد السيد الميرغني بالطائف ودفن في مكة المكرمة بالمعلا عاش حياه من المجاهدات في سبيل الدعوة الإسلامية طاف فيها أنحاء واسعه من الأرض واسلمت على يديه جموع كثيره.
وواصل ابنائه مسيرته من بعده ومن اشهرهم السيد محمد الحسن الميرغني والسيد محمد سر الختم الميرغني والسيد جعفر الصادق الميرغني والسيد عبد الله المحجوب الميرغني والسيدمحمد هاشم الميرغنى والسيد إبراهيم الميرغنى وأشهرهم على الإطلاق في العصر الحديث السيدعلي الميرغني
بدات رحلة الختم الدعويه وانطلقت من مكة ومنها إلى مدينة تريم باليمن وسافر من هناك بحرا إلى بلاد الصومال ومنها إلى مصوع على البحر الاحمر وتوغل بعد ذلك في اراضى الحبشه ومنها إلى مكة وفى رحلته الأولى هذه دخل الإسلام على يده عشرات الالاف ومنها قبائل كامله دخلت الإسلام على يديه رحلته الثانيه بدات من صعيد مصر وكان برفقة شيخه واستاذه السيد الشريف أحمد بن أدريس الذي تركه بألزينيه وعبر بلاد النوبه والسكوت والمحس ومنها ألى كردفان وطاف خلالها حتى بلاد الفور والبرنو وتوجه بعد ذلك إلى سنار ومنها عن طريق الجزيره إلى شندى وعبر البطانه إلى إقليم التاكا ومنها دخل بلاد الحبشه وطاف بها ثم رجع إلى مكة تميز أسلوب السيد محمد عثمان الميرغنى الختم بالحركيه في مجال الدعوه إلى الله وذلك نتاج طبيعى لمدرسة السيد أحمد بن أدريس التي تمثل بدايه للنهضه الإسلامية المبكره في عهد الدوله العثمانيه وكان النهج قبل ذلك تواجد الشيخ اوالامام في مكانه وتوافد الناس عليه وحملهم للدعوه الإسلامية إلى مناطقهم وبلادهم القصيه وهو نهج امتد لقرون طويله وهذه الحركيه تتجلى في السيد الميرغنى كما تتجلى في التلميذ الثاني لابن ادريس وهو[[[السيد السنوسى]]] الذي توجه إلى شمال أفريقيا ولكن الفارق بين الاثنين في أن السيد الميرغنى توجه إلى بلاد وقبائل لم تعرف الإسلام من قبل وان عرفته فعن طريق التجار وحملات جلب الرقيق مما جعلها تكن خصومه شديده للإسلام وعلى سبيل المثال منطقة المرتفعات الاثيوبيه أو مايعرف باريتريا الآن ومناطق الجنوب النيل الازرق وجبال النوبه وهي مناطق تتميز بطبيعه قاسيه وتركيبه سكانيه قبليه صعبة المراس تمكن السيد الميرغنى وفى ظروف بالغة الخطوره وهو بعد لم يتجاوز الخامسه والعشرين تمكن من ابلاغ الدعوه وتوطيدها عن طريق أقامة المساجد والمعاهد الدينية مما خلق استمرارية تواصل بين هذه المناطق والعالم الإسلامي.

الشيخ خوجلى ابوالجاز


هو الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن حسب النبي بن فضل الله بن كرم الله بن شكر بن سمرة بن عصفور بن سليمان بن محمد كبان بن عجم بن زايد بن محمد محسن بن الملك سعد بن الملك جامع بن الملك حسن بن الملك أحمد بن الملك عامر بن عبد الكريم بن عبد الله بن يعقوب بن جابر بن سعد بن موسى بن أويس بن جامع (شكر) بن سالم بن عبد الرحمن بن على بن سليمان بن محمد بن زايد بن عمار بن حارثة بن عبادة بن أبي بن كعب الخزرجي الأنصاري.

كانت توتى والخرطوم والحلفايا مقرا لكثير من مدارس القرآن الكريم والعلوم في ايام دولة الفونج فقد خرجت هذه المدارس كثير من العلماء والاولياء والقضاه.

