الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الطرق الصوفية في السودان

الطرق الصوفية في السودان

الطرق الصوفية في السودان

السودان بلد التصوف بامتياز، إذ يتسم الإسلام في السودان بصبغة صوفية خاصة، بل أن الحياة اليومية فيه تصبغ بهذا الطابع في الإيمان الفطري بالمشايخ والأولياء الصالحين. 
إما الأذكار والمدائح فتسمعها أنى سرت في الشوارع، في المطاعم المحلات التجارية المختلفة وفي باصات النقل وسيارات الأجرة وفضلا عن الإذاعة الخاصة بالمدائح النبوية تمتلئ الإذاعة والتلفزيون السودانيين بها. 
انتشرت الطرق الصوفية في كل أرجاء السودان حتى وصل عددها حسب بعض الباحثين إلى حوالي أربعين طريقة أساسية وفرعية ، لعل أشهرها القادرية بفروعها المتعددة والختمية والسمانية والشاذليه والمكاشفية والمجذوبيه والادريسية الاحمدية والرشيديه والتيجانية والإسماعيلية وعدد من الطرق الثانوية. 
يرى الدكتور حيدر إبراهيم رئيس مركز الدراسات السودانية ، إن الطرق الصوفية في السودان في الفترة الأخيرة أصبحت انشطارية وقد تحولت إلى فرق إقليمية وقبلية بعد أن كانت قومية حيث يخترق رجال الصوفية التنظيم القبلي ويفرزوا تنظيما اجتماعيا أوسع. 
دخول الصوفية الى السودان
وتعد الشاذلية من أولى الطرق التي انتشرت في السودان قبل سقوط مملكة علوة عن طريق صهر الجزولي المسمى شريف حمد أبو دنانه والذي استقر في بربر في عام 849 (1445م ). ويشير محمد الريح شيخ الطريقة القادرية العركية في الخرطوم إلى ان القادرية جاءت بعدها على يد الشيخ تاج الدين البهاري الذي نقل الطريقة من مركزها في بغداد وعاش في (وادي شعير) في الجزيرة لمدة سبعة اعوام. 
اما الطريقة القادرية العركية فقد نشأت على يد الشيخ دفع الله بن الشريف مقبل وقد جاء من الحجاز وقد اخذ بيعة الطريقة هناك من الشيخ حبيب الله العجمي خليفة الشيخ عبد القادر الجيلاني آنذاك، ثم جاء الى السودان لنشر الدعوة واستقر في كردفان في منطقة تدعى (بئر سرار) ثم انتقل الى منطقة (ابو حراز)، حيث مركز الطريقة العام الان . 
وتعد القادرية بتفرعاتها من أكثر الطرق انتشارا في السودان ،ويقدر الشيخ الريح أتباع القادرية العركية في السودان بأربعة ملايين شخص. ويرى المستشرق ج سبنسر تريمنجهام ان مرحلة ثانية من المد الصوفي جاءت نتيجة لأحداث خارج السودان قد بدأت مع مستهل القرن التاسع عشر، كرد فعل للتوسع الأوربي السريع داخل الأراضي الإسلامية وظهور الحركة الوهابية.
ويصف السيد احمد بن ادريس الفاسي (توفي عام 1836 ) الصوفي والمصلح الديني الذي تاثر بالوهابية بانه الشخص الأكثر تأثيرا في السودان رغم عدم دخوله اليه، اذ اسس الطريقة الادريسية التي انتشرت في السودان كما كان معلم الرجال الاخرين ، وهم من اسس وادخل الى السودان طرقا أخرى، كمحمد المجذوب الصغير (1796-1832 ) حفيد مؤسس المجذوبية ، والذي اعاد احياء طريقته ونشرها في الشرق وسط البجا والشيح ابراهيم الرشيدي (توفي عام 1874 ) وهو شايقي اسس الطريقة الادريسية في السودان من بين أماكن أخرى ومحمد عثمان الميرغني (1793 -1853 )مؤسس الطريقة الميرغنية او الختمية إحدى أهم الطرق في شرق السودان وشماله وفي الخرطوم بحري. 
كما ادخل احمد الطيب البشير الجموعي وهو قادري درس في المدينة على يد الشيخ محمد بن عبد الكريم السمان ، الطريقة السمانية الى السودان عام 1800والتي انتشرت في وسط السودان. ودخلت التيجانية من مصر إلى بربر قبل المهدية بوقت قصير، على يد محمد بن المختار (المتوفى عام 1882 ) والمعروف بود العلية ونشرها آخرون من عرب أفريقيا أمثال عمر جانبو من الهاوسا في دارفور وكردفان ، وتعد هذه الطريقة من أنشط الطرق في غرب أفريقيا واحد العوامل الأساسية في نشر الإسلام فيها. 
وهناك طرق أخرى اقل حجما كالبرهانية والتسعينية والدندراوية والعزمية والطرق المصرية كالابراهيمية الدسوقية والرفاعية والاحمدية البدوية والبيومية. 
المسيد والخلوة
يعد المسيد حيث يقيم شيخ الطريقة والخلوة حيث يتم حفظ القران الكريم وتعلم أسرار الطريقة المراكز الأساسية في بناء الطريقة ، الذي يتم على وفق تراتبية هرمية يقف في أعلاها (شيخ السجادة)، الذي عادة ما يكون له خلفاء يجيزهم لتولي شؤون الطريقة ونشرها في مناطق أخرى ،ومقدمون يتولون إدارة شؤون المسيد وأداء بعض الفعاليات نيابة عن الخليفة. 
وينقسم اتباع الطريقة الى قسمين، وهما نخبة محددة من الدراويش أو الحيران الذين سلكوا الطريق ونذروا أنفسهم كليا له وانقطعوا عن الدنيا للعبادة واخذ أوراد الطريقة وإسرارها تحت توجيه شيخهم. والقسم الثاني الذي يضم الاغلبية من اتباع الطريقة ، ويسمونهم أولاد الطريقة ، وهم من يمارسون حياتهم وأعمالهم العادية ولكنهم يشاركون في شعائر الطريقة واحتفالاتها. 
تعد منطقة (ام ضو البان)، على بعد أكثر من اربعين كيلومترا عن الخرطوم ،مثال للمنطقة الصوفية ، فهذه المدينةكما يتحدث الناس فيها، قد أسسها الشيخ العبيد منذ أكثر من مئة وخمس وستين سنة عندما أقام خلوته لتعليم القران فيها كما يحدثنا الشيخ الطيب خليفة الشيخ محمد البدر في ام ضو البان، 
اذ يشير إلى أن الشيخ العبيد هو صوفي قادري كان سائحا في العبادة ونشر القران ، وكان برفقة زميل له يدعى الشيخ المقابلي حيث باتا في ضيافة رجل من هذه المنطقة قدم لهما الطعام، وقد قام هذا الرجل بمسح أرجلهما بالزيت، وإثناء المنام رأى الشيخ رؤيا دعته لان يؤسس خلوته في هذا المكان. 
وواصل الشيخ العبيد طقس هذا الرجل فكان يمسح بالزيت أرجل طلبته إثناء منامهم ، كما اخذت المدينة اسمها الجديد من النار التي أشعلها في الخلوة لقراءة القران، ولم تنطفئ في المكان منذ ذلك الوقت ، حيث بات القادمين يستدلون على الخلوة في الليل عندما يرون تلك النار فتحول اسم المدينة من ام ضبان (ذبان ) الى ام ضو البان ، في إشارة إلى نار القران عندما يراها المسافرون فيقولون (الضو بان). 
هذه الخلوة استحالت الى مجمع ديني كبير كان الاساس في تكوين المدينة يضم مسجدا ومراقد شيوخ الطريقة بدءا من الشيخ العبيد المؤسس في القرن التاسع عشر وعدد من خلفائه. 
وفي الخلوة ألان كما يؤكد الشيخ الطيب حوالي ألف وخمسمائة طالب من مختلف أنحاء السودان او من بلدان مجاورة تتراوح أعمارهم بين سن خمسة أعوام إلى السبعين، ينصرفون لدراسة القران لسنوات تتوزع على ست سنوات لحفظ القران وسنتين للتجويد وأربع سنوات للقراءات تتوزع بين الخلوة ومعهد ديني يعقبها. 