ولد الشيخ خوجلى بجزيرة توتى سنه 1065هـ الموافق 1654م فهو خوجلى بن عبد الرحمن وأمه ضوه بنت خوجلي وهى محسية مشيرفية ومشيرف هو جد المحس وينتهي إلي أبي بن كعب الخزرجى .

والد الشيخ خوجلي ـ عبد الرحمن ـ ولد بدبة عنتار (الخليلة الآن ) وسمته أمه على الشيخ عبد الرحمن بن مشيخ النويري لأنه خالها ، فأمه حين حملت به جاء ها الشيخ عبد الرحمن على فرس فسلم عليها فخرجت إليه قائلة ياخالي أسال الله أن يعطيني أبننا صالحاً فدعا لها حملت .

وجد الشيخ خوجلي هو إبراهيم من تلامذة أولاد جابر وقد درس على يد الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم البولاد وأولاد جابر أخوة أربعة هم إبراهيم ، عبد الرحمن ، إسماعيل ، وعبد الرحيم . وأشهرهم إبراهيم الملقب بالبولاد لتضلعه في الفقه. وأختهم فاطنة بنت جابر كانت تضارعهم في العلم والمعرفة والصلاح وعلى يدها تخرج الكثير من علماء الشايقية ونسائها العالمات ، وكانت أماً انجبت الشيخ صغيرون شيخ الشيخ خوجلي في العقائد والتصوف .
كان ميلاد الشيخ خوجلي بعد عشر سنوات من ميلاد الشيخ حمد ود أم مريوم وبعد ست سنوات من وفاة الشيخ إدريس ود الأرباب. وقد اردك الشيخ حمد 5 سنوات من حياة الشيخ إدريس.

والشيخ خوجلي والشيخ حمد رضي الله عنهما أبناء خالات فأمهاتهما أخوات بنات عم محسيات مشيرفيات والشيخ إدريس خال ضوة والدة الشيخ خوجلي وخال مريم أم الشيخ حمد وحمد أمه هي مريم بنت ود قدال أخت عائشة بنت ود قدال الفقيهة المشهورة وأستاذة الشيخ خوجلي . إذن فالشيخ خوجلي من جهة أمه محسي ينسب إلى كعب الخزرجى ومن جهة أبيه محسي كباني.

والشيخ خوجلي درس القرآن على يد عائشة بنت ود قدال وعلم التصوف على يد أرباب العقائد وتفقه في مختصر خليل على يد الشيخ الزين ولد صغيرون وهو ممن جمع بين التصوف والفقه ، والشيخ خوجلي حج إلى بيت الله الحرام ومكث فيه تسع سنوات وسلك طريق القوم على يد الشيخ التنبكتاوي القاطن بالحرم المدني .

ــــــــــــــــــــ ونواصل ــــــــــــــــــــــــ

وجزى الله خيراً القائمين على أمر موقع الخوجلاب دوت نت...

وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...

وللجميع محبتنا...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
سيدي الغوث الاكبر الشيخ التوم ود بانقا

هو سيدي الشيخ محمد التوم بن الشيخ بانقا بن الشيخ هجو الاحمر بن الشيخ عبدالقادر الناجي بن الشريف الحسني الشيخ هجو بن الشريف الحسني حماد من ذرية سيدي الشيخ عبدالقادر الجيلاني والذي قدم في اول عهد دولة الفونج بالسودان وتزوج من السيدة الزاهدة العابدة بتول الغبشة ابنة الشيخ يعقوب خليفة وابن الشيخ بانقا الضرير الذي اخذ الطريق من الشيخ تاج الدين البخاري أول من ادخل الطريقة القادرية الي السودان قادما من البصرة وكان اول من اخذ منه الطريق الشيخ محمد عبد الصادق ثم تلاه الشيخ بانقا الضرير ثم الشيخ عجيب المانجلق جد العبدلاب ولحق به الشيخ عبدالله العركي بالبصرة وأخذ من خليفته الشيخ حبيب الله العجمي حيث وجد الشيخ تاج الدين قد توفي .

سلك الشيخ محمد التوم الطريقة القادرية في مبدأ امره ثم ذهب الي سيدي الشيخ احمد الطيب ود البشير واخذ عليه الطريقة القادرية السمانية بام مرح (بالسودان) ومن عهده اصبح طريقة اليعقوباب هي الطريقة السمانية وقد انتشرت الطريقيه علي يده انتشار عظيم في معظم انحاء السودان خاصة في كردفان ومنطقة الجزيرة (وسط السودان) ومنطقة النيل الازرق حتي جبال شنقول داخل الاراضي الاثيوبية وامتدت علي طول منطقة النيل الابيض الي حدود الولايات الجنوبية تصديقا لاشارة شيخه الشيخ الطيب القطب الغوث حين سلك عليه فبشره بقوله: ( ما اعطاني اياه سيدي محمد عبدالكريم السمان في سبع سنين اعطيته لك في هذه السبعة ايام وفتحت لك ما اغلق عليك وملكت ارض الصعيد (المنطقةجنوب السودان) . اه

الشيخ الصابوني

الصابوني عالماَ إسلامياَ وباحثاً علمياً





محمد علي الصابوني شيخ جليل وأحد علماء الإسلام المتميزين، كانت ومازالت جهوده العلمية ملموسة من خلال العديد من الطلاب الذين تخرجوا ودرسوا على يديه وأيضاً من خلال مؤلفاته الغنية والتي أثرى بها المكتبة الإسلامية، كما كان له جهد واضح في تحقيق العديد من الكتب وإخراجها بشكل متكامل يخدم العلم، والإسلام على حد سواء.
شخصية مثل الصابوني هي شخصية تستحق التكريم وهذا ما حدث بالفعل فكان " الشخصية الإسلامية"  لعام 2007، وذلك بناء على اختياره من قبل جائزة دبي للقرآن الكريم، وتقدم هذه الجائزة لتكريم حفظة القرآن الكريم والشخصيات الإسلامية البارزة.    
النشأة
ولد الشيخ الصابوني بمدينة حلب الشهباء  بسوريا عام 1930م ، من أسره عريقة، وكان والده من كبار علماء حلب، تلقى الشيخ الصابوني تعليمه على يد والده وغيره من العلماء فقام بدراسة العربية والفرائض وعلوم الدين، كما حفظ القرآن الكريم في الكتاب وأكمل حفظه وهو في المرحلة الثانوية، هذا بالإضافة لدراسته للعديد من العلوم التي تلقاها على يد كبار العلماء بسوريا، والتي كانت تشتهر بعلمائها الكبار، فدرس الصابوني على يد كل من الشيخ محمد نجيب سراج، والشيخ أحمد الشماع، الشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ راغب الطباخ والشيخ محمد نجيب خياطة وغيرهم الكثير من العلماء والشيوخ.
التعليم