وتقوم الخلوة بتوفير الطعام والملبس والعلاج لهم تراهم يمسكون بألواح خشبية يكتبون عليها الآيات القرآنية ثم يقومون بغسلها بعد حفظ الآية لكتابة آيات جديدة. محمد بلولة احد طلاب هذا المعهد ، وقد انتقل إليه بعد ان قضى سبع سنوات في الخلوة ، حدثنا عن نظام الدراسة في الخلوة ، التي تبتدأ فجرا مع صلاة الفجر وبعد هذه الفترة ينتقلون إلى فترة الضحوية التي تنتهي في الساعة العاشرة والنصف صباحا. 
ثم القيلولة وبعد القيلولة تأتي صلاة الظهر وتبدأ القراءة من الظهر حتى الساعة الثالثة والنصف ثم يأخذون استراحة لنصف ساعة ينتقلون بعدها إلى العصرية ومن ثم البركة التي يقوم بها الطالب بمراجعة حفظ لوحه. 
وتأتي صلاة المغرب وتتواصل القراءة حتى صلاة العشاء وتتواصل بعدها حتى الساعة العاشرة والنصف ليلا ثم تأتي فترة (الأسبوع) حيث يقوم الطالب بمراجعة الأجزاء التي قام بحفظها من القران. العباس الحسين محمد عثمان طالب أخر جاء من دارفور وقضى في الخلوة سنة ونصف وأكمل حفظ أربعة وعشرين جزءا من القرآن، ويقول انه سيكمل ثلاث سنوات ثم يذهب إلى زيارة أهله ليعود بعدها إلى الخلوة من جديد. 
الشعائر: اذكار واوراد
يمثل الذكر جوهر الممارسة الصوفية، منذ تطورها في القرن الثاني الهجري، وتعني كما وردت في القران الكريم عبادة الله، كما يورد المستشرق تريمنجهام انها ترتبط ايضا بكلمة (ذكران) التي استخدمها السريان بالمعنى ذاته وينقسم لدى الطرق الصوفية الى ذكر صامت او خفي وذكر جلي. 
وقد تحول الذكر لدى بعض الطرق الصوفية من ممارسة صوفية تعبدية تأملية إلى طقس جماعي يشترك فيه أبناء الطريقة . ويرى بعض الباحثين أن الطرق السودانية قد أدخلت عناصر افريقية مميزة في ترديد الأغاني والذكر تخلو منها الصوفية المشرقية. 
وتشتمل حلقات الذكر على قراءة الأوراد (مفردها ورد ويعني الصلاة الصوفية الخاصة ) والأحزاب القرآنية التي تتلى في أوقات مختلفة في اليوم او في أيام معينة ، وقد طور بعض المتصوفة الكبار أحزاب خاصة كما هي الحال مع الشاذلي والرفاعي والنواوي. 
ويستخدم التيجانية مصطلح (الوظيفة )التي يبدأون بقرأتها كما ألفها مؤسس الطريقة وتستعمل الاسماعيلية مصطلح (الراتب) للدلالة على شعائرها الخاصة. 
ويبدأ الاستعداد للذكر بترديد كلمات (لا اله إلا الله ) وكلمة الله مع صفات معينة مثل الحي القيوم .. الخ ويصاحب الذكر ترديد أشعار ومدائح نبوية او لأولياء وشيوخ الطريقة على ايقاع الدفوف ، الذي يبدأ بتكرار بطيء ، يتصاعد تدريجيا حتى يصل الى إيقاع متسارع في (النوبة) يرافقه أداء حركات عنيفة ، ووصول الدراويش إلى حالة انجذاب روحي خاص قد يصابون بغيبوبة ، او يؤدون حركات راقصة صعبة. 
وقد حدثنا عنها الدرويش عوض موسى إسماعيل وهو يرتدي ثوبا رقع بقطع مختلفة الألوان وامتلأ ثوبه بالأزرار والمسابح قائلا أن الدراويش يشعرون خلالها بروحانية عالية،فيتواجدون أي تحدث لديهم أحوال لاشعورية ويقومون بحركات غريبة وقد يغمى عليهم وقد يصرخ أو يترجم البعض منهم أي يتحدث بلغات قديمة وانه كدرويش انه يشعر بسعادة طافحة ولا يشعر بأي تعب جسدي في هذه الحركات. 