تلقى الصابوني دراسته الابتدائية في المدارس الثانوية والتحق في المرحلة الإعدادية والثانوية بمدرسة التجارة ولكنه لم يستمر بدراسته فيها، حيث فضل الاتجاه إلى الدراسة الدينية فالتحق بالثانوية الشرعية والتي كانت تعرف باسم " الخسروية" وذلك في مدينة حلب، وتلقى هناك دراسته التي مزجت بين كل من العلوم الشرعية والعلوم الكونية، فجمع في دراسته بين كل من الدراسة الشرعية مثل التفسير، والفقه، والحديث، والأصول، والفرائض، وغيرها من العلوم الأخرى مثل الكيمياء، والفيزياء، والجبر، والهندسة، والجغرافيا والتاريخ وبذلك جمع الصابوني بين كلا من نوعي الدراسة الدينية والدراسة في فروع العلم الأخرى، وتخرج الصابوني من الثانوية الشرعية عام 1949م.
بعد أن أتم الصابوني دراسته الثانوية الشرعية بنجاح قامت وزارة الأوقاف السورية بإرساله في بعثة إلى الأزهر الشريف بالقاهرة بمصر، وذلك حتى يتم دراسته الجامعية هناك وبالفعل تمكن الصابوني من أن يحصل على شهادة كلية الشريعة عام 1952م، ثم أتم دراسة التخصص وتخرج عام 1954 من الأزهر حاملاً شهادة العالمية في تخصص القضاء الشرعي،  وكانت هذه الشهادة من أعلى الشهادات في ذلك العصر فتعادل الدكتوراه في درجتها العلمية.
الحياة العلمية
بعد أن حصل الصابوني على درجة العالمية بتفوق من الأزهر الشريف عاد مرة أخرى إلى سوريا وبالتحديد إلى مدينته حلب حيث تم تعيينه أستاذاً لمادة الثقافة الإسلامية في ثانويات حلب ودور المعلمين، وظل يعمل في التدريس في الفترة ما بين 1955 – 1962م.
تم بعد ذلك انتدابه إلى المملكة العربية السعودية لكي يعمل أستاذاً معاراً من قبل وزارة التربية والتعليم السورية وذلك للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بالجامعة بمكة المكرمة، فكان على راس البعثة السورية إلي المملكة، فقام بالتدريس فيها لمدة طويلة اقتربت  من الثلاثين عام.
قامت جامعة أم القرى بتعيينه باحثاً علمياً في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، وقد قامت الجامعة بإسناد هذا المنصب له نظراً لجهوده ونشاطه في البحث العلمي والتأليف فقامت بإسناد مهمة تحقيق بعض كتب التراث الإسلامي إليه، وقد نجح الشيخ الصابوني في مهمته حيث عمل على تحقيق واحداً من أهم كتب التفسير وهو كتاب " معاني القرآن" للإمام أبي جعفر النحاس وعلى الرغم من كونها مخطوطة وحيدة إلا انه اجتهد في تحقيقها مستعيناً بالكثير من المراجع والكتب الخاصة بالتفاسير واللغة والحديث وغيرها وبالفعل خرج هذا الكتاب في ستة أجزاء وتم طبعه تحت أسم جامعة أم القرى بمكة المكرمة بمركز البحث العلمي  وإحياء التراث الإسلامي.
قام الشيخ بعد ذلك بالانتقال للعمل في رابطة العالم الإسلامي كمستشار في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ومكث فيها عدة سنوات
مؤلفاته





تفرغ بعد ذلك الشيخ الصابوني للتأليف والبحث العلمي فقام بتأليف العديد من الكتب في عدد من العلوم الشرعية والعربية، وقد تم ترجمة مؤلفاته لعدد من اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والتركية، نذكر من هذه المؤلفات ما يلي:
صفوة التفاسير، مختصر تفسير ابن كثير، التفسير الواضح الميسر، فقه العبادات في ضوء الكتاب والسنة، فقه المعاملات في ضوء الكتاب والسنة،  موقف الشريعة الغراء من نكاح المتعة، النبوة والأنبياء، روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن، قبس من نور القرآن الكريم، حركة الأرض ودورانها حقيقة علمية أثبتها القرآن، مختصر تفسير أبن كثير – تحقيق ، المواريث في الشريعة الإسلامية، النبوة والأنبياء، الزواج الإسلامي المبكر، من كنوز السنة، موسوعة الفقه الشرعي الميسر، الزواج الإسلامي المبكر سعادة وحصانة، التفسير الواضح الميسر، الهدي النبوي الصحيح في صلاة التراويح، وغيرها العديد من المؤلفات القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية.
بالإضافة للمؤلفات والرحلة العملية والعلمية للشيخ الصابوني فقد كانت له العديد من الإسهامات العلمية الأخرى فكان له درس يومي بالمسجد الحرام بمكة المكرمة ، ودرس أخر أسبوعي بأحد مساجد مدينة جدة يقوم فيه بتفسير آيات القرآن الكريم، كما قام بتصوير حوالي ستمائة حلقة تلفزيونية لبرنامج تفسير القرآن الكريم كاملاً وقد استغرق هذا العمل منه الكثير من الجهد.
جوائز وتكريم
تقديراً لجهوده في المجال العلمي والإسلامي فقد تم اختياره من قبل جائزة دبي للقرآن ليكون "الشخصية الإسلامية" للدورة الحادية عشر، وتمنح هذه الجائزة للشخصيات الإسلامية المتميزة، أثناء فترة عمله الأكاديمي تخرج على يديه العديد من علماء الإسلام المتميزين، بالإضافة للمستفيدين من كتبه.

الشيخ عبدالباقى النيل

 ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴّﻞ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﺍﻛﺒﺮ
ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺳﺎﻫﻢ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻓﻲ
ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ
ﻫﻮ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﺑـ
ﻓﻠﺞ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻﻏﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﻴـَّـﻞ
ﻭﺍﻟﻤﻜﻨﻰ ﺑـ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻫﻲ ﺷﺎﻳﻪ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻭﺩ
ﻣﻜﻮﺍﺭ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻜﺮﻳﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺸﺎﺕ
ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻭﻧﺸﺄﺗﻪ :
ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﻪ ﺑﺸﻖ ﺍﻟﻮﺍﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﻮﻳﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﻋﻄﺒﺮﻩ ﺳﻨﺔ
1060 ﻫـ
ﺗﻮﻓﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺍﺑـ ﻓﻠﺞ ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻮﻳﺮ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻓﻜﻔﻠﻪ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻﻏﺮ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻻﻏﺮ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻮﺑﻦ , ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ
ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻓﺤﻔﻈﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍّﻥ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﻪ ,
ﻓﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﻭﻧﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺍﺫ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎ
ﻟﺸﺮﺡ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ﻟﻼﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﺮﺷﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺳﺮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻣﺎﺷﻴﻪ ﺭﺣﻞ ﻓـﺤﺪﺙ ﺟﺪﺏ ﻓﻲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﻓﺎﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻊ
ﺟﺪﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻﻏﺮ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻫﻠﻪ ﺍﻟﻰ
ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﻞ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﻭﺍﺳﺴﻮﺍ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺍﻡ ﻗﺮﻗﻮﺭ
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻮﺑﻦ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻻ
ﻳﺰﺍﻝ ﺻﻐﻴﺮ :
ﻳﺮﻭﻯ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻮﺑﻦ
ﻣﻊ ﺟﺪﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻﻏﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺼﻮﺑﻦ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺟﻠﺴﻪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺼﻮﺑﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ )ﺍﻫﻼ
ﺑﻤﺤﻴﻲ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ( ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺷﺄﻥ ﻋﻈﻴﻢ
ﺳﻠﻜﻪ ﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ :
ﺍﺧﺬ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻠﻜﻪ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ
ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﺫ ﻳﺮﻭﻯ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﺗﻘﺎﺑﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺧﺎﺭﺝ
ﻣﺴﻴﺪﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﺧﺬ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻲ ﻫﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺟﻊ
ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﻰ
ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﻴﻪ
ﻓﺎﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺍﺗﻪ:
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻋﺎﺵ 150 ﻋﺎﻣﺎ
)ﻣﺎﺋﻪ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ( ﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ
ﻣﺮﺍﺣﻞ
ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻼﺀ
ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﻪ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ
ﻭﺍﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﺧﻞ ﺛﻼﺙ ﺧﻠﻮﺍﺕ
ﻟﻼﺧﺘﻼﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻟﻠﻪ
ﺍﻭﻝ ﺧﻠﻮﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺧﺮﺝ
ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﻪ
ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺨﻠﻮﻩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﻪ ﻭﻣﻜﺚ ﺑﻬﺎ ﺍﺭﺑﻌﺔ
ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﻪ
ﺛﺎﻟﺚ ﺧﻠﻮﻩ ﻣﻜﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ
ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﻪ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ
ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ
ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﻣﻦ ﺍﺭﺷﺪﻫﻢ :
ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﺴﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻡ ﻗﺮﻗﻮﺭ
ﻟﻨﺸﺮ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﻭﻋﻤﺖ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﺎﺗﺎﻩ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﺪﺩ
ﻻﻳﺤﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻣﻦ ﺍﺷﻬﺮﻫﻢ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻲ )ﺟﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻴﻪ(
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻱ )ﺭﺍﺟﻞ
ﻋﻔﻴﻨﻪ(
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻃﻪ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﺍﻟﺒﻄﺤﺎﻧﻲ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻮ ﺳﺒﻴﺐ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﺘﻠﻴﺐ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻮ ﻗﺮﻳﻦ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺩ ﺣﺎﻣﺪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭﻳﻦ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺠﺒﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭﻱ
ﻭﻣﻤﻦ ﺍﺭﺷﺪﻫﻢ ﻭﺩﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺩ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﻻﺧﺬ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﻩ
)ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻤﺎﻥ_ﺍﻱ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﻤﻦ( ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻴﻪ
ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀﻩ ﺯﺍﺋﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻡ ﻗﺮﻗﻮﺭ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺑﻮ ﺷﺮﺍ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﻮﻡ ﻭﺩ
ﺑﺎﻧﻘﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻘﺎﺩﻱ ﻓﺎﻣﺪﻫﻢ ﺑﻤﺪﺩ
ﻛﻤﺎ ﺍﻭﺭﺩﻫﺎ ﺣﻔﻴﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻭﺩ
ﺍﻟﺨﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﻣﺪﺣﺔ ﺍﻟﻔﻲ ﺍﻡ ﻗﺮﻗﻮﺭ ﺣﻴﺚ
ﻗﺎﻝ :
ﺟﺎﻩ ﺍﺑـ ﺷﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﺑـ ﺣﺮﺍﺯ ﻟﻪ ﺯﺍﺋﺮﺍ
ﻧﺎﻝ ﻣﺎ ﻃﺮﺍ ﺟﺬﺏ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻓﻲ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺜﺮﺍ
ﺟﺎﻩ ﺍﻟﺘﻮﻡ ﻭﺩ ﺑﺎﻧﻘﺎ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ ﻭﺭﺍﻩ ﺍﻟﻤﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﺮﻭﻡ
ﻟﺒﻘﺎﺩﻱ ﺟﺎﺏ ﺧﺼﺎﻩ ﻭﺍﺭﺷﺪﻩ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ
ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ :
ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﻧﺴﻮﻩ
ﻭﺍﻧﺠﺐ ﺗﺴﻌﺔ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺩ
ﺍﺑـ ﻧﺎﻝ
ﻭﻫﻲ ﺩﻏﻴﻤﻴﻪ ﺭﻓﺎﻋﻴﻪ
ﻓﺎﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ) ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ )ﺍﻛﺒﺮ ﺍﺑﻨﺎﺀﻩ ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﻜﻨﻰ ﺑﻪ( ﻭ ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺍﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﻤﻜﻲ(
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﻪ ﻫﻲ ﻋﺰﻳﺰﻩ ﺑﻨﺖ ﺍﻻﻏﺒﺶ ﻭﺩ
ﺍﻣﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺰﺍﺯﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﻮﺍﻫﻠﺔ ﺍﻻﻣﻴﻨﺎﺏ ﻭﺍﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ) ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﺍﻟﺒﻄﺮﺍﻥ ﻭﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ (
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﻪ ﻫﻲ ﺳﻌﺪﻳﻪ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺩ ﺣﺴﻮﺑﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﻐﺮﺑﻴﻪ ﺣﺴﻮﺑﺎﺑﻴﻪ
ﻓﺎﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ )ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ
)ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﺍﻻﻭﻝ( (
ﺍﻣﺎ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﻪ ﻓﻬﻲ ﺭﺿﻴﻨﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻤﺎﺣﻲ ﺍﺑﻮ ﺭﺿﻴﻨﺎ
ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺒﺤﻪ ﻓﺎﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻌﺎﻝ ﺍﻻﺣﻤﺮ )ﺭﺍﺟﻞ ﺗﻘﻠﻲ( ﻭﻫﻮ ﺍﺻﻐﺮ
ﺍﺑﻨﺎﺀﻩ
ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ :
ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻨﻴَّﻞ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺭﺽ ﺟﺪﺑﺎﺀ ﻭﺟﺎﻓﺔ ﻓﺴﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻣﻦ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﻭﺳﻘﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻪ
ﻭﺍﺧﻀﺮﺕ ﺍﻻﺭﺽ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﺣﺔ ﺍﻫﻼ
ﺍﻫﻼ ﺍﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﺍﺻﻠﻚ ﻳﺎﺳﻴﺪﻱ ﺷﺮﻳﻒ ﻭﺑﻴﺪﻙ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﻒ
ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﺻﺎﺭ ﺧﺮﻳﻒ ﻳﺎﺍﺑـ ﻧﻴﻼً ﻓﺎﺽ ﻟﻠﺮﻳﻒ
ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻫﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺩﻱ ﺷﻌﻴﺮ )ﻭﻫﻲ
ﻣﻨﻄﻘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺩ ﻣﺪﻧﻲ
ﻭﻣﺴﺎﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻡ ﻗﺮﻗﻮﺭ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺍﺭﺑﻌﺔ
ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﻩ( ﺗﺸﻜﻮ ﺍﻟﻴﻪ ﻇﻠﻢ
ﺳﻴﺪﻫﺎﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻭﻻﺩﻫﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﻲ
ﻣﺪﺣﺔ ﺍﻫﻼ ﺍﻫﻼ ﺍﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﻛﺮﺍﻣﺘﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻬﺮﻩ ﻣﻦ ﻭﺍﺩﻱ ﺷﻌﻴﺮ ﻣﻨﺠﺮﻩ
ﺷﻜﺖ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﻀﺮﺍ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﺍ ﻟﻴﻬﺎ ﻣﻀﺮﺍ
ﺍﺣﻀﺎﺭﻩ ﺣﺎﻻً ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻄﻔﻠﻴﻦ
ﻣﺨﻄﻮﻓﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻠﻚ
ﺣﻴﺚ ﺍﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﻲ ﻓﻲ
ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﻫﻼً ﺍﻫﻼً ﺍﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﻨﻴَﻞ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ:
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﻼ ﻋﻼﻙ ﻳﺎﻟﺠﺒﺖ ﺍﻭﻻﺩ ﺷﻼﻛﺎ
ﻃﺎﻋﺖ ﻟﻚ ﺍﻻﻣﻼﻙ ﻣﻦ ﺟﻦ ﻭﺑﺸﺮ ﻟﻌﻼﻙ
ﻭﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻭﺩ ﺍﻟﺨﺪﺍﻡ
ﻭﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻔﻲ ﺍﻡ ﻗﺮﻗﻮﺭ ﻗﺎﻝ :
ﻟﻠﻐﻮﺙ ﺟﺬﺏ ﻭﺻﻠﺢ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺍﻟﻤﻦ ﺷﻠﻚ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﻪ ﺟﺎﺏ
ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺍﻥ
ﻧﺬﻛﺮﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ
ﻭﻓﺎﺗﻪ:
ﺗﻮﻓﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺳﻨﺔ 1210
ﻫـ ﻓﻲ ﺍﻡ ﻗﺮﻗﻮﺭ ﻭﺩﻓﻦ ﺑﻬﺎﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻠﻎ
150 ﻋﺎﻣﺎً
ﻭﺧﻠﻔﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ
ﻭﺍﻏﻠﺐ ﺫﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻻﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ
ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ) ﺍﻡ ﻗﺮﻗﻮﺭ
ﻭﻋِﺒﻮﺩ ﻭﺗﻼﺗﺔ ﺍﻻﻏﺮ ﻭﺑﺎﻧﺖ ﻭﺍﻡ ﻣﻠﻴﺤﻪ(
ﻭﻭﻻﻳﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺗﺮ
ﻣﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ :
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ )ﺍﺑﻨﻪ(
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﺑـ ﺷﺎﻡ ﺑﻦ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺪﺍﻡ ﺑﻦ ﺍﺑـ ﺷﺎﻡ
ﺍﻟﺸﻴ

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)