ويقول الشيخ محمد الريح خليفة الطريقة القادرية العركية في الخرطوم : ان هذه اللغة التي ينطق بها الدراويش هي السريانية، لان المتصوفة الأوائل اعتادوا على استخدامها كلغة خاصة يتحدثون بها في ما بينهم، ربما بسبب القمع الذي تعرضوا له واتهامهم بالزندقة والتجديف اتجهوا إلى تعلم هذه اللغة حتى يكونوا في تقية من أمرهم عند تشاورهم في شؤونهم التي كان البعض يرى فيها خروجا ويتهمهم بالخروج عن الدين. 
وتتباين الطرق في أورادها ومواعيد أذكارها ففي الطريقة السمانية تبدأ الأوراد في الثلث الثاني من الليل ، ثم ورد السحر ثم الشروق فالخواتيم مع الصلاة ، كما إن لديهم ورد المغرب بين صلاة المغرب والعشاء. 
ويقيم الختمية أذكارهم بانتظام يومي الاثنين والجمعة وتسمى (الحضرة) التي تعقد في المجلس أو الزاوية أو في حوش الخليفة او الشيخ او لدى احد أعضاء الطريقة حين تكون لدية مناسبة خاصة فيطلب إقامتها لدية ،وحين ذاك تستهل ب(الزفة ) التي تبدأ من منزل الخليفة حيث يتجمع المريدين.
وتقام حلقات الذكر لدى القادرية كما يحدثنا الشيخ الطيب محمد البدر في ليلة الجمعة في السحر بعد منتصف الليل حتى آذان الفجر حيث تتلى المدائح للرسول ومشائخ الصوفية وعصر الجمعة بعد صلاة العصر وتسمى (العصرية) حيث تضرب النوبة. 
وغير ذلك تحيى ليلة (المولد) وكذلك (الرجبية) في ذكرى الاسراء والمعراج وعقب كل عيد يكون هناك ذكر عصر كل يوم ولثلاثة أيام وصبيحة العيد تقام ضحوية كبيرة بعد صلاة العيد .

المصدر: موقع سودان اون لاين 
http://www.sol-sd.com/news/127/ARTICLE/2199/2007-05-13.html

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الشكينيبة الشرافه والتاريخ

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م. تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة. حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة. و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه. خلاوي القرآن: والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم . والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق. ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء الليالي و حلقات الذكر: عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى. و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات. و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا." وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس الحفير : و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية . وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي. و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب. ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.


من أنا

السودان, الشكينيبه, Sudan
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي صل عليه الله ُ في الايات ِ وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات(والله وبالله وتالله لا يجتمع حب إله وحب ذاك درهم في قلب ذي اسراري إن الدراهم مكتوب عليها أذا أحببت درهما أبغضك الجباري لاتنكرن لقولي في كتابتها تالله لايعرفها الا ذا أفكاري(الشيخ عبدالباقى المكاشفى)